روابط للدخول

خبر عاجل

تونس ترفض التدخل عسكريا في ليبيا


دورية تونسية في منطقة الشعامبي
دورية تونسية في منطقة الشعامبي

تعيش البلاد التونسية في الأيام الأخيرة حالة ذعر و استنفار قصوى خصوصا على الحدود مع ليبيا حيث تم تكثيف التواجد العسكري و مضاعفة الدوريات مع تفاقم الاوضاع هناك واقتراب الاشتباكات من حدود تونس.

الشارع التونسي متخوف من نتائج هذه الأزمة على تونس وبلدان المنطقة خصوصا بعد أن أعلن المسؤولون الليبيون أن مسلحي تنظيم داعش سيطروا على منطقة سيتر التي تبعد 566 كلم عن الذهيبة التونسية.

الحكومة متمسكة بالحياد

في الوقت الحالي أعلنت الحكومة التونسية تمسكها بسياسة الحياد رغم الضغوطات التي تتعرض لها من البلدان المجاورة للمشاركة في التدخل العسكري في ليبيا ضد المسلحين المتشددين،

مقاتلة مصرية عائدة من عملية قصف في ليبيا، 16 شباط 2015
مقاتلة مصرية عائدة من عملية قصف في ليبيا، 16 شباط 2015

فيما تستمر مصر بالقصف الجوي لمعسكرات ومناطق تواجد المسلحين منذ يوم الاثنين 16 فيفري حيث قامت طائرات القوات المسلحة المصرية بقصف عدة منازل ومخازن تابعة لتنظيم داعش في ليبيا كردة فعل على قيام التنظيم بإعدام 21 عاملا مصريا مسيحيا في ليبيا ونشره شريط فيديو يصور عملية الإعدام.

وأعلن رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد إن تونس تبقى حاليا ضد فكرة التدخل العسكري في ليبيا وانه تم اتخاذ التدابير اللازمة لتامين الحدود التونسية. ورغم بقاء تونس على الحياد فهي تقوم حاليا بالمساهمة في نقل المواطنين المصريين الذين يتم إجلاؤهم من ليبيا بالحافلات إلى تونس.​

ويوم الخميس، التاسع عشر من فيفري انطلقت أول عملية نقل للمصريين من تونس إلي مصر عبر جسر جوي من مطار جرجيس/جربة بالجنوب التونسي. وقال الناطق الرسمي لوزارة النقل التونسي محمد علي عبودي إن أول فوج يضم أكثر من 100 مواطن مصري غير ان العدد الإجمالي للمصريين الذين سيتم إجلاؤهم غير محدد في الوقت الحالي فيما تذكر مصادر ان العدد قد يتراوح بين 200 ألف و250 ألف مواطن.

مخاوف من توسع الارهاب

ردود فعل الشارع التونسي إزاء قرار الحكومة بالتزام الحيادية رغم خطورة الوضع تراوحت بين تأييد واستنكار حيث إن البعض يرى ان من الحكمة عدم التدخل في الصراعات الخارجية ما دامت تونس بعيدة عن الصراعات.

ومن جهة يرى البعض ضرورة التدخل ومساندة مصر قبل تفاقم الوضع خصوصا مع تزايد الخطر الإرهابي في المنطقة وفي تونس.

علاء طالب بمعهد الاتصالات وأصيل منطقة قابس صرح لإذاعة العراق الحر انه لا يوافق على سياسة الحيادية قائلا "لا فائدة من انتظار إن يصلوا إلينا، الخطر الإرهابي على الأبواب وداعش قد هددتنا من قبل، من الغباء عدم انتهاز الفرصة الآن و القضاء على الخطر بشكل مبكر قبل إن يمتد إلي تونس، أنا لن أتوانى عن الانخراط في الجيش إذا استدعى الأمر الدفاع عن بلادي".

الشباب يبدون متحمسين للحل العسكري لكن المتقدمين في السن كان لهم رأي أخر. محمد و هو أستاذ متقاعد استحسن قرار الحكومة "من الحكمة عدم التدخل في الصراع ما بين مجموعتين في بلد آخر وخصوصا عسكريا، الحرب تكلف الكثير من الخسائر نحن في غنى عنها وما دام الخطر بعيدا فلا جدوى من فتح باب حرب قد تدمر المنطقة كلها".

الارهاب ليس اشاعة

رغم اختلاف الآراء فقد اجتمع الجميع على أن الوضع خطير وأن الصراع الدائر في ليبيا يؤثر على دول المنطقة وليس على ليبيا فقط، كما أكد الجميع على أن الإرهاب لم يعد مجرد إشاعات بل هو خطر حقيقي يجب التعامل معه بكل جدية خصوصا مع الأحداث الأخيرة.

وكان أهالي منطقة القصرين آخر المتضررين من الأعمال الإرهابية حيث تعرض 4 من قوات الحرس الوطني للقتل على يد مجموعة من الإرهابيين قرب جبل الشعامبي يوم الأربعاء 18 فيفري خلال دورية روتينية. الكتيبة تعرضت لإطلاق النار و لم ينج من أفرادها احد حسب تصريح مسؤول من وزارة الدفاع. هذه الحادثة أثارت سخط المواطنين وطالب الأهالي الحكومة بتكثيف الاجراءات الأمنية والتصرف بسرعة لحمايتهم.

هذا وقد صرح رئيس الحكومة الحبيب الصيد تعليقا على الحادثة انه سيتم القبض على المسؤولين و محاسبتهم وانه يتم البحث عنهم حاليا وتمشيط المنطقة ودعا الجميع الى التضامن ووضع الثقة بالقوات الأمنية والابتعاد عن الفوضى والتجمعات منبها الى ان اي بلبلة ستؤثر سلبيا على فعالية عملية البحث.

من جهة أخرى أعلن الناطق الرسمي لوزارة الداخلية محمد علي العروي أن قوات الأمن سترد على هذه العملية بقوة وبدون رحمة وأن المعلومات الأولية تثبت أن المجموعة المسؤولة تتكون من 20 إرهابيا وأن العملية التي قتل فيها الأربعة تأتي كانتقام جبان من قوات الحرس الوطني الذي أحبط العديد من العمليات مؤخرا. وأضاف "عملية مقاومة الإرهاب عملية طويلة و متعبة وللأسف يسقط الكثير من الضحايا خلال ذلك" مشيدا بقوات الأمن الذين لا يتوانون عن التضحية في سبيل الوطن.

يعيش الشارع التونسي و العالم العربي في الفترة الأخيرة أوضاعا صعبة ويتصاعد تأزم الوضع بنسق متسارع مع ازدياد الخطر الإرهابي وسقوط العديد من الضحايا الأبرياء فيما يضل الحل العسكري مرفوضا من الحكومة التونسية في الوقت الحالي، لكن لا احد يعرف الى متى.

XS
SM
MD
LG