روابط للدخول

خبر عاجل

حيدر عودة: لولا القصَّة، لصرتُ مطرباً مثل حسين نعمة


حيدر عوده
حيدر عوده

على الرغم من عشقه الكبير للغناء مثل أي فتى جنوبي، وتحديداً أبناء الناصرية، ورغم إنبهاره بصوت وأداء ونجومية الفنان حسين نعمة، فضلاً عن وفرة الأصوات الجميلة في عائلته، بدءاً بأصوات أشقائه، وإنتهاء بصوت إبن عمه المطرب علي جودة، إلاَّ أن حيدر عودة لم يمشِ في سكة الغناء خطوة واحدة، إذ قادته موهبته الى سكة القصة القصيرة.

يقول حيدر عودة عن هذه الفترة من حياته: ((لم أكن وحدي مفتوناً بصوت وأداء حسين نعمة، بل كنت واحداً من طلبة مدرسة قرطبة الإبتدائية الذين أحبوا إبن مدينتهم، فكانوا يقطعون السوق أثناء عودتهم من المدرسة الى بيوتهم كل يوم كي يمروا على إستوديو ذكريات ليروا أبا علي، ويسلمون عليه.

ولعل إعجابي بصوت حسين نعمة، وتمرده، وجرأته قد تداخل معي في اللاوعي، فأنعكس بعد عشرين عاماً على قصة كتبتها بإسم "حواءات آدم". حتى أن هذه القصة فازت بالجائزة الثانية لمسابقة القصة العراقية عام 1995، تلك المسابقة التي تشرفت بإسم القاص الكبير محمود جنداري.. لقد إستخدمتُ في هذه القصة نصاً غنائياً ساخراً كان يستخدمه حسين نعمة بديلاً لنص أغنية "گوم إنثِر الهيل" عندما يكون في ذروة اليأس والحزن والرفض. فيغني بأسى وحزن "گوم إنطَّح التيَّل".

وأظن أن هذه السخرية المُرَّة من مطرب كبير بحجم حسين نعمة، كان تعبيراً مثالياً عن "اللا معقول" الذي كان يعيشه المجتمع العراقي عموماً، وحسين خصوصاً. ولم يزل عبق صوت حسين نعمة يرافقني في غربتي حتى هذه اللحظة.))
أما كيف تخلى عن حلمه الغنائي، وذهب الى طريق القصة؟ فيقول حيدر عودة لـ(مو بعيدين): ((بعد تخرجي من المتوسطة، قدمت الى معهد الفنون الجميلة في البصرة، وهاجس الفن الغنائي والمسرحي يأخذني من تلابيب روحي، لكني فوجئت بجمال اللغة، وفضاءات الشعر والقصة عندما وجدت في المعهد الشاعر الكبير كاظم الحجاج مدرساً لمادة اللغة العربية. فبدأت بالشعر أولاً، وبالقصة ثانياً بعد أن وجدت أشعاري لا تفي بما أطمح وأريد، وبدأت قراءات تأخذ شكلاً تخصصياً فعشت مع قصص محمد خضير، وجيله القصصي الإبداعي الكبير.))

أما عن مغادرته العراق، وإستقراره في الولايات المتحدة، فيقول حيدر عودة في هذا الحوار: ((بعد إشتداد الضغوط الحياتية، وكذلك ضغوط النظام الدكتاتوري على المبدعين العراقيين، خاصة بعد منتصف التسعينات من القرن الماضي، لم إستطع مقاومة هاجس الحرية، وأنا أجد سبيلاً لنيلها في الخارج. فسافرت الى الأردن. وفي عمان أتيحت لي فرصة طبع مجموعتي القصصية الأولى "حواءات آدم"، ثم حصولي على فرصة اللجوء الى الولايات المتحدة. وها انا أعيش في أمريكا في ظل إنشاء مؤسسة ثقافية عراقية في المهجر الأمريكي، لاسيما وقد نجحنا في إصدار مجلة ثقافية تحمل إسم "المقهى"، وجريدة تحمل نفس الأسم ستصدر قريباً إن شاء الله. ولعل الأمر المفرح، أن لدينا هنا مطبعة نديرها بأنفسنا وحلماً عراقياً ثقافياً لايفارق مخيلتنا قط. لكن الحاجة لدعم الدولة العراقية تظل أمراً لابد منه.إذ أن للمبدعين العراقيين في المهجر حقاً وطنياً، على الحكومة العراقية الجديدة أن تنتبه له، وتستجيب له أيضاً. فهذا الحق يوفر للطرفين فائدة مشتركة، أقصد فائدة للدولة العراقية، وللمبدع العراقي في المهجر أيضاً.))

ومن الجدير بالذكر أن القاص حيدر عودة قد مرَّ على موضوعات أخرى عديدة تخص بطولة الخليج لكرة القدم المقامة حالياً في اليمن، ورشح المنتخب العراقي للفوز بها، كما تحدث عن علاقته ببعض الأدباء العراقيين، ورأيه في الغناء العراقي.

المزيد في الملف الصوتي.
XS
SM
MD
LG