روابط للدخول

خبر عاجل

عباس بن فرناس البصري


عباس بن فرناس البصري مشغول في بناء طائرته
عباس بن فرناس البصري مشغول في بناء طائرته
نظرتنا اليوم نلقيها على شخصين أحدهما في البصرة والثاني في الموصل. ففي البصرة، قام رجل بصناعة طائرة مروحية بأدوات حصل عليها من مختلف الأماكن.وفي الموصل، سنروي قصة رجل معوق غير انه يكافح من اجل لقمة العيش.

عباس بن فرناس البصري

بطلنا في البصرة رجل يطلق عليه أهل قريته عباس بن فرناس. وعباس بن فرناس الحقيقي معروف تاريخيا بأنه أول رجل حاول الطيران وكان يعيش في الأندلس في القرن التاسع الميلادي وهو عالم ومخترع له انجازات عديدة.

وللطيران والإنسان قصة طويلة وقديمة حيث تذكر المصادر أن أولى المحاولات جرت في الصين ثم أعقبتها محاولة بن فرناس وبعدها وضع الفنان الايطالي ليوناردو دافنشي، في القرن الخامس عشر، تصاميم طائرات عديدة غير انه لم يصنع أيا منها، لكن الانسان لم ينجح في التحليق إلا في القرن العشرين وبعدها خرج إلى الفضاء.

بطل قصتنا بصراوي أحب الطيران وأغرم به منذ طفولته ثم صنع طائرة ويروي قصته عبد الكريم العامري:
عباس بن فرناس البصري وابنه


((عباس بن فرناس البصري، هو الاسم الذي اختاره له أهل قريته. وكان لعباس منذ الطفولة حلم لم يتوقع تحقيقه، وهو انه كان يحلم ان يطير غير ان حلما مثل هذا لا يمكن تحقيقه بسهولة.

وذات يوم من شهر كانون الاول من عام 2010 خطرت له فكرة صناعة طائرة عمودية فراح يبحث في سكراب المحلات القديمة عن أدوات وآلات يمكن ان تساعده في تحقيق الحلم.
اسم بطلنا الحقيقي هو عباس العيداني، ويقيم في قرية تابعة لقضاء شط العرب اسمها الفيحاء.

زرناه في بيته وكان يقف امام حلمه الكبير، الطائرة التي يعمل على صنعها بمساعدة ولديه محمد ومصطفى، في حديقة بيته.

يقول عباس: "بدأت عملي في الشتاء الماضي اعتمادا على مواد مختلفة: حديد والمنيوم وبلاستك وكان عملا شاقا وقد اضطررت الى تصنيع اجزاء من الطائرة بنفسي واضفت لها بعض الالكترونيات واستخدمت محركاً لسيارة فولكس واجن قديمة واجريت عليه بعض التعديلات التي لا تتوقعها حتى الشركة المنتجة نفسها.في البدء كان الناس يسخرون من عملي ولكن عندما وصلت الى مرحلة متقدمة وشاهدوا الطائرة راحوا يعبرون عن اعجابهم."

وصل عباس بن فرناس البصري المراحل الاخيرة من صنع الطائرة وهو يفكر في تجربتها للطيران ثم في وضعها بعد ذلك في احدى ساحات البصرة أو في متحف بالمدينة لتكون شاهداً على عمل عراقي خلاّق.

يقول عباس إنه عانى كثيرا في توفير المال اللازم لإنجاز مشروعه وانه لا ينسى ايضا مساعدات حاول بعض افراد القرية تقديمها له حيث باع احدهم بقرته كي يقدم له المال غير ان عباس رفض تسلم المبلغ.

أهالي القرية وبعد ان كانوا يسخرون من عمله عبروا عن فرحهم بإنجاز أحد ابنائهم ومنهم من اعتبره تأكيداً على ان ابناء الريف بامكانهم ان يحققوا انجازاً كبيراً.

بقي أن نعرف أن الطائرة العمودية التي صنعها البصري عباس بإمكانها ان تقل شخصين وتزن 236 كيلوغراما.

وكشف عباس بن فرناس البصري عن أن الوقود الذي سيستخدمه ليس وقوداً خاصاً بالطائرات أنما وقود خاص يتكون من مادة البنزين والغاز السائل بنسب معينة.



أرادة الحياة تتحدى العوق في الموصل


هذه قصة رجل فقد ذراعيه في احد الانفجارات في الموصل غير أن عجلة الحياة والحاجة جعلته يواصل العمل كي لا يجوع أهله.

اسم الرجل أبو احمد وهو يقول إنه يفضل أن يعمل ولو بصعوبة على أن يستجدي شفقة الناس.

ليس هناك إحصاءات دقيقة عن عدد من تركتهم الحروب والصراعات المسلحة والعمليات الإرهابية في العراق، في حالة عوق من أنواع مختلفة غير أن المعروف أن عددهم كبير وهم موجودون في كل مكان.

أما العناية بهم وتوفير الخدمات لهم فأمر غير متوفر تماما كما يقول أبو احمد، المعاق الذي يعرفه أهل الموصل ببسطته حيث يبيع بطاقات الهاتف المحمول.

محمد الكاتب من الموصل يروي قصة أبو احمد:




((أبو احمد، واحد من امثلة عديدة منتشرة في شوارع وتقاطعات مدينة الموصل وهو معوق افقده احد تفجيرات المدينة ذراعيه الاثنتين، غير ان عوق هذ الشاب لم ينل من ارادته الصلبة في العيش والقيام بواجباته تجاه عائلته، كما لم ينل منها ايضا ما يلاقيه من متاعب يومية اثناء العمل.

اقتربنا منه عند محل وقوفه في شارع الزهور شرق الموصل يبيع بطاقات تعبئة الهاتف النقال فحدثنا عن حكايته المؤلمة: "كنت عامل بناء قبل حوالي سنتين الا ان تعرضي لحادث تفجير سيارة مفخخة قرب مسطرة تجمع عمال البناء في منطقة النبي يونس شرق الموصل ادى الى بتر ذراعي الاثنتين. حالتي المعيشية صعبة جدا ولا املك مصدر للدخل بعد ان افقدني العوق قدرتي على العمل فاضطررت للعمل ببيع بطاقات تعبئة الهاتف النقال في الشوارع رغم المتاعب التي تعترضني في العمل وقلة الفوائد المالية التي احصل عليها من البيع. مع ذلك الحمد لله على كل شي".

لمسنا مرارة عميقة في حديث الشاب ابو احمد الذي توقع الحصول على اهتمام ورعاية الجهات المعنية في الموصل عسى ان تجنبه الحاجة التي تضطره للوقوف ساعات طويلة في الشوارع، في وقت هو بأمس الحاجة للراحة والرعاية الصحية، غير ان هذا لم يحدث: "للاسف الشديد انا محروم من أي معونة او راتب شبكة الحماية الاجتماعية رغم انني معاق وفقدت ذراعي في التفجير ورغم كثرة مراجعاتي للدوائر المعنية، لم احصل على اي شئ. والمؤلم في الامر ان هناك من يستفيد من رواتب الحماية الاجتماعية رغم انهم لا يستحقونها قانونا، لذا اناشد المعنيين بالالتفات الى شريحة المعاقين وتعويضهم عما لحق بهم وتخصيص رواتب شهرية لهم تعينهم في حياتهم المتعبة، وانا اشكر اصدقائي الذي وقفوا الى جانبي وساعدوني في عملي اليومي هذا خاصة وانني اتعرض لمتاعب كثيرة بسبب عوقي وازدحامات الشوارع وغيرها الكثير".

ولا تخلو الحياة اليومية لهذا الشاب المعاق من مشاكل يصادفها اثناء العمل في شوارع الموصل، يخفف منها يد العون التي يمدها بعض اصدقائه في المهنة منهم ابو مصطفى:

"انا اعمل ببيع بعض المواد والاطعمة عند الاشارات الضوئية في شوارع الموصل واواجه الكثير من المتاعب اليومية جراء ذلك، الا ان متاعبي تهون امام ما يواجهه ابو احمد المعاق الذي احاول جهد امكاني تقديم المساعدة له في عمله، اذ لا يمكنه استخدام ذراعيه في البيع فانا اقوم بهذه المهمة عنه عند تقدم الزبائن للشراء منه فاسلم بطاقة الهاتف النقال لهم واستلم النقود منهم واضعها في جيب ابو احمد".

وقد اثار مشاهدة رجل يعمل بيدين مبتورتين في شوارع الموصل عطف الكثيرين الذين تحول بعضهم الى زبائن دائميين لهذا البائع المعاق كما هو الحال مع المواطن ياسر احمد:

"في الحقيقة ما يقوم به ابو احمد يعد عملا بطوليا يستحق كل ثناء وتقدير وهذا ما جعلني زبونا دائما له تشجيعا له على عمله. ولم اكتف بذلك بل بدات انشر نوعا من الدعاية له في المدينة من اجل المزيد من الزبائن".))
XS
SM
MD
LG