روابط للدخول

خبر عاجل

إنشقاق الفارس يضع دمشق على مفترق طرق


السفير السوري المنشق نواف الفارس
السفير السوري المنشق نواف الفارس
أثار إنشقاق السفير السوري في بغداد نواف الفارس عن نظام حكم الرئيس بشار الأسد جدلاً في الأوساط السياسية في المنطقة وفي العالم على حد سواء، فهو أول دبلوماسي يعلن انشقاقه عن نظام الأسد، علاوة على كونه أول سفير لسوريا لدى العراق بعد انقطاع العلاقات بين البلدين.
وكان الفارس، الذي يعتبر واحداً من أبرز المسؤولين في النظام السوري، وتولّى مهام عديدة منها محافظ دير الزور واللاذقية وإدلب والقنيطرة على التوالي، أعلن مساء الاربعاء انشقاقَه وانضمامَه الى ما وصفها بـ "صفوف الثورة"، داعياً العسكريين خصوصاً الى ان يحذوا حذوَه، بحسب شريط فيديو بثته قناة الجزيرة الفضائية.
وفي رد فعلها على الإنشقاق، أعلنت وزارة الخارجية السورية إعفاء الفارس من منصبه كسفير لدمشق في بغداد، على خلفية التصريحات التي أدلى بها ضد نظام الأسد، مؤكدةً في الوقت نفسه استمرار العلاقات الثنائية مع بغداد.
واكدت الخارجية السورية في بيان اول انشقاق لأحد سفرائها، إذ قالت ان "نواف الفارس أعفي من مهامه أصولاً، ولم يعد له اي علاقة بالسفارة السورية في بغداد او بوزارة الخارجية والمغتربين".

من جهتها إعتبرت واشنطن انشقاق السفير السوري في بغداد "مؤشراً اضافياً على يأس نظام الاسد". وذكر المتحدث باسم البيت الابيض الاميركي جاي كارني ان هذا الانشقاق يثبت ان "محيط الاسد بدأ يراجع فُرَصَهُ في البقاء في السلطة".
ويشكل انشقاق السفير السوري ضربة جديدة للنظام بعد ايام على انشقاق العميد مناف طلاس المقرب من الاسد، كما انه يأتي في سياق انشقاقات في صفوف الجيش النظامي ومسؤولين كبار في مؤسسات الدولة، وهو أمر يؤكده رشيد خليل، المتحدث بإسم "مبادرة من أجل سوريا الحرة" الذي قال في مقابلة أجراها معه الزميل نبيل الحيدري ان عدد المنشقين عن صفوف النظام في سوريا تجاوز 7000 شخص..

الفارس في قطر

عراقياً، اكد وزير الخارجية هوشيار زيباري أن السفير الفارس غادر بغداد ووصل الى قطر، واضاف زيباري للصحفيين في باريس أن انشقاق الفارس كان مفاجأةً، إذ أنه كان مواليًا للنظام.
ويقول استاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد حميد فاضل ان انشقاق السفير الفارس لم تترتب عليه انشقاقات اخرى في اركان السفارة السورية ببغداد، واشار الى ان مغادرته الى قطر جاء لشعوره في أن يكون في قلب الحدث السوري وليس على هامشه.

آثار قصف في حمص
آثار قصف في حمص
واكد فاضل ان الانشقاق الاخير يمثل منعطفاً مهماً سيقود الى حصول انشقاقات في صفوف الدبلومسيين والعسكريين السوريين لاحقاً، مشيراً الى ان هذه الإنشقاقات ما هي إلا مقدمات تنبئ بأن الضغوط الدولية على سوريا بدأت تأتي أكلها. ورداً على سؤال بخصوص الإنشقاق الأكثر خطورة على نظام الأسد، يقول استاذ العلوم السياسية ان الصراع في سوريا يدور على الجبهات السياسية والعسكرية والدبلوماسية، وان الانشقاقات العسكرية تكون اكثر تاثيراً من الدبلوماسية.
من جهته يذكر مدير تحرير صحيفة "الزمان" فوزي الهنداوي ان الإنشقاقات الدبلوماسية قد تجعل حل الازمة في سوريا يسير وفق السيناريو الليبي، مشيراً الى ان هذا السيناريو لا يمكن تكراره في سوريا بالنظر لثبات نظام الأسد ورسوخه قياساً بباقي الأنظمة العربية التي شهدت تغييرات.

الموقف عراقياً

وعن تأثير إنشقاق السفير السوري في بغداد على مجمل الموقف العام عراقياً من الأزمة السورية، يشير الهنداوي الى الموقف الحرج الذي تتعرض له الحكومة العراقية ازاء تلك الازمة، فيما بين النائب عن إئتلاف العراقية سليم الجبوري ان الموقف الرسمي للحكومة العراقية شابه نوع من الارتباك، وكأن هناك تبادلاً لمصالح مشتركة بين الحكومتين في بغداد ودمشق.

لاجئون عراقيون في سوريا
لاجئون عراقيون في سوريا
ومع ان الجبوري يعتقد ان تلك المواقف نابعة من المخاوف التي تتملّك الحكومة والسياسيين في العراق مما ستؤول اليه الاوضاع فيما لو تم التغيير في سوريا، فانه في الوقت نفسه يقر بمخاطر الازمة السورية على العراق.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت بغداد قد أخفقت بالتعامل مع الأزمة السورية، قال الجبوري ان تعامل الحكومة العراقية مع الأزمة السورية إتسم بالحذر لأنها كانت مضطرة لذلك نتيجة الضغوط التي مورست عليها.
ويذكر النائب الجبوري ان بغداد تعاملت مع الأزمة السورية وفقاً للتهديدات التي قد تتمخض عنها عملية التغيير في سوريا، موضحاً ان هذا الموقف مرضٍ الى حد ما، طالما كان يعمل على حماية المصالح العراقية وتحقيق الإستقرار في المنطقة قبل اي شيء.

ساهم في إعداد هذا التقرير نبيل الحيدري من براغ ومراسلة إذاعة العراق الحر في بغداد ليلى أحمد.

please wait

No media source currently available

0:00 0:12:52 0:00
رابط مباشر
XS
SM
MD
LG