روابط للدخول

خبر عاجل

جيش تعداده 19 الف خبير لتنظيف العراق من الألغام


البصرة: احدى عمليات ازالة الالغام
البصرة: احدى عمليات ازالة الالغام
في غضون فترة تقل عن ربع قرن وبالتحديد من 1980 الى 2003 مر العراق بثلاث حروب مدمرة. وكل حرب من هذه الحروب كانت تخلف وراءها تركة ثقيلة من الدمار المادي والآثار النفسية والمعنوية حتى ان العراقي ما ان يبدأ بمعالجة آثار حرب إلا وتنفجر عليه حرب أخرى.

وما زال عراقيون من اجيال مختلفة يضمدون جراح حروب متعددة. والأنكى من ذلك ان انتهاء الحرب رسميا لا يعني توقف فتكها بأرواح الأبرياء عمليا.

تستمر هذه الحروب بأشكال أخرى. وتتضافر مخلفاتها على حصد ارواح العراقيين موتا بطيئا بسبب الاشعاع أو موتا سريعا بانفجار مقذوفات غير منفلقة تخطف روح فتاة ارسلتها عائلتها لرعي اغنامها أو مزارع يكدح في حقله.

الألغام الأرضية تحديدا التي زُرعت ملايين منها ، لا سيما في المناطق الحدودية مع ايران ، اصبحت خطرا لا تراه العين يتربص بالمواطن تحت طبقة من التراب أو العشب برئ المظهر.

والمفارقة ان العراقي الذي يشكو من الاجحاف في نصيبه من خيرات بلده ونصيبه من ماء انهاره نال حصة الأسد من الغام عالمه. فان تقديرات الأمم المتحدة تقول ان 25 في المئة من الألغام الأرضية غير المنفجرة في العالم موجودة في العراق.

ومما له مغزاه بشأن نيات الأنظمة السابقة وما كانت تضمره لشعبها والآخرين انها بعد كل حرب كانت تترك الألغام حيثما زرعتها وكأنها تقول ان حربا اخرى قادمة. وهذا ما أكده وكيل وزارة البيئة كمال حسين لطيف في حديث لاذاعة العراق الحر.

ويبدو ان عدد الالغام المزروعة في العراق كان تحديا احصائيا لم يجرؤ احد على مواجهته فلا يبقى لدينا سوى التخمينات التي تصل الى عشرات الملايين ، بحسب وكيل وزارة البيئة.

وبسبب جسامة المهمة المتمثلة بمسح المناطق الملوثة بألغام الحروب الداخلية والخارجية ، ستتولاها اربع جهات مختلفة تبدأ تنطلق فرقها من محافظة ذي قار حيث سيكون العمل بمثابة بروفة بسبب صغر مساحتها الملوثة بالالغام لتدريب الكوادر العراقية واعدادها لمحافظات اشد تلوثا بالالغام مثل البصرة وميسان ، كما اشار كمال حسين لطيف.

واكد وكيل وزارة البيئة ان العراق يحتاج الى جيش تعداده 19 الف خبير من خبراء ازالة الالغام للايفاء بالتزاماته الدولية وفق اتفاقية اوتاوا في تنظيف العراق من الالغام بحلول عام 2018 أو بعد ذلك بعام أو عامين.

واقر وكيل وزارة البيئة بان البرنامج الحكومي لن يكون قادرا وحده على توفير هذا الجيش من مزيلي الالغام منوها بدور شركات القطاع الخاص وكوادرها من العسكريين السابقين فضلا عن منظمات المجتمع المدني.

في غضون ذلك افادت وكالة رويترز ان شركات النفط العالمية ايضا تسهم بقسطها من خلال خبراء في ازالة الالغام تستقدمهم معها للعمل في الحقول النفطية بعد تنظيفها من الالغام. ولكن الخبير والناشط في مجال الصحة العامة والبيئة عبد الهادي باقر اعتبر في حديث لاذاعة العراق الحر ان الخطوة الاولى في معالجة ملف الالغام هي تحديد الجهة المسؤولة عن زرعها والسعي الى استحصال ما لديها من خرائط عن اماكن زرعها.

ولفت الخبير باقر الى جانب آخر في ملف الالغام هو التركيز على مسح المناطق الموبوءة بالالغام لمعرفة عددها وغياب الاحصاءات المتعلقة بضحاياها.

تقدر منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة اليونسيف ان نحو ثمانية آلاف شخص بينهم الفا طفل قُتلوا أو أُصيبوا بمقذوفات غير منفلقة في العراق خلال الفترة الواقعة بين 2005 و2010.

مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
XS
SM
MD
LG