روابط للدخول

خبر عاجل

نقاش حول لقاء محمد عطا مع مسؤول عراقي في براغ


نشرت صحيفة شيكاغو تريبيون أمس الجمعة تقريراً حول النقاش الدائر بشأن لقاء يعتقد أنه جرى في العام المنصرم بين الطيار في الهجوم الانتحاري (محمد عطا) وضابط في المخابرات العراقية في مدينة براغ عاصمة الجمهورية التشيكية. (شيرزاد القاضي) أعد عرضاً لهذا التقرير وتقدمه (زينب هادي).

قبل الحادي عشر من أيلول بخمسة أشهر، التقى في العاصمة التشيكية براغ، رجل يُعتقد أنه كان محمد عطا، الطيار في الهجوم الانتحاري على الولايات المتحدة، التقى شخصا قيل إنه يعمل في المخابرات العراقية، بحسب تقرير كتبه (آر سي لونغورث)، المراسل الصحفي الأقدم لجريدة شيكاغو تربيون، مضيفاً أن الرجلين ربما لم يلتقيا بتاتاً.

واضح أن عدم التأكد من عقد اللقاء بين (عطا)، وبين رجل المخابرات العراقي، ينعكس على النقاش الجاري بين واشنطن وبراغ، وكما ترى الصحيفة فأن التأكد من عقد اللقاء مهم جداً، فهو سيوضح العلاقة بين الهجوم الذي تم على مركز التجارة العالمي ونظام الرئيس العراقي صدام حسين.

وكما يشير مراسل الصحيفة فأن اللقاء المشار إليه يشكل عنصراً من عناصر النقاش الجاري في واشنطن بشأن الهجوم على العراق وإطاحة صدام حسين، حيث يرى الصقور (وهو تعبير استخدمه المراسل)، في صدام هدفاً ضرورياً ومشروعاً، بسبب احتمال قيامه بتجهيز الإرهابيين بأسلحة كيماوية وبيولوجية.

بينما يلاحظ المناوئون للحرب ضد العراق، ضعف المساندة الدولية لفكرة واشنطن بالهجوم على العراق، مؤكدين على ضرورة إثبات حدوث اللقاء بين عطا ورجل الأمن العراقي لكسب الرأي العام الأميركي الى جانب القيام بعملية عسكرية.

أشارت الصحيفة الى أن الوزراء التشيك أعلنوا عن حدوث اللقاء بعد الهجوم الإرهابي بفترة قصيرة، وتمسك مسئولو وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وغيرهم بهذا الخبر، غير أن مسئولي المخابرات التشيك قاموا بعد ذلك بتسريب أخبار أخرى تشير الى عدم حصول اللقاء.

وعلى ما يبدو فإن هناك ارتباك في الأوساط الحكومية التشيكية، بحسب الصحيفة التي لاحظت أن وزارة الخارجية تنفي حصول اللقاء بينما تؤكده وزارة الداخلية.

مضت الصحيفة في حديثها قائلة، إن مسؤولين أميركيين (لم يفصحوا عن أسمائهم)، طرحوا في الأسبوعين الماضيين شكوكاً في أن يكون اللقاء قد تم أصلاً، بينما ترفض إدارة الرئيس (جورج بوش) التعليق على الموضوع.

--- فاصل ---

وفي السياق ذاته يعتقد المراسل أن من أسماهم (بالصقور) يضعون اللوم على (الحمائم) في وزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية، بسبب حملتهم التي تهدف الى إلغاء أي هجوم على العراق. ونقلت الصحيفة تصريحاً لرئيس هيئة السياسة الدفاعية في وزارة الدفاع (رتشارد بيرل)، أعلن فيه "أن جميع الدلائل مقنعة الآن، كما في السابق"، مضيفاً "أن تحديد خيارات الرئيس بوش هي ما يريده مثيرو الأسئلة".

جدير ذكره أن التقرير الرئيسي حول محمد عطا يشير الى سفره الى براغ من الولايات المتحدة مباشرة أو من ألمانيا، في الفترة الواقعة بين الثامن والحادي عشر من نيسان عام 2001.

وكما يشير تقرير الصحيفة فعند وجود عطا في براغ شاهده أحد عملاء جهاز الإستخبارات المضادة لجمهورية التشيك، برفقة السكرتير الثاني في السفارة العراقية (احمد خليل إبراهيم سمير العاني)، حيث قامت الحكومة التشيكية بطرد العاني بعد اسبوعين من اللقاء بسبب نشاطاته التجسسية ضد إذاعة العراق الحر.

وعلى ما يبدو فقد تعرف عميل المخابرات التشيكية على صورة العاني بعد هجوم الحادي عشر من أيلول، وبعد أن بدأت قصة اللقاء بالظهور، أكدها وزير الداخلية التشيكي ستانسلاف غروس Stanislav Gross.

وفي الوقت نفسه أعلنت المخابرات التشيكية أن عطا زار براغ مرتين في السابق، وقام بتسليم المعلومات الى وكالة المخابرات المركزية، التي قدمت بدورها موجزاً بالمعلومات الى المسؤولين الأميركيين.

وفي غضون ذلك أكد رئيس الوزراء التشيكي (ميلوش زيمان)، عند زيارته لواشنطن في تشرين الثاني المنصرم، لنظيره الأميركي (كولن باول) أن اللقاء تم في براغ، ولكن اللقاء بحث خطط الهجوم على مبنى إذاعة العراق الحر. وكان هذا أول دليل على الرابطة التي تجمع صدام بشبكة أسامة بن لادن الإرهابية.

--- فاصل ---

تابعت الصحيفة الأميركية قائلة أن رئيس الوزراء التشيكي (زيمان) امتنع عن إعطاء تفاصيل جديدة عند لقاءه بالصحفيين في واشنطن، واكتفى بالقول إن ما ذكره بشأن إذاعة العراق الحر هو مجرد تخمين، معترفاً بأن اللقاء بين عطا ورجل المخابرات العراقي لم يُسجّل، ومعقباً أنه غير متأكد مما دار في لقاء الرجلين فربما تناول حديثهما مواضيع مختلفة مثل كرة القدم وهوكي الجليد والطقس وغير ذلك.

وفي كانون الأول الماضي اعترف مسئولو المخابرات التشيكية للصحف بان القصة ركيكة ولا توجد أدلة قوية أو صور أو تسجيلات صوتية لما دار في اللقاء، وكما تؤكد الصحيفة فان المصدر الوحيد للمعلومات هو عميل المخابرات التشيكية.

وفي الوقت الذي تشبث فيه كل من رئيس الوزراء التشيكي (زيمان) ووزير الداخلية (غروس) بما أعلناه، صرح رئيس الجمهورية التشيكي(فاتسلاف هافل) بأن احتمال حصول اللقاء يصل الى 70 بالمئة.

وبحسب الصحيفة فمن غير المؤكد أن الشخص الذي التقى الدبلوماسي العراقي كان محمد عطا، وليس واضح إذا كان الدبلوماسي العراقي هو ضابط المخابرات العراقي البارز نفسه، فربما هناك شخص آخر يحمل نفس اللقب ويعمل موظفاً عادياُ في السفارة.

أشارت الصحيفة الى ظهور اختلاف في الآراء في الإدارة الأميركية والصحف المختلفة بشأن صحة المعلومات عن لقاء براغ، ولكنها ختمت تقريرها بما أعلنه (رتشارد بيرل) بشأن اللقاء قائلاً "إنه لا يعتقد بأهمية اللقاء بالنسبة لموضوع الهجوم، وإنما النقاش يدور حول ما سيفعله صدام في المستقبل".

على صلة

XS
SM
MD
LG