روابط للدخول

خبر عاجل

ضرورة إطاحة نظام صدام حسين من وجهة نظر أمريكية


ولاء صادق أعد مراسل إذاعة أوروبا الحرة تحليلاً سياسياً جاء فيه أن الخبراء الأمريكيين متفقون على ضرورة إطاحة نظام الرئيس (صدام حسين). وقد استند المراسل في تحليله على وجهة نظر ثري أمريكي من أصل باكستاني مطلع على بعض خفايا ونشاطات الشبكات الإرهابية في العالم. ولاء صادق تعرض للتحليل.

عندما يدور الحديث عن المرحلة الثانية من الحرب ضد الارهاب في واشنطن هذه الايام تتصدر هذا الحديث مهاجمة صدام حسين في العراق. ورغم ان الليبراليين ينفرون عادة من مثل هذا الامر الا ان العديد منهم يؤيدون اليوم ان صدام يجب ان يرحل. جيفري دونافان مراسل اذاعة اوربا الحرة اذاعة الحرية كتب لنا تقريرا عن هذا الموضوع قال فيه ان احداث الحادي عشر من ايلول غطت على انقسامات داخل الولايات المتحدة.
يركز المعلقون في الولايات المتحدة الذين يشعرون بالبهجة بالنجاح الاميركي في افغانستان وبالخوف من هجمات ارهابية اخرى يركزون اهتمامهم على السؤال المهم الثاني في الحرب ضد الارهاب وهو هل ستتم مهاجمة العراق ام لا. ولكن ليس هناك شك في جواب الكتلتين السياسيتين في الولايات المتحدة على هذا السؤال اذ يؤيده الجانبان. فالليبراليون يرددون الان ما يقوله المتصلبون في تاييد الحرب على الارهاب ونقلها ضد الرئيس العراقي صدام حسين الذي ينظر اليه بشكل واسع هنا على انه يملك اسلحة دمار شامل وانه مستعد لاستخدامها.
وكانت ادارة الرئيس جورج دبليو بوش ما تزال منقسمة على نفسها حول الاستمرار في احتواء صدام او ازاحته بالقوة. الا ان الرئيس الاميركي نفسَه حذر العراق هذا الاسبوع وطلب منه السماح بعودة المفتشين الدوليين او مواجهة نتائج غير محددة.
وكان من شأن الليبراليين الاميركيين في ظروف اخرى ان يحبذوا الا تكون القوة العسكرية من بين هذه النتائج ومن المؤكد ان عددا منهم ما يزال لا يحبذها. الا ان هجمات الحادي عشر من ايلول على اميركا غيرت راي عدد كبير منهم.
فمنصور اياز رجل مال ثري ٌ باكستاني ُ الاصل من نيويورك اتخذ على عاتقه شخصيا منذ عام 1993 اقامة حوار مع الارهابيين.
وعندما هاجم الارهابيون هذه المدينة في الحادي عشر من ايلول كان اياز قد تحدث مسبقا الى اكثر من عشرة منهم في مختلف انحاء العالم الاسلامي في محاولة للتفاهم معهم. كما درس اياز نظام تمويلهم العنكبوتي عندما كان في دبي وحضر اجتماعات ارهابية في الخرطوم ومد جسرا في عام 1997 بين الولايات المتحدة والسودان حول ايواء الارهابيين وعمل على اتفاق لوقف اطلاق النار في كشمير العام الماضي بين المحاربين الاسلاميين وحكومة الهند. الا ان شيئا ما حدث له في الحادي عشر من ايلول وهو يراقب من شقته في مانهاتن مركز التجارة العالمي ينهار في نيويورك, شيئا جعله يدرك ان الحوار مع بعض الناس ليس كافيا. اذ قال:

"خرجت مباشرة الى المقصورة كي ارى دون نوافذ ان كان ذلك حقيقيا ام لا. وفي تلك اللحظة ارتطمت الطائرة الثانية بالمبنى. ويمكنني ان اقول لكم ان رد فعل عنيف اصابني. اذ جثوت حالا على ركبتيّ وكانت اول كلمات تلفظت بها هي "انهم هنا".
والان وبعد هجمات الحادي عشر من ايلول وفرار طالبان وارهابيي القاعدة من ضربات الولايات المتحدة في افغانستان يجد اياز نفسه في الموقع ذاته حيث يقف صقر الدفاع المحلل ريتشارد بيرل عند تعلق الامر في الاقل بما يجب فعله مع صدام.
وقد دعا كل من اياز وبيرل الذي كان مساعدا لوزير الدفاع في الثمانينات ويعمل الان مستشارا لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد، دعيا امس الجمعة الى ازاحة صدام في اجتماع عقدته مؤسسة انتربرايز الاميركية وهي مؤسسة فكرية محافظة في واشنطن.
وقال اياز ان ذهنية صدام لا يمكن اصلاحها على الاطلاق ثم اضاف:
"رجال صدام يحرصون دائما على الحصول على اي نوع من اسلحة الدمار الشامل التي يتمكنون من الوصول اليها وعلى استخدامها. يمكنني ان اقول لكم انني حضرت ما يكفي من هذه الاجتماعات مع اناس من ذوي اللحى الطويلة او القصيرة او بدونها ممن يفكرون جميعا بالطريقة نفسها وهم لا يترددون ولو للحظة واحدة".

ثم طلب اياز وهو مسلم ممن ما يزالون يشكون في الامر التأكد مما يلي على الانترنيت:
"اذهبوا الى هذا الموقع وشاهدوا بالونات الهيليوم المليئة بالانتراكس على لوحة رسم في منزل العالم الباكستاني النووي في كابول. ثم اخبروني انكم لا تفهمون ما يفعله هؤلاء الناس".
اما بيرل فقد دعا من جانبه الى استخدام الانموذج الافغاني لاخراج صدام: اي القوة الجوية الاميركية مع قوى المعارضة العراقية البرية والاكراد في الشمال والشيعة في الجنوب. ويقول بيرل ان الدفاع عن اميركا اهم من شعبيتها وان مهاجمة العراق يجب ان تتم حتى لو كان ذلك على حساب ازعاج البعض ممن في التحالف الدولي ضد الارهاب.
وقال بيرل ايضا ان صدام مكروه حتى في بلده وحتى بين ضباط الجيش وان الجميع سيتخلى عنه ما ان يبدأ الهجوم وان اخراج صدام قد يكون اسهلَ من اخراج طالبان. وقال بيرل ايضا ان العراقيين وكما فعل الافغان سيرقصون في الشوارع ما ان يسقط صدام.
هذا ويتعرض بيرل الى نوع من النقد. اذ تلومه غالبية الليبراليين على قوله ان تصريح الرئيس بوش بان اميركا لن تتساهل مع اي دولة ترعى الارهابيين يجب ان يفهم بمعناه الحرفي اي ان على الولايات المتحدة الا تخاف من شن حرب على العديد من دول الشرق الاوسط ما ان تتم تسوية الصراع في افغانستان.
ومع ذلك، وكما يقول بيرل، قد لايكون ذلك ضروريا لو تمكنت الولايات المتحدة من تعزيز نصرها في افغانستان واسقطت صدام:

"اعتقد ان السوريين واللبنانيين واليمنيين والصوماليين سيقررون بعد ان يروا الثمن انهم لم يعودوا يريدون ان يكونوا في عالم الارهاب".
هذا وما يزال اياز ينتقد طريقة تعامل حكومة الولايات المتحدة مع الارهاب وقال ان الفقر هو سبب الارهاب ويجب معالجته بشكل افضل. وحث اياز الولايات المتحدة على الالتزام بشكل اكبر مع بعض الناس في ما يدعى بالدول المعادية ثم اشار الى ان السودان عرضت على الولايات المتحدة في عام 96 القاء القبض على اسامة بن لادن المتهم الرئيسي بهجمات الحادي عشر من ايلول الارهابية الا ان ادارة الرئيس كلنتون ردتها. وقال:
"كانت لدينا الفرصة للقيام بفعل صحيح الا اننا لم نتمكن من جعل كبار السياسيين يدركون قيمة الالتزام مع هؤلاء الناس. فهم كائنات بشرية بعد كل شيء. نعم, لو كانوا مستعدين لتدميرنا وايذائنا فعلينا الدفاع عن انفسنا. ولكن قد يكون من الافضل في المرة القادمة لو ذهبنا ونظرنا الى ما هم عليه والى من هم وما هي مشاكلهم قبل ان نذهب ونلقي عليهم صواريخ كروز ونهاجمهم من بعيد".
وخلص اياز الى القول انه يتفق مع بيرل على انه يجب الا يكون هناك اي تهاون في محاربة الارهاب. الا ان ذلك لا يعني حسب قوله عدم استخدام الحوار والدبلوماسية للحصول على تنازلات مهمة من قادة في العالم الاسلامي ثم قدم الطريقة التي تمكنت بها الولايات المتحدة من التحالف مع باكستان في الحرب ضد الارهاب قدمها انموذجا على الدبلوماسية الفعالة.

على صلة

XS
SM
MD
LG