تمت في قلعة اربيل الاثرية المراسم الرسمية لادراجها ضمن لائحة التراث العالمي بشكل دائم، بعد ان أدرجتها لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة يونسكو في هذه اللائحة.
وجاءت هذه الخطوة بعد موافقة أغلبية الأعضاء في اللجنة التي ناقشت ملفات (36) موقعا رشحتها الدول الأعضاء لإدراجها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في الصيف الماضي.
وكانت يونسكو ادرجت قلعة اربيل الاثرية بشكل مؤقت ضمن لائحة التراث العالمي لمدة ثلاثة اعوام، وهي مرحلة قامت خلالها حكومة اقليم كردستان باصلاح وترميم البيوت في داخل القلعة وتحسين الاوضاع فيها لادراجها ضمن قائمة التراث العالمي بشكل دائم.
وجرت المراسم بحضور إيرينا باكوفا المديرة العامة لمنظمة يونسكو، ونيجيرفان بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان الذي عبر في كلمة خلال المراسم عن سعادته لادراج قلعة اربيل ضمن لائحة التراث العالمي باعتبارها احد المعالم التاريخية في الاقليم، معتبراً ذلك انتصاراً اخر لكردستان ومبعث فخر عظيم لاربيل ولكردستان ولجميع الكردستانيين والعراق، بل هو ايضا حدث تاريخي مهم وذو قيمة عظيمة للشرق الاوسط.
من جهتها وصفت باكوفا إدراج قلعة اربيل ضمن لائحة التراث العالمي بـ"الحدث في غاية الأهمية في تاريخ الإنسانية، وأظهرت أن هذا الموقع الأثري شاهد على العديد من الأجيال الماضية وسيكون شاهداً على الأجيال التي تعقبنا ايضاً".
كما تحدثت أيضا عن أن تاريخ هذه القلعة يظهر مدى التزام هذا المكان بمبدأ التعايش وقبول الآخر، موضحة أنه بعد آشور والحضر وسامراء، تعتبر قلعة أربيل المكان الرابع في العراق الذي يدخل هذه اللائحة العالمية.
بدوره اشار نوزاد هادي محافظ أربيل، الى الخطوات التي اتخذتها حكومة الاقليم لادراج القلعة ضمن لائحة التراث العالمي من خلال عمليات الترميم وتحويل اطراف القلعة الى متنزهات وحدائق وترميم سوق القصيرية بشكل يتلائم مع تاريخ القلعة، مع تعويض سكانها بعد استملاك منازلهم من قبل الحكومة وتحويلها الى منطقة اثرية. واضاف ان القلعة واطرافها بعد اكمال البرامج وترميمها ستكون احد المواقع الاثرية المهمة في العالم بمركز المدينة وجذب مئات الاف من السياح في العالم في القريب العاجل.
وتقع قلعة أربيل الاثرية في وسط مدينة أربيل ويعود تاريخها إلى عصر الأشوريين في الألف الأول قبل الميلاد، وبنيت لأغراض دفاعية حيث يظهر من شكلها انها كانت تعد حصنا منيعا للمدينة في تلك الحقبة الزمنية ويبلغ ارتفاعها 415م عن مستوى سطح البحر وتتربع على مرتفع فوق سطح اربيل يبلغ ارتفاعه نحو 26م بمساحة تقرب من 1200 متر مربع.
ووفق المصادر التاريخية فان قلعة أربيل تعد إحدى أقدم المدن المسكونة في العالم إذ إستمر العيش فيها منذ تشييدها قبل آلاف السنين وحتى فترة قريبة ومرّت بمراحل تاريخية عدة منها السومرية والآكدية والبابلية والآشورية والميدية والفارسية والرومانية والساسانية والإسلامية.
