روابط للدخول

خبر عاجل

الفنانة هناء مال الله: الرسم بالنسبة لي وسيلة للبحث عن الخلاص


الفنانة هناء مال الله
الفنانة هناء مال الله
تقول الفنانة التشكيلية هناء مال الله إنها ليست فنانة سياسية، بل جزء كبير من أعمالها يعتبر فن سياسين لأنها عاشت في ظل حروب وحصار ودمار. وهي تعمل جاليا على إيجاد تقنية جديدة لطرح فكرة الموت والاختفاء بطريقة فلسفية في مشروع جديد.

ترى الفنانة مال الله أن الوضع سيء للفنانين في العراق، خاصة وأن الكثيرين منهم هاجروا من البلاد، ما أثر بالفعل على البقية المتبقية هناك، الذين تصفهم بالمخََدّرين لأنهم لم يستوعبوا بعد حجم الخراب الذي لحق ببلادهم، ورغم الهزات التي تعرضوا لها، عجزوا عن إعادة تشكيل وصياغة هذا الخراب والدمار، وإنجازه في عمل فني أو فن مقاوم للظروف، بينما فنانو الغرب نجحوا في عرض الخراب العراقي كما حصل مع فنان هولندي عرض بقايا السيارة المفخخة التي استهدفت شارع المتنبي في العرق في أشهر قاعات الفنون بهولندا وبريطانيا.

تؤكد الفنانة هناء مال الله من تجربتها الشخصية وهي مدرسة للرسم، تؤكد عدم وجود دراسة حقيقية للفن التشكيلي في العراق، لذا فان معظم التشكيليين العراقيين بعيدين عن الواقع، ويرسمون في زمن الرخاء بعيدا عن الخراب والدمار، الذي لحق بالعراق والإنسان العراقي.

تقول الفنانة هناء مال الله، المقيمة في لندن، عن تجربتها. ان هذه المدينة التي استطاعت أن تمنحها الحرية وتطلعها على روائع الفن التشكيلي العالمي بنسخه الأصلية، بعد أن درست الفن على مدى عقود في ظروف الحرب والحصار.

الرسم بالنسبة لهناء مال الله وسيلة للبحث عن الخلاص. وهي تعتبر الرسم اختبارا وتجريبا مستمرا فالتجريبية هي التي تميزها عن غيرها من فناني جيلها، وهي تستلهم في أعمالها الفنية الأشكال الهندسية وتحديدا في العصور الرافدينية.

وتؤكد مال الله أن أستاذها شاكر حسن آل سعيد الفنان التشكيلي المعروف كان له تأثير كبير ليس فقط على أسلوبها بل أيضا في تكوين رؤيتها الفنية والفكرية.

مال الله تصف جيلها من الفنانين التشكيليين أو جيل الثمانينيات بجيل الخراب والحصار، لأنهم كانوا يعيشون في عزلة تامة عن العالم الخارجي ولم يشاهدوا عملا أصليا للفنانين العالميين الذين كانوا يدرسون عنهم في معهد وأكاديمية الفنون الجميلة. وبسبب هذا الحرمان كانت تزور المتحف العراقي أسبوعيا.

الفنانة هناء ابنة مدينة الناصرية حيث ولدت عام 1958، لكنها انتقلت إلى بغداد وفي عام 1973 دخلت عن طريق الصدفة إلى معهد الفنون الجميلة، لتتلمذ على يد فنانين تشكيليين كبار أمثال محمد مهر الدين، رافع الناصري، وشاكر حسن ال سعيد، ثم التحقت بأكاديمية الفنون الجميلة ببغداد ودرست على يد الفنانين فايق حسن، وليد شيت، ومحمد صبري.

قبلها عملت في مجلة "مجلتي" للأطفال وكانت تنشر في صحيفة الجمهورية البغدادية تخطيطاتها التي كانت (حكايات) زياراتها للمتحف لعراقي.

أول معرض شخصي لها أقيم في عام 1991 بعنوان "وثائق زيارة المتحف" وهي تعتبر هذا العام نقطة تحول في حياتها. ثم استمرت مشاركاتها الفنية في معارض كثيرة داخل العراق وخارجه.

حصلت على شهادة الدكتوراه في فلسفة الفن من جامعة بغداد، وظلت تُدرس في معهد الفنون الجميلة من عام 1992-2000، ثم واصلت التدريس في أكاديمية الفنون.

ورغم الكوارث والحروب لم تغادر العراق إلا في 2006 على أمل العودة بعد منحة حصلت عليها في باريس إلا أن تصاعد أعمال العنف واستمرار الجماعات المسلحة باستهداف الأساتذة والأكاديميين، جعلها تتخذ قرار البقاء قي المهجر.

عمّا أضافته رحلة المهجر لتجربتها الفنية والإبداعية تقول الفنانة التشكيلية هناء مال الله أن المهجر يعني لها الحضارة الغربية والمتاحف والأعمال الأصلية لكبار الفنانين العالميين، التي حرمت من مشاهدتها طوال سنوات بناء تجربتها الفنية.

أما لندن المدينة التي تقيم فيها الآن فتشتبك في ذاكرتها مع بغداد فهي عاصمة الإمبراطورية التي احتلت العراق لمدة طويلة، ولندن تشتبك مع بغداد السبعينات بحافلاتها الحمراء ذات الطابقين، لذا فهي لا تشعر بالغربة ولم تعانِ بل على العكس استطاعت أن تكون نفسها في فترة قصيرة، حيث أقامت معارض شخصية وقد اقتنى المتحف البريطاني ثلاثة من أعمالها الفنية.

تعكس أعمال الفنانة هناء مال الله ثلاثة عقود من الحروب التي عاشها العراق، وهي تؤكد أن بغداد بتاريخها وحاضرها القائم على الحروب والعنف حفزت ذاكرتها وأثرت في تجربتها الثقافية والفنية وفي إطار هذا التأثر أنجزت معرضها الشخصي الحادي عشر في لندن في 2007 فكانت أعمال المعرض خرائط لمدينة بغداد وخرائط للعراق ضمن إحداثيات الحرائق.

لندن حيث تعيش اليوم منحتها حرية التجريب والعرض لكن التحدي هنا اكبر من التحدي داخل الوطن، وترى هناء مال الله بأن التشكيليين العراقيين في المهجر يحسون بأنهم يعيشون على هامش العولمة بعد أن كانوا في بلدانهم يعيشون في المركز.

عام 1993 أقامت معرضا شخصيا في مركز الفنون في بغداد بعنوان "بغداد - جغرافيا بشر وإشارات"، ومعرض "إيقونات المحيط" بغداد 1996، وآخر معرض شخصي أقامته في لندن نهاية أيار 2012 وحمل عنوان "العراق.. كيف وأين ولمن" إلى جانب الثنائي البريطاني بيتر كينارد وكات فيليبس، وهما ناشطان مناهضان لحرب العراق.

الفنانة والناقدة التشكيلية هناء مال الله تواصل من مهجرها اللندني الكتابة لصحف ومجلات عراقية وعربية، منها مجلة "تشكيل" للفنون العراقية، وتعمل على إعداد بحث حول موضوع خارطة السياسة والحرب في العراق وعن العراق، خاصة وأن العالم الغربي يشهد موجة تصفتها بـ"الفن الجيوسياسي" Geopolitical art.

مال الله تؤمن بأن الكتابة مهمة بالنسبة للفنان التشكيلي، وهي تأمل أن تتمكن من خلال البحوث والدراسات والكتابة عن الفنون العالمية وإيصالها إلى العراق، تتمكن من إكمال رسالتها التي بدأتها مدرسة للرسم.

please wait

No media source currently available

0:00 0:17:21 0:00
رابط مباشر
XS
SM
MD
LG