روابط للدخول

خبر عاجل

العلاقات العراقية التركية في ظل تهديدات اميركية بضرب بغداد


ولاء صادق - علي الرماحي - أحمد سعيد - تركيا والعراق والعلاقات بينهما والهواجس من توجيه ضربة اميركية عسكرية للعراق في اطار الحملة الدولية على الارهاب لا تزال مورد اهتمام الكثير من الاوساط السياسية والاعلامية. فقد نشر خبير تركي دراسة تحت عنوان (تركيا والعراق، الامال والمخاوف) عرض فيه للعلاقات العراقية التركية في ظل تهديدات اميركية بضرب بغداد. (ولاء صادق) تعرض لدراسة الخبير التركي. - وفي بيروت رأى مسؤول كبير في الاتحاد الوطني الكردستاني ان انقرة تستخدم قضية التركمان في العراق للتدخل في الشؤون الكردية في شمال العراق. تفصيلات أخرى من (علي الرماحي) مراسلنا في بيروت. - ومن أربيل وافانا مراسلنا هناك (أحمد سعيد) بتقرير قال فيه ان حزبا تركمانيا اكد ان التركمان العراقيين يتعرضون لقمع شديد في ظل حكومة بغداد.

اير طغرل كوركجو محلل سياسيي تركي مهم ومنسق شبكة الاتصالات المستقلة ومقرها اسطنبول. وقد نشر في اطار مشروع الشرق الاوسط للبحوث والمعلومات، دراسة في الخامس عشر من الشهر الجاري اي قبل وصول رئيس الوزراء التركي الى الولايات المتحدة، تحدث فيها عن الظروف التي ترافق هذه الزيارة وعن موقف تركيا في اطار الحرب ضد الارهاب وعن موضوع العراق والمنطقة الكردية. نقدم لكم في ما يلي الجزء الاول منها على امل تقديم الجزء الثاني منها غدا انشاء الله.
عندما سيتوجه رئيس الوزراء التركي بولند اجفيت الى واشنطن هذا الاسبوع للقاء بالرئيس جورج دبليو بوش سيصل حاملا هدية رمزية وهي نسخة من القرآن مزخرفة ومكتوبة بماء الذهب يعود تاريخها الى القرن السادس عشر. وتوجد النسخة الاصلية من هذا القرآن في متحف طوب قابي الذي كان في وقت مضى مقر السلاطنة العثمانيين الذين حكموا العالم الاسلامي لفترة تزيد على اربعة قرون.
وقال الكاتب في دراسته: لم تعد الامبراطورية العثمانية موجودة الان ومنذ دفنها في الحرب العالمية الاولى، الا ان ورثة تركة الامبراطورية وهم الجيش الجمهوري التركي والقادة السياسيون، مقتنعون تماما بان التاريخ يدعوهم مرة اخرى الى تصدر مسرح الاحداث. وهم يأملون، غداة احداث الحادي عشر من ايلول، في الانضمام الى "الحرب ضد الارهاب" كي يؤدوا دورا نشطا في اعادة تشكيل المنطقة. ولذلك دعمت تركيا الحملة العسكرية في افغانستان. ولكن، وبينما اشار الرئيس بوش الى الحرب الحالية باعتبارها حربا صليبية، فان هدية ايجيفيت القرآنية تشير الى ان تركيا قد يكون لها تفسيرها الخاص للمنطقة.
وقال الكاتب: مساعدو الرئيس بوش واثقون من انهم ادوا واجباتهم بدراسة وجهة نظر تركيا قبل لقاء القائدين. وهم سيسعون الى ايصال الرسالة الى الرئيس بوش كي يتجنبوا اخطاءا كلامية اخرى وكي يتابعوا عن كثب ايضا طموحات تركيا الجيوسياسية. واذا ما تمكن الرئيس بوش من فرض طريقته فقد يتركز النقاش على عدد من المواضيع الاساسية، اي مشاكل تركيا المالية الحالية وديونها الخارجية الضخمة واعتمادها على التكنولوجيا الاميركية عسكريا وكذلك منافساتها الاقليمية مع اليونان وايران وروسيا.

--- فاصل ---

وتحت عنوان ثانوي "بواعث قلق تركيا الاقليمي ووحدة الاراضي العراقية" كتب الباحث قائلا:
مما لا شك فيه ان رئيس الوزراء التركي سيثير موضوع سلامة الاراضي العراقية، لا سيما وان البلد سيكون، كما يبدو، الهدف الثاني المحتمل. اذ ما يزال قادة تركيا لا يشعرون بالراحة رغم ما صدر عن نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز، صقر البنتاغون الاكبر، من تطمينات اخيرة. وفي الاسبوع الماضي، اشار الجنرال المتقاعد دوغان كوريش القائد السابق للقوات المسلحة التركية الى ذلك بالقول "ربما لن تؤدي طموحات الولايات المتحدة في اسقاط صدام الى شن هجوم وشيك. الا ان مبعوثي الولايات المتحدة يستمرون، في اطار محادثات غير رسمية، في طلب المشورة عن ايجابيات مثل هذه الضربة العسكرية وسلبياتها" انتهى كلام الجنرال. كما ظل ايجيفيت يكرر قوله، ردا على اسئلة صحفية، ان تركيا ستحافظ، باي ثمن كان، على حدودها الحالية مع العراق.
ومضى الكاتب الى القول: اشارة الى اهتمامات الولايات المتحدة غير الرسمية قال كل من قائد القوات المسلحة التركية الجنرال حسين كيفريك أوغلو ورئيس الوزراء ايجيفيت، في تصريحات علنية، ان انقرة تهتم اكثر بالحفاظ على سلامة الاراضي وعلى الحدود اكثر من اهتمامها ببقاء صدام او بسقوطه. كما اخبر ايجيفيت الصحفيين مؤخرا "اكيد، ربما يكون للولايات المتحدة اهتماماتها الخاصة بها. ونحن ملتزمون بمناقشة مثل هذه الجهود بشكل مشترك معها خاصة في ما يتعلق بالعراق" انتهى قول ايجيفيت.
ومع ذلك، وكما ورد في الدراسة، راح ايجيفيت يعبر عن قلقه من ان تشجع عملية اميركية ضد صدام قيام انتفاضة في منطقة شمال العراق وان تؤدي الى انشاء دولة كردية في المنطقة مما قد يشكل خطرا كبيرا على وحدة تركيا لان من شأنه اثارةَ الاكراد الاتراك وحضَهم على التمرد من اجل الحصول على استقلال اكبر في منطقة الجنوب الشرقي ذات الاغلبية التركية والتي تحاذي العراق.
وأنهى الكاتب الجزء الاول من دراسته بالقول: قبل مغادرة ايجيفيت تركيا، زار وفد من مجلس الشيوخ الاميركي انقرة لمناقشة في ما اذا كان قادة تركيا يعتقدون ان سقوط صدام سيساعد في حل المشكلة الكردية ام لا. وكان رأيهم هو ان بقاء نظام صدام غير الديمقراطي يزيد في الواقع من رغبة الاكراد في الاستقلال اكثر مما يقلل منها. ولم يوافق ايجيفيت على ذلك اذ قال "من المؤكد اننا لن نقبل بهذا" ثم اضاف متحدثا عن طموحات الاكراد في الاستقلال بالقول "لن نسمح بذلك على الاطلاق" على حد تعبيره، بغض النظر عن وضع صدام.
قدمنا لكم سيداتي وسادتي الجزء الاول من دراسة نشرها المحلل السياسي التركي ايرطوغرول كورشكو قبل قيام رئيس الوزراء التركي بولند ايجيفيت بزيارته الى الولايات المتحدة.

على صلة

XS
SM
MD
LG