روابط للدخول

خبر عاجل

مختلف الأوساط العراقية تتضامن مع الأسرة الصحفية


فقيد الإعلام العراقي محمد بديوي
فقيد الإعلام العراقي محمد بديوي
احتَـــــجبَــــت عدة صحف عراقية عن الصدور الأحد احتجاجاً على مقتل مدير مكتب إذاعة العراق الحر في بغداد محمد بديوي الذي لقي مصرعه في حادث إطلاق نار عند حاجز تفتيش قرب مقر المجمع الرئاسي في منطقة الجادرية السبت.

وشُـــــــــــــيّع جثمان الزميل الراحل الذي لُــــــــفّ بالعلم العراقي في بلدة العزيزية مسقط رأسه صباح الأحد قبل أن يحمله الآلاف مسافة خمسة كليومترات إلى مثواه الأخير في مدينة النجف.

مراسل إذاعة العراق الحر في النجف أيسر الياسري تحدث إثر مراسم التشييع قائلاً "إن الحزن لم يقتصر على الشريحة الصحفية فحسب إذ أن الشعب العراقي مهتم كثيراً بهذه القضية ويشارك جميعه بالحزن والأسى على فقدان الزميل الراحل كونه شخصية أكاديمية وإعلامية معروفة، وكانت هذه المشاعر واضحة اليوم في مدينة النجف حيث شُــــيّع الفقيد بحزن كبير من قبل زملائه الصحفيين بالإضافة إلى مختلف الأوساط الرسمية والشعبية."
صورة من مراسم التشييع في النجف -23 آذار 2014
صورة من مراسم التشييع في النجف -23 آذار 2014


وكانت العاصمة بغداد شهدت تـــشييعــيْن رمزييْن أحدهما في الجامعة المستنصرية حيث كان الزميل الراحل أستاذاً يدرّس مادة الإعلام وأخرى مساء السبت في مكان الحادث الذي أُردي فيه قتيلاً عند حاجز التفتيش.

وقال مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين "نقف اليوم هذه الوقفة العفوية للتعبير عن الحزن والانزعاج، والخوف لاسيما أنّ من قتل الصحفي بدم بارد هو ضابط يحمل سلاحاً"، بحسب تعبيره.
وأضاف اللامي "أن الحادثة جاءت برد فعل عكسي على الذين قاموا بها أو يفكرون بقتل الصحفيين العراقيين إذ أن هذا التضامن المحلي والوطني والعالمي يشكّل الملاحقة الحقيقية للقاتل والذين يقفون خلفه، وأصبحت الآن تخيف كل من يستهدف الصحفي وكل من يفكر بأذى الصحفي....".

وفي حديثه عن وسائل الإعلام المحتجبة عن الصدور الأحد احتجاجاً على مقتل الزميل بديوي، أفاد مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد أحمد الزبيدي بأن أكثر من أربعين صحيفة ووسيلة إعلامية في البلاد شاركت في الاحتجاج، موضحاً أن من بينها "مطبوعات رسمية وغير رسمية فضلاً عن إذاعات وقنوات فضائية أوقفت برامجها أو أصدرت بيانات استنكار أو أعلنت الحداد تعبيراً عن التضامن."

يُشــــار إلى مشاعر الغضب العارمة التي عمّت مختلف الأوساط الشعبية إثر الإعلان عن نبأ مقتل مدير مكتب إذاعة العراق الحر في بغداد على يد أحد عناصر القوة المكلفة حماية مقر المجمع الرئاسي إثر مشادة كلامية بينهما.
وفي تصريحاتٍ أدلى بها عند وصوله إلى مكان الحادث وبثّها التلفزيون الرسمي السبت، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن "دم الشهيد في عنقي، وأنا ولي الدم، وكل من له صلة بهذه الجريمة يجب أن يمثل أمام القضاء، والدم بالدم"، على حد تعبيره.
صحفيون يتظاهرون احتجاجاً على مقتل الفقيد - الديوانية 23 آذار 2014
صحفيون يتظاهرون احتجاجاً على مقتل الفقيد - الديوانية 23 آذار 2014


وأفادت وكالات أنباء عالمية بأنه بعد محاصرة للمقر الرئاسي ومفاوضات بين قيادة عمليات بغداد والضباط المسؤولين في الموقع، جرى تسليم الجاني إلى القوات العراقية.
ونقلت فرانس برس عن مصدر في وزارة الداخلية رفض كشف هويته القول إن الإعلامي الراحل قتل على يد "نقيب في قوة حماية المجمع الرئاسي".

فيما ذكر مكتب الرئيس العراقي في بيانٍ نُشر على الموقع الإلكتروني لرئاسة الجمهورية "نؤكد إدانتنا للفعل الإجرامي، مهما كانت ظروفه، وهو فعل يتنافى مع جميع القيم التي تربى عليها أفراد اللواء الرئاسي وحرصوا من خلالها طيلة سنوات عملهم في بغداد على العمل المهني الملتزم باحترام الانسان كقيمة عليا، ونؤكد هنا أن الجاني سيتم تسليمه إلى القضاء العادل لينال العقاب المستحق"، بحسب تعبيره.

وفي تـَـــــــطورٍ أُعلن عنه غداةَ وقوع الحادث، أُفيد بأن قيادة عمليات بغداد تسلّمت الأحد المسؤولية الأمنية لحماية مداخل ومخارج المنطقة الرئاسية في الجادرية من الفوج الرئاسي.

وفي تصريح خاص لإذاعة العراق الحر/ إذاعة أوروبا الحرة، قال علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأحد "أولاً نعزي أنفسنا ونعزي الأسرة الصحفية وأسرة الفقيد تغمده الله بواسع رحمته ونعزي راديو أوروبا الحرة، ونأمل أن لا يتكرر مثل هذا الحادث الذي كان اعتداء صارخاً بلا أي مبرر." وأضاف الموسوي في التصريح الذي أدلى به عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليه في الملف الصوتي "أن الجهود التي تقوم بها الحكومة من أجل تقديم الجاني أو الجناة إلى العدالة وأخذهم استحقاقهم يجب أن تكون درساً للآخرين."

يُشار إلى رسالةٍ مشتركة وجّهتها منظمة (مراسلون بلا حدود) و(مرصد الحريات الصحفية) في العراق إلى السلطات القضائية العراقية في الخامس عشر من شباط الماضي للتعبير عن القلق إزاء التهديدات التي تستهدف حرية الإعلام في البلاد. وجاء في الرسالة إنه "منذ عام 2003، دفع الإعلاميون العراقيون ثمناً باهظاً في نضالهم من أجل الحق في الإخبار، حيث استُهدف العديد منهم – ومازالوا - في هجمات دامية، حيث أحصى مرصد الحريات الصحفية 274 قتيلاً في صفوف الفاعلين في الحقل الإعلامي منذ بداية الغزو الأمريكي عام 2003، إذ لقي164 منهم مصرعهم أثناء تأدية مهامهم، علماً أن ما لا يقل عن 11 صحفياً قُتلوا خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، وذلك في إفلاتٍ تام من العقاب"، بحسب تعبيرها.

وقالت الرسالة المنشورة على الموقع الإلكتروني لـ(مرصد الحريات الصحفية) في العراق أيضاً "إننا نحثّ السلطات المعنية على اتخاذ كل التدابير اللازمة لضمان سلامة الصحفيين وفتح تحقيقات مستقلة ونزيهة تؤدي بشكل منهجي إلى محاكمة مرتكبي الجرائم في حق الفاعلين الإعلاميين ومتابعة الجهات التي تقف وراءها، دون أن يكون القضاء أداة في يد السلطة، حيث لا مكان للإفلات من العقاب في عراق اليوم."
من جهته، قال المدير التنفيذي لـ(جمعية الدفاع عن حرية الصحافة) ياسر السالم لإذاعة العراق الحر خلال ورشة تشاورية في بابل الشهر الماضي لمناقشة مشروع قانون تعديل قانون حقوق الصحفيين الذي قُــــــدّم إلى البرلمان إنه في حال عدم اتخاذ مجلس النواب قبل انتهاء دورته الخطوات اللازمة لإقرار المشروع فإن الصحافيين قد يضطرون لتنظيم احتجاجات وتظاهرات من أجل نيل حقوقهم المهنية المشروعة.

الزميل الراحل محمد بديوي الذي كان معروفاً باسمه الإذاعي (حسن راشد) انضمّ إلى إذاعة العراق الحر في عام 2006. وفي المقطع الصوتي التالي، يستذكر جميع زملائه ببالغ الحزن والاعتزاز قوله في برنامج إذاعي بُـــــــثّ في تشرين الأول 2013 "بــــــــثقة، بعد سبع سنوات من العمل في إذاعة العراق الحر، أقول إنني تعلمت حرية الصحافة في هذه الإذاعة"، بحسب تعبيره.


مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الخاص الذي يتضمن مقابلات مع علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي ومؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين ومراسليْ الإذاعة في النجف وبغداد أيسر الياسري وأحمد الزبيدي وياسر السالم المدير التنفيذي لـجمعية الدفاع عن حرية الصحافة بالإضافة إلى مقطع من صوت الزميل الراحل محمد بديوي (حسن راشد).
please wait

No media source currently available

0:00 0:13:47 0:00
رابط مباشر
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.

على صلة

XS
SM
MD
LG