روابط للدخول

خبر عاجل

شيخ عشيرة يقدم برامج اذاعية وتلفزيونية وشاب يقول "اركض وسألحق بك"


Iraq - Majed Al Saffah, tribal leader and famous poet, Nasereya, undated
Iraq - Majed Al Saffah, tribal leader and famous poet, Nasereya, undated
"عين ثالثة" زارت هذا الاسبوع مدينتي الناصرية ودهوك. ففي الناصرية التقت شيخ عشيرة هو أيضا شاعر وكاتب وله برامج إذاعية وتلفزيونية. أما في دهوك فتعرفت على كاتب قصص قصيرة حصد جوائز أدبية عديدة خلال فترة وجيزة.


"السفاح، شيخ مرهف الحس رقيقه"

الشيخ ماجد السفاح أصله من سوق الشيوخ أحدى مدن السومريين وكان اسمها بالسومرية "بسوك مارو" وتعني "سوق الحكيم". وفي القرن الثامن عشر اكتسبت المدينة اسمها الحالي أي "سوق الشيوخ" بعد أن اتخذها شيوخ آل السعدون مركزا لمشيختهم، وكان شيوخ العشائر الأخرى يترددون عليهم للتجمع والتشاور. واستمرت المدينة في النمو، بسكانها، ومحلاتها، وأزقتها التاريخية القديمة لتصل الى ماهي عليه حاليا.

في سوق الشيوخ التقت "عين ثالثة" شيخ عشيرة لقبه السفاح، وهو رغم لقبه هذا فهو ذو مواهب متعددة منها: الشعر والأدب، وكتابة القصائد الشعبية، والابوذيات وغيرها.
قصة الشاعر ماجد السفاح، يرويها من الناصرية مهدي الحسناوي:

((يتميز الشيخ، الشاعر ماجد السفاح بتعدد المواهب. فهو شيخ عشيرة، وشخصية اجتماعية معروفة، غير أن هذه المسؤولية الاجتماعية لم تمنعه من ممارسة اهتماماته الأدبية والفنية الأخرى. فتراه مرة باحثا في التراث الشعبي، وأخرى ناظما لقصائد من الشعر الشعبي، بكافة فنونه: الابوذية، والأهزوجة، والموال، والقصيدة النصارية، والقصيدة الشعبية الحديثة.

الشيخ ماجد السفاح يقوم أيضا بإعداد وتقديم برامج إذاعية وتلفزيونية خاصة بالأدب الشعبي. وقد لاقت هذه البرامج اهتماما وترحيبا لدى الجمهور الذيقاري.

ولد الشيخ ماجد السفاح في قضاء سوق الشيوخ جنوب مدينة الناصرية. ويراه الناس عادة مرتديا زي المنطقة الشعبي المتمثل بالعقال والكوفية والعباءة العربية، غير أن تحت العباءة حقيقة أخرى تتحدث عن رجل مرهف الحس، يمارس هوايات أدبية وثقافية وشعرية.

السفاح يشعر بالفخر كونه ولد في مدينة تتكئ إلى ارث سومري قديم، هي سوق الشيوخ، التي كانت تسمى بالسومرية (سوك مارو) وقد اكتشفت التسمية في احد المواقع الأثرية.

أبناء المحافظة من كبار السن ومنهم الحاج أبو احمد، يتابعون البرامج الأدبية التي يعدها ويقدمها السفاح من خلال الإذاعات، والقنوات المحلية، ويقولون إن الأبيات الشعرية التي ينتقيها السفاح ممتعة للغاية، وتمثل متنفسا للمتلقين من محبي الأدب الشعبي العراقي.

عايش السفاح شخصيات ثقافية معروفة في سوق الشيوخ منهم شاعر الابوذية المعروف أبو معيشي، والشاعر ملا عبد الحميد السنيد، والشاعر المعروف جميل حيدر. وقد تأثر بهم جميعا كما يقول السفاح.

آخر مشاريع السفاح تأليف كتاب عن شعر الابوذية منذ بداياته. ويقول إن هذا الكتاب سيكون مصدرا من مصادر الشعر الشعبي ومرجعا مهما في هذا المجال)).

**** **** ****


عمّار يحيى: أركض وسألحق بك

في مدينة دهوك التقت "عين ثالثة" شابا يعشق كتابة القصة، وتمكن رغم صغر سنه من حصد ست جوائز عربية وعراقية في غضون ثلاث سنوات.

نقاد قالوا عنه إنه يتميز بالتقاط ذكي لشخصيات قصصه، ولغرابة ملامح العالم الذي تعيش فيه هذه الشخصيات، وبطرافة موضوعاته، إضافة إلى خصوصية اللغة التي يستخدمها.

عمار يحيى يختار شخصيات قصصه من بين الطبقات المسحوقة، المحرومة من ابسط مستلزمات الحياة الكريمةن ويعرض مشاعرها وآلامها وإحساسها الداخلي بالذل والغبن والتعب. قصة عمار يحيى يرويها لنا من دهوط عبد الخالق سلطان:
عمار يحيى
عمار يحيى

((عمار يحيى شاب تخرج من كلية العلوم في جامعة الموصل، وأمضى جل سنوات عمره وحتى الآن مع عائلته في محافظة الموصل، لكنه اضطر إلى الانتقال إلى محافظة دهوك هربا من بطش الإرهاب.

رغم الظروف الصعبة التي كان يعيشها عمار بعد انتقاله من بيئته، التي تربى فيها، إلى بيئة غريبة عنه نوعما، إلا انه استمر في ممارسة هوايته المفضلة، وهي كتابة القصص القصيرة، ونظم الشعر. واستطاع في غضون ثلاث سنوات أن يحصد ست جوائز عربية ومحلية مميزة، منها جوائز:مسابقة الفنون الإبداعية في جامعة الموصل لعامي 2008 و2009، ومسابقة (شرفات الشام) للقصة القصيرة التي أقامتها وزارة الثقافة السورية عام 2010، ومسابقة (احمد بوزفور) التي أقامتها المملكة المغربية عام 2010 أيضا، والتي شارك فيها بمجموعته القصصية (اركض وسألحق بك). وفي عام 2010 أيضا حصل على وسام التميز والإبداع للمسابقة التي نظمها مجلس الصحافة العالمي. أما آخر الجوائز التي حصدها فكانت في مسابقة (عزيز السيد جاسم) التي نظمتها جريدة الزمان في 2011 للقصة والنقد الأدبي.

يقول عمار أن المسابقات الأدبية لها تأثير كبير على الأدباء الشباب لأنها تمنحهم الدافع للاستمرار في الكتابة، وتحفزهم على بذل المزيد من الجهد لتطوير قابلياتهم الفنية والأدبية.

ويوضح عمار انه لا يكتب القصص لمجرد المشاركة في المسابقات، بل يكتبها لأنه يحس بحاجته إلى كتابة القصة ويضيف انه يحب كتابة القصة القصيرة. وغالبية القصص التي يرسلها إلى المسابقات هي تلك التي كتبها قبل المشاركة في المسابقة بزمن طويل.

وعن الذين شجعوه على كتابة القصة يقول عمار ان للناقد الأدبي عبدالكريم زيباري دور كبير في توجيهه إلى عالم القراءة والكتابة، لأنه كان يمتلك مكتبة كبيرة تضم مؤلفات متنوعة وكان يقوم بترتيبها له مقابل مبلغ من المال. وفي
هذه المكتبة بدأ يقلب الكتب ويطالعها إلى أن أصبح مدمنا على القراءة وصار يقضي ساعات طوال في مطالعة رواية أو كتاب أدبي أو ديوان شعري.
عمار يحيي بين مهنئيه
عمار يحيي بين مهنئيه

واوضح عمار انه يطمح إلى شيء واحد وهو: أن تهتم وزارة الثقافة العراقية بشكل اكبر بالمسابقات الأدبية، وأن تساعد الكتاب الشباب على نشر نتاجاهم الأدبي كي تصل الى القراء)).

ويقول الشاعر عبد الكريم الكيلاني رئيس تحرير جريدة الحقيقة الموصلية، عن القاص عمار يحيى: "انه يمتلك حسا أدبيا مرهفا، وله قدرة جيدة على رسم عوالم غربية وخيالية، وبإمكانه التغريد خارج السرب، والإتيان بعوالم فنطازية خلاقة، وتحفل قصصه بالشخصيات الغريبة والعجيبة".

الكيلاني اوضح ايضا أن "أبرز ما يتميز به القاص عمار هو انه يأتي بشخصيات مسحوقة اجتماعيا، أومنبوذة أو مهملة أومهمشة اجتماعيا، مثل المجانين والمشوهين خلقيا ومرضى الزهايمر وغيرهم ويحاول أن يتعمق في تصوير ذواتها، وأن يجسد لنا آلامها ومشاعرها".
يذكر أن القاص عمار يحيى ولد في الموصل عام 1985 وهو خريج كلية العلوم قسم الحاسبات في جامعة الموصل. بدأ نشر قصصه في العام 2008 وأهمها مجموعته القصصية (اركض وسألحق بك).
XS
SM
MD
LG