روابط للدخول

خبر عاجل

سلمى العلاق: لوحتي تنطق بعراقيتها


تنتسب سلمى العلاق الى جيل الفنانين الذين دفعهم حب الرسم الى البحث والدراسة، إذ تتلمذت على يد عدد من الفنانين الرواد، ممن أسَسوا قسم الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة.

العلاق التي تخرجت في عام 1971، نجحت في الحضور بوضوح في المشهد التشكيلي العراقي من خلال معارضها الشخصية، والعشرات من المعارض المشتركة داخل العراق وخارجه، فضلا عن المئات من لوحاتها التي انتشرت في مختلف المدن.

لوحات تبوح بشخصية رسامتها

استطاعت خلال أكثر من أربعين عاما، أن تمنح لوحتَها شخصيةً عراقية، حتى لو اضطرت الى رسمها اليوم وهي تعيش بعيدا عن بلدها منذ نحو سبع سنوات.

يسهل على المتابع أن يميز أعمال "العلاق" الحافلة بالمفردات العراقية التي توظفها تشكيليا في لوحاتها، فالألوان، وزخارف البُسط الشعبية، والرموز التراثية، فضلا عن النخلة والقِباب والمنائر والسماء المفتوحة بوهج الضوء، وأسراب الحمام، فضاءٌ تسبح فيه مواضيعها وتشكيلاتها وألوانها. ويضم رصيدُها من الانجاز الفني كذلك، العديدَ من الموضوعات الواقعية كلوحات الخيول، ومناظر البيئة العراقية المتنوعة وغيرها.

تستذكر السيدة سلمي العلاق الدروسَ الأولى في احترام اللوحة وإعطائها جُل الاهتمام، حين كان الأستاذ الفنان فاتق حسن يحث طلبته على عندما تعلمنا تحضير قماشة الرسم بأيدينا.

احترام العمل الفني، وتدريبهم على اكتشاف أسرار الرسم وأسُسه الأكاديمية، ومن ذلك تجهيز اللوحة بأنفسهم، من خلال صنع قماشة الرسم (الكنفاس) يدويا، وعمل الإطار الخشبي وشد القماش عليه، والتعريف بالمكونات الكيميائية للألوان الزيتية، وطريقة مزج الألوان الى غير ذلك من مفرداتٍ رسََخت لدى هذه الأجيال من الفنانين، مبادئ التقدير والاعتبار للعمل وأهدافه.

يتطرق الحوار مع الفنانة التشكيلية سلمى العلاق، التي تعيش خارج العراق منذ سبع سنوات الى قوة الجذور لدى المبدع وتأثير انتسابه الى البيئة والثقافة التي نشأ عليها فتقول أنها قد تحتاج الى عمر يعادل عمرها الذي قضته في العراق، كيما تستطيع تغيير تأثيراته على شخصيتها الفنية.

وبرغم اختلاف ذائقة المتلقي الأجنبي، إلاّ أن ضيفتنا، لاحظت خلال الحوار معها، إعجابهم باللوحة العراقية التي تُحسن تقديم موضوعها، وتعبر بمهارة وذكاء عن فكر رسّامها، أو رسامتها، كرسالة تنتسب لحضارة العراق، يمكن قراءتها من قبل الآخر.

التمييز بين اللوحة الفنية والتجارية

وتكشفُ السيدة سلمى العلاق، التي عملت مشرفة على مرسم الجامعة المستنصرية نهاية السبعينات، وقبلها مصممةً في وزارة الثقافة بعد تخرجها في أكاديمية الفنون الجميلة، كيف أن العمل الفني الأصيل (اللوحة مثلا) يمكن تمييزه عن العمل التجاري أو المسروق بسهولة من قبل عين الخبير او الفنان، وربما البعض من المتلقين، مشيرة الى أن جودةَ اللوحة لا تُقاس بزمن انجازها أو حجمها، بقدر ما تنطوي عليه من إبداع في تشكيلها وموضوعها، وشحنها بالمعاني والقَدر العالي من الإخلاص والمحبة التي يحملها الفنان.
XS
SM
MD
LG