نشر مركز ستراتفور للمعلومات في موقعه على الانترنيت امس، تحليلا تطرق فيه الى العلاقات بين اوربا والولايات المتحدة ولاحظ بان القادة الاوربيين، ومع تصاعد الحديث عن شن حرب على العراق، يتوقعون من الولايات المتحدة استشارتهم. بينما تعتبر الاخيرة بان مساعدتهم غير ضرورية مما يشعر الاوربيين بالغضب من السياسة الاميركية.
واشار المركز الى وجود تباين بين الراي العام في اوربا ونظيره في اميركا. فمن جهة يشعر الاوربيون بالمرارة من سياسة الولايات المتحدة وهو أمر يتجاوز موضوع العراق. ذلك ان غالبية الاوربيين لا تهتم بصدام حسين. انما يشعر الاوربيون بالمرارة لادراكهم بانهم عاجزون. وهو عجز حقيقي كما لاحظ التحليل ذلك ان كل المؤشرات تدل على ان الولايات المتحدة ستشن حربا على العراق الا ان المهم هنا هو انها لا تحتاج الى اوربا ولا حتى الى بريطانيا نفسها. لانها تعتبر انها تملك ما يكفي من القوة لتنفيذ سياساتها وليست في حاجة الى مساعدة الاوربيين حتى لو عرضوها عليها.
واعتبر التحليل ان الوضع الحالي يشكل تغييرا مهما في الوضع الستراتيجي العالمي لان اوربا كانت مهمة في السابق خلال الحرب الباردة وعاصفة الصحراء وحرب كوسوفو وكانت مشاركتها ضرورية.
ونبه التحليل الى ان فكرة واشنطن هي ان ما يحدث في العراق يمكن ان يتم اتخاذ القرار بشأنه في واشنطن فقط وان التشاور مع الحكومات الاوربية لا يعني غير منح قوة اكبر لقدرتها العسكرية. بينما يعتبر الاوربيون ان التشاور معهم هو حق من حقوقهم.
وراى التحليل ان سبب هذا الاختلاف في الرؤيا في اوربا وفي اميركا هو اعتقاد الاميركيين سواء أكانوا من مؤيدي ضربة عسكرية ام لا بان وجهة نظر اوربا غير مهمة. بينما يشعر الاوربيون بالانزعاج لان اميركا لا توليهم اي اعتبار. ولكن ولكون الاوربيين غير قادرين على تحدي الولايات المتحدة فهم يشعرون بالغضب، كما ذهب التحليل الى القول. بينما يعتقد الراي العام الاميركي ان قضايا الحرب والسلام هي من مسؤوليات الولايات المتحدة وحدها.
--- فاصل ---
واستشهد التحليل للتأكيد على وجهة نظره بمقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز في الثالث عشر من الشهر الجاري عن المذهب العسكري الاميركي الجديد اعتمدت فيها على افكار مسربة عن وزير الدفاع رامسفيلد. وقالت ان رامسفيلد يسعى الى تطوير التكنولوجيا العسكرية بهدف تمكين الولايات المتحدة من استخدام قوات اقل وتحقيق انتصارات اسرع. ويعني ذلك بتعبير اخر، حسب التحليل، ان انموذج حرب افغانستان والحرب المرتقبة في العراق سيصبح اساس جميع حروب الولايات المتحدة في المستقبل. واذا كان الامر صحيحا وكما تابع التحليل فانه يعني بان اهمال الولايات المتحدة اوربا ليس امرا وقتيا بالمرة ولا يتحدد بموضوع العراق فقط بل سيكون واقعا ستراتيجيا ملموسا في المستقبل.
ولاحظ المركز في تحليله ان اوربا لم تدرك ما كان يقوله المسؤولون الاميركيون او ما كان يقوله رامسفيلد الذي دعا، منذ استلام منصبه، الى احداث ثورة في القوة العسكرية الاميركية بالاعتماد على تطوير التكنولوجيا.
وتابع التحليل بالقول إن الانموذج الاميركي قد ينجح في العراق في حال حدوث تطورات سياسية فقط وبالتحديد في حال حدوث واحد من الاحتمالين التاليين: الاول ان ينهار الجيش العراقي تماما بحيث لا يمثل اي مقاومة وخاصة في بغداد. والثاني ان تعمد القيادة العليا للجيش العراقي الى الاطاحة بصدام وان ينضم ما يكفي من القادة العسكريين الى قوات الولايات المتحدة كي يقوموا بالمهمة. وفي حالة حدوث احد هذين الامرين يمكن للقوة الجوية الاميركية ان تحقق الاهداف المرجوة. ونبه التحليل الى سريان اشاعات عن مثل الخطط باستمرار الى ان العنصر الاساسي فيها هو ان يفقد صدام جيشه. الا انه اضاف بالقول انه في حالة عدم وقوع اي من هذين الاحتمالين فسيكون على الولايات المتحدة ان تشن عملية عسكرية مكثفة تعتمد على القوة المدرعة وعلى نقلها الى بغداد في حالة الضرورة إذ قد يقنع ذلك ضباط الجيش العراقي بالانضمام اليها. علما وكما لاحظ التحليل وردت تقارير عن نقل مدرعات اميركية وبريطانية الى المنطقة خلال الاسابيع الاخيرة وخاصة الى الكويت.
--- فاصل ---
وتوقع المركز في تحليله الا تبدأ عملية العراق قبل نهاية تشرين الثاني المقبل وربما حتى كانون الاول او شباط نظرا لما يحتاجه نقل المدرعات من وقت. أما القوات المحشدة حاليا في المنطقة فستكون كافية في حال حدوث انقلاب او انتفاضة في العراق.
ثم لاحظ التحليل ان لهذا الامر اثرَه على العلاقات الاوربية الاميركية. إذ قدمت فرنسا مقترحا بشان العراق الى مجلس الامن لو تم اعتماده فسيحتاج الى شهرين او ثلاثة حتى ينفذ. بينما سيتطلب اعتماد الامم المتحدة قرارا ثانيا يخول بشن عملية عسكرية على العراق وقتا قد يمتد حتى شباط المقبل. وتلك هي المدة نفسها التي ستحتاجها الولايات المتحدة لتحشيد قواتها مما قد يمنح القادة الاوربيين حسب التحليل، الشعور بان الولايات المتحدة انما تحترم رايهم وسيشعرون ببعض الرضا مؤقتا. وستستخدم واشنطن هذا الغطاء الدبلوماسي حسب التحليل لجعل العالم الاسلامي يشعر بعزلته وبضعفه بشكل اكبر ولجعل اوربا تشعر باهميتها.
الا ان المشكلة الاساسية هنا وكما تابع التحليل هي ان اسس العلاقات بين طرفي الاطلسي تتغير. فالولايات المتحدة لا تحتاج الى اوربا في عملياتها العالمية والاوربيون لا يشعرون بالرضا عن ذلك رغم كون العلاقات بين الطرفين تتعلق بامور اخرى مهمة مثل الاقتصاد الذي تدور في اطاره صراعات كبيرة مهمة بين الطرفين.
وانتهى التحليل الى القول: نحن الان في زمن تحدد فيه الاعتبارات العسكرية العلاقات الاقتصادية الى حد بعيد. وهو عالم لم تتوقع اوربا ان تجد نفسها فيه لانها طالما كانت الركن الاساسي فيه لقرون. وتوقع التحليل ان تعمد اوربا الى اتباع احد مسلكين: اما ان توافق وتعيش مع حروب اميركا وتبني في الوقت نفسه قوتها العسكرية الخاصة او ان تسقط في الانعزالية التي ستجعلها تعتبر اي حدث يجري خارج اوربا لا يعنيها بالمرة.
واشار المركز الى وجود تباين بين الراي العام في اوربا ونظيره في اميركا. فمن جهة يشعر الاوربيون بالمرارة من سياسة الولايات المتحدة وهو أمر يتجاوز موضوع العراق. ذلك ان غالبية الاوربيين لا تهتم بصدام حسين. انما يشعر الاوربيون بالمرارة لادراكهم بانهم عاجزون. وهو عجز حقيقي كما لاحظ التحليل ذلك ان كل المؤشرات تدل على ان الولايات المتحدة ستشن حربا على العراق الا ان المهم هنا هو انها لا تحتاج الى اوربا ولا حتى الى بريطانيا نفسها. لانها تعتبر انها تملك ما يكفي من القوة لتنفيذ سياساتها وليست في حاجة الى مساعدة الاوربيين حتى لو عرضوها عليها.
واعتبر التحليل ان الوضع الحالي يشكل تغييرا مهما في الوضع الستراتيجي العالمي لان اوربا كانت مهمة في السابق خلال الحرب الباردة وعاصفة الصحراء وحرب كوسوفو وكانت مشاركتها ضرورية.
ونبه التحليل الى ان فكرة واشنطن هي ان ما يحدث في العراق يمكن ان يتم اتخاذ القرار بشأنه في واشنطن فقط وان التشاور مع الحكومات الاوربية لا يعني غير منح قوة اكبر لقدرتها العسكرية. بينما يعتبر الاوربيون ان التشاور معهم هو حق من حقوقهم.
وراى التحليل ان سبب هذا الاختلاف في الرؤيا في اوربا وفي اميركا هو اعتقاد الاميركيين سواء أكانوا من مؤيدي ضربة عسكرية ام لا بان وجهة نظر اوربا غير مهمة. بينما يشعر الاوربيون بالانزعاج لان اميركا لا توليهم اي اعتبار. ولكن ولكون الاوربيين غير قادرين على تحدي الولايات المتحدة فهم يشعرون بالغضب، كما ذهب التحليل الى القول. بينما يعتقد الراي العام الاميركي ان قضايا الحرب والسلام هي من مسؤوليات الولايات المتحدة وحدها.
--- فاصل ---
واستشهد التحليل للتأكيد على وجهة نظره بمقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز في الثالث عشر من الشهر الجاري عن المذهب العسكري الاميركي الجديد اعتمدت فيها على افكار مسربة عن وزير الدفاع رامسفيلد. وقالت ان رامسفيلد يسعى الى تطوير التكنولوجيا العسكرية بهدف تمكين الولايات المتحدة من استخدام قوات اقل وتحقيق انتصارات اسرع. ويعني ذلك بتعبير اخر، حسب التحليل، ان انموذج حرب افغانستان والحرب المرتقبة في العراق سيصبح اساس جميع حروب الولايات المتحدة في المستقبل. واذا كان الامر صحيحا وكما تابع التحليل فانه يعني بان اهمال الولايات المتحدة اوربا ليس امرا وقتيا بالمرة ولا يتحدد بموضوع العراق فقط بل سيكون واقعا ستراتيجيا ملموسا في المستقبل.
ولاحظ المركز في تحليله ان اوربا لم تدرك ما كان يقوله المسؤولون الاميركيون او ما كان يقوله رامسفيلد الذي دعا، منذ استلام منصبه، الى احداث ثورة في القوة العسكرية الاميركية بالاعتماد على تطوير التكنولوجيا.
وتابع التحليل بالقول إن الانموذج الاميركي قد ينجح في العراق في حال حدوث تطورات سياسية فقط وبالتحديد في حال حدوث واحد من الاحتمالين التاليين: الاول ان ينهار الجيش العراقي تماما بحيث لا يمثل اي مقاومة وخاصة في بغداد. والثاني ان تعمد القيادة العليا للجيش العراقي الى الاطاحة بصدام وان ينضم ما يكفي من القادة العسكريين الى قوات الولايات المتحدة كي يقوموا بالمهمة. وفي حالة حدوث احد هذين الامرين يمكن للقوة الجوية الاميركية ان تحقق الاهداف المرجوة. ونبه التحليل الى سريان اشاعات عن مثل الخطط باستمرار الى ان العنصر الاساسي فيها هو ان يفقد صدام جيشه. الا انه اضاف بالقول انه في حالة عدم وقوع اي من هذين الاحتمالين فسيكون على الولايات المتحدة ان تشن عملية عسكرية مكثفة تعتمد على القوة المدرعة وعلى نقلها الى بغداد في حالة الضرورة إذ قد يقنع ذلك ضباط الجيش العراقي بالانضمام اليها. علما وكما لاحظ التحليل وردت تقارير عن نقل مدرعات اميركية وبريطانية الى المنطقة خلال الاسابيع الاخيرة وخاصة الى الكويت.
--- فاصل ---
وتوقع المركز في تحليله الا تبدأ عملية العراق قبل نهاية تشرين الثاني المقبل وربما حتى كانون الاول او شباط نظرا لما يحتاجه نقل المدرعات من وقت. أما القوات المحشدة حاليا في المنطقة فستكون كافية في حال حدوث انقلاب او انتفاضة في العراق.
ثم لاحظ التحليل ان لهذا الامر اثرَه على العلاقات الاوربية الاميركية. إذ قدمت فرنسا مقترحا بشان العراق الى مجلس الامن لو تم اعتماده فسيحتاج الى شهرين او ثلاثة حتى ينفذ. بينما سيتطلب اعتماد الامم المتحدة قرارا ثانيا يخول بشن عملية عسكرية على العراق وقتا قد يمتد حتى شباط المقبل. وتلك هي المدة نفسها التي ستحتاجها الولايات المتحدة لتحشيد قواتها مما قد يمنح القادة الاوربيين حسب التحليل، الشعور بان الولايات المتحدة انما تحترم رايهم وسيشعرون ببعض الرضا مؤقتا. وستستخدم واشنطن هذا الغطاء الدبلوماسي حسب التحليل لجعل العالم الاسلامي يشعر بعزلته وبضعفه بشكل اكبر ولجعل اوربا تشعر باهميتها.
الا ان المشكلة الاساسية هنا وكما تابع التحليل هي ان اسس العلاقات بين طرفي الاطلسي تتغير. فالولايات المتحدة لا تحتاج الى اوربا في عملياتها العالمية والاوربيون لا يشعرون بالرضا عن ذلك رغم كون العلاقات بين الطرفين تتعلق بامور اخرى مهمة مثل الاقتصاد الذي تدور في اطاره صراعات كبيرة مهمة بين الطرفين.
وانتهى التحليل الى القول: نحن الان في زمن تحدد فيه الاعتبارات العسكرية العلاقات الاقتصادية الى حد بعيد. وهو عالم لم تتوقع اوربا ان تجد نفسها فيه لانها طالما كانت الركن الاساسي فيه لقرون. وتوقع التحليل ان تعمد اوربا الى اتباع احد مسلكين: اما ان توافق وتعيش مع حروب اميركا وتبني في الوقت نفسه قوتها العسكرية الخاصة او ان تسقط في الانعزالية التي ستجعلها تعتبر اي حدث يجري خارج اوربا لا يعنيها بالمرة.