روابط للدخول

خبر عاجل

مالذي يدفع شبان من كردستان العراق للالتحاق بداعش؟


أكد مسؤولون كرد ومراقبون في إقليم كردستان العراق إستمرار التحاق مواطنين من الإقليم بما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش)، وسط دعوات لمحاربة التطرف فكرياً وليس أمنياً فقط.

وأفادت تقارير صحفية أن إمام احد المساجد ومسؤول مدرسة دينية في أربيل، التحق مؤخرا بصفوف (داعش) مع أسرته وعدد من تلاميذه الكرد، ما دفع اتحاد علماء الدين الإسلامي في كردستان الى إصدار بيان إدانة ودعوة الشباب الى عدم الإنضمام الى هذه الجماعات وبالأخص تنظيم "داعش المتطرف" على حد تعبير البيان.

مريوان نقشبندي: أغلبية الذين التحقو بداعش درسوا في مدارس دينية

ونشرت صحيفة "باس" الكردية معلومات قالت انها استقتها من مصادر في وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في اقليم كردستان تشير الى ان 500 مواطن من الاقليم التحقوا بتنظيم (داعش)، وان مئة منهم قتلوا في المعارك في سوريا والعراق، بينما عاد 58 منهم الى اقليم كردستان.

المتحدث السابق باسم وزارة الاوقاف في حكومة اقليم كردستان مريوان نقشبندي اكد هذه المعلومات، وقال في مقابلة خاصة مع إذاعة العراق الحر الجمعة(12كانون)، أن عملية التحاق الشباب الكرد بصفوف (داعش) مستمرة لكنها تراجعت بعد شن (داعش) الحرب على اقليم كردستان، مشيراً الى أن أكثر من 100 شاب التحقوا بـ(داعش) بعد سقوط الموصل، لكن عددا كبيرا منهم قُتلوا أو انفصلوا عن التنظيم خلال الفترة الأخيرة، كما قام التنظيم بإعدام اكثر من 25 شابا كرديا نتيجة رفضهم مواصلة القتال ضد الإقليم وبتهمة التعاون مع قوات البيشمركه والاجهزة الامنية في إقليم كردستان.

ومنذ بدء الصراع في سوريا التحق مئات الشبان الكرد من مدن إقليم كردستان المختلفة بجبهة النصرة وما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

نقشبندي الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية سلط الضوء على الاسباب التي مازالت تدفع الشباب الكردي الى الانضمام الى (داعش)، منها ما يتعلق بفشل الأحزاب الإسلامية في الاقليم الوصول الى السلطة، ومواقع التواصل الاجتماعي التي تنشر الأفكار المتطرفة وتحث الشباب على الجهاد، فضلاً عن مناهج المدارس الدينية وعددها كبير في إقليم كردستان ويدرسُ فيها اكثر من 8 الاف طالب من مختلف المراحل.

واكد نقشبندي أن أكثرية الشباب الذين أنضموا الى (داعش) وغيرها من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة كانوا يدرسون في هذه المدارس، كما أن اساتذة وعمداء المدارس الدينية هم من خريجي جامعات إسلامية في العراق والسعودية واليمن وجامعة أم درمان في السودان التي درس فيها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وكل هذه الجامعات بحسب نقشبندي تؤمن بالسلفية.

وكشف نقشبندي عن قيام سلطات الاقليم بتغيير العديد من اساتذة وأئمة المدارس الدينية، والدراسات مستمرة لتغيير مناهج التدريس في هذه المدارس.

ورغم أن الاحزاب الإسلامية الكردستانية أكدت أن ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية خطرٌ يهدد إقليم كردستان، وأن محاربة هذا التنظيم واجب شرعي، إلاّ أن الحديث يجري عن دور لهذه الأحزاب في تشجيع الشباب على الالتحاق بـ(داعش) والتنظيمات المتطرفة.

مريوان نقشبندي الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية نفى ذلك، إلا أنه أكد ربما هناك أشخاص في هذه الأحزاب تتبنى فكر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

خليل إبراهيم: الأحزاب الإسلامية السياسية الكردستانية لا تؤمن بالسلفية الجهادية

ونفى القيادي في الاتحاد الاسلامي الكردستاني خليل ابراهيم وبشدة أن يكون للأحزاب الإسلامية دور في حث الشباب الكردي على الالتحاق بالجماعات الإرهابية، موضحاً في حديثه لإذاعة العراق الحر أن إبعاد الأحزاب الإسلامية المعتدلة عن السلطة، كما حدث مصر وقبلها الجزائر، هو الذي يدفع الشباب الى هذه التنظيمات، التي تعلن نفسها كبديل عن الأحزاب الإسلامية المعتدلة على الساحة.

ويعود تاريخ ظهور الحركات الإسلامية في كردستان العراق، الى اواخر سبعينات القرن الماضي، أي مع وصول موجة الإخوان المسلمين الى الإقليم الكردي، إذ تم الإعلان عن تأسيس الحركة الإسلامية في كردستان عام بقيادة الشيخ عثمان عبد العزيز 1978وهي أول تنظيم إسلامي في الاقليم. وخلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين ظهرت حركات الإسلام السياسي في الإقليم.

ومن أهم هذه الأحزاب والحركات: الإتحاد الإسلامي الكردستاني بزعامة محمد فرج، والجماعة الإسلامية التي يتزعمها الملا علي بابير، والحركة الإسلامية التي أسسها الشيخ عثمان عبد العزيز، وجماعة أنصار الإسلام بزعامة الملا كريكار، إلى جانب مجموعة من التنظيمات الصغيرة والسرية المتطرفة التي تعتمد العنف، مثل تنظيم جند الإسلام، وحماس الإسلامي في كردستان.

ويؤكد القيادي في الإتحاد الإسلامي الكردستاني خليل إبراهيم أن الأحزاب الإسلامية السياسية الكردستانية (الاتحاد الاسلامي، والجماعة الإسلامية، والحركة الإسلامية)، أحزاب تؤمن بالوسطية والمشاركة في العملية الديموقراطية وساهمت في منع عشرات آلاف الشباب الكردي من الإلتحاق بـ(داعش) وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي تؤمن بالسلفية الجهادية.

ومن وجهة نظر إبراهيم يمكن الحد من التحاق الشباب بهذه التنظيمات، من خلال إعطائهم الحرية، ومنحهم فرص عمل، ونشر العدالة الإجتماعية، وإفساح المجال للأحزاب الإسلامية للمشاركة في صنع القرار السياسي في الإقليم.

مواطنون: يتحمل رجال الدين وأئمة المساجد مسؤولية كبيرة لتحصين الشباب

مواطنون في أربيل أعربوا عن مخاوفهم من تأثر الشباب الكردي والعراقي بشكل عام بالأفكار المتطرفة والإسلام المتشدد، محملين رجال الدين وأئمة المساجد مسؤولية إنتشار هذه الأفكار وعدم توضيح مبادىء الدين الإسلامي للشباب ومنعهم من الإنجرار وراء التنظيمات الإرهابية.

عبد الرحمن صديق: بذور التطرف موجودة في كل المجتمعات

ويرى عبد الرحمن صديق الخبير في الشؤون الإسلامية أن التحاق الشباب الكردي بصفوف (داعش) ورغم قلة الأعداد يُشكل خطراً على أمن الإقليم.

ويوجد في كردستان أكثر من 6 آلاف مسجد، يحق لألفي مسجد القاء خُطب الجمعة، وبحسب صديق هناك أئمة جوامع يعيشون في زمان آخر، ويتحدثون عن دار حرب وسلام ويلقون خُطبا بعيدة عن الإسلام المعتدل.

صديق وفي تصريحه لإذاعة العراق الحر عبر إتصال هاتفي من أربيل، أوضح أن التطرف قادم من الخارج، وهو فكر غريب على المجتمع الكردي، الذي يؤمن بتعاليم الإسلام المعتدل والمتسامح، بعيداً عن التطرف الديني والمذهبي، لكنه اشار الى أن خلايا نائمة لتنظيمات إسلامية متطرفة مازالت موجودة في الإقليم، وبذور التطرف أيضاً، كما هو الحال في جميع المجتمعات ومنها المجتمعات الغربية، وعلى حكومة إقليم كردستان والأحزاب الإسلامية نشر ثقافة التسامح والتعايش، ومراقبة خطب ائمة الجوامع، ورجال الدين كي لا تجد بذور الإرهاب أرضية خصبة لها.

ساهم في أعداد البرنامج مراسل إذاعة العراق الحر في أربيل عبد الحميد زيباري

مالذي يدفع شبان من كردستان العراق للالتحاق بداعش؟
please wait

No media source currently available

0:00 0:20:26 0:00
رابط مباشر

XS
SM
MD
LG