عقد الرئيس صدام حسين اجتماعا أمنيا ليل الأحد مع عدد من كبار المسؤولين العراقيين. وأفادت وكالة فرانس برس نقلا عن وكالة الأنباء العراقية الرسمية بأن الاجتماع ضم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزت إبراهيم ونجلي الرئيس العراقي قصي، عضو قيادة قطر العراق لحزب البعث الحاكم، وعدي، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية. كما حضر الاجتماع عدد من الضباط ومديري الأجهزة الأمنية. ولم يعلن جدول أعمال الاجتماع. لكن وكالة فرانس برس ختمت النبأ الذي بثته من بغداد بالإشارة إلى ما أثاره العراق من مخاوف التعرض لضربة عسكرية أميركية وذلك منذ بدء الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد أفغانستان.
--- فاصل ---
في غضون ذلك، أفادت صحيفة غربية واسعة الانتشار بأن الولايات المتحدة تستعد لتجديد مساعيها الرامية إلى إرسال مفتشي الأسلحة الدوليين إلى العراق.
صحيفة (فايننشيال تايمز) اللندنية ذكرت في تقرير لها اليوم الاثنين أن قرار واشنطن تجديد هذه المساعي يأتي في الوقت الذي أدت هجمات الأنثراكس في الولايات المتحدة إلى زيادة القلق في شأن برامج بغداد لتطوير أسلحة بيولوجية وأخرى للدمار الشامل.
وسوف تبذل الجهود الأميركية في هذا الاتجاه من خلال الأمم المتحدة قبل نهاية الشهر الحالي، أي مع موعد تجديد البرنامج الإنساني الذي تشرف عليه المنظمة الدولية.
وتأتي هذه الجهود في الوقت الذي يشير مسؤولون أميركيون إلى ما وصفت بأدلة متزايدة على اتصالات جرت بين العراق وشبكة القاعدة الإرهابية التي يتزعمها أسامة بن لادن.
الصحيفة اللندنية أضافت نقلا عن هؤلاء المسؤولين الذين لم تعرف هوياتهم أن هذه الأدلة بددت افتراضات أميركية سابقة حول عدم احتمال تعاون النظام العلماني في العراق مع متطرفين دينيين. لكن مسؤولا دفاعيا أميركيا رفيع المستوى ذكر أن هذه المعلومات لم تؤدي بعد إلى استنتاج في شأن تورط العراق في هجمات الحادي عشر من أيلول الإرهابية على الولايات المتحدة أو انتشار حالات الإصابة بالجمرة الخبيثة.
وفي هذا الصدد، تشير صحيفة (فايننشيال تايمز) إلى ما تردد في تقارير إعلامية عن لقاء تم في العاصمة التشيكية براغ بين مسؤول في المخابرات العراقية ومحمد عطا الذي يعتقد بأنه تزعم المجموعة التي قامت بخطف الطائرات في الحادي عشر من أيلول الماضي.
المسؤول الدفاعي الأميركي الكبير لم يكشف تفاصيل لقاءات أخرى. لكنه أعرب عن اعتقاده بأن العراق أجرى عدة اتصالات مع شبكة القاعدة الإرهابية.
--- فاصل ---
تقرير الصحيفة اللندنية يشير إلى اعتقاد واشنطن بأن بغداد سوف ترفض طلب عودة المفتشين الدوليين عن الأسلحة. لكن الولايات المتحدة ترى أن العراق اجتاز خطوات تقربه من إعادة تطوير أسلحة الدمار الشامل نظرا لغياب هؤلاء المفتشين عن العراق منذ عام 1998.
(فايننشيال تايمز) تنقل عن أحد المسؤولين قوله: إن وجود بعض الارتباطات بين العراق وشبكة القاعدة هو أمر سيئ بحد ذاته. لكن الترابط بين دول معادية وأسلحة الدمار الشامل يجعل هذه الدول أكثر خطورة، بحسب تعبيره. لذلك يرى هذا المسؤول أن ثمة ما يبرر التركيز على دول ترعى الإرهاب وتمتلك أسلحة للدمار الشامل.
قرار توسيع الحرب على الإرهاب ليشمل دولا أخرى كالعراق كان مثار نقاشات بين مسؤولين في الإدارة الأميركية. لكن الرئيس جورج دبليو بوش قرر في الوقت الراهن التركيز على أفغانستان وشبكة القاعدة، حسبما يفيد تقرير الصحيفة اللندنية.
أحد الأجنحة داخل الإدارة الأميركية، وتحديدا في البنتاغون، يرى أن العراق يشكل تهديدا ينبغي التعامل معه بوسيلة عسكرية وإن لم يتوفر دليل على صلات مباشرة بين بغداد والعمليات الإرهابية.
فيما يعتقد آخرون أن خطوات في هذا الاتجاه من شأنها تقويض الدعم لتحالف مكافحة الإرهاب داخل العالم العربي وخارجه.
لكن المتشددين والمعتدلين يتفقون على أن الخطوة العملية القادمة ضد بغداد ينبغي أن تتركز على الأمم المتحدة وتأكيد حقيقة أن المجتمع الدولي لا يمتلك وسيلة لمراقبة برامج صدام حسين التسليحية.
وحتى في حال رفض بغداد المتوقع لعودة مفتشي الأسلحة الدوليين، يرى مسؤولون أميركيون أن هذا الأمر سيظهر للعالم مدى الخطورة التي مازال يشكلها النظام العراقي.
الصحيفة اللندنية ختمت تقريرها بالإشارة إلى إقرار مسؤولين عراقيين بمحاولات بغداد جعل الأنثراكس سلاحا. لكنهم ذكروا أن العراق لم يتمكن من إنتاجه على شكل مسحوق، بحسب تعبير (فايننشيال تايمز).
--- فاصل ---
وللتعليق على هذا الموضوع، أجرى مراسل إذاعة العراق الحر في لندن أحمد الركابي مقابلة مع المحلل السياسي العراقي الدكتور غسان العطية، ووافانا بالتقرير الصوتي التالي:
جددت بريطانيا مطالبتها العراق السماح لمفتشي الاسلحة الدوليين بالعودة الى اراضيه. وفي تصريح لاذاعة العراق الحر قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن لندن تواصل حث الحكومة العراقية على قبول قرار مجلس الامن الدولي 1284، لكنه امتنع عن التعليق عما اذا كان هناك تنسيق بريطاني مع واشنطن لدفع الامم المتحدة الى تجديد سعيها لاعادة المفتشين الدوليين الى العراق. بيد ان المتحدث باسم الخارجية البريطانية اكد ان العمل لا يزال متوصلا لضم روسيا الى جانب العقوبات الذكية. وقال في هذا الصدد: "إننا نأمل برؤية موقف روسي ايجابي في غضون الاسابيع القليلة القادمة." لكنه رفض الاجابة عن سؤال عما اذا كان هذا التفاؤل اشارة الى تقدم في المباحثات مع موسكو. وعن مدى احتمال نجاح واشنطن في اعادة المفتشين الدوليين الى العراق قال الدكتور غسان العطية، رئيس تحرير الملف العراقي الصادر في لندن.
غسان العطية: الملف العراقي بالنسبة إلى الولايات المتحدة أو بريطانيا، أظهر أبعاد مختلفة تماماً بعد حادث 11 أيلول الماضي. فالمواجهة الأمريكية العراقية أصبحت على الطاولة كما يقال، القضية قضية وقت وإخراج، لكن الظروف، الحرب في أفغانستان.
وعليه فالملف العراقي الآن سيكون، أو موضوع الأسلحة، التشديد والعقوبات والأسلحة والتفتيش، سيكون محك اختبار للتطور النوعي في الموقف الأمريكي. اللي نعرفه أن السياسة الأمريكية منذ مجئ العهد الجديد عهد بوش، هي في حالة مراجعة للشأن العراقي هذه المراجعة لم تتمخض إلا بتبين فكرة ما تسمى العقوبات الذكية، وهذه العقوبات الذكية عندما لم يُعد لها بما هو الكفاية، فعندما طُرحت في مجلس الأمن، سُحبت لأن الوفد الروسي هدَّد بالفيتو هذا واُسقطت.
وبذلك عادت السياسة الأمريكية إلى المربع واحد بما يتعلق بالعراق، وهو مجرد إبقاء الوضع الراهن كما هو باسم الاحتواء والعقوبات والمراقبة على المناطق المحظورة، فمن تغير هو 11 أيلول، والآن نتوقع أو على الأقل يبدو أن الموضوع العقوبات الذكية، سيكون أحد أوجه التحول أن التطور في الموقف الأمريكي.
فإذا أمريكا غير قادرة على أن تأخذ موقف حازم بالنسبة لهذا الموضوع، فهنالك شك كبير بأنها قادرة على أن تأخذ موقف أكثر صلابة تجاه العراق أو تجاه النظام العراقي. الزيارة المتوقعة إلى الرئيس الروسي (بوتين)، في أتصور، منتصف هذا الشهر 14 أو 15 إلى تكساس، وسيكون على ضيافة بوش في مزرعته، هي فرصة لإعادة النظر وإقناع روسية بتغيير موقفها.
بهذا الصدد قضية مقايضة سياسية، فالأوراق الذي يمكن تقايض بها أمريكا، هي أولاً الروس لا يرغبون في التخلي عن معاهدة ال(أي بي إم) للصواريخ فهناك إشارات بأن في مجال لإيجاد حل وسط. والمجال الثاني هو، روسيا مستائه جداً من توسيع حلف الناتو الأطلسي، باتجاه الجمهوريات الروسية السابقة السوفيتية، وهنا كذلك قد يكون بوش مستعد أن يقايض في ذلك، إضافة إلى قضايا أخرى تتعلق في، واللي هو تحسنت الآن في موضوع الشيشان واستعداد أمريكا أن تؤيد الدور الروسي تجاه الشيشان. هذا إضافة إلى مزيد من الاستيعاب الروسي في اللعبة الأوروبية ودخولها طرف فاعل فيها.
كلها أوراق قد لا يمكن اعتبارها إلا أوراق بيد الرئيس بوش، لمقايضتها بموقف روسي متصلب ليس في أفغانستان، وإنما بالعراق وبالطبع القضية هي في نهاية هذا الشهر ستقدم، العقبة هي ليس في أوروبا وليس بقية أعضاء مجلس الأمن، العقبة هي روسيا.
إذاعة العراق الحر: نعم.
غسان العطية: فالموقف الروسي سيتضح خلال الأسبوعين.
إذاعة العراق الحر: ولكن هل يبدو أن هناك تفاؤل يعني يلمسه المرء من خلال تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، الذي يعبر عن أمل في موقف إيجابي روسي خلال الأسابيع القليلة القادمة، يعني هل تعتقد أن بريطانيا تراهن على هذه المقايضة أم لديها مبرر آخر يعني؟
غسان العطية: بريطانيا كما معروف هي رسمياً وإعلامياً أنها لا تؤيد الآن توسيع الحملة ضد الإرهاب لتشمل العراق في المرحلة الحالية أو اللي ما يسمى ال(فيس وان)، لكن بدون الشك، التعويض عن ذلك هو في تحويلها إلى الأمم المتحدة، فإذا طرحت في الأمم المتحدة وتروح ليس فقط العقوبات، وإنما عودة المفتشين الدوليين، واتُّخِذ قرار ضد العراق وكذلك باسم الفصل السابع، فهذا حقيقة سيكون مبرر أو تمهيد أو خلق الأجواء المناسبة للتحول إلى موقف صدامي وعسكري ضد بغداد، إذا هذا حصل في نهاية هذا الشهر وهي المثارة الآن، وإذا بعد هذا الشهر أو شهرين أو أي وقت معين، فتكون سلمت واشنطن نفسها بقرارات أخرى لتبرر توجيه ضربة للنظام العراقي بما قد يكون هدفها هذه المرة إطاحة النظام، وليس مجرد الضرب.
إذاعة العراق الحر: كان هذا الدكتور غسان العطية، رئيس تحرير الملف العراقي الصادر في لندن.
كان هذا الدكتور غسان العطية، رئيس تحرير الملف العراقي الصادر في لندن.
احمد الركابي- اذاعة العراق الحر- اذاعة اوروبا الحرة - لندن
--- فاصل ---
من إذاعة العراق الحر - إذاعة أوربا الحرة في براغ، نواصل تقديم الملف العراقي.
وفي محور النقاشات الدائرة حول توسيع الحملة ضد الإرهاب لتشمل دولا أخرى غير أفغانستان، نقل عن وزير الخارجية الإسرائيلي (شيمون بيريز) قوله إنه يعتقد أن العراق مدرج على قائمة الدول المستهدفة.
ملاحظة (بيريز) وردت في سياق مقابلة نشرتها مجلة (نيوزويك) الأميركية في عددها الصادر اليوم الاثنين.
وزير الخارجية الإسرائيلي ذكر في المقابلة "أن البعض يقول بأنه ينبغي استهداف العراق في المرحلة القادمة من العراق. وأنا أعتقد أن العراق مدرج على القائمة. لكن خوض القتال على جبهة واحدة أو جبهتين اثنتين هو قرار عسكري"، بحسب تعبيره.
وحينما سئل عن نصيحته في هذا الشأن، أجاب (بيريز) قائلا: ينبغي البدء بالأهم أولا، بحسب تعبيره.
وحينما سئل: هل يعني هذا الرد الإطاحة بطالبان أولا، أجاب بالقول: صحيح.
وفي نهاية المقابلة، طرحت عليه مجلة (نيوزويك) الأميركية السؤال التالي: إذن هل تعتقد أنه ينبغي على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أن يلاحق الإرهابيين في سوريا والعراق؟
أجاب (بيريز) بالقول: سوريا والعراق هما على القائمة. ولكن من الأفضل التركيز على جبهة واحدة. العراق دولة رهيبة، وسوف يأتي وقتها، بحسب تعبيره.
--- فاصل ---
أما أمين عام الأمم المتحدة (كوفي أنان) فقد نقل عنه قوله إن قرارا تتخذه الحكومة الأميركية لمهاجمة العراق ضمن الحرب على الإرهاب سيعتبر خطأ، بحسب تعبيره.
وقد وردت ملاحظة (أنان) في سياق مقابلة نشرتها صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية اليوم الاثنين.
وكالة الصحافة الألمانية للأنباء نقلت عن أمين عام المنظمة الدولية قوله للصحيفة الفرنسية: لقد أكدت حقيقة عدم وجود دليل على ضلوع بغداد في أحداث الحادي عشر من أيلول، وأعتقد أن من الخطأ مهاجمة العراق، بحسب تعبيره.
وذكر (أنان) أن النتيجة الوحيدة التي سيفرزها الهجوم على العراق هي زيادة التوتر في المنطقة. ثم أردف قائلا: أعتقد أن الحكومة الأميركية على وعي تام بهذه الحقائق، على حد تعبيره.
--- فاصل ---
من إذاعة العراق الحر - إذاعة أوربا الحرة في براغ، نواصل تقديم محاور الملف العراقي.
في بيروت، نقلت إحدى الصحف اللبنانية عن نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز قوله إن الكويت أرض عراقية. وقد وردت هذه الملاحظة في سياق مقابلة معه نشرت أمس.
مراسلنا في بيروت علي الرماحي اطلع على هذه المقابلة وأجرى حوارا مع أحد الإعلاميين والسياسيين العراقيين حول مضامينها.
في مقابلة خاصة مع صحيفة الديار اللبنانية قال السيد طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي، أن الكويت جزء من العراق، إلا أن القيادة العراقية لم تكن تنوي استعادتها عسكرياًعام 90.
هذا الموقف يقول عنه المسؤول الإعلامي العراقي السابق والسياسي المعارض حالياً السيد حسن العلوي في حديثه لإذاعة العراق الحر. يقول إنه يدخل ضمن برنامج لاستدراج ضربة أمريكية جديدة للعراق بهدف تأييد الشارع العربي ضدها.
حسن العلوي: هذا لفلسفة السلطة القائمة يتمنوه في أي لحظة أن أمريكا تضربهم ما دامت الضربة لا تؤدي إلى إسقاط السلطة، ولطالما قلت بأعلى صوتي إن الصواريخ تسقط الأبراج والجسور ولاتسقط السلطة، وفي فيتنام لم تبقى شجرة فوق الأرض ولامبناً ولا حجراً، لكن السلطة لم تسقط.
اللي يسقط السلطة هو الاجتياح اللي يسقط السلطة، هي القوات البرية اللي يسقط السلطة، هو برنامج لاسقاط السلطة، وهذا البرنامج أو هذا الهدف أو هذه الاستراتيجية غير قائمة حالياً فيتمنى طارق عزيز في الظروف اللي بيها الجانب الانفعالي الآن وبالحرب يسيطر الانفعال، سواء كان المحارب الولايات المتحدة الأمريكية أم قبيلة البسوس، وسواء كان المليشية الفلانية أم المليشية الفلانية.
في حالة الانفعال القائمة طارق عزيز يدعو من جديد أن الكويت جزء من العراق هي هاي مشكلة الصراع، ومشكلة تفجير الصراع أنه الكويت جزء أو غير جزء.
ويؤكد العلوي أنه لم يجد في أبحاثه ما يدل على صحة مقولة عائدية الكويت للعراق تاريخياً، ويقول أنها إقليم آخر غير العراق.
حسن العلوي: أنا لا أطمح لنفسي أن أقف موقف المدافع عن الكويت حتى في ما كتبت، كتبت حقائق تاريخية، أنا لم أجد من كل ما بكل تاريخنا السياسي، أن الكويت جزء من العراق لأن هذه الإقليم ونحن من إقليم...، ثم لماذا المشاغلة هذه مشاغلة الناس، هل شبعوا العراقيين، هل لبسوا العراقيين، هل تعلموا شنو يروحون يوسعون حدودهم، وحدود الخير إلى البلد الآخر، أم هو توسيع لجغرافية الدم. فكرة أن الكويت جزء من العراق لا تفيد أو غير مفيدة للعراقيين على الإطلاق، ماذا يستفيد العراق من أن تكون الكويت عراقية، المهم أن يكون العراق عراقي وليس بيد سلطة نادلة من منطقة مدججة بكراهيتها للمجتمع المدني، هؤلاء النادلون من قراهم المعزولة، يحملون من الكراهية ما يحمله أي مستوطن، لاحظنا كراهيتهم وقتلهم للعرب والأكراد والتركمان و للسنة وللشيعة وللمدنية وكذلك أهل المدينة بغداد، أهل البصرة وحتى الموصل.
فطارق عزيز جزء من هالتركيبه هذي، وهذه دعوة للولايات المتحدة الأمريكية بأن تبدأ ضرب العراق، والتوقيت هو بعد صدام حسين وطارق عزيز وليس بوش والكادر الأمريكي أو مجلس الأمن الأمريكي.
ويتمنى صدام حسين أن يُضرب الآن حتى تطلع مظاهرة هنا وهناك ترفع صورته، سواء لو كان هذه في غزة أم في اليمن أم في السودان البائسة، ويتمتع صدام حسين بهذا المشهد، ويتمتع بسقوط الصواريخ على أي منشأة في العراق.
إذاعة العراق الحر: لكن ألا يدل موقف السيد عزيز على أن السياسة العراقية التي قام الغزو على أساسها عام 90 ما زالت قائمة رغم ما تحمل العراق كبلد وشعب من مآس بسببها؟
حسن العلوي: أنت تتحدث عن هؤلاء كما يتحدث الأخرون باعتبارهم سلطة مسؤولة وحكومة مسؤولة عن ناس، فما يصيب الناس يصيب السلطة، هؤلاء نظرية الحكم قائمة على الفصل الكامل بينهم وبين الناس، وبقدر ما يتأذى الناس هم يرتاحون، هذا الكلام ليس تشهير سياسي ضدهم، مسألة الغيرة على الناس والحرص على مصالحهم والخوف على حياتهم. هذا شئ غير موجود على الإطلاق لدى صدام حسين حتى ولو كان هذا هؤلاء الناس هم أبناؤه في لحظة مناسبة، سيتبرى من أولاده ويتبرون منه أولاده. هؤلاء سيكولوجياً مرضى وواقعين تحت شعور الكراهية، والسلطة أصبحت هي الأم والأب والإبن وهي رابطة الدم وهي الدين وهي المذهب. هؤلاء بلا مذهب، هؤلاء بلا جنسية، هاي المشاعر الإنسانية اللي تتحدث عنها، هذه شعور أي مسؤول لما تسقط طائرة في بلده، يستقيل وزير الدفاع، ولما تصير ولما يصطدم قطار بقطار خطأ في مدينة من المدن، يستقيل وزير المواصلات وقد تستقيل الوزارة كاملة، هذا شئ يخص نوعاً آخر من البشر، ونوعاً آخر من الأنظمة والحكومات اللي يشعر بهم المسؤول أن هو مسؤول، هؤلاء ليسوا مسؤولين.
هذا متسلط، هذا النوع من السلطنة العثمانية من الباشوات العثمانيين من الخانات الفرس الذين حكموا بغداد، أخذوا ما أخذوا وانتهت ولايتهم وانتهوا إمل محروقين في دجلة أو قتلى من تحت سيوف أبنائهم أو من هم من الحاشية، حقاً سينتهي الوضع هكذا، هذا استمرار لحكومات المماليك والباشوات، الحكم في العراق لا ينتمي إلى العصر أو ينتمي إلى السلطة أو ينتمي إلى حكومة من الحكومات المعاصرة، نعم وشكراً.
من بيروت كان معكم علي الرماحي، إذاعة العراق الحر، إذاعة أوروبا الحرة.
--- فاصل ---
في موسكو، تبدأ اليوم الاثنين محادثات روسية تونسية يتوقع أن تتناول عملية سلام الشرق الأوسط، إضافة إلى القضية العراقية. ونقل عن أحد الدبلوماسيين التونسيين في موسكو قوله إن الجانبين سيركزان بشكل خاص على قضية مكافحة الإرهاب الدولي.
مزيد من التفاصيل مع مراسل إذاعة العراق الحر في العاصمة الروسية ميخائيل ألان دارنكو.
وصل وزير الدولة التونسي للشؤون الخارجية (يوسف مقدًّم) إلى موسكو، لإجراء مفاوضات في وزارة الخارجية الروسية حول الأزمة العراقية وقضية الشرق الأوسط، ومن المنتظر أن يلتقي (يوسف مقدَّم) الوزير الروسي (إيغور إيفانوف) ونائب الوزير (ألكسندر سولتانوف)، كما ستتناول لقاءات (مقدَّم) في موسكو التعاون الروسي التونسي ومكافحة الإرهاب الدولي.
اتصلنا بخبير روسي مشهور في العلاقات الروسية العربية، لمعرفة رأيه عن المساعدة التي يمكن أن يقدمها الجاني الروسي في حل القضية العراقية، وهذا ما قاله المحلل السياسي (قسطنطين تروستيف) في حديثٍ لإذاعة العراقي الحر.
قسطنطين تروستيف: الحقيقة السلطات التونسية لها موقف معين تجاه العراق، وهذا الموقف مرتبط بالحالة الداخلية للمجتمع التونسي أثناء الحرب في الخليج، كانت السلطات التونسية في المرحلة الأولى للحرب تؤيد العراق، لكن في المرحلة الثانية بعد بداية عملية العاصفة في الصحراء، تغير الموقف الرسمي لتونس لصالح الولايات المتحدة وغيرها من أعداء التحالف المعادي للعراق، التفسير لهذه المواقف يعود إلى الأوضاع الداخلية في تونس، إذاً المعارضة الإسلامية في تونس كانت منقسمة بين المعارضة التي كانت مرتبطة بالسعودية من ناحية، ومرتبطه بالعراق من ناحية أخرى، وكانت السلطات التونسية تقوم بهذه المناورات السياسية بسبب تحطيم المعارضة الإسلامية في البلاد، مع ذلك المعروف أن تونس لها روابط متينة نسبياً كانت وما زالت مع السلطات العراقية، فربما هذا ممكن أن يسمح لتونس أن تلعب دور وسيط معين ما بين الغرب وما بين العراق في المرحلة الراهنة، ومن المهم ربما في هذه الحالة أن تقوم تونس بالتنسيق مع روسيا في كيفية بناء الجسور ما بين الغرب قبل كل شئ، من الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية، وبين العراق من ناحية أخرى، هكذا أفهم الأوضاع ويعني مضمون زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية التونسي إلى موسكو.
إذاعة العراق الحر: قسطنطين، هل تعتقد أن تنجح القيادة التونسية في إعداد دور الوساطة؟
قسطنطين تروستيف: أعتقد أنه النجاح أو عدم النجاح يتعلق قبل كل شئ في ما هو الهدف الذي تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية في مثل هذه الوساطة، إنما الضمانة المعينة لنجاح تونسي في وساطة من هذا النوع، يكمن في أن تونس عندها علاقات متينة مع الغرب من ناحية، وعلاقات جيدة مع العراق من ناحية أخرى.
ميخائيل ألاندارينكو، إذاعة العراق الحر، إذاعة أوروبا الحرة، موسكو.
--- فاصل ---
أخيرا، ومن عمان، يفيد مراسل إذاعة العراق الحر بأن وزير الصناعة والتجارة الأردني الجديد أكد عمق التعاون الاقتصادي مع العراق، مؤكدا أن حكومته ستعمل على تطوير ما وصفها بالعلاقات الإستراتيجية مع بغداد. التفاصيل مع حازم مبيضين في عمان.
أكد وزير الصناعة والتجارة الدكتور صلاح الدين البشير، على أن العلاقات مع العراق في كافة المجالات، ووصف هذه العلاقات بأنها استراتيجية ولا تشوبها أية شائبة. وقال إن الحكومة تهدف إلى تطويرها والوصول إلى ما يتطلع إليه القطاع الصناعي.
جاء ذلك تعليقاً على مطالب للصناعيين باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بتحقيق التكامل الاقتصادي بين الأردن والعراق، وذلك خلال زيارة الوزير الجديد لغرفة صناعة عمان لشرح الثوابت الأساسية للتوجهات الاقتصادية للحكومة.
وقال البشير أن علاقة الأردن الاقتصادية مع العراق تتركز على سياسة الحكومة التي لاتتغير بتغير الأشخاص من الوزراء والمسؤولين.
وذلك في إشارة إلى سلفه واصف عازر البعثي الهوى، والذي سعى خلال شغله لمنصب الوزارة إلى ربط الاقتصاد الأردني بشكل جذري بالاقتصاد العراقي. وأضاف البشير أنه لا تغير على العلاقات الاقتصادية الأردنية مع الدول العربية، لأننا جميعاً مع مصلحة الوطن ومع تحقيق التعاون العربي إلى أقصى حد ممكن، وأكد أن شراكة الأردن مع العراق هامة اقتصادياً واستراتيجياً وقومياً.
اجتماعات الوزير الجديد لم تقتصر على الصناعيين وتعدتها إلى التجَّار، حيث قام الوزير بزيارة لغرفة تجارة عمان، وهناك طالبه التجار بتطوير وتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية مع العراق.
حازم مبيضين، إذاعة العراق الحر، إذاعة أوروبا الحرة، عمان
--- فاصل ---
في غضون ذلك، أفادت صحيفة غربية واسعة الانتشار بأن الولايات المتحدة تستعد لتجديد مساعيها الرامية إلى إرسال مفتشي الأسلحة الدوليين إلى العراق.
صحيفة (فايننشيال تايمز) اللندنية ذكرت في تقرير لها اليوم الاثنين أن قرار واشنطن تجديد هذه المساعي يأتي في الوقت الذي أدت هجمات الأنثراكس في الولايات المتحدة إلى زيادة القلق في شأن برامج بغداد لتطوير أسلحة بيولوجية وأخرى للدمار الشامل.
وسوف تبذل الجهود الأميركية في هذا الاتجاه من خلال الأمم المتحدة قبل نهاية الشهر الحالي، أي مع موعد تجديد البرنامج الإنساني الذي تشرف عليه المنظمة الدولية.
وتأتي هذه الجهود في الوقت الذي يشير مسؤولون أميركيون إلى ما وصفت بأدلة متزايدة على اتصالات جرت بين العراق وشبكة القاعدة الإرهابية التي يتزعمها أسامة بن لادن.
الصحيفة اللندنية أضافت نقلا عن هؤلاء المسؤولين الذين لم تعرف هوياتهم أن هذه الأدلة بددت افتراضات أميركية سابقة حول عدم احتمال تعاون النظام العلماني في العراق مع متطرفين دينيين. لكن مسؤولا دفاعيا أميركيا رفيع المستوى ذكر أن هذه المعلومات لم تؤدي بعد إلى استنتاج في شأن تورط العراق في هجمات الحادي عشر من أيلول الإرهابية على الولايات المتحدة أو انتشار حالات الإصابة بالجمرة الخبيثة.
وفي هذا الصدد، تشير صحيفة (فايننشيال تايمز) إلى ما تردد في تقارير إعلامية عن لقاء تم في العاصمة التشيكية براغ بين مسؤول في المخابرات العراقية ومحمد عطا الذي يعتقد بأنه تزعم المجموعة التي قامت بخطف الطائرات في الحادي عشر من أيلول الماضي.
المسؤول الدفاعي الأميركي الكبير لم يكشف تفاصيل لقاءات أخرى. لكنه أعرب عن اعتقاده بأن العراق أجرى عدة اتصالات مع شبكة القاعدة الإرهابية.
--- فاصل ---
تقرير الصحيفة اللندنية يشير إلى اعتقاد واشنطن بأن بغداد سوف ترفض طلب عودة المفتشين الدوليين عن الأسلحة. لكن الولايات المتحدة ترى أن العراق اجتاز خطوات تقربه من إعادة تطوير أسلحة الدمار الشامل نظرا لغياب هؤلاء المفتشين عن العراق منذ عام 1998.
(فايننشيال تايمز) تنقل عن أحد المسؤولين قوله: إن وجود بعض الارتباطات بين العراق وشبكة القاعدة هو أمر سيئ بحد ذاته. لكن الترابط بين دول معادية وأسلحة الدمار الشامل يجعل هذه الدول أكثر خطورة، بحسب تعبيره. لذلك يرى هذا المسؤول أن ثمة ما يبرر التركيز على دول ترعى الإرهاب وتمتلك أسلحة للدمار الشامل.
قرار توسيع الحرب على الإرهاب ليشمل دولا أخرى كالعراق كان مثار نقاشات بين مسؤولين في الإدارة الأميركية. لكن الرئيس جورج دبليو بوش قرر في الوقت الراهن التركيز على أفغانستان وشبكة القاعدة، حسبما يفيد تقرير الصحيفة اللندنية.
أحد الأجنحة داخل الإدارة الأميركية، وتحديدا في البنتاغون، يرى أن العراق يشكل تهديدا ينبغي التعامل معه بوسيلة عسكرية وإن لم يتوفر دليل على صلات مباشرة بين بغداد والعمليات الإرهابية.
فيما يعتقد آخرون أن خطوات في هذا الاتجاه من شأنها تقويض الدعم لتحالف مكافحة الإرهاب داخل العالم العربي وخارجه.
لكن المتشددين والمعتدلين يتفقون على أن الخطوة العملية القادمة ضد بغداد ينبغي أن تتركز على الأمم المتحدة وتأكيد حقيقة أن المجتمع الدولي لا يمتلك وسيلة لمراقبة برامج صدام حسين التسليحية.
وحتى في حال رفض بغداد المتوقع لعودة مفتشي الأسلحة الدوليين، يرى مسؤولون أميركيون أن هذا الأمر سيظهر للعالم مدى الخطورة التي مازال يشكلها النظام العراقي.
الصحيفة اللندنية ختمت تقريرها بالإشارة إلى إقرار مسؤولين عراقيين بمحاولات بغداد جعل الأنثراكس سلاحا. لكنهم ذكروا أن العراق لم يتمكن من إنتاجه على شكل مسحوق، بحسب تعبير (فايننشيال تايمز).
--- فاصل ---
وللتعليق على هذا الموضوع، أجرى مراسل إذاعة العراق الحر في لندن أحمد الركابي مقابلة مع المحلل السياسي العراقي الدكتور غسان العطية، ووافانا بالتقرير الصوتي التالي:
جددت بريطانيا مطالبتها العراق السماح لمفتشي الاسلحة الدوليين بالعودة الى اراضيه. وفي تصريح لاذاعة العراق الحر قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن لندن تواصل حث الحكومة العراقية على قبول قرار مجلس الامن الدولي 1284، لكنه امتنع عن التعليق عما اذا كان هناك تنسيق بريطاني مع واشنطن لدفع الامم المتحدة الى تجديد سعيها لاعادة المفتشين الدوليين الى العراق. بيد ان المتحدث باسم الخارجية البريطانية اكد ان العمل لا يزال متوصلا لضم روسيا الى جانب العقوبات الذكية. وقال في هذا الصدد: "إننا نأمل برؤية موقف روسي ايجابي في غضون الاسابيع القليلة القادمة." لكنه رفض الاجابة عن سؤال عما اذا كان هذا التفاؤل اشارة الى تقدم في المباحثات مع موسكو. وعن مدى احتمال نجاح واشنطن في اعادة المفتشين الدوليين الى العراق قال الدكتور غسان العطية، رئيس تحرير الملف العراقي الصادر في لندن.
غسان العطية: الملف العراقي بالنسبة إلى الولايات المتحدة أو بريطانيا، أظهر أبعاد مختلفة تماماً بعد حادث 11 أيلول الماضي. فالمواجهة الأمريكية العراقية أصبحت على الطاولة كما يقال، القضية قضية وقت وإخراج، لكن الظروف، الحرب في أفغانستان.
وعليه فالملف العراقي الآن سيكون، أو موضوع الأسلحة، التشديد والعقوبات والأسلحة والتفتيش، سيكون محك اختبار للتطور النوعي في الموقف الأمريكي. اللي نعرفه أن السياسة الأمريكية منذ مجئ العهد الجديد عهد بوش، هي في حالة مراجعة للشأن العراقي هذه المراجعة لم تتمخض إلا بتبين فكرة ما تسمى العقوبات الذكية، وهذه العقوبات الذكية عندما لم يُعد لها بما هو الكفاية، فعندما طُرحت في مجلس الأمن، سُحبت لأن الوفد الروسي هدَّد بالفيتو هذا واُسقطت.
وبذلك عادت السياسة الأمريكية إلى المربع واحد بما يتعلق بالعراق، وهو مجرد إبقاء الوضع الراهن كما هو باسم الاحتواء والعقوبات والمراقبة على المناطق المحظورة، فمن تغير هو 11 أيلول، والآن نتوقع أو على الأقل يبدو أن الموضوع العقوبات الذكية، سيكون أحد أوجه التحول أن التطور في الموقف الأمريكي.
فإذا أمريكا غير قادرة على أن تأخذ موقف حازم بالنسبة لهذا الموضوع، فهنالك شك كبير بأنها قادرة على أن تأخذ موقف أكثر صلابة تجاه العراق أو تجاه النظام العراقي. الزيارة المتوقعة إلى الرئيس الروسي (بوتين)، في أتصور، منتصف هذا الشهر 14 أو 15 إلى تكساس، وسيكون على ضيافة بوش في مزرعته، هي فرصة لإعادة النظر وإقناع روسية بتغيير موقفها.
بهذا الصدد قضية مقايضة سياسية، فالأوراق الذي يمكن تقايض بها أمريكا، هي أولاً الروس لا يرغبون في التخلي عن معاهدة ال(أي بي إم) للصواريخ فهناك إشارات بأن في مجال لإيجاد حل وسط. والمجال الثاني هو، روسيا مستائه جداً من توسيع حلف الناتو الأطلسي، باتجاه الجمهوريات الروسية السابقة السوفيتية، وهنا كذلك قد يكون بوش مستعد أن يقايض في ذلك، إضافة إلى قضايا أخرى تتعلق في، واللي هو تحسنت الآن في موضوع الشيشان واستعداد أمريكا أن تؤيد الدور الروسي تجاه الشيشان. هذا إضافة إلى مزيد من الاستيعاب الروسي في اللعبة الأوروبية ودخولها طرف فاعل فيها.
كلها أوراق قد لا يمكن اعتبارها إلا أوراق بيد الرئيس بوش، لمقايضتها بموقف روسي متصلب ليس في أفغانستان، وإنما بالعراق وبالطبع القضية هي في نهاية هذا الشهر ستقدم، العقبة هي ليس في أوروبا وليس بقية أعضاء مجلس الأمن، العقبة هي روسيا.
إذاعة العراق الحر: نعم.
غسان العطية: فالموقف الروسي سيتضح خلال الأسبوعين.
إذاعة العراق الحر: ولكن هل يبدو أن هناك تفاؤل يعني يلمسه المرء من خلال تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، الذي يعبر عن أمل في موقف إيجابي روسي خلال الأسابيع القليلة القادمة، يعني هل تعتقد أن بريطانيا تراهن على هذه المقايضة أم لديها مبرر آخر يعني؟
غسان العطية: بريطانيا كما معروف هي رسمياً وإعلامياً أنها لا تؤيد الآن توسيع الحملة ضد الإرهاب لتشمل العراق في المرحلة الحالية أو اللي ما يسمى ال(فيس وان)، لكن بدون الشك، التعويض عن ذلك هو في تحويلها إلى الأمم المتحدة، فإذا طرحت في الأمم المتحدة وتروح ليس فقط العقوبات، وإنما عودة المفتشين الدوليين، واتُّخِذ قرار ضد العراق وكذلك باسم الفصل السابع، فهذا حقيقة سيكون مبرر أو تمهيد أو خلق الأجواء المناسبة للتحول إلى موقف صدامي وعسكري ضد بغداد، إذا هذا حصل في نهاية هذا الشهر وهي المثارة الآن، وإذا بعد هذا الشهر أو شهرين أو أي وقت معين، فتكون سلمت واشنطن نفسها بقرارات أخرى لتبرر توجيه ضربة للنظام العراقي بما قد يكون هدفها هذه المرة إطاحة النظام، وليس مجرد الضرب.
إذاعة العراق الحر: كان هذا الدكتور غسان العطية، رئيس تحرير الملف العراقي الصادر في لندن.
كان هذا الدكتور غسان العطية، رئيس تحرير الملف العراقي الصادر في لندن.
احمد الركابي- اذاعة العراق الحر- اذاعة اوروبا الحرة - لندن
--- فاصل ---
من إذاعة العراق الحر - إذاعة أوربا الحرة في براغ، نواصل تقديم الملف العراقي.
وفي محور النقاشات الدائرة حول توسيع الحملة ضد الإرهاب لتشمل دولا أخرى غير أفغانستان، نقل عن وزير الخارجية الإسرائيلي (شيمون بيريز) قوله إنه يعتقد أن العراق مدرج على قائمة الدول المستهدفة.
ملاحظة (بيريز) وردت في سياق مقابلة نشرتها مجلة (نيوزويك) الأميركية في عددها الصادر اليوم الاثنين.
وزير الخارجية الإسرائيلي ذكر في المقابلة "أن البعض يقول بأنه ينبغي استهداف العراق في المرحلة القادمة من العراق. وأنا أعتقد أن العراق مدرج على القائمة. لكن خوض القتال على جبهة واحدة أو جبهتين اثنتين هو قرار عسكري"، بحسب تعبيره.
وحينما سئل عن نصيحته في هذا الشأن، أجاب (بيريز) قائلا: ينبغي البدء بالأهم أولا، بحسب تعبيره.
وحينما سئل: هل يعني هذا الرد الإطاحة بطالبان أولا، أجاب بالقول: صحيح.
وفي نهاية المقابلة، طرحت عليه مجلة (نيوزويك) الأميركية السؤال التالي: إذن هل تعتقد أنه ينبغي على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أن يلاحق الإرهابيين في سوريا والعراق؟
أجاب (بيريز) بالقول: سوريا والعراق هما على القائمة. ولكن من الأفضل التركيز على جبهة واحدة. العراق دولة رهيبة، وسوف يأتي وقتها، بحسب تعبيره.
--- فاصل ---
أما أمين عام الأمم المتحدة (كوفي أنان) فقد نقل عنه قوله إن قرارا تتخذه الحكومة الأميركية لمهاجمة العراق ضمن الحرب على الإرهاب سيعتبر خطأ، بحسب تعبيره.
وقد وردت ملاحظة (أنان) في سياق مقابلة نشرتها صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية اليوم الاثنين.
وكالة الصحافة الألمانية للأنباء نقلت عن أمين عام المنظمة الدولية قوله للصحيفة الفرنسية: لقد أكدت حقيقة عدم وجود دليل على ضلوع بغداد في أحداث الحادي عشر من أيلول، وأعتقد أن من الخطأ مهاجمة العراق، بحسب تعبيره.
وذكر (أنان) أن النتيجة الوحيدة التي سيفرزها الهجوم على العراق هي زيادة التوتر في المنطقة. ثم أردف قائلا: أعتقد أن الحكومة الأميركية على وعي تام بهذه الحقائق، على حد تعبيره.
--- فاصل ---
من إذاعة العراق الحر - إذاعة أوربا الحرة في براغ، نواصل تقديم محاور الملف العراقي.
في بيروت، نقلت إحدى الصحف اللبنانية عن نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز قوله إن الكويت أرض عراقية. وقد وردت هذه الملاحظة في سياق مقابلة معه نشرت أمس.
مراسلنا في بيروت علي الرماحي اطلع على هذه المقابلة وأجرى حوارا مع أحد الإعلاميين والسياسيين العراقيين حول مضامينها.
في مقابلة خاصة مع صحيفة الديار اللبنانية قال السيد طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي، أن الكويت جزء من العراق، إلا أن القيادة العراقية لم تكن تنوي استعادتها عسكرياًعام 90.
هذا الموقف يقول عنه المسؤول الإعلامي العراقي السابق والسياسي المعارض حالياً السيد حسن العلوي في حديثه لإذاعة العراق الحر. يقول إنه يدخل ضمن برنامج لاستدراج ضربة أمريكية جديدة للعراق بهدف تأييد الشارع العربي ضدها.
حسن العلوي: هذا لفلسفة السلطة القائمة يتمنوه في أي لحظة أن أمريكا تضربهم ما دامت الضربة لا تؤدي إلى إسقاط السلطة، ولطالما قلت بأعلى صوتي إن الصواريخ تسقط الأبراج والجسور ولاتسقط السلطة، وفي فيتنام لم تبقى شجرة فوق الأرض ولامبناً ولا حجراً، لكن السلطة لم تسقط.
اللي يسقط السلطة هو الاجتياح اللي يسقط السلطة، هي القوات البرية اللي يسقط السلطة، هو برنامج لاسقاط السلطة، وهذا البرنامج أو هذا الهدف أو هذه الاستراتيجية غير قائمة حالياً فيتمنى طارق عزيز في الظروف اللي بيها الجانب الانفعالي الآن وبالحرب يسيطر الانفعال، سواء كان المحارب الولايات المتحدة الأمريكية أم قبيلة البسوس، وسواء كان المليشية الفلانية أم المليشية الفلانية.
في حالة الانفعال القائمة طارق عزيز يدعو من جديد أن الكويت جزء من العراق هي هاي مشكلة الصراع، ومشكلة تفجير الصراع أنه الكويت جزء أو غير جزء.
ويؤكد العلوي أنه لم يجد في أبحاثه ما يدل على صحة مقولة عائدية الكويت للعراق تاريخياً، ويقول أنها إقليم آخر غير العراق.
حسن العلوي: أنا لا أطمح لنفسي أن أقف موقف المدافع عن الكويت حتى في ما كتبت، كتبت حقائق تاريخية، أنا لم أجد من كل ما بكل تاريخنا السياسي، أن الكويت جزء من العراق لأن هذه الإقليم ونحن من إقليم...، ثم لماذا المشاغلة هذه مشاغلة الناس، هل شبعوا العراقيين، هل لبسوا العراقيين، هل تعلموا شنو يروحون يوسعون حدودهم، وحدود الخير إلى البلد الآخر، أم هو توسيع لجغرافية الدم. فكرة أن الكويت جزء من العراق لا تفيد أو غير مفيدة للعراقيين على الإطلاق، ماذا يستفيد العراق من أن تكون الكويت عراقية، المهم أن يكون العراق عراقي وليس بيد سلطة نادلة من منطقة مدججة بكراهيتها للمجتمع المدني، هؤلاء النادلون من قراهم المعزولة، يحملون من الكراهية ما يحمله أي مستوطن، لاحظنا كراهيتهم وقتلهم للعرب والأكراد والتركمان و للسنة وللشيعة وللمدنية وكذلك أهل المدينة بغداد، أهل البصرة وحتى الموصل.
فطارق عزيز جزء من هالتركيبه هذي، وهذه دعوة للولايات المتحدة الأمريكية بأن تبدأ ضرب العراق، والتوقيت هو بعد صدام حسين وطارق عزيز وليس بوش والكادر الأمريكي أو مجلس الأمن الأمريكي.
ويتمنى صدام حسين أن يُضرب الآن حتى تطلع مظاهرة هنا وهناك ترفع صورته، سواء لو كان هذه في غزة أم في اليمن أم في السودان البائسة، ويتمتع صدام حسين بهذا المشهد، ويتمتع بسقوط الصواريخ على أي منشأة في العراق.
إذاعة العراق الحر: لكن ألا يدل موقف السيد عزيز على أن السياسة العراقية التي قام الغزو على أساسها عام 90 ما زالت قائمة رغم ما تحمل العراق كبلد وشعب من مآس بسببها؟
حسن العلوي: أنت تتحدث عن هؤلاء كما يتحدث الأخرون باعتبارهم سلطة مسؤولة وحكومة مسؤولة عن ناس، فما يصيب الناس يصيب السلطة، هؤلاء نظرية الحكم قائمة على الفصل الكامل بينهم وبين الناس، وبقدر ما يتأذى الناس هم يرتاحون، هذا الكلام ليس تشهير سياسي ضدهم، مسألة الغيرة على الناس والحرص على مصالحهم والخوف على حياتهم. هذا شئ غير موجود على الإطلاق لدى صدام حسين حتى ولو كان هذا هؤلاء الناس هم أبناؤه في لحظة مناسبة، سيتبرى من أولاده ويتبرون منه أولاده. هؤلاء سيكولوجياً مرضى وواقعين تحت شعور الكراهية، والسلطة أصبحت هي الأم والأب والإبن وهي رابطة الدم وهي الدين وهي المذهب. هؤلاء بلا مذهب، هؤلاء بلا جنسية، هاي المشاعر الإنسانية اللي تتحدث عنها، هذه شعور أي مسؤول لما تسقط طائرة في بلده، يستقيل وزير الدفاع، ولما تصير ولما يصطدم قطار بقطار خطأ في مدينة من المدن، يستقيل وزير المواصلات وقد تستقيل الوزارة كاملة، هذا شئ يخص نوعاً آخر من البشر، ونوعاً آخر من الأنظمة والحكومات اللي يشعر بهم المسؤول أن هو مسؤول، هؤلاء ليسوا مسؤولين.
هذا متسلط، هذا النوع من السلطنة العثمانية من الباشوات العثمانيين من الخانات الفرس الذين حكموا بغداد، أخذوا ما أخذوا وانتهت ولايتهم وانتهوا إمل محروقين في دجلة أو قتلى من تحت سيوف أبنائهم أو من هم من الحاشية، حقاً سينتهي الوضع هكذا، هذا استمرار لحكومات المماليك والباشوات، الحكم في العراق لا ينتمي إلى العصر أو ينتمي إلى السلطة أو ينتمي إلى حكومة من الحكومات المعاصرة، نعم وشكراً.
من بيروت كان معكم علي الرماحي، إذاعة العراق الحر، إذاعة أوروبا الحرة.
--- فاصل ---
في موسكو، تبدأ اليوم الاثنين محادثات روسية تونسية يتوقع أن تتناول عملية سلام الشرق الأوسط، إضافة إلى القضية العراقية. ونقل عن أحد الدبلوماسيين التونسيين في موسكو قوله إن الجانبين سيركزان بشكل خاص على قضية مكافحة الإرهاب الدولي.
مزيد من التفاصيل مع مراسل إذاعة العراق الحر في العاصمة الروسية ميخائيل ألان دارنكو.
وصل وزير الدولة التونسي للشؤون الخارجية (يوسف مقدًّم) إلى موسكو، لإجراء مفاوضات في وزارة الخارجية الروسية حول الأزمة العراقية وقضية الشرق الأوسط، ومن المنتظر أن يلتقي (يوسف مقدَّم) الوزير الروسي (إيغور إيفانوف) ونائب الوزير (ألكسندر سولتانوف)، كما ستتناول لقاءات (مقدَّم) في موسكو التعاون الروسي التونسي ومكافحة الإرهاب الدولي.
اتصلنا بخبير روسي مشهور في العلاقات الروسية العربية، لمعرفة رأيه عن المساعدة التي يمكن أن يقدمها الجاني الروسي في حل القضية العراقية، وهذا ما قاله المحلل السياسي (قسطنطين تروستيف) في حديثٍ لإذاعة العراقي الحر.
قسطنطين تروستيف: الحقيقة السلطات التونسية لها موقف معين تجاه العراق، وهذا الموقف مرتبط بالحالة الداخلية للمجتمع التونسي أثناء الحرب في الخليج، كانت السلطات التونسية في المرحلة الأولى للحرب تؤيد العراق، لكن في المرحلة الثانية بعد بداية عملية العاصفة في الصحراء، تغير الموقف الرسمي لتونس لصالح الولايات المتحدة وغيرها من أعداء التحالف المعادي للعراق، التفسير لهذه المواقف يعود إلى الأوضاع الداخلية في تونس، إذاً المعارضة الإسلامية في تونس كانت منقسمة بين المعارضة التي كانت مرتبطة بالسعودية من ناحية، ومرتبطه بالعراق من ناحية أخرى، وكانت السلطات التونسية تقوم بهذه المناورات السياسية بسبب تحطيم المعارضة الإسلامية في البلاد، مع ذلك المعروف أن تونس لها روابط متينة نسبياً كانت وما زالت مع السلطات العراقية، فربما هذا ممكن أن يسمح لتونس أن تلعب دور وسيط معين ما بين الغرب وما بين العراق في المرحلة الراهنة، ومن المهم ربما في هذه الحالة أن تقوم تونس بالتنسيق مع روسيا في كيفية بناء الجسور ما بين الغرب قبل كل شئ، من الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية، وبين العراق من ناحية أخرى، هكذا أفهم الأوضاع ويعني مضمون زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية التونسي إلى موسكو.
إذاعة العراق الحر: قسطنطين، هل تعتقد أن تنجح القيادة التونسية في إعداد دور الوساطة؟
قسطنطين تروستيف: أعتقد أنه النجاح أو عدم النجاح يتعلق قبل كل شئ في ما هو الهدف الذي تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية في مثل هذه الوساطة، إنما الضمانة المعينة لنجاح تونسي في وساطة من هذا النوع، يكمن في أن تونس عندها علاقات متينة مع الغرب من ناحية، وعلاقات جيدة مع العراق من ناحية أخرى.
ميخائيل ألاندارينكو، إذاعة العراق الحر، إذاعة أوروبا الحرة، موسكو.
--- فاصل ---
أخيرا، ومن عمان، يفيد مراسل إذاعة العراق الحر بأن وزير الصناعة والتجارة الأردني الجديد أكد عمق التعاون الاقتصادي مع العراق، مؤكدا أن حكومته ستعمل على تطوير ما وصفها بالعلاقات الإستراتيجية مع بغداد. التفاصيل مع حازم مبيضين في عمان.
أكد وزير الصناعة والتجارة الدكتور صلاح الدين البشير، على أن العلاقات مع العراق في كافة المجالات، ووصف هذه العلاقات بأنها استراتيجية ولا تشوبها أية شائبة. وقال إن الحكومة تهدف إلى تطويرها والوصول إلى ما يتطلع إليه القطاع الصناعي.
جاء ذلك تعليقاً على مطالب للصناعيين باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بتحقيق التكامل الاقتصادي بين الأردن والعراق، وذلك خلال زيارة الوزير الجديد لغرفة صناعة عمان لشرح الثوابت الأساسية للتوجهات الاقتصادية للحكومة.
وقال البشير أن علاقة الأردن الاقتصادية مع العراق تتركز على سياسة الحكومة التي لاتتغير بتغير الأشخاص من الوزراء والمسؤولين.
وذلك في إشارة إلى سلفه واصف عازر البعثي الهوى، والذي سعى خلال شغله لمنصب الوزارة إلى ربط الاقتصاد الأردني بشكل جذري بالاقتصاد العراقي. وأضاف البشير أنه لا تغير على العلاقات الاقتصادية الأردنية مع الدول العربية، لأننا جميعاً مع مصلحة الوطن ومع تحقيق التعاون العربي إلى أقصى حد ممكن، وأكد أن شراكة الأردن مع العراق هامة اقتصادياً واستراتيجياً وقومياً.
اجتماعات الوزير الجديد لم تقتصر على الصناعيين وتعدتها إلى التجَّار، حيث قام الوزير بزيارة لغرفة تجارة عمان، وهناك طالبه التجار بتطوير وتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية مع العراق.
حازم مبيضين، إذاعة العراق الحر، إذاعة أوروبا الحرة، عمان