روابط للدخول

خبر عاجل

طرفا حرب سوريا يجتمعان للمرة الأولى والعالم يترقب


صورة لسوري في حلب ينقذ طفلاً من موقع تعرض لقصف جوي - 21 كانون الثاني 2014
صورة لسوري في حلب ينقذ طفلاً من موقع تعرض لقصف جوي - 21 كانون الثاني 2014
يجتمع طَـــــــــرفا النزاع السوري الرئيسيان على طاولةٍ واحدة الأربعاء وذلك للمرة الأولى منذ بدء الانتفاضة ضد حكومة الرئيس بشار الأسد قبل نحو ثلاث سنوات. ويتطلعُ المجتمع الدولي إلى مؤتمر جنيف الثاني الذي طال انتظارُه باعتبارِه الفرصة التي يمكن أن تنقذ سوريا من ويلات الحرب الأهلية التي راح ضحيتها حتى كانون الثاني 2014 أكثر من مائة وثلاثين ألف قتيل، بحسب إحصائية نشرها (المرصد السوري لحقوق الإنسان) الذي يتخذ بريطانيا مقراً ويستقي معلوماته من ناشطين ومصادر طبية وعسكرية داخل البلاد.

فيما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد اللاجئين السوريين تجاوز ثلاثة ملايين فرد مع توقعات بأن يخرج من سوريا مليونا لاجئ آخرون وأن ينزح داخل البلاد أكثر من مليونيْ سوري في عام 2014.

وفي تقريرها العالمي لسنة 2014، قالت منظمة (هيومن رايتس ووتش)
Human Rights Watch المستقلة التي تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان الاثنين (20 كانون الثاني 2014) "إن سياسة الحكومة السورية في شن الحرب عن طريق قتل المدنيين، وكذا تزايد انتهاكات جماعات المعارضة قد أدت إلى أهوال شهدها عام 2013، لكن لم تؤد لما يكفي من ضغوط من قادة العالم لإنهاء الفظائع ومحاسبة الجناة." وبالمقارنة مع الحرب الأهلية في سوريا، قالت هذه المنظمة العالمية التي تتخذ نيويورك مقراً "كان رد الفعل الدولي الأوّلي أكثر فعالية حين شهدت عدة دول أفريقية فظائع جماعية."

وفي الإيجاز المنشور على موقعها الإلكتروني للتقرير العالمي 2014 والموسوم
(الحرب على المدنيين السوريين في غياب المحاسبة)، نُقل عن المدير التنفيذي لـ (هيومن رايتس ووتش) كينيث روث Kenneth Roth القول إنه "رغم التزايد السريع في معدلات القتلى والانتهاكات المروعة، فقد حيّدت روسيا والصين مجلس الأمن الأممي ومكنتا طرفيْ النزاع من قتل المدنيين السوريين. مع بدء محادثات جنيف 2، بفرص غير واضحة للنجاح، فمن الواجب ألا تكون هذه الفرص غير الواضحة أحدث المبررات لتفادي التحرك لحماية المدنيين السوريين. إن الأمر يتطلب ضغوطاً حقيقية من أجل وقف القتل والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية التي يحتاجونها للاستمرار على قيد الحياة"، بحسب تعبيره.

وذكرت (هيومن رايتس ووتش) "أن روسيا دأبت بدعم من الصين على حماية الحكومة السورية من التحرك الدولي على مستوى الأمم المتحدة، سواء من خلال خروج الأمم المتحدة بإدانة صريحة أو فرض حظر أسلحة أو إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية"، على حد قول المنظمة. وأضافت "غير أن الولايات المتحدة لأسبابها الخاصة ترددت بدورها في الدفع بالعدالة من خلال المحكمة الجنائية الدولية." كما جاء في الإيجاز أنه "بحسب تقارير إعلامية، فإن دولاً خليجية وأفراداً من الخليج يسلّحون ويمولون جماعات المعارضة المتطرفة المسؤولة عن فظائع، في حين تدعم إيران وحزب الله حكومة بشار الأسد المنتهكة للحقوق"، على حد تعبير (هيومن رايتس ووتش).

وفي الساعات الأخيرة التي تسبق محادثات سلام سوريا في سويسرا، تراجع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن دعوة إيران لحضور المؤتمر بعد أن هدد الائتلاف الوطني السوري المعارض بعدم المشاركة في حال حضور طهران. وأعلن مارتن نسيركي الناطق باسم الأمين العام للمنظمة الدولية في وقت متأخر الاثنين أن الدعوة سُــــــــــحبت موضحاً أن بان "يواصل حضّ إيران على الانضمام إلى التوافق العالمي حول بيان جنيف، ونظراً لاختيارها البقاء خارج هذا التفاهم الأساسي فقد قرر أن تجمع مونترو الذي يستمر يوماً واحداً سيمضي قُدما دون مشاركة إيران."
بان كي مون
بان كي مون

الولايات المتحدة رحبت بالقرار بعد أن أخفقت إيران في تأييدها عـــــلانيةً بيان مؤتمر جنيف 1 في عام 2012 والذي دعا إلى انتقال سياسي في سوريا.
وفي ترحيبها بسحب الدعوة، قالت واشنطن على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر ساكي في بيان "يحدونا الأمل ...بأن جميع الاطراف يمكنها الآن أن تعود للتركيز على المهمة المباشرة وهي ايجاد نهاية لمعاناة الشعب السوري وبدء عملية نحو انتقال سياسي طال تأجيله."


وفي موسكو، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سحب دعوة إيران بأنه "خطأ" قائلاً في مؤتمر صحفي:
"بالطبع هذا خطأ. وقد تحدثتُ عن هذا الموضوع في وقت سابق. لكنه ليس كارثة."
لافروف بين وزيريْ الخارجية السوري وليد المعلم والإيراني جود ظريف
لافروف بين وزيريْ الخارجية السوري وليد المعلم والإيراني جود ظريف

وعــــبّر لافروف عن أسفه لأن المسألة "لم تساهم في تعزيز سلطة الامم المتحدة"، مضيفاً أن "غياب إيران لن يسهم في الجهود الرامية لضمان موقف موحد من العالم الإسلامي بما في ذلك ما يتعلق بمحاربة الإرهاب الذي يشكّل مصدر تهديد لنا جميعاً ولكل المسلمين أيضاً"، بحسب تعبيره.

وكان بان كي مون أوضح في وقت متأخر الأحد لدى إعلانه توجيه الدعوة أن إيران تعهدت له بأن تلعب دوراً إيجابياً وبناءاً في حال مشاركتها في جنيف الثاني. وقال بان للصحافيين في نيويورك "أنا ووزير الخارجية ظريف اتفقنا على أن هدف المفاوضات هو إقامة هيئة حاكمة انتقالية تحظى بسلطات تنفيذية كاملة من خلال الاتفاق المشترك. وعلى هذه الأسس، تعهد وزير الخارجية ظريف بأن تلعب ايران دوراً إيجابياً وبنّاءاً في مونترو."

وأضاف بان أن إيران تفهم "أن أساس هذا المؤتمر هو بيان جنيف 1 وأن الهدف الرئيسي لمؤتمر جنيف 2 ينبغي أن يكون إقامة هيئة حاكمة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة من خلال الاتفاق المشترك. وأكد لي وزير الخارجية الإيراني ظريف عدة مرات أنه في حال دعوة إيران فإنهم سيلعبون دوراً إيجابياً وبنّـــاءاً جداً"، بحسب تعبيره.

وفي طهران، قال نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي الثلاثاء إن فرص وقف النزاع في سوريا خلال مؤتمر جنيف 2 "ليست كبيرة" بدون مشاركة بلاده. ونُقل عنه القول في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي الايراني إن "الجميع يعرف انه بدون ايران، فرص التوصل الى حل فعلي في سوريا ليست كبيرة".


يُشار إلى ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة فرانس برس للأنباء ونُشرت الاثنين إن جنيف 2 ينبغي أن يركز على "مكافحة الإرهاب".
الأسد متحدثاً خلال مقابلته الصحفية الأخيرة
الأسد متحدثاً خلال مقابلته الصحفية الأخيرة

كما أعلن أن من المرجّح ان يرشح نفسه لإعادة انتخابه رئيساً لفترة أخرى، قائلاً إنه لا يرى مبرراً لعدم ترشحه. وأضاف أن إبعاده عن السلطة ليس أمراً مطروحاً للنقاش في محادثات السلام.

ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع الدكتورة ييلينا سوبونينا مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو التي أجابت أولاً عن سؤال لإذاعة العراق الحر عن التأثير المحتمل لغياب طهران مُـــــعتبرةً أنه "لن يؤثر كثيراً على نتائج المؤتمر رغم أنه خطأ وليس كارثة على حد وصف وزير الخارجية الروسي." لكنها أردفت قائلةً "إن الدور الإيراني في الأزمة السورية معروف إذ بدون الأخذ بعين الاعتبار مصالح إيران في المنطقة من المستحيل حل الأزمة السورية. لذلك كان بالإمكان حضورها في الجلسة الافتتاحية لولا الموقف الاعتراضي المبدئي الذي اتخذته المعارضة السورية من هذا الحضور"، بحسب تعبيرها.

وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي،
تحدثت الخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط عن موضوعات أخرى ذات صلة وأعربت عن اعتقادها بأن مؤتمر جنيف 2 يشكّل بداية لما وصفتها بـ"عملية تفاوضية كبيرة ومعقدة جداً قد تستمر عدة أشهر".

وفي إجابتها عن سؤال يتعلق بتصريحات الرئيس السوري التي أدلى بها قبل بدء مؤتمر جنيف 2 واعتبر محللون أنها قد تؤثر بشكل سلبي على مسار المحادثات، قالت سوبونينا إنه رغم عدم تَـــــدخّل موسكو فيما تــُـــعبّر عنه دمشق "فإن وزارة الخارجية الروسية سبق لها أن نبّهت القيادة السورية إلى ضرورة أن تكون حذرة جداً في تصريحاتها أثناء التمهيد لجنيف 2 وأثناء أعمال المؤتمر لأن أي كلمة يُـــــــنــــظَر إليها الآن بدقة كبيرة وأي كلمة بالفعل يمكن أن تؤثر سلباً على مجرى المشاورات"، بحسب رأيها.

مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقاطع صوتية من تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالإضافة إلى مقابلة مع
د. ييلينا سوبونينا مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو.

please wait

No media source currently available

0:00 0:09:57 0:00
رابط مباشر
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG