روابط للدخول

خبر عاجل

ردود الفعل على الدعوة التي وجهها العراق لرئيس لجنة الأمم المتحدة


صحف بريطانية تابعت مختلف الآراء وردود الفعل على الدعوة التي وجهها العراق لرئيس لجنة الأمم المتحدة (الأنموفيك) لزيارة بغداد، وإجراء محادثات فنية مع المسؤولين العراقيين. العرض التالي من إعداد وتقديم (فوزي عبد الأمير).

طابت أوقاتكم مستمعي الكرام هذا فوزي عبد الأمير يحييكم ويقدم لحضراتكم عرضا للشأن العراقي كما تناولته بعض الصحف البريطانية الصادرة اليوم، من بينها صحيفة اندبندنت وتايمز وفايننشيال تايمز.
هذه الصحف تابعت اليوم، مختلف الآراء وردود الفعل على الدعوة التي وجهها العراق، لرئيس لجنة الأمم المتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش (إنموفيك) هانس بليكس، لزيارة بغداد وإجراء محادثات فنية مع المسؤولين العراقيين، بينما خصصت صحيفة كاردينان افتتاحيتها للآثار الاقتصادية التي يمكن ان تخلفها الحرب ضد العراق.

نبدأ مع صحيفة اندبندنت، التي قالت إن الاقتراح العراقي ربما يكون خدعة ولكن يمكن تحويله لصالحنا.
وتضيف انه من المعقول جدا، ان نشك في مصداقية العرض الذي قدمه الرئيس صدام حسين، بفتح حوار حول امكانية عودة مفتشي الاسلحة الى العراق. فالرئيس العراقي، حاول، خلال الاعوام الاربعة الماضية، ان يقدم مثل هذه العروض كسبا للوقت، خاصة عندما يشعر بجدية التهديد الذي يتعرض اليه.
ولكن مع ذلك تقول الصحيفة انه من الممكن الاستفادة من العرض العراقي، سواء كان خدعة ام حقيقة.
فمن الوارد ان يكون صدام قد شعر بالفعل ان الرئيس الاميركي جورج بوش جاد في مسألة تغيير النظام في العراق، ولهذا من الوارد جدا ان يدفع صدام، ما يملكه من اسلحة الدمار الشامل، ثمنا لبقائه في السلطة، ويسمح بالفعل بدخول المفتشين الدوليين ويكف عن عرقلة مهامهم في العراق.

--- فاصل ---

أما اذا كانت الدعوة العراقية محض خدعة، ولعبة لكسب الوقت فإن الولايات المتحدة، ستستفيد منها ايضا، وخاصة الصقور في الادارة الاميركية، حيث ستتوفر لهم فرصة افضل لاظهار موقف صدام الرافض لتطبيق قرارات الأمم المتحدة، وبالتالي، ستهل عليهم مهمة بناء تحالف دولي، كما فعلت واشنطن قبل احد عشر عاما في حرب الخليج.
واخيرا ترى صحيفة اندبندنت انه من الحكمة الاخذ بدعوة صدام، واعطاء المزيد من الوقت لاستنفاذ الجهود الرامية الى حل المشكلة العراقية سلميا. فهذا سيوفر فرصة افضل لاتخاذ الخطوة اللاحقة، مذكرة بانه لا يمكن الثقة بصدام، ولكن دعوته يمكن ان تكون في صالح الولايات المتحدة، وتوفر فرصة للخروج من الطريق المسدود الذي وصلت اليه الحالة العراقية.

--- فاصل ---

نفس الدعوة وجهتها ايضا صحيفة تايمز اللندنية، في عددها الصادر اليوم، اذ كتبت تحت عنوان لا مخابئ، إن على مفتشي الاسلحة الدوليين العودة الى العراق. وفيما يتعلق بردود الفعل تشير الصحيفة الى ان ادارة الرئيس بوش وصفت التحرك العراقي بانه محاولة بائسة لكسب الوقت واحداث انقسام في موقف الحلفاء الغربيين.
وكذلك وصفت لندن الدعوة العراقية، بانها محاولة لتفادي على هجوم حتمي ضد العراق.
لكن الصحيفة تلفت الى ان دولا اخرى، رحبت بشكل حذر بالعرض العراقي، واقترحت ان تجعل منه بداية لنهاية المواجهة ما بين بغداد والامم المتحدة، وكذلك جعله بديلا لمحاولة الولايات المتحدة الاطاحة بنظام صدام حسين. لكن تايمز اللندنية، تصف هذا النوع من التفاؤل بالساذج، ولكنه صحيح، مؤكدة على ضرورة تشجيع مفتشي الاسلحة على العودة الى العراق، حتى لو كان ذلك بهدف كشف الخداع العراقي، وكشف نوايا صدام الحقيقية بعدم السماح بازالة اسلحة العراق للدمار الشامل.
وتضيف الصحيفة ايضا، ان صدام ربما يعتقد انه بتقدم اقتراحه الاخير، سوف يسبب المزيد من التشويش في الموقف الاميركي. لكن تايمز يؤكد على خطئ مثل هذا التصور مشيرة الى ان الرئيس الاميركي جورج بوش ابلغ العاهل الاردني عبد الله الثاني خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن، بان الولايات المتحدة، لا تجد أي بديل عن تغيير النظام في العراق.
وختاما تقول صحيفة تايمز البريطانية ان عودة المفتشين الى العراق، سوف تنهي ايضا المعارضة السياسية التي تبديها دول اوروبا وروسيا ضد الحملة الاميركية المحتملة، وسوف تظهر للعالم بأن الخيار العسكري كان النتيجة الوحيدة بسبب امتناع العراق القبول باي حل سياسي للازمة.

--- فاصل ---

اما صحيفة فايننشيال تايمز اللندنية، فقد رأت في افتتاحيتها لهذا اليوم، انه من المبكر جدا القول، بان قرار العراق المفاجئ بدعوة رئيس فريق التفتيش الدولي، لزيارة بغداد، سيفضي الى استئناف عمليات التفتيش عن الاسلحة العراقية، او سيؤثر على توقيت شن الحرب ضد العراق.
ولهذا ترى الصحيفة في افتتاحيتها ان يتم بدلا من ذلك الحديث والتركيز على سياسة واشنطن في تغيير نظام صدام، وتشير في هذا السياق الى ان جلسات الاستماع التي عقدها مجلس الشيوخ الاميركي، هذا الاسبوع، كان يجب ان تذهب الى مديات ابعد، وتناقش لماذا يجب تغيير النظام العراقي، والا تبقى محصورة في كيفية تغيير النظام، كما حدث.
وتقول الصحيفة إن اغلب دول الاتحاد الاوروبي، ما زالت غير مقتنعة بان العراق قادر على امتلاك السلاح النووي، او ان صدام سيزود المنظمات الارهابية الدولية بهذا السلاح. ولهذا تؤكد فايننشيال تايمز انه على الرئيس الاميركي ان يجد حججا اقوى من تلك التي طرحت حتى الآن.

--- فاصل ---

أما صحيفة كارديان فقد خصصت افتتاحيتها اليوم، للتأثيرات الاقتصادية التي يمكن ان تخلفها الحرب ضد العراق، فقالت إن الرئيس الاميركي جورج بوش، سوف يواجه ازمات نفطية يمكن ان تكلف الكثير.
وتضيف الصحيفة ان الجبهة الدبلوماسية التي فتحها العراق، بتوجيهه دعوة للحوار مع رئيس لجنة التفتيش عن الاسلحة، لم تنهي القلق من احتمال ارتفاع اسعار النفط، وهو ما يؤدي الى استنزاف التحسن الطفيف في الاقتصاد الاميركي، ويؤثر سلبا على الاستعدادات العسكرية.
وتلفت الصحيفة في هذا السياق، الى ان حرب الخليج قبل احد عشر عام، كلفت ثمانين مليار دولار كما دفعت ايضا باسعار النفط الى الارتفاع الى معدلات عالية.
لكن الرئيس بوش، حسب قول الصحيفة، ليس غافلا عن هذه الحقيقة، وان الولايات المتحدة، بدأت بتخزين كميات من النفط تصل الى سبعمائة مليون برميل، وهي كمية تغطي احتياجات الولايات المتحدة لمدة مائة يوم.
واشارت كاردينان الى وجود افكار تدعو الى الاعتماد على النفط الروسي، وكذلك البحث عن مصدرين آخر للنفط من غير العرب، كـ (نيجيريا).
وتختم صحيفة كاردينان افتتاحيتها بالقول إن تكاليف حرب الخليج دفعت اغلبها من قبل اليابان والسعودية والكويت، لكن الحرب المقبلة ستمول من قبل دافعي الضرائب الاميركيين، اللذين ربما يساندون قرار الاطاحة بصدام، لكنهم سيتعرضون على الثمن، وهذا ما يقلق الرئيس الاميركي، إذ يمكن ان تؤدي الحرب لتغيير النظام العراقي، الى احداث تغيير داخل الولايات المتحدة.
وتذكّـر الصحيفة بان حرب الخليج كلفت الرئيس السابق جورج بوش الاب، خسارته البيت الابيض.
فهل سيكون قدر عائلة بوش، ان تكسب الحرب وتخسر الرئاسة.

على صلة

XS
SM
MD
LG