انتهت اليوم الخميس الثامن عشر من ديسمبر الجاري الحملة الانتخابية للمرشَحَين الرئاسيين بعد أسبوع حافل تنقل فيه كل من الباجي السبسي والمنصف المرزوقي إلي كافة ارجاء البلاد حيث اجتمعا بمؤيديهم.
ومع انتهاء الحملة يستعد الشعب التونسي للتوجه إلي مراكز الاقتراع واختيار الرئيس القادم للبلاد.
على الصعيد الامني وفي خضم الاستعدادات الاخيرة للانتخابات أصدرت وزارة الداخلية بيانا حظرت فيه حركة المرور والتوقف لكل العربات أمام مراكز الاقتراع يوم الأحد المقبل الحادي والعشرين من ديسمبر وذلك لتوفير الظروف الملائمة للانتخابات و تحسبا لأي طوارئ.
من جهة أخرى أصدرت وزارة التربية قرارا بتوقف التعليم في المدارس الابتدائية والمعاهد الثانوية يوم السبت وذلك لتسهيل تهيئة المؤسسات التي ستتحول الى مراكز اقتراع يوم الأحد حسب تصريح مسؤول من الوزارة.
الهيئة العليا للانتخابات أعلنت بان مراكز الاقتراع الحدودية وعددها 124 تقرر فتحها بصفة استثنائية من العاشرة صباحا حتى الثالثة مساءا دون توقف يوم الانتخابات وذلك لدواع أمنية.
وتأتي هذه الإجراءات مع تصاعد التوتر على الحدود مع ليبيا حيث أصدرت وزارة الخارجية على لسان الناطق الرسمي باسمها تحذيرا دعت فيه المواطنين التونسيين الى تأجيل رحلاتهم إلي ليبيا إلا للضرورة القصوى وصدر التحذير إثر اجتماع عاجل ضم ثلة من الوزراء منهم وزراء الدفاع والعدل والخارجية.
وأعلنت وزارة الدفاع على لسان الناطق الرسمي باسمها "بلحسن الوسلاتي" انه وفي نطاق الاستعدادات للانتخابات تم تجهيز 36 ألف جندي وتوفير عدد من العربات والطائرات التي ستعمل على تأمين الحدود ومراكز الاقتراع و ستؤمن عملية نقل صناديق الاقتراع من المناطق النائية إلي مراكز الفرز بعد التصويت وذلك تحسبا لأي هجوم أو عمليات تخريبية، حسب قوله.
على الساحة السياسية دعا حزب الجبهة الشعبية أعضاءه الى دعم السبسي وعدم التصويت للمرزوقي.
وكان المرزوقي قد أعلن في حوار له مع القناة الوطنية انه إذا فاز في الانتخابات فلن يترشح لدورة تالية مكتفيا بدورة واحدة نظرا لتقدمه في السن وقد طالب في نفس الحوار منافسه السبسي بالاعتذار له بعد اتهامه له بأنه إرهابي مضيفا انه متطرف فقط من اجل دعم الحريات و مصلحة البلاد. المرزوقي تحدث ايضا عن بعض نقاط حملته خلال اللقاء كمقاومة الإرهاب والتعليم والاقتصاد وأكد بأن من أهم أولوياته هو الدفاع عن الحرية والحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفئات الفقيرة.
الباجي السبسي من جهته أعلن في لقاء له يوم الخميس مع إذاعة جوهرة اف ام انه سيتقبل الخسارة بصدر رحب إذا لم يختره الشعب التونسي مؤكدا أن حل الأزمة في تونس يستوجب توحد الجميع و الثقة في مصداقية ووطنية الحكومة القادمة وأضاف أن أولوياته كرئيس ستكون مقاومة الإرهاب والنهوض بواقع المناطق النائية كما تحدث عن إصلاح البنية التحتية للاقتصاد.
ساعات تفصل تونس عن بدء التصويت حيث أعلنت الهيئة العليا للانتخابات أن بدء الاقتراع للمواطنين بالخارج سيكون يوم 19 ديسمبر ويتواصل حتى 21 ديسمبر حيث ستنتهي الانتخابات في الخارج وداخل البلاد ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن النتائج يوم 22 من الشهر الجاري.
مرشحان رئاسيان ورئيس واحد للبلاد وبغض النظر عن الخيار فقد دعا جميع السياسيين الشعب التونسي الى المشاركة التصويت بكثافة وذلك لأهمية ذلك بالنسبة للقرار المصيري للبلاد في هذه المرحلة الحاسمة.