روابط للدخول

خبر عاجل

تعليقات حول عملية عسكرية أميركية محتملة ضد العراق


صحيفتان غربيتان نشرتا تعليقين عبّر فيهما خبيران عن آرائهما حول عملية عسكرية محتملة ضد العراق. (أياد الكيلاني) يعرض في التقرير التالي لهذه الآراء.

صحيفتان، إحداهما بريطانية والثانية أميركية، تناولتا الشأن العراقي أمس واليوم، من خلال نشرهما تعليقين لخبيرين دوليين.
ففي تعليق تحليلي نشرته اليوم صحيفة Financial Times البريطانية لـ Michael O-Hanlon – الزميل الأقدم لدى معهد Brookings – يشير الكاتب إلى تقرير نشرته الجمعة الماضية صحيفة New York Times عن خطة أميركية ترتأي تقدم 250 ألف جندي أميركي على بغداد من ثلاثة اتجاهات، إضافة إلى تكليف القوات الخاصة الأميركية بشن هجمات تهدف إلى إبطال مفعول أسلحة الدمار الشامل العراقية.
الخطة سربها إلى الصحيفة الأميركية مسؤول أميركي مجهول الهوية وصفته الصحيفة بأنه مستاء من إخفاق المؤسسة العسكرية الأميركية في التوصل إلى إستراتيجية جديدة وفعالة لإطاحة الرئيس العراقي صدام حسين.
ويمضي الباحث في تعليقه إلى أن المسؤول المجهول ليس – على ما يبدو – لا ينفرد في استيائه، إذ كان الجنرال Wayne Downing – الذي عينته إدارة الرئيس بوش للعمل في مجلس الأمن القومي الأميركي – أعلن استقالته أخيرا، مثيرا بذلك تكهنات حول استيائه هو الآخر من سياسة الإدارة الأميركية تجاه العراق. ويتابع الكاتب أن استقالة Downing جاءت نتيجة امتعاضه من توجه الإدارة المستند إلى الكلام دون الفعل، في الوقت الذي كان يحبذ فيه إستراتيجيات أضيق نطاقا تعتمد على العمليات السرية والتقنية المتطورة، مع تحديث سبل تنفيذها، بغية إقصاء صدام حسين عن السلطة. ويعتبر الباحث أن Paul Wolfowitz – نائب وزير الدفاع الأميركي – يتبنى هذا التوجه أيضا.

--- فاصل ---

وينبه الباحث إلى أن إدارة بوش ما زالت قادرة تماما على التمسك بالكتمان، رغم التسريب الأخير لما وصف بخططها الحربية، ولكنه ليس من الصعب التكهن بفحوى النقاش في جلسات الإدارة أو اجتماعات وزارة الدفاع. والأرجح – يقول O-Hanlon – هو أن الأغلبية في إدارة بوش تعي أن النموذج الأفغاني – الذي شهد القوات الخاصة الأميركية تشترك مع المعارضة المحلية في إطاحة نظام قمعي – لا يمكن تطبيقه في العراق. ففي أفغانستان، عقدت الولايات المتحدة تحالفا مع مقاومة أفغانية مشبعة بالخبرة القتالية ضد عدو لم يدرك قدرات القوة الجوية الضاربة الأميركية، حيث نشرت قوات طالبان والقاعدة قواتها في أراض مكشوفة تلائم تماما فعالية القنابل الموجهة بدقة متناهية من الجو.
أما في العراق – يقول الباحث – فالأمر مختلف. فالمعارضة العراقية أضعف بكثير من الجيش العراقي، وستلجأ النخبة المميزة من قوات صدام حسين – بكل ذكاء وبرود – بنشر مواقعها الدفاعية في المدن والبساتين، لتصبح هذه القوات مع دروعها منتشرة بين المدنيين والجوامع والمدارس والمستشفيات والمساكن. وهذا سيعني بالتالي أن القوات الخاصة الأميركية ستواجه صعوبات كبيرة في الاقتراب من مواقع العدو بغية تحديد الأهداف للطائرات الحربية المغيرة، كما إن الضربات الجوية لن تنجح دائما في تفادي إيقاع إصابات في صفوف المدنيين.
صحيح – يقول الباحث – أن المجندين في الجيش العراقي ربما سينهارون ويفرون لدى تعرضهم إلى أولى بوادر القتال، ولكن النخبة المميزة لن تسارع إلى الاستسلام أو إلى إثارة نقمة النظام المفرطة في حال سعيها إلى الانضمام إلى قوات الخصم. وينبه الباحث إلى أن القوات الأميركية الخاصة سيترتب عليها ملاحقة هذه القوات العراقية في حال سعيها إلى الاحتماء داخل بغداد أو المدن العراقية الأخرى.

--- فاصل ---

ويذكر الباحث في تعليقه أن الإدارة الأميركية الحالية إدارة محافظة، الأمر الذي سيجعلها – في حال دخولها في حرب مع العراق – تبحث عن الخطط الميدانية الذكية الكفيلة بمضاعفة احتمالات تحقيق النصر السريع، ولكنها لن تعتمد كليا على تحقيق مثل هذه النتيجة المفرحة، إذ ستكون لديها خطط بديلة يمكنها اللجوء إليها.
ويمضي الباحث إلى أن الرئيس الأميركي – إذا أراد فعلا أن يطيح صدام حسين – عليه أن يعد العدة لغزو شامل. كما عليه أن يفعل ذلك على خلفية العنف الفلسطيني / الإسرائيلي المستمر، وتأييد ضعيف من حلفائه، وعلمه بأن هزيمة صدام حسين في المرة السابقة لم تضمن لوالده – الرئيس السابق جورج بوش الأب – إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.

--- فاصل ---

أما صحيفة Los Angeles Times فنشرت أمس الثلاثاء تعليقا لRanan Lurie – الزميل الأقدم في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن. التعليق – بعنوان (لا تتلكأوا في الوقت الذي يصنع فيه صدام حسين أسلحة نووية) – ينسب إلى مؤرخين معاصرين توصلهم إلى أن حرب الخليج في 1991 استندت إلى خطأ تقديري، حين بالغ التحالف الذي قادته الولايات المتحدة في تقدير أعداد القوات والمعدات اللازمة لتحقيق أهدافها، ويؤكد أن النتيجة النهائية كان يمكن تحقيقها باستخدام ثلث – أو حتى ربع – ما استخدم فعلا من قوات وقوة ضاربة.
ويمضي المعلق إلى أن التقييم المبالغ في تقديراته الحذرة آن ذاك كلف الولايات المتحدة ثروة طائلة وجعلها – وهو الأمر الأسوأ – تضيع كثيرا من الوقت، ويضيف أن على بلاده ألا ترتكب الخطأ ذاته هذه المرة، خصوصا مع تراجع حجم القوات العراقية إلى ثلث ما كانت عليه في 1991.

--- فاصل ---

ويتابع Lurie بالحديث عن طبيعة الموجة الأولى من الهجوم على العراق. ثم يقترح إرسال سرب من القاذفات المقاتلة الأميركية مكلفا بإلقاء مئات الآلاف من المنشورات على مواقع الوحدات الأمامية العراقية، يحمل كل واحد منها توقيع وزير الخزانة الأميركي وتعهدا بأن حامل المنشور يمكنه استبداله بمائة دولار وأن يُرحل بأمان إلى معسكر لأسرى الحرب، شرط تقديمه المنشور خلال فترة لا تتجاوز 48 ساعة من ساعة إلقائه. ويضيف الباحث أن خسائر بلاده البشرية ستقتصر بالتالي على الذين يصابون في التزاحم على استبدال هذه المنشورات. أما صدام حسين فسوف يفقد جيشه، ليبقى في صعبة أقربائه المقربين.
ولن يبقى بعد ذلك – استنادا إلى Lurie – سوى إرسال فرقة مشاة البحرية الموسيقية لتقيم الاحتفالات، والمهندسين المكلفين بتطهير المختبرات العراقية بصورة نهائية. كما في وسعنا – والقول للباحث – أن نبدأ في إجراء انتخابات حرة في معسكرات الأسرى، ثم نتبعها بأخرى في الجمهورية العراقية الديمقراطية الجديدة.
ولكن الكاتب يستدرك بتنبيهه إلى الخطر الكبير الكامن في هذه الحالة، وهو احتمال امتلاك صدام حسين فعلا أسلحة غير تقليدية جاهزة للاستعمال، ولكن هذا الخطر لا بد وأن يؤكد ضرورة التحرك الفوري، وعدم المجازفة بالانتظار طويلا.

على صلة

XS
SM
MD
LG