خلال الأسبوع الجاري قام وزير الدفاع الإيراني الأميرال علي شمخاني بزيارة للكويت, هي الأولى لمسؤول عسكري إيراني بهذا المستوى منذ انتصار الثورة الإيرانية عام 1979. وقال مصدر إيراني إن طهران تأمل في أن تسهم الزيارة في إزالة التوتر وبناء وتعزيز الثقة بين دول الخليج.
والتقى شمخاني خلال الزيارة التي استمرت حتى أمس الثلاثاء الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصباح ونائبه الشيخ صباح الأحمد. كما أجرى محادثات مع نظيره الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح, أفيد بأنها تناولت التطورات في المنطقة وسبل تطوير العلاقات المشتركة.
وقد أكد شمخاني رفض بلاده توجيه ضربة عسكرية أميركية إلى العراق, وقال ردا على أسئلة الصحافيين في المطار، إن إيران تعارض أي مبادرة أو عمل عسكري ضد أي بلد، وخصوصا في منطقة الخليج.
ويرى مراقبون أن البلدين، ولأسباب مختلفة، بحاجة إلى علاقات غير متوترة على أقل تقدير، فالكويت لا تزال تعرب عن قلقها من السياسة العراقية، ورغم ما تم الاتفاق عليه خلال قمة بيروت الأخيرة إلا أن التصريحات الكويتية تؤكد أنه لم يحصل تغير عملي على صعيد حل الخلافات العالقة منذ الغزو العسكري العراقي لأراضيها، كما أن إيران بحاجة إلى فك عزلتها الإقليمية التي تسببها لها سياستها الرافضة لعملية السلام في الشرق الأوسط ودعمها لمنظمات تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية، فضلا عن أن واشنطن تتهم طهران بالسعي إلى امتلاك أسلحة للدمار الشامل، وبالتالي فإن الإيرانيين ربما يشعرون بحاجة إلى ترتيب أوضاعهم إقليميا عبر كسر حلقات هذه العزلة، وكانت إيران بدأت ذلك بتحسين علاقاتها مع السعودية. وقد وصف الوزير شمخاني العلاقات بين إيران والكويت بأنها أفضل من الماضي، وهي مميزة، لكنه أشار إلى أنها ليست في مستوى الطموحات, وأضاف: علينا المضي قدما في هذا المسار حتى نصل إلى ما نطمح إليه.
ولدى سؤاله: هل ستعمم بلاده الاتفاقية الأمنية التي وقعتها مع السعودية على دول خليجية أخرى أجاب شمخاني إن إيران مستعدة للقيام بذلك. كما أن الوزير الإيراني صرح بأن بلاده راغبة في قيام منظومة أمنية إقليمية بعيدا عن اللجوء إلى قوات أجنبية.
ومتابعة لهذا الموضوع تحدثنا إلى بعض من الخبراء والمراقبين، عما يجمع أو يفرق كلا من العراق والكويت وإيران، وعن العوائق التي يمكن أن تعترض تشكيل منظومة إقليمية في هذه المنطقة الحيوية.
الدكتور سامي الفرج، وهو باحث وكاتب كويتي، رأى أن هناك حاجة خليجية وإيرانية وعراقية لعلاقات تنسيقية وتعاونية بين دول المنطقة تبدا بإجراءات بناء الثقة، وخاصة بين الدول الكبرى الثلاث وهي السعودية والعراق وإيران، لافتا إلى أن من مصلحة الكويت أن تكون العلاقات بين هذه المحاور الثلاث طيبة، لكن تعزيز هذه الروابط،كما يرى الفرج، يجب أن يبنى على خطوات دقيقة:
(مقابلة الفرج الجزء الأول)
أما حامد البياتي ممثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق في بريطانيا فيعتقد أن من الممكن تشكيل منظومة أمنية إيرانية خليجية، واعتبر أن العلاقات بين طهران ومعظم العواصم الخليجية علاقات جيدة ومناسبة:
(مقابلة البياتي الجزء الأول)
الباحث الكويتي قال إن تاريخ المشكلات والظروف الصعبة التي مرت بها هذه المنطقة تفرض مثل هذا التنسيق الأمني من أجل منع تكرار هذه التجارب. ورفض استثناء العراق من هذه العملية مشيرا إلى أن من الضروري التحدث عن كل بلد ككيان جغرافي قائم الآن ومستقبلا. ودعا الفرج إلى أن تسود لغة التفكير بالآخر على عقلية الإعداد لمشروع من هذا النوع وقال:
(مقابلة المفرج الجزء الثاني)
لكن المعارض العراقي حامد البياتي، يرى أن من الواجب استبعاد العراق حاليا عن هذه المنظومة لأنه عامل تخريب فيها وليس عامل بناء، كما يرى:
(مقابلة البياتي الجزء الثاني)
ورفض البياتي أن يتمكن العراق من تهديد التنسيق الإيراني الخليجي لأنه في وضع ضعيف فضلا عن أنه يسعى نحو تحسين صورته السياسية:
(الجزء الأخير من مقابلة البياتي)
--- فاصل ---
هذه الأمور ناقشناها أيضا مع الخبير في مركز الدراسات العربية الإيرانية في لندن، علي نوري زادة، الذي أعرب في بداية حديثه عن فرص نجاح منظومة أمنية خليجية عن اعتقاده انه يجب تسوية العيد من القضايا العالقة بين إيران وأكثر من دولة خليجية، وقال:
(مقابلة نوري زادة الجزء الأول)
أما أسباب تأخر إيران والدول العربية الخليجية في الاتفاق على تعاون وتنسيق أمني، فيرجعه الخبير الإيراني إلى عدة عوامل:
(مقابلة نوري زادة الجزء الثاني)
وردا على من يقول إن إيران تريد إحاطة نفسها بدرع إقليمي في المنطقة يقيها من مواقف أميركية متشددة تعتبر إيران جزء من محور للشر ودولة راعية للإرهاب قال نوري زادة:
(مقابلة نوري زادة الجزء الثالث)
يذكر أن صحيفة الحياة التي تصدر في لندن، نقلت اليوم عن محسن رضائي الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران تحذيره من أن الولايات المتحدة تنوي توجيه ضربة عسكرية إلى بلاده السنة المقبلة.
وكان الرئيس الإيراني محمد خاتمي أكد (أن احتمال تعرض إيران لاعتداء أميركي أمر قائم), ودعا في كلمة أمام تجمع للقوة البحرية إلى الجهوزية الدفاعية واصفاً أعمال الإدارة الأميركية بأنها (أبرز مظاهر الشر).
إلى ذلك أفاد تقرير لوكالة فرانس بريس بأن لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني نظمت أمس الأول جلسة من سلسلة مؤتمرات يفترض أن تعقد كل أسبوعين وتتناول بالبحث العلاقات الإيرانية – الأميركية, كما أفاد أحد المشاركين فيها. وأعلن أحد نواب المجلس أن المشاركين عرضوا 4 احتمالات: الحرب مع الولايات المتحدة, والسلام معها, والوقاية السياسية, أو الوقاية العسكرية منها. وأشار إلى أن الوقاية من سياسة الولايات المتحدة هي ما تم التوافق عليه في الوقت الحاضر.
والتقى شمخاني خلال الزيارة التي استمرت حتى أمس الثلاثاء الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصباح ونائبه الشيخ صباح الأحمد. كما أجرى محادثات مع نظيره الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح, أفيد بأنها تناولت التطورات في المنطقة وسبل تطوير العلاقات المشتركة.
وقد أكد شمخاني رفض بلاده توجيه ضربة عسكرية أميركية إلى العراق, وقال ردا على أسئلة الصحافيين في المطار، إن إيران تعارض أي مبادرة أو عمل عسكري ضد أي بلد، وخصوصا في منطقة الخليج.
ويرى مراقبون أن البلدين، ولأسباب مختلفة، بحاجة إلى علاقات غير متوترة على أقل تقدير، فالكويت لا تزال تعرب عن قلقها من السياسة العراقية، ورغم ما تم الاتفاق عليه خلال قمة بيروت الأخيرة إلا أن التصريحات الكويتية تؤكد أنه لم يحصل تغير عملي على صعيد حل الخلافات العالقة منذ الغزو العسكري العراقي لأراضيها، كما أن إيران بحاجة إلى فك عزلتها الإقليمية التي تسببها لها سياستها الرافضة لعملية السلام في الشرق الأوسط ودعمها لمنظمات تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية، فضلا عن أن واشنطن تتهم طهران بالسعي إلى امتلاك أسلحة للدمار الشامل، وبالتالي فإن الإيرانيين ربما يشعرون بحاجة إلى ترتيب أوضاعهم إقليميا عبر كسر حلقات هذه العزلة، وكانت إيران بدأت ذلك بتحسين علاقاتها مع السعودية. وقد وصف الوزير شمخاني العلاقات بين إيران والكويت بأنها أفضل من الماضي، وهي مميزة، لكنه أشار إلى أنها ليست في مستوى الطموحات, وأضاف: علينا المضي قدما في هذا المسار حتى نصل إلى ما نطمح إليه.
ولدى سؤاله: هل ستعمم بلاده الاتفاقية الأمنية التي وقعتها مع السعودية على دول خليجية أخرى أجاب شمخاني إن إيران مستعدة للقيام بذلك. كما أن الوزير الإيراني صرح بأن بلاده راغبة في قيام منظومة أمنية إقليمية بعيدا عن اللجوء إلى قوات أجنبية.
ومتابعة لهذا الموضوع تحدثنا إلى بعض من الخبراء والمراقبين، عما يجمع أو يفرق كلا من العراق والكويت وإيران، وعن العوائق التي يمكن أن تعترض تشكيل منظومة إقليمية في هذه المنطقة الحيوية.
الدكتور سامي الفرج، وهو باحث وكاتب كويتي، رأى أن هناك حاجة خليجية وإيرانية وعراقية لعلاقات تنسيقية وتعاونية بين دول المنطقة تبدا بإجراءات بناء الثقة، وخاصة بين الدول الكبرى الثلاث وهي السعودية والعراق وإيران، لافتا إلى أن من مصلحة الكويت أن تكون العلاقات بين هذه المحاور الثلاث طيبة، لكن تعزيز هذه الروابط،كما يرى الفرج، يجب أن يبنى على خطوات دقيقة:
(مقابلة الفرج الجزء الأول)
أما حامد البياتي ممثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق في بريطانيا فيعتقد أن من الممكن تشكيل منظومة أمنية إيرانية خليجية، واعتبر أن العلاقات بين طهران ومعظم العواصم الخليجية علاقات جيدة ومناسبة:
(مقابلة البياتي الجزء الأول)
الباحث الكويتي قال إن تاريخ المشكلات والظروف الصعبة التي مرت بها هذه المنطقة تفرض مثل هذا التنسيق الأمني من أجل منع تكرار هذه التجارب. ورفض استثناء العراق من هذه العملية مشيرا إلى أن من الضروري التحدث عن كل بلد ككيان جغرافي قائم الآن ومستقبلا. ودعا الفرج إلى أن تسود لغة التفكير بالآخر على عقلية الإعداد لمشروع من هذا النوع وقال:
(مقابلة المفرج الجزء الثاني)
لكن المعارض العراقي حامد البياتي، يرى أن من الواجب استبعاد العراق حاليا عن هذه المنظومة لأنه عامل تخريب فيها وليس عامل بناء، كما يرى:
(مقابلة البياتي الجزء الثاني)
ورفض البياتي أن يتمكن العراق من تهديد التنسيق الإيراني الخليجي لأنه في وضع ضعيف فضلا عن أنه يسعى نحو تحسين صورته السياسية:
(الجزء الأخير من مقابلة البياتي)
--- فاصل ---
هذه الأمور ناقشناها أيضا مع الخبير في مركز الدراسات العربية الإيرانية في لندن، علي نوري زادة، الذي أعرب في بداية حديثه عن فرص نجاح منظومة أمنية خليجية عن اعتقاده انه يجب تسوية العيد من القضايا العالقة بين إيران وأكثر من دولة خليجية، وقال:
(مقابلة نوري زادة الجزء الأول)
أما أسباب تأخر إيران والدول العربية الخليجية في الاتفاق على تعاون وتنسيق أمني، فيرجعه الخبير الإيراني إلى عدة عوامل:
(مقابلة نوري زادة الجزء الثاني)
وردا على من يقول إن إيران تريد إحاطة نفسها بدرع إقليمي في المنطقة يقيها من مواقف أميركية متشددة تعتبر إيران جزء من محور للشر ودولة راعية للإرهاب قال نوري زادة:
(مقابلة نوري زادة الجزء الثالث)
يذكر أن صحيفة الحياة التي تصدر في لندن، نقلت اليوم عن محسن رضائي الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران تحذيره من أن الولايات المتحدة تنوي توجيه ضربة عسكرية إلى بلاده السنة المقبلة.
وكان الرئيس الإيراني محمد خاتمي أكد (أن احتمال تعرض إيران لاعتداء أميركي أمر قائم), ودعا في كلمة أمام تجمع للقوة البحرية إلى الجهوزية الدفاعية واصفاً أعمال الإدارة الأميركية بأنها (أبرز مظاهر الشر).
إلى ذلك أفاد تقرير لوكالة فرانس بريس بأن لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني نظمت أمس الأول جلسة من سلسلة مؤتمرات يفترض أن تعقد كل أسبوعين وتتناول بالبحث العلاقات الإيرانية – الأميركية, كما أفاد أحد المشاركين فيها. وأعلن أحد نواب المجلس أن المشاركين عرضوا 4 احتمالات: الحرب مع الولايات المتحدة, والسلام معها, والوقاية السياسية, أو الوقاية العسكرية منها. وأشار إلى أن الوقاية من سياسة الولايات المتحدة هي ما تم التوافق عليه في الوقت الحاضر.