روابط للدخول

خبر عاجل

القتل والإعدام بأساليب هوليوودية، بتوقيع داعش !


ملثمون يقتادون مصريين اقباط الى موقع الذبح
ملثمون يقتادون مصريين اقباط الى موقع الذبح

تتنوع وتطور الأفلام والتسجيلات التي يبثها تنظيم داعش عن عمليات الاعدام الفردي والجماعي للمناوئين والمخالفين له أو من يعتقد ان قتلهم مبرر في ايديولوجيته التي تتخذ من الإسلام عنوانا.​

حرب نفسية وتخويف

ويلاحظ المتابع لأفلام القتل والاعدامات البشعة التي نفذها تنظيم داعش منذ تمدده في حزيران الماضي واحتلاله مساحات شاسعة في العراق، أن هناك تطورا فنيا ونوعيا ملموسا في كفاءة تلك الأفلام من حيث بناء السيناريو الذي ينفذ بتقنيات تصوير حديثة ورؤية إخراجية تهدف الى اكثر من رسالة ذات دلالة في نشر تلك الأفلام ،مثل اعدام مئات من الطلبة العسكريين في واقعة معسكر سبايكر، وقتل العشرات من المدنيين والعسكريين ودفنهم في اكثر من مناسبة وموقع ومحافظة، ومشاهد ذبح الرهائن الأجانب المتعددة، وفلم احراق الطيا ر الاردني معاذ الكساسبة حيا، وأخيرا حادثة ذبح واحد وعشرين مصريا قبطيا على ساحل البحر في ليبيا والتي نشرت مؤخرا.

ترى ما الاهداف التي يرومها تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد من خلال تصوير وتوثيق عمليات القتل ومن ثم نشرها؟

يرى أستاذ الإعلام في جامعة بغداد سلام السامر، أنها نمط من الحرب النفسية الحديثة. ويعتقد أن "داعش" بارعة جدا في إرهاب الآخر من خلال ممارسة القسوة المفرطة وتوثيق أعمالها الاجرامية، ما يدل على تمكّنها من توظيف الاعلام وتقنيات السينما، لضمان إيقاع الرعب في الاخرين.

لهذا ينبه السامر، خلال حديثه لإذاعة العراق الحر، القائمين على الإعلام والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي الى مخاطر النشر والترويج لما يريد التنظيم المتشدد نشره.

العنف والتعذيب عراقة في تاريخ البشر

تعود ثقافة الإرهاب والتخويف وإلقاء الرعب في قلوب الاخرين الى عصور سحيقة، وتحتفظ ذاكرة أغلب الشعوب والمجتمعات بأشكال مختلفة من تلك الثقافة واساليبها.

ففي أوربا مثلاً شهد العديد من مجتمعاتها خلال القرون الوسطى أنماطا من التعذيب النفسي والجسدي في السجون والأقبية رافقها ابتكار واختراع وسائل وآلات تعذيب وقسوة ما زالت تحتفظ بها متاحف مختصة بهذا الشأن، لا يصعب على الزائر لاوربا اليوم العثور عليها كجزء من شهادة على مراحل تاريخيةدامية.​

وفي الحقب التاريخية للعراق والمنطقة قصص وشواهد كثيرة عن العنف والتعذيب الذي استخدمه الولاة والخلفاء والملوك والسلاطين للقضاء على خصومهم، وقد نشر الباحث الموسوعي والحقوقي العراقي عبود الشالجي في التسعينات كتابا متخصصا بهذا الشأن أسماه" موسوعة العذاب" تألف من سبعة مجلدات.

صور عدد من ضحايا النظام السابق عرضت في كربلاء في 2011
صور عدد من ضحايا النظام السابق عرضت في كربلاء في 2011

رصدَ ووثّق الشالجي ألوانا من تراث العذاب وأدواته واساليبه في المجتمع العربي والإسلامي تشترك في الأساس بأنها مُهدِرة لكرامة الإنسان، وتهدف إلى التعذيب النفسي والجسدي القاسي لحد التمثيل بجسد الانسان، الى حد وصفها بانها "مما يقشعر البدن من تصورها، ويحتبس اللسانُ عند ذكرها، ويرتعش القلم عند اثباتها وتدوينها"، وهي تدل على مقدار ما في بعض الناس، من وحشية لا ينتمي إليها حيوان الغاب.

وفي التاريخ الحديث عرف العراقيون ممارسات متنوعة من القسوة والتعذيب ينالها المعارضون او المختلِفون، اعتمدتها حكومات وأحزاب وجماعات سياسية عند تسنمها السلطة، وتحولت بذلك المؤسسات الامنية والاستخباراتية الى أدوات لملاحقة المعارضين ومختبر لابتكار اساليب القهر والتعذيب يصعب تصورها على العقل السوي.

وقد تفاقمت لغة التعذيب والقهر النفسي والبدني في العراق خلال العقود الاربعة الأخيرة، فمن ثرم الخصوم بالأدوات الحادة،او إذابة الأجساد في "التيزاب"، الى الدفن الجماعي والفردي أحياءً، أو تفخيخ الابدان ثم تفجيرها، واستخدام الكهرباء ومكائن القفص (المنكنة)، والمِثقاب (الدريل)، بحيث أصبحت تلك الأساليب والأدوات كابوسا مرعبا معروفا بشكل واسع يواجه كل من تسول له نفسه التفكير بمعاداة السلطة او "النظام أو القيادة".

يتذكر الكثير من العراقيين الأفلام والتسجيلات والصور التي حرص النظام السابق على بثها والترويج لها في صفوف الحزبيين، وهي توثق عمليات الاعدام والتعذيب للمعارضين او المرتدين بتهمة التآمر على الوطن، أو خيانة الحزب والثورة.

بهذا الشأن يرى معنيون أن العناصر البعثية المتشددة المنخرطة في تنظيم داعش تقف وراء أسلوب التنظيم الإعلامي في بث الرعب والخوف في قلوب الآخرين من خلال عمليات العنف والقتل الوحشية وتسجيلها وبثها، الى ذلك يرى الإعلامي والسياسي عبد الحليم الرهيمي أن المستهدفين الأساسيين من نشر وترويج مشاهد العنف في وسائل إعلام "داعش" هم المناوئون والمرتدون عن خط التنظيم ونهجه،فهو إرهاب وتخويف للجمهور خصوصا في المناطق التي يسيطرون عليها. حيث تنطوي على غرض تعبوي لانصار "داعش" وردعهم من الانسحاب، والتخاذل في الاستمرار على طريق التنظيم.

أوباما: هم إرهابيون ولا يتحدثون باسم مليار مسلم

الرئيس الاميركي باراك اوباما في قمة مكافحة التطرف في 18 شباط 2015
الرئيس الاميركي باراك اوباما في قمة مكافحة التطرف في 18 شباط 2015

​دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما زعماء الدول الغربية والإسلامية للتوحد لدحر "الوعود الزائفة للتطرف" مؤكدا أن المتطرفين المسلمين لا يتحدثون "باسم مليار مسلم".

وحث أوباما يوم الأربعاء 18 شباط، خلال اليوم الثاني من مؤتمر في البيت الأبيض حول مكافحة التطرف العنيف بمشاركة 60 دولة، على البحث عن سبل التصدي لظاهرة التطرف ونبذ الفكرة القائلة إن المجموعات الإرهابية تمثل الإسلام.​

وقال أوباما: "إنهم يحاولون تصوير أنفسهم كزعماء دينيين ومقاتلين في سبيل الدين. ولكنهم ليسوا كذلك، بل هم ارهابيون، نحن لسنا في حرب مع الإسلام".​

كما لفت أوباما إلى أن الفيديوهات العالية الجودة واستخدام الشبكات الاجتماعية وحسابات الإرهابيين على "تويتر" صممت للوصول إلى الشباب عبر الانترنت.​

وتعليقا على اصرار التنظيمات المتشددة على تأطير اعمالها الارهابية بشعارات ورايات إسلامية، يحذر الرهيمي من تلك الدعوات التي اساءت كثيرا للإسلام كدين وفكر وسلوك بعيد عن الأساليب الإجرامية التي ينفذها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وامثاله. مضيفا، (في المقابلة التي يمكن الاستماع اليها في الملف الصوتي المرفق)،أنه لم يعد خافيا من أن الإسلام برئ من تهمة العنف وأن ما يستند اليه هؤلاء من روايات وأحاديث وفتاوى ضعيفة ومشكوك في صدقيتها.​

يشخص أستاذ التاريخ الإسلامي حسن كمال أن التنظيمات المتشددة استندت في ايديولوجيتها على فكرة انشاء دولة إسلامية بمواصفات ومعايير خاصة تؤمن بها وتعمل على بثها، باحثة عن قبول وصدى لدى افراد وجماعات تعاني من فراغ ثقافي وفكري، فالبعض من الشباب في دول اسلامية آسيوية يؤمن اليوم بان "أبو بكر البغدادي" هو حقا خليفة المسلمين المفترض، وبالتالي ينبغي الانصياع لأوامره وخططه بدون نقاش.

ويرى أستاذ التاريخ الإسلامي كمال أن إعلام "داعش"يهدف الى زعزعة الثقة بالواقع السياسي والعسكري في بلدان المنطقة، وبالتالي فهو يثير جملة شكوك في نزاهة وقانونية وشرعية أنظمة الحكم والحكومات في اغلب دول المنطقة.​

صحفي: إنهم يطورون فن "إدارة التوحش"

"إدارة التوحش" هكذا يخلص مديرُ مرصد الحريات الصحفية هادي جلو مرعي الى توصيف مشاهد العنف والقتل القاسية المصورة التي ينفذها ويبثها تنظيم داعش، متوقفا خلال حديثه لإذاعة العراق الحر عند تطور الأداء التقني السينمائي واختيار العناصر المنفذة لعمليات الإعدام من حيث لباسهم وبنية أجسامهم وتأهبهم للذبح بالتزامن مع مؤثرات صوتية تتضمن أناشيد وآيات قرانية وفتاوى تبرر القتلَ، إنها حقاً إدارة للتوحش.​

وإذا ما توقف البعضُ عند الرعب والتخويف الذي تبثه وترسخه مثلُ هذه الأفلام، يلاحظ آخرون تأثيرات أخرى منها زعزعة الثقة بالدولة والأمن وخلخلة النظام الاجتماعي واستقراره، وهو ما تهدف اليه القوى والدول التي ترعى التنظيمات الإرهابية ومنها "داعش"، بحسب رأي هادي جلو مرعي.

شارك في الملف الصوتي مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد رامي أحمد.

please wait

No media source currently available

0:00 0:15:00 0:00
رابط مباشر

XS
SM
MD
LG