تواصلت على مدى الأسابيع القليلة الماضية التسريبات إلى الصحافة الأميركية في شأن خطط طلب الرئيس جورج بوش من المؤسسة العسكرية إعدادها لشن هجوم على العراق. ولعل أبرز المعلومات التي تزعم الصحافة الأميركية أن مسؤولين عسكريين ومدنيين لا تذكر أسماءهم عادة سربوها إليها هي تلك نشرتها صحيفة نيويورك تايمز قبل أكثر من أسبوع وتضمن ما وصفته بخطة لشن هجوم شامل على العراق باستخدام قوات برية وجوية. قبل ذلك وبعده نشرت الصحافة معلومات أخرى زعمت أن مسؤولين من دون أسماء أيضاً سربوها إليها، وأفادت بأن الولايات المتحدة تدرس استخدام دول مجاورة للعراق قاعدة للهجوم عليه، مشيرة تارة إلى الأردن وتارة أخرى إلى الكويت وتارة ثالثة إلى تركيا. آخر المعلومات المسربة نشرتها أمس الاثنين صحيفة وول ستريت جورنال في طبعتها الأوروبية، وجاء فيها أن المؤسسة العسكرية الأميركية تدرس الآن خطة جديدة للهجوم على العراق تعتبر حلاً وسطاً بين الخطتين السابقتين. ونود أن نذكر حضراتكم أن أياً من هذه الخطط لم تتبناها الإدارة الأميركية رسمياً. غير أن استمرار نشر تسريبات ومعلومات منسوبة إلى مصادر رسمية يكتسب أهمية كبيرة وسط التصريحات العلنية التي تصدر عن كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية في مقدمهم الرئيس بوش نفسه، وتؤكد التحولات المتواصلة في التفكير الأميركي لجهة التعامل مع العراق تحقيقاً للهدف المعلن وهو تغيير نظام الرئيس صدام حسين. عن هذا الموضوع سنتحدث في حلقة هذا الأسبوع من برنامج عالم متحول، وفي السياق نستمع إلى آراء مسؤول عسكري في هذه التحولات.