روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثالث: خطة لاسقاط نظام صدام


ولاء صادق نشرت صحيفة (واسنطن بوست) مقالا تضمن خطة لاسقاط نظام صدام وضعها جنرال متقاعد يعمل حاليا رئيس قسم مكافحة التجسس في البيت الأبيض. ولاء صادق تعرض لهذا المقال.

في عددها الصادر امس نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالة تعرضت فيها الى خطة وضعها قبل ثلاث سنوات واين داوننغ الجنرال المتقاعد ورئيس قسم مكافحة التجسس في البيت الابيض حاليا لاسقاط صدام وتضمنت عدة عناصر نجح تطبيقها في افغانستان وهي دعم المتمردين واستخدام القوات الخاصة والقوة الجوية.
وجاء في المقالة ان ادارة كلنتون رفضت الخطة خشية ان تتحول الى خليج خنازير جديد ثم ما لبثت احداث الحادي عشر من ايلول ان اعادتها الى الاضواء وإن مؤيدي اسقاط صدام ومنهم نائب وزير الدفاع بول وولفويتز يعتقدون إن حرب افغانستان اثبتت امكانية تطبيق خطة داوننغ في العراق او ما يشبهها وان لحظة التحرك ضد صدام تقترب بسرعة.
اما المعارضون ومنهم وزير الخارجية الاميركي ومدير وكالة المخابرات المركزية والعسكريون الكبار فيقولون ان خطة داوننغ تبالغ في شأن قوة المعارضة العراقية وخاصة المؤتمر الوطني العراقي.
وتقوم خطة داوننغ وفقا لما ورد في الصحيفة على ان تحارب قوات من خمسة الى ستة الاف رجل الجيش العراقي المكون من نصف مليون رجل بينما تقوم طائرات اميركية بتدمير تحشدات القوات العراقية رغم ان البنتاغون يعتقد الان ان متطلبات ازاحة صدام اصبحت اكبر حسب قول الصحيفة. اما معارضو الخطة فيؤكدون على اختلاف الوضع بين افغانستان والعراق ومنهم وزير الخارجية كولن باول. ويقول المحللون العسكريون إن الجيش العراقي اكبر بعشرين مرة من جيش طالبان ولديه عشرة اضعاف ما لدى طالبان من دبابات كما ان المعارضة العراقية اقل خبرة في القتال من تحالف الشمال. والاهم من ذلك كله هو ان صدام ربما يملك اسلحة كيمياوية وبيولوجية او حتى قنبلة نووية بسيطة.
ونقلت الصحيفة عن ستيفن هادلي نائب مستشار البيت الابيض للامن القومي قوله ان الادارة خططت وفكرت بالعراق في الربيع وبداية الصيف الا ان الوضع تعلق بسبب احداث الحادي عشر من ايلول جزئيا وان الرئيس ومستشاريه المقربين منشغلون بمطاردة بن لادن ولم يتناولوا قضية العراق بطريقة منهجية.
ومع ذلك وكما قالت الصحيفة اعتمدت الادارة الحالية فكرة تغيير النظام في العراق بشكل علني اكثر من ادارة كلنتون السابقة والمشكلة التي تواجه الرئيس بوش حاليا هي كيفية تحقيق الهدف بثمن مقبول سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا.
ونقلت الصحيفة عن احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي قوله ان حوالي ست محاولات انقلابية او انتفاضات مدعومة من الولايات المتحدة لاسقاط صدام تم سحقها بقوة. ونقلت عنه قوله وهنا اقتبس "الدرس الذي تعلمه كل ضابط عراقي هو انه اذا ما ربط جهده للتخلص من صدام بالولايات المتحدة فانه إما ان يعتقل او ان يقتل" نهاية الاقتباس. اما محاولات الانتفاض ووفقا لما ورد في الصحيفة فقد تم قمعها بالدبابات وبالمدفعية مثل التمرد الشيعي الذي اعقب حرب الخليج وتمرد الاكراد في عام 95 في الشمال والمدعوم جزئيا من وكالة المخابرات المركزية. كما هاجم الجيش العراقي المؤتمر الوطني في 96 واعدم حوالي مائة من رجاله وجعل الحزبين الكرديين يقتتلان.
ثم نقلت الصحيفة عن الجلبي لومه الولايات المتحدة لدعمها غير الفعال. علما ان الجلبي يحظى بدعم وزير الدفاع الاميركي ونائبه ومسؤولين اخرين ممن يشغلون مناصب مهمة الان في ادارة بوش.

وذكّرت صحيفة واشنطن بوست بانه كان لداوننغ دور في اسقاط نورييغا في 89 وفي حركات التمرد في العراق في 91 عندما كان قائدا لقوات العمليات المشتركة. ويقول المؤتمر الوطني انه هو الذي نقل افكار الجلبي الى البنتاغون وانه وضع خطة مع مساعده لتدريب 200 مقاتل عراقي من المؤتمر الوطني يقومون بدورهم بتدريب خمسة الاف رجل من شأنهم ان يدخلوا البلاد من الكويت ويستولوا على قاعدة جوية مهجورة قرب البصرة بدعم من رجال قوات خاصة متقاعدين.
ورغم ان خطة داوننغ كانت اساس ميثاق تحرير العراق الا ان العديد من العسكريين رفضوها ومنهم انتوني زيني الذي شبه الخطة بخليج نعاج وقال إنه التقى احدى وتسعين فئة معارضة عراقية وليس لاي منها القدرة على اسقاط صدام حسب تعبيره الذي اثار كما ورد في الصحيفة غضب العديد ومنهم ريتشارد بيرل مساعد وزير الدفاع في فترة ريغان. كما نقلت الصحيفة عن مايكل روبن الباحث في مركز واشنطن لبحوث الشرق الاوسط تشبيهه مسألة العراق بخلية نحل يجب على المرء اما ان يتخلص منها تماما او ان يتركها لوحدها وان اسوأ ما يمكن ان يحدث هو التحرش بالخلية واثارة الزنابير ثم الانسحاب وان هذا هو ما فعلته الولايات المتحدة خلال العقد الاخير حسب قوله.

ومضت الصحيفة الى القول إن العراق يضم نسيجا اثنيا معقدا. فالاكراد الذين يسيطرون الان على عشرة بالمائة من البلاد يمثلون 25 بالمائة من السكان ويمثل الشيعة في الجنوب حوالي خمسين بالمائة بينما تحكم البلاد الاقلية السنية في الوسط التي لا تمثل غير عشرين بالمائة من السكان وان هذا التنوع الاثني هو ما جعل الولايات المتحدة تتردد في التدخل وتفضل حدوث انقلاب في الدائرة المحيطة بصدام بدلا من الاعتماد على الشيعة او الاكراد.
واضافت الصحيفة بالقول إن الولايات المتحدة اذا ما فضلت خيار الانتفاضة تصبح المشكلة هي اي جهة ستدعم. المؤتمر الوطني يحظى بدعم الكونجرس الا ان العديد من المسؤولين الاميركيين يشكون في ان للجلبي نفوذا داخل العراق. والاكراد هم الجهة الاقوى الا ان التخلي عنهم مرات عديدة في الماضي يقلل من احتمال انضمامهم الى انتفاضة شاملة في العراق دون الحصول على ضمانات كاملة بالنجاح حسب تعبير مسؤول كردي. بقيت المعارضة في الجنوب اي المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وهي الاكثر نشاطا الا انها مدعومة من ايران وقد رفضت دعم الولايات المتحدة المادي لانها لا تريد ان ينظر اليها على انها دمية بيد الولايات المتحدة. واوردت الصحيفة قول متحدث باسم المجموعة ان خطة افغانستان يمكن ان تطبق في العراق شرط ان يتم ذلك من خلال الامم المتحدة وشرعيتها كما نقلت عنه خشيته من اجراءات نصفية.
ثم انهت الصحيفة مقالتها بالقول إن دولا مجاورة للعراق عبرت هي الاخرى عن تحفظات مشابهة وإن مؤيدي خطة داوننغ يقولون إن في الامكان الاعتماد على دعم تركيا وايران الضمني وربما حتى السعودية وإن الدولة الوحيدة التي ايدت مقدما تنفيذ عملية في العراق هي الكويت وكما ورد في صحيفة واشنطن بوست.

على صلة

XS
SM
MD
LG