نبدأ الملف هذا اليوم بصفحة العلاقات الاميركية العراقية حيث هدد الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش أمس الثلاثاء – هدد باتخاذ اجراءات ضد العراق وكل من ايران وكوريا، متوعدا بملاحقة الارهابيين الذين يختبئون كقنابل موقوتة في جميع بلدان العالم، ومحذرا من ان حربه على الارهاب قد بدأت للتو، حسب ما بثت وكالة فرانس بريس للانباء.
ولفتت وكالة اسوشيتدبريس للانباء الى ان الرئيس الاميركي تناول النظام العراقي بأقسى الكلمات مشيرا الى ان هذا النظام وافق على المفتشين الدوليين ومن ثم قام بطردهم، وان هذا النظام لديه ما يخفيه عن أنظار العالم المتحضر.
وكان الرئيس الاميركي يتحدث في اول خطاب له عن حالة الاتحاد امام مجلسي الشيوخ والنواب، وبعد اربعة شهور ونصف على احداث الحادي عشر من ايلول.
بوش تناول الحالة في افغانستان، وتطرق الى امكانات الارهاب المتوافرة في الصومال ايضا، معلنا ان "العالم المتحضر مهدد بأخطار لا سابق لها". وقال بوش: "بلادنا في حالة حرب، واقتصادنا في حالة ركود. لكن حالة اتحادنا لم تكن اقوى مما هي عليه الان".
واكد ان "عشرات الالاف من الارهابيين المدربين" ما زالوا يتحركون في حرية في العالم. وقال "ان اكتشافاتنا في افغانستان اكدت اسوأ مخاوفنا وبينت حجم المهمة التي تنتظرنا".
وقال بوش ان "الافا من القتلة الخطرين والمدربين على القتل بكل الطرق، وغالبا ما تدعمهم انظمة خارجة على القانون، موزعون الان في العالم كما لو انهم قنابل موقوتة جاهزة للانفجار بلا انذار".
واوضح ان "هؤلاء الاعداء يعتبرون العالم بأجمعه ساحة قتال وعلينا تعقبهم انى وجدوا"، مشيرا الى انه "طالما وجدت معسكرات للتدريب، وطالما آوت دولا ارهابيين فان الحرية ستكون في خطر وعلى اميركا والحلفاء الا يسمحوا بذلك ولن يسمحوا بذلك ابدا". الرئيس الاميركي أعلن ان كوريا الشمالية وايران والعراق تريد امتلاك اسلحة دمار شامل وتشكل "خطرا تزداد حدته. وقال بوش:
(مقطع بصوت بوش)
واعرب بوش عن ارتياحه لتعاون روسيا والصين والهند مع الولايات المتحدة داعيا الى خفض التوتر بين المتخاصمين القدامى والاخرين من اجل السلام والاستقرار.
وفي هذا الاطار قال بوش في خطابه عن حالة الاتحاد ان "خطرا مشتركا يمحو الخصومات القديمة".
واضاف ان "اميركا تعمل مع روسيا والصين والهند بطريقة لم تعرف من قبل للتوصل الى السلام والاستقرار".
واكد قائلا: "معا، ومع اصدقائنا وحلفائنا في اوروبا واسيا وافريقيا واميركا اللاتينية، سنثبت ان قوى الارهاب لا تستطيع وقف اندفاعة الحرية".
--- فاصل ---
في هذا السياق، يبدو أن الاشارة التي وردت في خطاب الرئيس الاميركي الى العراق وايران لها العديد من الدلالات، حيث ترقب واشنطن بحذر التقارب العراقي الايراني رغم ان فرص نجاح هذا التقارب لا تزيد عن خمسين في المائة من وجهة نظر خبراء الشأن العراقي الايراني في واشنطن.
لكن كيف ستتعامل واشنطن مع هذا التقارب اذا نجح، وهل تستطيع واشنطن ان تلعب أي دور لاعاقة او احتواء هذا التقارب، وما هي المشكلات الرئيسة التي تعترض نجاح هذا التقارب.
مراسلنا في واشنطن وحيد حمدي استعرض هذه التساؤلات مع كل من لورا دريك وباتريك كلاوسون وهما خبيران اميركيان في الشأن العراقي الايراني:
أكد وزير الخارجية العراقي ناجي صبري ان زيارته لايران كانت ناجحة، وان البلدين على وشك التوصل لحل المشاكل العالقة بينهما. ولكن ما هي الفرص الحقيقية لنجاح التقارب الايراني العراقي، خاصة في ضوء الحرب التي خاضها الطرفان طوال ثمان سنوات في الثمانينيات؟
لورا دريك أستاذة العلاقات الدولية بالجامعة الاميركية بواشنطن والمتخصصة في الشؤون الايرانية:"أقول ان فرص النجاح هي نحو خمسين في المئة في هذه المرحلة، لاني اريد ان اكون واقعية. صحيح هناك فرص للنجاح، ولكن توجد ايضا عوائق كثيرة يجب اجتيازها قبل استعادة الثقة بين هذين البلدين."
ويخشى باتريك كلاوسون خبير الشأن العراقي بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى ان يؤدي نجاح التقارب الايراني العراقي الى اثارة صعوبات جديدة لادارة الرئيس جورج بوش في تعاملها مع الشأن العراقي:
"حسنا، هذا التقارب قد يسبب مشكلة للولايات المتحدة اذا تطور الى تعاون لمناوئة المصالح الاميركية في المنطقة، مثل تسليح حزب الله مثلا. ولا اتصور ان يتحول هذا التقارب الى تحالف بين العراق وايران، ولكن قد تكون هناك بعض القضايا التي يقرر البلدان ان يتعاونا معا لمناوئة المصالح الاميركية، وسيكون ذلك من سوء الطالع. والمثال الثاني الذي يحضرني الآن هو احتمال تقديم ايران للعراق تسهيلات تمكنه من زيادة النفط الذي يهربه العراق وذلك بالسماح له باستخدام المياه الاقليمية الايرانية."
اما الاستاذة لورا دريك فتنظر لتداعيات هذا التقارب من وجهة النظر الاستراتيجية والاقليمية الاوسع فتقول:
"لم تبدأ المباحثات الجدية بين البلدين الا الآن، ولذلك اعتقد ان هذه المفاوضات جدية بالفعل. ومبررات التقارب تكون في فهم الوضع الاستراتيجي والاقليمي والمصالح المشتركة بين البلدين، وهذا مرتبط لدرجة كبيرة بالصراع العربي الاسرائيلي. فالعراق وايران لهما نفس الموقف من هذا الصراع. وبالاضافة الى ذلك، كل منهما يعاني من ضغوط خارجية مشتركة ممثلة في سياسة الاحتواء الاميركي الموجهة ضدهما.
لقد شاهدنا نجاح التقارب العراقي السوري، وكما تعرف فان سوريا حليف مهم لايران على مدى العشرين سنة الماضية.
ويمكن النظر لما يحدث الآن في المنطقة على انه استجابة لمطالب القوى القومية والاسلامية لتحقيق المصالحة بين العراق وايران بهدف تشكيل توازن استراتيجي اقليمي جديد لمواجهة التحالف الاسرائيلي الاميركي."
وسألت الاستاذة لورا دريك ان كانت واشنطن تستطيع أن تؤثر على عملية التقارب الايراني العراقي بشكل او آخر فأجابت:
"اذا قرر العراق وايران تحقيق مصالحة بينهما فان ادارة الرئيس جورج بوش لا تستطيع ان تفعل اي شيء لمنع ذلك. ومن الطبيعي فان ادارة الرئيس بوش لن ترحب بهذا التطور خاصة اذا كان هدف التقارب هو مناوئة المصالح الاميركية في المنطقة، لان تحالف ايران والعراق وسوريا يمثل مشكلة للولايات المتحدة."
أما باتريك كلاوسون فيؤكد ان واشنطن تستطيع أن تؤثر على هذا التقارب:
"حسنا، اعتقد ان هناك قنوات متعددة يمكن لاميركا ان توضح عبرها لايران باننا نعتبر مثل هذا التطور امرا سيئاً. كما يمكننا ان نوضح للسوريين مثلاً اننا نعتبر استمرار سماح سوريا للطائرات الايرانية بجلب السلاح لحزب الله تطورا سلبيا ايضاً.
كما يمكن ان تزيد الولايات المتحدة نشاط قوات المراقبة والتدخل الدولي في الخليج لتضييق الخناق على تهريب النفط العراقي، كما يمكن ان تزيد الولايات المتحدة الضغط على دول مجلس التعاون الخليجي لكي تمنع هذا التهريب."
ولكن ما هي اهم المشاكل التي تعوق التقارب الايراني العراقي وتجعل فرص نجاحه لا تزيد عن خمسين في المئة؟
تقول لورا دريك استاذة العلاقات الدولية بالجامعة الاميركية، ان اهم هذه المشاكل هي دعم ايران للمعارضة العراقية الشيعية، ودعم العراق لحركة مجاهدي خلق الايرانية:
"حسناً، ان ذلك خطير جدا خاصة بالنسبة الى المعارضة الايرانية داخل العراق لانهم شنوا هجمات على اهداف في العاصمة الايرانية، بينما المعارضة العراقية في ايران لها وجود فعلي داخل العراق، بما في ذلك تشكيلات مسلحة، وسيبقى الامر كذلك سواء دعمتهم ايران ام لم تفعل.
وهناك حقيقة كون هذه المعارضة شيعية، وان هناك انقساما شيعيا سنيا تاريخيا بين العراق وايران. لكن القضية الاكبر هي وجود مجاهدي خلق في العراق، لان العراق اذا اخرجهم من اراضيه فلن تكون لهم القدرة على اقامة قواعد لهم داخل ايران، وهذا لا ينطبق على المعارضة العراقية التي لديها وجود في بلدها لانها معارضة اصلية."
اما ثاني اهم مشكلة تعترض الطرفان فهي مطالبة ايران العراق بدفع تعويضات مالية عن الاضرار التي لحقت بايران بسبب الحرب. اما العراق فيرفض دفع هذه التعويضات من حيث المبدأ، فضلا عن ضائقته المالية بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرضه مجلس الامن على العراق بسبب غزو الكويت.
وسألت لورا دريك استاذة العلاقات الدولية بالجامعة الاميركية، ما هو الثمن الذي سيدفعه العراق لتحقيق المصالحة مع ايران اذا كان العراق غير راغب وغير قادر على دفع التعويض المادي، فأجابت:
"ايران تعرف ان العراق غير قادر على دفع تعويضات مادية، ولذلك سيتفاوضون بهدف الحصول على بديل آخر غير مادي. وهذا هو ما يتم في المفاوضات السياسية، وهو الامر الذي يختلف عن المحاكمة. ومن المنتظر ان تحصل مقايضات، وقد يكون الثمن الذي سيدفعه العراق هو التوقف عن دعم المعرضة الايرانية، وهو كما قلت موضوع اكثر تعقيدا من الدعم الايراني للمعارضة العراقية. وهذا ما تفعله الاطراف المتفاوضة، اي تبادل التنازلات والمقايضة بغية التوصل الى تسوية المشاكل العالقة بينهما."
ويذكر ان ايران ترفض حتى الآن اعادة الطائرات العراقية التي تحتفظ بها منذ حرب تحرير الكويت. ورغم اطلاق ايران لسراح 682 من اسرى الحرب العراقيين خلال الاسابيع القليلة الماضية، فما زالت هناك العديد من القضايا الخلافية بين الطرفين بخصوص اسرى الحرب العراقية الايرانية لدى كل منهما. وحتى الان فان المؤشر الايجابي الوحيد للتقارب الايراني العراقي هو تصريحات الطرفين الايجابية بهذا الخصوص، والحديث عن قرب استئناف رحلات الطيران المدني بين البلدين، والسماح للحجاج الايرانيين زيارة الاماكن المقدسة الشيعية في جنوب العراق.
وحيد حمدي - اذاعة العراق الحر - اذاعة اوروبا الحرة - واشنطن.
--- فاصل ---
ونبقى في الساحة الاميركية حيث يغادر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني عمان اليوم متوجها الى واشنطن حاملا معه الملف العراقي. المزيد من الاضواء حول هذا الموضوع في التقرير التالي الذي وافانا به حازم مبيضين من العاصمة الاردنية:
فيما يتوجه الملك عبد الله الى واشنطن لعقد قمة ثالثة مع الرئيس الاميركي جورج بوش، فان الاردنيين يحتفلون بعيد ميلاده الاربعين ويبدون التفافا حوله رغم انه جاء الى العرش في اللحظات الاخيرة من حياة والده الذي اقصى شقيقه الامير حسن عن ولاية العهد بعد ان قضى 37 عاما في هذه المهمة، وجاء بنجله الاكبر عبد الله من صفوف القوات الخاصة في الجيش ليسند اليه مهمة قيادة البلاد.
ويعرف الجميع ان العاهل الاردني سيبحث مع المسؤولين في الادارة الاميركية الملف العراقي بعد زيارتين قام بهما للسعودية والكويت تناولتا هذا الملف. ويؤكد المسؤولون الاردنيون ان الملك سيبلغ المسؤولين الاميركيين مخاوفه من نتائج توجيه ضربة عسكرية الى العراق في اطار الحملة الدولية ضد الارهاب، وهي مخاوف تتلخص في الاثار المحتملة لهذه الضربة على اوضاع الاردن. اضافة الى مخاوف من تقسيم العراق الى اكثر من دولة واثر ذلك على الاوضاع الاقليمية.
والملك عبد الله الذي زار كل العواصم العربية منذ توليه الحكم لم يقم بزيارة بغداد رغم ان هذا الاحتمال كان قويا بعد ترأسه للقمة العربية العام الماضي، غير انه استقبل عددا من المسؤولين العراقيين، واختار لرئاسة الوزراء المهندس علي ابو الراغب الذي يدفع باستمرار باتجاه علاقات متميزة مع الحكومة العراقية.
صحيح ان هذه الدعوة تبدو اقتصادية في عناوينها الاولى، لكن المعروف انها سياسية في العمق والمضمون. وخلال الفترة التي قاد فيها عبد الله الثاني الاردن، فانه ظل يعلن معارضته باستمرار العقوبات الدولية على العراق ومطالبته لبغداد بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية. لكن ذلك لم يمنع من تطوير متزايد للعلاقات الاردنية الاميركية رغم موقف الولايات المتحدة من نظام الحكم العراقي.
واذا كان الاردن بجهد خاص من الملك استطاع ان يوقع اتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة، فانه وبتاثير من الملك ايضا احجم عن توقيع اتفاقية مماثلة مع العراق رغم مطالبة بغداد المتكررة ومعها بعض الاقتصاديين الاردنيين المستفيدين من علاقاتهم التجارية مع العراق.
رحلة الملك الى واشنطن، وان كان الملفان العراقي والفلسطيني من ابرز عناوينها فانها في واقع الامر تتمحور بالاساس حول الملف الاقتصادي الاردني وعلاقات عمان بواشنطن.
حازم مبيضين - اذاعة العراق الحر - اذاعة اوروبا الحرة - عمان.
--- فاصل ---
نواصل، مستمعي الكرام، عرض الملف العراقي من اذاعة العراق الحر في براغ.
اشار زعماء في المعارضة العراقية يتواجدون في واشنطن لغرض الحصول على دعم مادي اكبر – اشاروا الى ان الوقت قد حان لقيام القوات الاميركية باطاحة الرئيس العراقي صدام حسين، كما اطاحت بطالبان في افغانستان.
ونقلت وكالة رويترز للانباء التي اوردت النبأ عن احمد الجلبي العضو القيادي في جماعة المؤتمر الوطني العراقي المعارض قوله ان لدى المعارضة 40000 رجل مسلح في شمال العراق لكنهم بحاجة الى ضمانات بالحماية قبل قيامهم ببدء الهجوم.
الجلبي اشار الى وجود منطقة تقع تحت سيطرة قوى المعارضة وان هذا يمكن ان يشكل قاعدة هامة لعمليات المعارضة، وذلك عند مناقشة هذا الموضوع في معهد اميركان انتربرايز.
المنتقدون لفكرة الاطاحة بصدام حسين يرون ان المهمة في العراق أعسر بكثير منها في افغانستان بسبب وجود جيش لدى الرئيس العراقي، والذي رغم ما لحق به من دمار في حرب الخليج، لم يجد صعوبة في القضاء على الانتفاضة التي عمت المدن العراقية، وفي سحق التحرك الذي قام به المؤتمر الوطني العراقي بدعم من وكالة المخابرات المركزية الاميركية عام 1996.
ونقلت وكالة الانباء عن الجلبي اشارته الى ان الحماية التامة، ومنع قوات صدام من الوصول الى المنطقة، وانشاء منطقة معزولة عسكريا في الشمال - كل هذه الاجراءات ستكون مفيدة جدا.
من جهته اضاف الشريف علي بن الحسين الناطق بإسم المؤتمر الوطني العراقي ان ما تم القيام به في افغانستان يمكن القيام به في العراق بشكل اسهل بكثير، وانه اذا ما أتيحت الفرصة، وتهيأت الظروف المناسبة، فأن الشعب العراقي سيثور ضد الطاغية.
يذكر ان الجلبي يدعو الولايات المتحدة منذ سنين الى استغلال معقل المعارضة في شمال العراق لقيام اعضاء المعارضة بشن هجمات ضد القوات الحكومية العراقية، وان المؤيدين لهذه الخطة تشجعوا بالسهولة غير المتوقعة التي تم فيها الاطاحة بطالبان من قبل قوات التحالف الشمالي مدعومين بالقوة الجوية الاميركية.
وذكرت وكالة رويترز للانباء ان المسؤولين الاميركيين يترددون في دعم المؤتمر الوطني العراقي الذي تحوم حوله الشكوك نتيجة المراجعة المالية للاموال التي تسلمها من الحكومة الاميركية في السنوات القليلة الماضية، كما ان الزعماء الكرد الذين يسيطرون على شمال العراق يرفضون السماح لافراد المعارضة بالوصول الى القوات العراقية الا بعد ضمان عدم قيام بغداد بالانتقام نتيجة لذلك. ونقلت وكالة الانباء عن ريتشارد بيرل المسؤول الاميركي السابق والقريب من الادارة الاميركية ثقته ان الولايات المتحدة تتجه نحو المواجهة مع صدام.
--- فاصل ---
على صعيد آخر ذكرت وكالة فرانس بريس للانباء نقلا عن وكالة شينخوا الصينية الرسمية ان نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز غادر بيجينك بعد زيارة استغرقت ثلاثة ايام التقى فيها بكبار الزعماء في الصين.
وقد أكدت الصين انها تعارض توسيع الحرب ضد الارهاب لتشمل العراق، لكنها حثت بغداد على الامتثال بدقة لقرارت الامم المتحدة فيما يتعلق بعمليات التفتيش عن الاسلحة المحظورة. كما أكدت الصين ضرورة حماية سيادة وسلامة العراق، بحسب ما نقلت وكالة الانباء عن الناطق بإسم الخارجية الصينية كونك كوان.
هذا وقد ذكرت وكالة ايتار تاس الروسية ان طارق عزيز وصل الى موسكو بعد انتهاء زيارته الى الصين. الوكالة نقلت عن مصادر في العاصمة الروسية ان توقف عزيز في موسكو ليومين يأتي بهدف تبادل وجهات النظر حول نتائج مباحثاته في الصين، وربما المباحثات الروسية الاميركية القادمة في جنيف فيما يتعلق بقائمة المواد المسموح بدخولها الى العراق.
--- فاصل ---
واشارت وكالة الصحافة الالمانية في تقرير لها من مدينة الكويت ان مبادرة السلام الاخيرة التي قام بها عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية أخفقت في تبديد الشكوك المتعلقة بنوايا النظام العراقي.
الوكالة ذكرت ان دعوة الرئيس العراقي للكويتيين للقدوم الى العراق والاطلاع عن كثب على الموجودين في السجون العراقية لم تثر اهتمام الكويتيين، كما هو الحال بالنسبة الى المبادرة التي قام بها عمرو موسى.
ونقلت الوكالة عن استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت احمد البغدادي انه لا يمتلك معلومات كافية
عما يريد موسى القيام به، وما اذا كان هذا يقع ضمن عقوبات الامم المتحدة او لا. وقال البغدادي لا أحد في الكويت يثق بالنظام العراقي، ورغم ان موسى قد يحاول ايجاد مخرج ما، فلا احد يمكنه اخذ شئ يأتي من العراق مأخذ الجد، لافتا الى انه مادام صدام لا يحضر اجتماعات القمة العربية او اية اجتماعات على مستوى دولي، فمن غير المحتمل الاعلان عن تغيير في السياسة العراقية في قمة بيروت المزمع عقدها في آذار القادم.
في هذا الاطار قال الامين المساعد للجامعة العربية ان عمرو موسى يبحث عن قواسم مشتركة بين العراق والكويت لحل الازمة. المزيد من الاضواء حول هذا الموضوع في التقرير التالي من مراسل الاذاعة في القاهرة أحمد رجب:
اعرب الامين العام المساعد بالجامعة العربية احمد بن حلي عن امله في ان يتفهم كل الاشقاء العرب مسعى الامين العام للجامعة عمرو موسى بشأن تحريك ملف الحالة بين العراق والكويت، والمكلف بها مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني منذ قمة عمان.
وقال بن حلي ان الامين العام سيواصل تحركاته الدولية في هذا الصدد خلال مباحثاته اليوم مع كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة بفينا. ويتابعها خلال زيارته بعد غد للولايات المتحدة الاميركية، ويجري لقاءات خلالها مع عدد من المسؤولين الاميركيين وفي الامم المتحدة بنيويورك بهدف العمل على رفع الحصار عن الشعب العراقي من قبل اعضاء مجلس الامن.
وقال بن حلي في تصريحات صحفية امس ان جولات الامين العام المكوكية الاخيرة والتي شملت كل من الكويت والسعودية والاردن ومن قبلها عدة دول عربية تأتي في اطار الاعداد الجيد للبنود التي ستطرح على قمة بيروت، وايضا البحث عن ايجاد قواسم مشتركة للتحرك العربي، وللخروج من الأزمة العراقية الكويتية التي استمرت اكثر من عشر سنوات، وحتى لا تصبح أزمة مزمنة يتعذر حلها في المستقبل وتلقي بظلالها وسلبياتها على كل جوانب العمل العربي المشترك على حد تعبيره.
احمد رجب - اذاعة العراق الحر - اذاعة اوروبا الحرة - القاهرة.
--- فاصل ---
وفي خبر آخر، سيقوم وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح بزيارة الى ارمينيا وذلك خلال شهري شباط وآذار. ميخائيل الان دارينكو اتصل بمديرة المكتب الصحفي في وزارة الخارجية الارمنية الذي اشار الى ان العلاقات بين يرفان وبغداد تتطور بشكل ناجح.
الى التفاصيل:
ردا على سؤال يتعلق بالعلاقات بين البلدين قالت مديرة المكتب الصحفي بوزارة الخارجية الارمنية آسيا ماكاريان:
"هناك قائم بالاعمال يمثل أرمينيا في العراق، كما أن العراق له قائم بالاعمال في أرمينيا، ويتبادل البلدان زيارات دائمة. ومن الجدير بالذكر ان وزير الخارجية الارمني ستام اوسكنيان كان قد زار العراق.
هذا التعاون بين أرمينيا والعراق وكل هذه الزيارات لا تخرج عن الاطر التي حددتها الامم المتحدة. ويتوقع ان يزور وزير عراقي أرمينيا خلال شباط أو آذار المقبلين. ومجلس النواب الارمني أسس مجموعة تعاون مع العراق وتعمل هذه المجموعة الكثير من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين."
وفي رد على سؤال عن التعاون الثنائي بين يريفان وبغداد قالت ماكاريان انه يتطور بشكل ايجابي، وذلك نتيجة كثرة الزيارات والاتصالات التي يجريها الجانبان. وكذلك من المنتظر أن تعقد اللجنة الحكومية الارمنية العراقية جلسة عما قريب لبحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين على حد قول ماكاريان. ولكنها أعربت عن عدم ارتياحها الى مستوى التعاون التجاري القائم بين العراق وارمينيا:
"أعتقد أن ليس للتجارة الارمنية العراقية اي حجم يذكر في الوقت الحاضر. اما المجالات الاكثر بروزاً للتعاون الثنائي، فتتمثل في الصلات الدبلوماسية بما فيها افتتاح السفارة الارمنية في بغداد، والسفارة العراقية في يريفان. واستطيع القول بشكل عام ان كل هذه الصلات جيدة جدا."
وفيما يخص زيارة نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الى روسيا، أبدت ماكاريان استحسانها:
" تعتبر وزارة الخارجية الارمنية زيارة طارق عزيز الى موسكو ايجابية، ولكن الوزارة ستدلي برأيها الكامل بعد انتهاء هذه الزيارة. أما العلاقات الأرمنية العراقية فانها طبيعية وناجحة."
هذه كانت مديرة المكتب الصحفي بوزارة الخارجية الارمنية آسيا ماكاريان في حديث الى اذاعتنا.
--- فاصل ---
وافادت وكالة رويترز للأنباء ان الأمم المتحدة، سوف تطلب من العراق اصدار تاشيرات لمسؤولي الأمم المتحدة المتعاقد معهم على ازالة الألغام في شمال القطر.
واشارت الوكالة الى ان العراق رفض في العام الماضي منح تاشيرات لحوالي 300 موظف استعين بهم للعمل في مشاريع الكهرباء وبرامج ازالة الألغام في المناطق التي تقع تحت سيطرة الكرد.
على الصعيد ذاته قالت المصادر ان بينون سيفان المدير التنفيذي لبرنامج النفط مقابل الغذاء، سيثير قضية التاشيرات مع مسؤولين عراقيين كبار قبل عودته الى نيويورك هذا الأسبوع.
ويذكر ان سيفان وصل العراق منذ الرابع عشر من الشهر الجاري لمناقشة المشاكل المتعلقة ببرنامج النفط مقابل الغذاء،وقال سيفان ان تاخيرات التاشيرات في العام الماضي كلف البرنامج الانساني اربعة ملايين دولار في الأقل. وكان 90 في المئة تقريبا من هذه التاشيرات لعاملين في شمال العراق. وجاء في تقرير وكالة رويترز للأنباء، ان بغداد ردت ان الأمم المتحدة تروم الحصول على تاشيرات للأجانب في الوقت الذي يستطيع فيه العراقيون القيام بالمهام نفسها،كما ان العراق منح في العام الماضي 991 تاشيرة للأمم المتحدة، وان هذا شيء كثير.
--- فاصل ---
على صعيد ذي صلة، ارتفع حجم الصادرات النفطية العراقية الاسبوع الماضي من 10.8 مليون برميل يوميا الى 14 مليون برميل حسب ما ذكرت وكالة فرانس بريس للانباء عن مصادر الامم المتحدة.
ويصل مجموع الصادرات الى 2 مليون برميل في اليوم ويقع هذا ضمن المعدلات للنصف الثاني من السنة الماضية.
ولفتت وكالة اسوشيتدبريس للانباء الى ان الرئيس الاميركي تناول النظام العراقي بأقسى الكلمات مشيرا الى ان هذا النظام وافق على المفتشين الدوليين ومن ثم قام بطردهم، وان هذا النظام لديه ما يخفيه عن أنظار العالم المتحضر.
وكان الرئيس الاميركي يتحدث في اول خطاب له عن حالة الاتحاد امام مجلسي الشيوخ والنواب، وبعد اربعة شهور ونصف على احداث الحادي عشر من ايلول.
بوش تناول الحالة في افغانستان، وتطرق الى امكانات الارهاب المتوافرة في الصومال ايضا، معلنا ان "العالم المتحضر مهدد بأخطار لا سابق لها". وقال بوش: "بلادنا في حالة حرب، واقتصادنا في حالة ركود. لكن حالة اتحادنا لم تكن اقوى مما هي عليه الان".
واكد ان "عشرات الالاف من الارهابيين المدربين" ما زالوا يتحركون في حرية في العالم. وقال "ان اكتشافاتنا في افغانستان اكدت اسوأ مخاوفنا وبينت حجم المهمة التي تنتظرنا".
وقال بوش ان "الافا من القتلة الخطرين والمدربين على القتل بكل الطرق، وغالبا ما تدعمهم انظمة خارجة على القانون، موزعون الان في العالم كما لو انهم قنابل موقوتة جاهزة للانفجار بلا انذار".
واوضح ان "هؤلاء الاعداء يعتبرون العالم بأجمعه ساحة قتال وعلينا تعقبهم انى وجدوا"، مشيرا الى انه "طالما وجدت معسكرات للتدريب، وطالما آوت دولا ارهابيين فان الحرية ستكون في خطر وعلى اميركا والحلفاء الا يسمحوا بذلك ولن يسمحوا بذلك ابدا". الرئيس الاميركي أعلن ان كوريا الشمالية وايران والعراق تريد امتلاك اسلحة دمار شامل وتشكل "خطرا تزداد حدته. وقال بوش:
(مقطع بصوت بوش)
واعرب بوش عن ارتياحه لتعاون روسيا والصين والهند مع الولايات المتحدة داعيا الى خفض التوتر بين المتخاصمين القدامى والاخرين من اجل السلام والاستقرار.
وفي هذا الاطار قال بوش في خطابه عن حالة الاتحاد ان "خطرا مشتركا يمحو الخصومات القديمة".
واضاف ان "اميركا تعمل مع روسيا والصين والهند بطريقة لم تعرف من قبل للتوصل الى السلام والاستقرار".
واكد قائلا: "معا، ومع اصدقائنا وحلفائنا في اوروبا واسيا وافريقيا واميركا اللاتينية، سنثبت ان قوى الارهاب لا تستطيع وقف اندفاعة الحرية".
--- فاصل ---
في هذا السياق، يبدو أن الاشارة التي وردت في خطاب الرئيس الاميركي الى العراق وايران لها العديد من الدلالات، حيث ترقب واشنطن بحذر التقارب العراقي الايراني رغم ان فرص نجاح هذا التقارب لا تزيد عن خمسين في المائة من وجهة نظر خبراء الشأن العراقي الايراني في واشنطن.
لكن كيف ستتعامل واشنطن مع هذا التقارب اذا نجح، وهل تستطيع واشنطن ان تلعب أي دور لاعاقة او احتواء هذا التقارب، وما هي المشكلات الرئيسة التي تعترض نجاح هذا التقارب.
مراسلنا في واشنطن وحيد حمدي استعرض هذه التساؤلات مع كل من لورا دريك وباتريك كلاوسون وهما خبيران اميركيان في الشأن العراقي الايراني:
أكد وزير الخارجية العراقي ناجي صبري ان زيارته لايران كانت ناجحة، وان البلدين على وشك التوصل لحل المشاكل العالقة بينهما. ولكن ما هي الفرص الحقيقية لنجاح التقارب الايراني العراقي، خاصة في ضوء الحرب التي خاضها الطرفان طوال ثمان سنوات في الثمانينيات؟
لورا دريك أستاذة العلاقات الدولية بالجامعة الاميركية بواشنطن والمتخصصة في الشؤون الايرانية:"أقول ان فرص النجاح هي نحو خمسين في المئة في هذه المرحلة، لاني اريد ان اكون واقعية. صحيح هناك فرص للنجاح، ولكن توجد ايضا عوائق كثيرة يجب اجتيازها قبل استعادة الثقة بين هذين البلدين."
ويخشى باتريك كلاوسون خبير الشأن العراقي بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى ان يؤدي نجاح التقارب الايراني العراقي الى اثارة صعوبات جديدة لادارة الرئيس جورج بوش في تعاملها مع الشأن العراقي:
"حسنا، هذا التقارب قد يسبب مشكلة للولايات المتحدة اذا تطور الى تعاون لمناوئة المصالح الاميركية في المنطقة، مثل تسليح حزب الله مثلا. ولا اتصور ان يتحول هذا التقارب الى تحالف بين العراق وايران، ولكن قد تكون هناك بعض القضايا التي يقرر البلدان ان يتعاونا معا لمناوئة المصالح الاميركية، وسيكون ذلك من سوء الطالع. والمثال الثاني الذي يحضرني الآن هو احتمال تقديم ايران للعراق تسهيلات تمكنه من زيادة النفط الذي يهربه العراق وذلك بالسماح له باستخدام المياه الاقليمية الايرانية."
اما الاستاذة لورا دريك فتنظر لتداعيات هذا التقارب من وجهة النظر الاستراتيجية والاقليمية الاوسع فتقول:
"لم تبدأ المباحثات الجدية بين البلدين الا الآن، ولذلك اعتقد ان هذه المفاوضات جدية بالفعل. ومبررات التقارب تكون في فهم الوضع الاستراتيجي والاقليمي والمصالح المشتركة بين البلدين، وهذا مرتبط لدرجة كبيرة بالصراع العربي الاسرائيلي. فالعراق وايران لهما نفس الموقف من هذا الصراع. وبالاضافة الى ذلك، كل منهما يعاني من ضغوط خارجية مشتركة ممثلة في سياسة الاحتواء الاميركي الموجهة ضدهما.
لقد شاهدنا نجاح التقارب العراقي السوري، وكما تعرف فان سوريا حليف مهم لايران على مدى العشرين سنة الماضية.
ويمكن النظر لما يحدث الآن في المنطقة على انه استجابة لمطالب القوى القومية والاسلامية لتحقيق المصالحة بين العراق وايران بهدف تشكيل توازن استراتيجي اقليمي جديد لمواجهة التحالف الاسرائيلي الاميركي."
وسألت الاستاذة لورا دريك ان كانت واشنطن تستطيع أن تؤثر على عملية التقارب الايراني العراقي بشكل او آخر فأجابت:
"اذا قرر العراق وايران تحقيق مصالحة بينهما فان ادارة الرئيس جورج بوش لا تستطيع ان تفعل اي شيء لمنع ذلك. ومن الطبيعي فان ادارة الرئيس بوش لن ترحب بهذا التطور خاصة اذا كان هدف التقارب هو مناوئة المصالح الاميركية في المنطقة، لان تحالف ايران والعراق وسوريا يمثل مشكلة للولايات المتحدة."
أما باتريك كلاوسون فيؤكد ان واشنطن تستطيع أن تؤثر على هذا التقارب:
"حسنا، اعتقد ان هناك قنوات متعددة يمكن لاميركا ان توضح عبرها لايران باننا نعتبر مثل هذا التطور امرا سيئاً. كما يمكننا ان نوضح للسوريين مثلاً اننا نعتبر استمرار سماح سوريا للطائرات الايرانية بجلب السلاح لحزب الله تطورا سلبيا ايضاً.
كما يمكن ان تزيد الولايات المتحدة نشاط قوات المراقبة والتدخل الدولي في الخليج لتضييق الخناق على تهريب النفط العراقي، كما يمكن ان تزيد الولايات المتحدة الضغط على دول مجلس التعاون الخليجي لكي تمنع هذا التهريب."
ولكن ما هي اهم المشاكل التي تعوق التقارب الايراني العراقي وتجعل فرص نجاحه لا تزيد عن خمسين في المئة؟
تقول لورا دريك استاذة العلاقات الدولية بالجامعة الاميركية، ان اهم هذه المشاكل هي دعم ايران للمعارضة العراقية الشيعية، ودعم العراق لحركة مجاهدي خلق الايرانية:
"حسناً، ان ذلك خطير جدا خاصة بالنسبة الى المعارضة الايرانية داخل العراق لانهم شنوا هجمات على اهداف في العاصمة الايرانية، بينما المعارضة العراقية في ايران لها وجود فعلي داخل العراق، بما في ذلك تشكيلات مسلحة، وسيبقى الامر كذلك سواء دعمتهم ايران ام لم تفعل.
وهناك حقيقة كون هذه المعارضة شيعية، وان هناك انقساما شيعيا سنيا تاريخيا بين العراق وايران. لكن القضية الاكبر هي وجود مجاهدي خلق في العراق، لان العراق اذا اخرجهم من اراضيه فلن تكون لهم القدرة على اقامة قواعد لهم داخل ايران، وهذا لا ينطبق على المعارضة العراقية التي لديها وجود في بلدها لانها معارضة اصلية."
اما ثاني اهم مشكلة تعترض الطرفان فهي مطالبة ايران العراق بدفع تعويضات مالية عن الاضرار التي لحقت بايران بسبب الحرب. اما العراق فيرفض دفع هذه التعويضات من حيث المبدأ، فضلا عن ضائقته المالية بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرضه مجلس الامن على العراق بسبب غزو الكويت.
وسألت لورا دريك استاذة العلاقات الدولية بالجامعة الاميركية، ما هو الثمن الذي سيدفعه العراق لتحقيق المصالحة مع ايران اذا كان العراق غير راغب وغير قادر على دفع التعويض المادي، فأجابت:
"ايران تعرف ان العراق غير قادر على دفع تعويضات مادية، ولذلك سيتفاوضون بهدف الحصول على بديل آخر غير مادي. وهذا هو ما يتم في المفاوضات السياسية، وهو الامر الذي يختلف عن المحاكمة. ومن المنتظر ان تحصل مقايضات، وقد يكون الثمن الذي سيدفعه العراق هو التوقف عن دعم المعرضة الايرانية، وهو كما قلت موضوع اكثر تعقيدا من الدعم الايراني للمعارضة العراقية. وهذا ما تفعله الاطراف المتفاوضة، اي تبادل التنازلات والمقايضة بغية التوصل الى تسوية المشاكل العالقة بينهما."
ويذكر ان ايران ترفض حتى الآن اعادة الطائرات العراقية التي تحتفظ بها منذ حرب تحرير الكويت. ورغم اطلاق ايران لسراح 682 من اسرى الحرب العراقيين خلال الاسابيع القليلة الماضية، فما زالت هناك العديد من القضايا الخلافية بين الطرفين بخصوص اسرى الحرب العراقية الايرانية لدى كل منهما. وحتى الان فان المؤشر الايجابي الوحيد للتقارب الايراني العراقي هو تصريحات الطرفين الايجابية بهذا الخصوص، والحديث عن قرب استئناف رحلات الطيران المدني بين البلدين، والسماح للحجاج الايرانيين زيارة الاماكن المقدسة الشيعية في جنوب العراق.
وحيد حمدي - اذاعة العراق الحر - اذاعة اوروبا الحرة - واشنطن.
--- فاصل ---
ونبقى في الساحة الاميركية حيث يغادر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني عمان اليوم متوجها الى واشنطن حاملا معه الملف العراقي. المزيد من الاضواء حول هذا الموضوع في التقرير التالي الذي وافانا به حازم مبيضين من العاصمة الاردنية:
فيما يتوجه الملك عبد الله الى واشنطن لعقد قمة ثالثة مع الرئيس الاميركي جورج بوش، فان الاردنيين يحتفلون بعيد ميلاده الاربعين ويبدون التفافا حوله رغم انه جاء الى العرش في اللحظات الاخيرة من حياة والده الذي اقصى شقيقه الامير حسن عن ولاية العهد بعد ان قضى 37 عاما في هذه المهمة، وجاء بنجله الاكبر عبد الله من صفوف القوات الخاصة في الجيش ليسند اليه مهمة قيادة البلاد.
ويعرف الجميع ان العاهل الاردني سيبحث مع المسؤولين في الادارة الاميركية الملف العراقي بعد زيارتين قام بهما للسعودية والكويت تناولتا هذا الملف. ويؤكد المسؤولون الاردنيون ان الملك سيبلغ المسؤولين الاميركيين مخاوفه من نتائج توجيه ضربة عسكرية الى العراق في اطار الحملة الدولية ضد الارهاب، وهي مخاوف تتلخص في الاثار المحتملة لهذه الضربة على اوضاع الاردن. اضافة الى مخاوف من تقسيم العراق الى اكثر من دولة واثر ذلك على الاوضاع الاقليمية.
والملك عبد الله الذي زار كل العواصم العربية منذ توليه الحكم لم يقم بزيارة بغداد رغم ان هذا الاحتمال كان قويا بعد ترأسه للقمة العربية العام الماضي، غير انه استقبل عددا من المسؤولين العراقيين، واختار لرئاسة الوزراء المهندس علي ابو الراغب الذي يدفع باستمرار باتجاه علاقات متميزة مع الحكومة العراقية.
صحيح ان هذه الدعوة تبدو اقتصادية في عناوينها الاولى، لكن المعروف انها سياسية في العمق والمضمون. وخلال الفترة التي قاد فيها عبد الله الثاني الاردن، فانه ظل يعلن معارضته باستمرار العقوبات الدولية على العراق ومطالبته لبغداد بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية. لكن ذلك لم يمنع من تطوير متزايد للعلاقات الاردنية الاميركية رغم موقف الولايات المتحدة من نظام الحكم العراقي.
واذا كان الاردن بجهد خاص من الملك استطاع ان يوقع اتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة، فانه وبتاثير من الملك ايضا احجم عن توقيع اتفاقية مماثلة مع العراق رغم مطالبة بغداد المتكررة ومعها بعض الاقتصاديين الاردنيين المستفيدين من علاقاتهم التجارية مع العراق.
رحلة الملك الى واشنطن، وان كان الملفان العراقي والفلسطيني من ابرز عناوينها فانها في واقع الامر تتمحور بالاساس حول الملف الاقتصادي الاردني وعلاقات عمان بواشنطن.
حازم مبيضين - اذاعة العراق الحر - اذاعة اوروبا الحرة - عمان.
--- فاصل ---
نواصل، مستمعي الكرام، عرض الملف العراقي من اذاعة العراق الحر في براغ.
اشار زعماء في المعارضة العراقية يتواجدون في واشنطن لغرض الحصول على دعم مادي اكبر – اشاروا الى ان الوقت قد حان لقيام القوات الاميركية باطاحة الرئيس العراقي صدام حسين، كما اطاحت بطالبان في افغانستان.
ونقلت وكالة رويترز للانباء التي اوردت النبأ عن احمد الجلبي العضو القيادي في جماعة المؤتمر الوطني العراقي المعارض قوله ان لدى المعارضة 40000 رجل مسلح في شمال العراق لكنهم بحاجة الى ضمانات بالحماية قبل قيامهم ببدء الهجوم.
الجلبي اشار الى وجود منطقة تقع تحت سيطرة قوى المعارضة وان هذا يمكن ان يشكل قاعدة هامة لعمليات المعارضة، وذلك عند مناقشة هذا الموضوع في معهد اميركان انتربرايز.
المنتقدون لفكرة الاطاحة بصدام حسين يرون ان المهمة في العراق أعسر بكثير منها في افغانستان بسبب وجود جيش لدى الرئيس العراقي، والذي رغم ما لحق به من دمار في حرب الخليج، لم يجد صعوبة في القضاء على الانتفاضة التي عمت المدن العراقية، وفي سحق التحرك الذي قام به المؤتمر الوطني العراقي بدعم من وكالة المخابرات المركزية الاميركية عام 1996.
ونقلت وكالة الانباء عن الجلبي اشارته الى ان الحماية التامة، ومنع قوات صدام من الوصول الى المنطقة، وانشاء منطقة معزولة عسكريا في الشمال - كل هذه الاجراءات ستكون مفيدة جدا.
من جهته اضاف الشريف علي بن الحسين الناطق بإسم المؤتمر الوطني العراقي ان ما تم القيام به في افغانستان يمكن القيام به في العراق بشكل اسهل بكثير، وانه اذا ما أتيحت الفرصة، وتهيأت الظروف المناسبة، فأن الشعب العراقي سيثور ضد الطاغية.
يذكر ان الجلبي يدعو الولايات المتحدة منذ سنين الى استغلال معقل المعارضة في شمال العراق لقيام اعضاء المعارضة بشن هجمات ضد القوات الحكومية العراقية، وان المؤيدين لهذه الخطة تشجعوا بالسهولة غير المتوقعة التي تم فيها الاطاحة بطالبان من قبل قوات التحالف الشمالي مدعومين بالقوة الجوية الاميركية.
وذكرت وكالة رويترز للانباء ان المسؤولين الاميركيين يترددون في دعم المؤتمر الوطني العراقي الذي تحوم حوله الشكوك نتيجة المراجعة المالية للاموال التي تسلمها من الحكومة الاميركية في السنوات القليلة الماضية، كما ان الزعماء الكرد الذين يسيطرون على شمال العراق يرفضون السماح لافراد المعارضة بالوصول الى القوات العراقية الا بعد ضمان عدم قيام بغداد بالانتقام نتيجة لذلك. ونقلت وكالة الانباء عن ريتشارد بيرل المسؤول الاميركي السابق والقريب من الادارة الاميركية ثقته ان الولايات المتحدة تتجه نحو المواجهة مع صدام.
--- فاصل ---
على صعيد آخر ذكرت وكالة فرانس بريس للانباء نقلا عن وكالة شينخوا الصينية الرسمية ان نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز غادر بيجينك بعد زيارة استغرقت ثلاثة ايام التقى فيها بكبار الزعماء في الصين.
وقد أكدت الصين انها تعارض توسيع الحرب ضد الارهاب لتشمل العراق، لكنها حثت بغداد على الامتثال بدقة لقرارت الامم المتحدة فيما يتعلق بعمليات التفتيش عن الاسلحة المحظورة. كما أكدت الصين ضرورة حماية سيادة وسلامة العراق، بحسب ما نقلت وكالة الانباء عن الناطق بإسم الخارجية الصينية كونك كوان.
هذا وقد ذكرت وكالة ايتار تاس الروسية ان طارق عزيز وصل الى موسكو بعد انتهاء زيارته الى الصين. الوكالة نقلت عن مصادر في العاصمة الروسية ان توقف عزيز في موسكو ليومين يأتي بهدف تبادل وجهات النظر حول نتائج مباحثاته في الصين، وربما المباحثات الروسية الاميركية القادمة في جنيف فيما يتعلق بقائمة المواد المسموح بدخولها الى العراق.
--- فاصل ---
واشارت وكالة الصحافة الالمانية في تقرير لها من مدينة الكويت ان مبادرة السلام الاخيرة التي قام بها عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية أخفقت في تبديد الشكوك المتعلقة بنوايا النظام العراقي.
الوكالة ذكرت ان دعوة الرئيس العراقي للكويتيين للقدوم الى العراق والاطلاع عن كثب على الموجودين في السجون العراقية لم تثر اهتمام الكويتيين، كما هو الحال بالنسبة الى المبادرة التي قام بها عمرو موسى.
ونقلت الوكالة عن استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت احمد البغدادي انه لا يمتلك معلومات كافية
عما يريد موسى القيام به، وما اذا كان هذا يقع ضمن عقوبات الامم المتحدة او لا. وقال البغدادي لا أحد في الكويت يثق بالنظام العراقي، ورغم ان موسى قد يحاول ايجاد مخرج ما، فلا احد يمكنه اخذ شئ يأتي من العراق مأخذ الجد، لافتا الى انه مادام صدام لا يحضر اجتماعات القمة العربية او اية اجتماعات على مستوى دولي، فمن غير المحتمل الاعلان عن تغيير في السياسة العراقية في قمة بيروت المزمع عقدها في آذار القادم.
في هذا الاطار قال الامين المساعد للجامعة العربية ان عمرو موسى يبحث عن قواسم مشتركة بين العراق والكويت لحل الازمة. المزيد من الاضواء حول هذا الموضوع في التقرير التالي من مراسل الاذاعة في القاهرة أحمد رجب:
اعرب الامين العام المساعد بالجامعة العربية احمد بن حلي عن امله في ان يتفهم كل الاشقاء العرب مسعى الامين العام للجامعة عمرو موسى بشأن تحريك ملف الحالة بين العراق والكويت، والمكلف بها مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني منذ قمة عمان.
وقال بن حلي ان الامين العام سيواصل تحركاته الدولية في هذا الصدد خلال مباحثاته اليوم مع كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة بفينا. ويتابعها خلال زيارته بعد غد للولايات المتحدة الاميركية، ويجري لقاءات خلالها مع عدد من المسؤولين الاميركيين وفي الامم المتحدة بنيويورك بهدف العمل على رفع الحصار عن الشعب العراقي من قبل اعضاء مجلس الامن.
وقال بن حلي في تصريحات صحفية امس ان جولات الامين العام المكوكية الاخيرة والتي شملت كل من الكويت والسعودية والاردن ومن قبلها عدة دول عربية تأتي في اطار الاعداد الجيد للبنود التي ستطرح على قمة بيروت، وايضا البحث عن ايجاد قواسم مشتركة للتحرك العربي، وللخروج من الأزمة العراقية الكويتية التي استمرت اكثر من عشر سنوات، وحتى لا تصبح أزمة مزمنة يتعذر حلها في المستقبل وتلقي بظلالها وسلبياتها على كل جوانب العمل العربي المشترك على حد تعبيره.
احمد رجب - اذاعة العراق الحر - اذاعة اوروبا الحرة - القاهرة.
--- فاصل ---
وفي خبر آخر، سيقوم وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح بزيارة الى ارمينيا وذلك خلال شهري شباط وآذار. ميخائيل الان دارينكو اتصل بمديرة المكتب الصحفي في وزارة الخارجية الارمنية الذي اشار الى ان العلاقات بين يرفان وبغداد تتطور بشكل ناجح.
الى التفاصيل:
ردا على سؤال يتعلق بالعلاقات بين البلدين قالت مديرة المكتب الصحفي بوزارة الخارجية الارمنية آسيا ماكاريان:
"هناك قائم بالاعمال يمثل أرمينيا في العراق، كما أن العراق له قائم بالاعمال في أرمينيا، ويتبادل البلدان زيارات دائمة. ومن الجدير بالذكر ان وزير الخارجية الارمني ستام اوسكنيان كان قد زار العراق.
هذا التعاون بين أرمينيا والعراق وكل هذه الزيارات لا تخرج عن الاطر التي حددتها الامم المتحدة. ويتوقع ان يزور وزير عراقي أرمينيا خلال شباط أو آذار المقبلين. ومجلس النواب الارمني أسس مجموعة تعاون مع العراق وتعمل هذه المجموعة الكثير من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين."
وفي رد على سؤال عن التعاون الثنائي بين يريفان وبغداد قالت ماكاريان انه يتطور بشكل ايجابي، وذلك نتيجة كثرة الزيارات والاتصالات التي يجريها الجانبان. وكذلك من المنتظر أن تعقد اللجنة الحكومية الارمنية العراقية جلسة عما قريب لبحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين على حد قول ماكاريان. ولكنها أعربت عن عدم ارتياحها الى مستوى التعاون التجاري القائم بين العراق وارمينيا:
"أعتقد أن ليس للتجارة الارمنية العراقية اي حجم يذكر في الوقت الحاضر. اما المجالات الاكثر بروزاً للتعاون الثنائي، فتتمثل في الصلات الدبلوماسية بما فيها افتتاح السفارة الارمنية في بغداد، والسفارة العراقية في يريفان. واستطيع القول بشكل عام ان كل هذه الصلات جيدة جدا."
وفيما يخص زيارة نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الى روسيا، أبدت ماكاريان استحسانها:
" تعتبر وزارة الخارجية الارمنية زيارة طارق عزيز الى موسكو ايجابية، ولكن الوزارة ستدلي برأيها الكامل بعد انتهاء هذه الزيارة. أما العلاقات الأرمنية العراقية فانها طبيعية وناجحة."
هذه كانت مديرة المكتب الصحفي بوزارة الخارجية الارمنية آسيا ماكاريان في حديث الى اذاعتنا.
--- فاصل ---
وافادت وكالة رويترز للأنباء ان الأمم المتحدة، سوف تطلب من العراق اصدار تاشيرات لمسؤولي الأمم المتحدة المتعاقد معهم على ازالة الألغام في شمال القطر.
واشارت الوكالة الى ان العراق رفض في العام الماضي منح تاشيرات لحوالي 300 موظف استعين بهم للعمل في مشاريع الكهرباء وبرامج ازالة الألغام في المناطق التي تقع تحت سيطرة الكرد.
على الصعيد ذاته قالت المصادر ان بينون سيفان المدير التنفيذي لبرنامج النفط مقابل الغذاء، سيثير قضية التاشيرات مع مسؤولين عراقيين كبار قبل عودته الى نيويورك هذا الأسبوع.
ويذكر ان سيفان وصل العراق منذ الرابع عشر من الشهر الجاري لمناقشة المشاكل المتعلقة ببرنامج النفط مقابل الغذاء،وقال سيفان ان تاخيرات التاشيرات في العام الماضي كلف البرنامج الانساني اربعة ملايين دولار في الأقل. وكان 90 في المئة تقريبا من هذه التاشيرات لعاملين في شمال العراق. وجاء في تقرير وكالة رويترز للأنباء، ان بغداد ردت ان الأمم المتحدة تروم الحصول على تاشيرات للأجانب في الوقت الذي يستطيع فيه العراقيون القيام بالمهام نفسها،كما ان العراق منح في العام الماضي 991 تاشيرة للأمم المتحدة، وان هذا شيء كثير.
--- فاصل ---
على صعيد ذي صلة، ارتفع حجم الصادرات النفطية العراقية الاسبوع الماضي من 10.8 مليون برميل يوميا الى 14 مليون برميل حسب ما ذكرت وكالة فرانس بريس للانباء عن مصادر الامم المتحدة.
ويصل مجموع الصادرات الى 2 مليون برميل في اليوم ويقع هذا ضمن المعدلات للنصف الثاني من السنة الماضية.