روابط للدخول

خبر عاجل

تونس: ردود فعل متباينة على تكليف الصيد برئاسة الحكومة


السبسي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية
السبسي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية

تونس العاصمة

بعد انتظار دام أياما رافقته تكهنات عديدة خصوصا بعد رفض الرئيس المؤقت مهدي جمعة تولي منصب رئيس الحكومة، أثار قرار الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي يوم 5 جانفي بتعيين حبيب الصيد لهذا المنصب، أثار الكثير من الجدل في الأوساط السياسية وفي الشارع التونسي. وقد تراوحت الآراء بين تشاؤم ورفض لهذا الاختيار وبين دعم ومساندة.

والحبيب الصيد سياسي من مواليد سوسة بالساحل التونسي سنة 1949 وكان قد تولى العديد من المناصب السياسية في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي كما تولى منصب وزير الداخلية المؤقت اثر الثورة ومستشار لدى الوزير الأول مؤخرا. والصيد سياسي مستقل لا ينتمي لأي حزب سياسي وقد درس العلوم الاقتصادية في تونس وعلوم الفلاحة في الولايات المتحدة وعمل في وزارة الفلاحة واستمر مدة ككاتب عدل لدى وزير الفلاحة من سنة 2001.

حزب الجبهة الشعبية عقد اجتماعا عاجلا لتقرير موقفه من هذا الخيار حسب قول الناطق الرسمي احمد صديق و سيتم الإعلان عن القرار قريبا فيما اعتبر حما الهمامي رئيس حزب الجبهة الشعبية القرار كأول خطوة سلبية للرئيس السبسي وعبر عن تخوفه من نتائج ذلك ومن حدوث تضارب في المصالح ومن تاثير الرئيس على الحكومة الجديدة.

الحزب الإسلامي، حركة النهضة استحسن من جهته اختيار الصيد وعبر عن استعداده لدعم الرئيس الجديد للحكومة حسب تصريح الناطق الرسمي باسم الحركة زياد العذاري مؤكدا أن النهضة ستعمل على مساعدته ودعمه من اجل مصلحة البلاد.

حركة نداء تونس التي كان يتزعمها رئيس البلاد الجديد ثم غادرها بعد تسلمه السلطة، عبرت عن تخوفها من اختيار الصيد واعتبرته خطوة غير مطمئنة. ونُقل عن عضو نداء تونس خالد شوكت أنه تم استثناء نداء تونس التي حصلت على أغلبية المقاعد في البرلمان من المشاركة في هذا القرار وأضاف انه كان من المستحسن اختيار رئيس حكومة شاب شارك في الثورة وليس إداريا مستقلا ومسنا.

أما رئيس الحكومة المغادر مهدي جمعة فعبر عن تهانيه وعن استعداده للمساعدة خلال العملية الانتقالية.​

أمام الرئيس الجديد للحكومة الحبيب الصيد شهر واحد لطرح تشكيلته الوزارية التي من المتوقع أن تضم 21 وزيرا و 20 كاتب دولة أمام البرلمان، حسب ما نُقل عن مصادر برلمانية.

تونسيون يتخوفون وينتظرون

وبعيدا عن مبنى البرلمان والساحة السياسية بدت ردود الافعال متفاجئة بعض الشئ باختيار اداري قديم لمنصب رئيس الحكومة غير ان الاغلبية دعت الى الانتظار ومن ثم الحكم على اداء الصيد.

السيدة منية وهي مربية بإحدى المدارس الابتدائية قالت لإذاعة العراق الحر: "الصيد وزاري قديم عرفناه في الكثير من الوزارات و لديه خبرة لا باس بها لكني لا اعلم ما قد يحققه كرئيس للحكومة وخصوصا في هذه المرحلة الصعبة. لذلك اظن إن علينا التحلي بالصبر ومعاينة النتائج و ما سينجزه".

وقال موظف متقاعد بإحدى الوزارات للاذاعة: "لقد صوت للسبسي خلال الانتخابات الأخيرة لاني أتابع مسيرته منذ سنين وتمنيت أن يتم التغيير على يده و القضاء على الفساد الإداري بالوزارات كالرشوة و المحسوبية... الخ... لكني بدأت اشك الان، فإعادة تعيين القدماء في رقصة كراسي يتبادلها المفضلون لدى الأوساط السياسية تذكرني بعهد المخلوع. كنا نرى احدهم وزيرا للداخلية اليوم وغدا وزيرا للتشغيل يتبادلون الكراسي كحق مكتسب وينشرون الفساد أينما حلوا. أتمنى أن أكون على خطأ واخشى ان تكون النتيجة وخيمة هذه المرة والبلاد لن تتحمل نظاما فاسدا 26 سنة أخرى".

المواطن الذي رفض الإفصاح عن هويته قال ايضا: "في العهد القديم كان كلام كهذا كفيلا بتدمير كل ما حققته. انا الآن متقاعد ولكن لدي أبناء و لا احد يعلم ما علينا انتظاره الآن".

وكان التخوف من التعبير عن الرأي بصراحة ومن مغبة النتائج امورا عهدها المواطن التونسي في العهد البائد ولن يتم التخلص منها بسهولة. والغد فقط سيكشف عن حقيقة الحال في البلاد بين الشك وانعدام الثقة والامل في تغيير حقيقي، مع مجرد ايام تفصل تونس عن الاحتفالات بذكرى ثورة جانفي.

بقلم: تانيا خليل

XS
SM
MD
LG