روابط للدخول

خبر عاجل

أقدم جاب في بغداد أصبح بائعا متجولا وطفل معاق يعشق اللغات ويحلم


شاكر ﮔمر حمودي
شاكر ﮔمر حمودي
نتعرف اليوم على شخصيتين الأولى: أقدم جابي في بغداد، والثانية تلميذ معوق تفوق على أقرانه في الكوت.

نبدأ أولا بالعاصمة، حيث يتذكر سكانها الذين كان عددهم اقل بكثير من عددهم الحالي، الباصات الحمر التي كانوا يستخدمونها في التنقل بين مناطق المدينة المختلفة.

كانت هذه الباصات معلما مهما من معالم المدينة وما تزال صورها عالقة في الذاكرة.

هذه الباصات كانت تابعة تارة لمصلحة نقل الركاب وتارة لأمانة بغداد ولذلك يسميها أهل بغداد المصلحة أو الأمانة اختصارا.

تشكلت مصلحة نقل الركاب في بغداد بموجب قانون 38 في عام 1938 غير أنها لم تبدأ نشاطها الفعلي إلا في بداية الأربعينات عندما اشتدت الحاجة إلى تنظيم النقل داخل العاصمة فقامت المصلحة بشراء عدد من اللوريات من الجيش البريطاني وركبت لها أبدانا خشبية وبدأت تسيرها في عام 1943 وهو ما يعرف بالباصات الخشبية.

وفي أواخر عام 1951 بدأ تسيير باصات حمر من طابق واحد ثم وفي عام 1953 بدأ تسيير الباصات ذات الطابقين.

كانت باصات المصلحة منتظمة ودقيقة في عملها وتعتمد على ثلاث شخصيات هم السائق والجابي والمفتش وكان كل منهم يرتدي زيا خاصا به.
اليوم نلتقي رجلا كان آخر جابي في مصلحة نقل الركاب ليروي لنا ذكرياته وليحكي لنا أيضا عن حالته الآن. يروي القصة عماد جاسم من بغداد:

((المتجول في شوارع وأزقة بغداد يقابل وجوها أتعبتها الأيام ويتعرف على قصص نادرة وغريبة بل وطريفة رغم مرارتها. من هذه القصص حكاية أقدم جابي او محصل أجور في مصلحة نقل الركاب وهو شاكر ﮔمر حمودي
الذي يعمل الآن بائعا متجولا للسبح. شاكر يروي قصته في مقاهي شارع الرشيد والميدان والباب الشرقي ويعرض صوره القديمة مزهوا وهو يقف إلى جانب حافلات نقل الركاب في ستينيات القرن الماضي.
وخلال سرده قصته يطلب شاكر من كل من يقابله التدخل لمنحه راتبا تقاعديا بعد أن أمضى أكثر من عشرين عاما في عمله كجابي في مصلحة نقل الركاب ابتداءا بعام 1964 وحتى بداية ثمانينيات القرن الماضي علما انه مسؤول الآن عن إعالة أسرة كبيرة.

الحاج شاكر وهو من مواليد عام 1939 يتوجه كل يوم ليمتع ناظريه برؤية حافلات نقل الركاب أو المصلحات ويتمنى أن يعود إلى العمل فيها.

شاكر تحدث لإذاعة العراق الحر عن أجمل أيامه وذكرياته وكيف كانت الباصات الحمر تنقل الجميع الغني والفقير على حد سواء كما اظهر خلال حديثه احتفاظه بذاكرة ممتازة لأرقام الباصات أيام زمان ومسارها في مختلف المناطق علما انه قال إنه عمل على جميع الخطوط تقريبا.

الحاج شاكر قال لبرنامج عين ثالثة إنه يعشق بغداد عشقا لا يوصف ويحفظ كل دروبها واحدا واحدا وقد أمضى جل حياته في لقاء مختلف أنواع الناس وفي خدمتهم بحكم مهنته كجابي ثم تساءل عن واجبات الدولة تجاه من خدمها عقودا طويلة ثم تحول إلى بائع متجول يحاول إقناع الآخرين بشراء سبحه وهو يحمل صوره القديمة وما يملك من إثباتات في اضبارة تضم عشرات الشكاوى التي لم يلتفت إليها احد)).

تلميذ معاق هو الثالث على مدينة الكوت، يعشق اللغات ويحلم بتعلم اكبر عدد منها:

ننتقل الآن إلى الكوت لنلتقي طفلا تفوق على أقرانه في الدراسة رغم كونه معاقا. لهذا الطفل أحلام كبيرة وآمال عريضة وكلنا أمل في أن يتمكن من تحقيقها في احد الأيام ليثبت أن العوق الجسدي لا يعرقل عمل العقل ونشاطه. يروي القصة سيف عبد الرحمن من الكوت:


((تمكن الفتى أمير حسين جبر الذي ولد في عام 2000 في مدينة الكوت والمصاب بالشلل في أطرافه السفلى جراء عوق ولادي، تمكن من أن يكون الأول على 52 من زملائه التلاميذ الذين شاركوا معه في الامتحانات العامة للدراسة الابتدائية ( البكلوريا) إذ حصل على معدل 98 %.

هذا الطفل جاء الثالث أيضا بين تلاميذ مدينته الكوت البالغ عددهم ربع مليون تلميذ .
ويقول الفتى أمير أنه يأمل في مواصلة مشواره الدراسي بتفوق رغم ظروف الإعاقة التي كانت حافزا للتحقيق التفوق.

امير حسن جبر
امير حسن جبر
أمير هو الابن الأكبر لأمه وأبيه وله أخوان ويعمل والده في شرطة حماية المنشآت فيما تمتهن والدته التدريس ... ولد أمير مع هذه الإعاقة الجسدية غير انه يحتفظ بروح متفائلة ويهوى رسم الخرائط وتعلم اللغات كما يتمنى لعب كرة القدم مع أقرانه فيما لو تمكن من الوقوف على رجليه .

وتقول أم أمير إنها قررت منذ ولادته تنمية قدراته العقلية واهتمت لاحقا بتطوير مستواه الدراسي مشيرة إلى أن أمير تمكن من القراءة والكتابة قبل بلوغه الرابعة من العمر.

مديرة مدرسة جسر الأئمة مها عبد القادر حيث أكمل أمير دراسته الابتدائية قالت إنه كان حريصا على نيل أعلى العلامات في الأوراق الامتحانية ولم تكن الإعاقة حائلا بينه وبين تفوقه طوال سني دراسته الستة في المرحلة الابتدائية)).

تعليقات المستمعين:

**خالد جمعة من البصرة:
جريدة بالبصرة ناشرة مقال يقول البصرة قلب العراق النابض لما تمتلكه من ثروات نفطية وزراعية وصناعية، بس نست شغله ما كتبتها وهي أن البصرة هي أيضا مدينة فيها فقراء ومتجاوزون وعاطلون عن العمل ومتسولون وتنعدم فيها الخدمات والكهرباء. منطقة الجزائر في البصرة هي باريس العراق ولكن من فيها كلهم من اسر المسؤولين والمرفهين وليس فقراء البصرة.

**أبو احمد:
كل يوم نسمع أخبار سارة مثل حفرنا آبار جديدة وقمنا بمد أنابيب للأردن وارتفع سعر النفط وزاد الإنتاج وزادت الصادرات.. بس الناس الفقرا شنو اللي محصليه... ولتقولون ماكو فقراء بالعراق .. اكو وكل الناس تدري بيهم.

**عبد الرزاق عبد الله من البصرة:
راح يجينه رمضان واكو ناس تنتظر هذا الشهر بلهفة حتى يغلون أسعار البضاعة، الفقير ميطب السوق برمضان لأن كلشي يغلى، شنو السبب محد يجاوب، واللي يغلي هم صايم وهم مؤمن.

**عبد الرزاق:
الفقراء احباب الله فهم ينامون وبالهم صافي ولا يفكرون بالبورصة ولا بسعر الدولار وينامون رغد وميفكرون بالانتخابات ياهو الفاز وياهو الخسر وينامون وبيبانهم مشرعة للصبح ميخافون من السرقة ولا من الاغتيال وإذا انقطعت الكهرباء ينامون بالشارع.
XS
SM
MD
LG