روابط للدخول

خبر عاجل

خلافات مجلس النواب الدوما مع الحكومة الروسية في شأن الملف العراقي


ميخائيل ألان دارينكو - موسكو رأى مسؤول روسي كبير يوم أمس الاثنين أن الولايات المتحدة تخاطر بفقدان دعم روسيا وحلفائها الأوروبيين الآخرين المناهضين للإرهاب اذا نفذت عملاً عسكرياً ضد العراق. ونقلت وكالة أنتر فاكس للأنباء عن ديميتري روغوزين رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب الدوما، نقلت قوله ان الاميركيين سيبددون التأييد بين حلفائهم الأوروبيين بما في ذلك روسيا. وأضاف أنه لا مغزى من ضرب العراق أو قصفه بالقنابل والصواريخ، لأن ذلك لن يؤدي إلا الى تعزيز نظام الرئيس العراقي صدام حسين وخيبة أمل أميركا. وقال روغوزين إن العمل العسكري كان مبررا في أفغانستان بعد هجمات الحادي عشر من ايلول الماضي على الولايات المتحدة، لكن الوضع مختلف في العراق. وأضاف أن روسيا ستعارض تماما أن يطبق المفتشون الدوليون سياسة تستفز العراق وتدفعه الى موقف أكثر تشدداً في وجود مراقبين دوليين. ميخائيل ألان دارينكو أعد تقريرا عرض فيه لخلافات مجلس النواب مع الحكومة الروسية في شأن الملف العراقي. وفي التقرير مقابلتان إحداهما مع نائب رئيس مجلس النواب الروسي، والأخرى مع صحفي بارز مختص في الشؤون العربية.

"أعتقد أن الحكومة الروسية هي الأخرى ستعمل بنشاط على رفع العقوبات ضد العراق، حسبما قال نائب رئيس البرلمان فلاديمير جيرينوفسكي في حديث لإذاعتنا ردا على سؤال عن موقف مجلس الوزراء المتحفظ إزاء حل القضية العراقية في حين تدعو مجلس النواب مرارا وتكرارا إلى تنشيط دور روسيا في تسوية هذه القضية. واستطرد جيرينوفسكي قائلا إن وزارة الخارجية أحيانا تتخذ مواقف ليّنة لأن الوزير إيغور إيفانوف ممن تبقّى عهد الرئيس السابق بوريس يلتسين. ولكننا ساعدنا الولايات المتحدة في عمليتها المضادة للإرهاب في أفغانستان ولذلك فإننا نأمل بأن تقدم لنا واشنطن تنازلات بخصوص العراق. وبعد ذلك يمكننا أن نساعد الولايات المتحدة وإسرائيل في شأن تسوية القضية الشرق أوسطية. وهكذا فإننا هذه التنازلات قد تؤدي بنا إلى نجاح أكبر".

وفيما يتعلق بموعد محتمل لاتخاذ الحكومة الروسية موقفا أكثر إصرارا تجاه القضية العراقية قال جيرينوفسكي:
"من المنتظر أن يصوت مجلس الأمن على قرار بشأن العراق في أيار تقريبا لذلك فإن للحكومة الروسية ثلاثة أشهر لتبني وجهة نظر ثابتة حيال القضية العراقية. أظن أن مجلس الوزراء سيأتي بموقف ثابت في الربيع. كما من المحتمل التوصل إلى اتفاقيات مع العراق الذي يصرّ على رفع أو تعليق نظام العقوبات وبعد ذلك إعادة المفتشين الدوليين إلى البلاد".

وشدد نائب رئيس البرلمان الروسي أن العراق لا يشكل خطرا لجيرانه في الوقت الحاضر:
"لا ينبثق أي خطر من العراق لا إلى الكويت ولا إلى إيران أو سوريا و السعودية أو الأردن. هناك أمن كامل فلا ينوي العراق شن العدوان على أحد. العراق جاهر للتعاون وكان قد نفذ كافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. لذلك يجب أن نقدم تنازلات إلى بعضنا البعض دون أن نخلق بؤرة توتر جديدة".

وتابع جيرينوفسكي:
"هذا سيفيد أميركا أيضا لأن المنطقة كلها ستهدأ. لا نريد نزاعا جديدا وضحايا جديدة. العملية الجوية تجري في العراق منذ زمن بعيد لأن البلاد تتعرض لغارات طيران الحلفاء كل يومين. أما الحملة البرية المحتملة فإنها ستؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. فإذا قتل مليون عراقي فإن ذلك لن يعاون الولايات المتحدة. أما إذا قتل مائة جندي أميركي فإنها ستكون ضربة قوية على الرئيس جورج بوش الابن"، وفق ما قاله نائب رئيس البرلمان فلاديمير جيرينوفسكي في اتصال هاتفي مع لإذاعتنا.
وإليكم الآن ما صرح به فاليري باتويف وهو صحافي في جريدة موسكوفسكي نوفوستي الأسبوعية الصادرة في العاصمة الروسية وخبير مشهور في شؤون الشرق أوسط:
"خلافا لمجلس الدوما للبرلمان فإن الحكومة الروسية أصبحت متحفظة إلى حد ما في علاقاتها مع العراق بعد أحداث 11 أيلول في الولايات المتحدة. وباتت موسكو في وضع حرج فعليها أن تؤيد العراق في ضوء التهديدات الأميركية من جهة. ولكن من جهة أخرى إذا قررت الولايات المتحدة توجيه ضربات على العراق فإن موسكو سوف لا تعرف ماذا تعمل. لقد كان العراق من أهم البوابات الروسية إلى الشرق ولكنّ الآية انقلبت الآن فأصبحت الحكومة الروسية تتصرف بطريقة أهدأ فيما يخص المطالب برفع العقوبات الدولية المفروضة على العراق". هذا ما أعلنه صحافي جريدة موسكوفسكي نوفوستي الأسبوعية الصادرة في موسكو فاليري باتويف.

على صلة

XS
SM
MD
LG