روابط للدخول

خبر عاجل

برنامج لإعادة تأهيل زوجات وأطفال مسلحي "القاعدة"


وكيل وزارة الداخلية احمد الخفاجي
وكيل وزارة الداخلية احمد الخفاجي

بذور الشر، أم قنابل موقوتة، أم أطفال أبرياء لا ذنب لهم في ما اقترفه آباؤهم من جرائم وأعمال عنف حصدت أرواح الأبرياء من العراقيين. أنهم أبناء مسلحي تنظيم القاعدة في العراق، الذين يبحثون لانفسهم عن هوية وعن مجتمع يقبل وجودهم.

وكانت تقارير صحفية كشفت عن وجود أكثر من 50 طفلاً يعيشون في محافظة ديالى دون أوراق ثبوتية، وهؤلاء الاطفال نتاج فترة سيطرة مسلحي "القاعدة" على أجزاء من هذه المحافظة.

المحامية إيمان عباس مسؤولة المركز القانوني للنساء المعنفات في ديالى تؤكد أن عشرات النساء اللواتي اجبرن على الزواج من أجانب، يراجعن المركز لطلب العون والمساعدة من اجل الحصول على الجنسية العراقية لأطفالهن، الذين هم ثمرة زواج بالإكراه من آباء أجانب ومسلحين في تنظيم "القاعدة".

واوضحت المحامية إيمان عباس أن قانون الأحوال الشخصية العراقي لعام 2006 منح المرأة العراقية المتزوجة من أجنبي حق حصول ابنائها على الجنسية العراقية، وأضافت متحدثة لإذاعة العراق الحر عن معاناة هؤلاء النساء من ظروف قاسية بعد فقدهم للمعيل، والعيش في مجتمع محافظ ينظر إلى أطفالهن نظرة الأبناء غير الشرعيين.

واكدت المحامية إيمان عباس ضرورة تأمين حقوق هؤلاء الأطفال، الذين يتراوح عددهم ما بين 50 إلى 60 طفل، ودعت إلى ضرورة الوقوف مع هؤلاء النسوة ومساعدتهن خاصة وأنهن تزوجن بالإكراه.

أما في محافظة الانبار التي كانت تخضع هي الأخرى لسيطرة مسلحي تنظيم القاعدة في وقت سابق، فأكد الشيخ علي حاتم أمير عشائر الدليم أن حالات زواج العراقيات من مسلحين عرب كانت قليلة جدا، واقتصرت على المناطق النائية في الانبار، وذلك بسبب الأعراف والتقاليد العشائرية القبلية، موضحا استغلال المسلحين للشريعة الإسلامية لعقد زواج غير موثق وإكراه النساء على الزواج.

وكيل وزارة الداخلية لشؤون الإسناد أحمد الخفاجي أكد لإذاعة العراق الحر أن الحكومة العراقية لا تحاسب هؤلاء الأطفال على ذنب ارتكبه آباؤهم، لكنها في الوقت نفسه لا تملك برامج خاصة لتأهيلهم.

الدكتور قاسم حسين الأخصائي في علم النفس حذر من المستقبل الاسود الذي ينتظر هؤلاء الأطفال وأمهاتهم، ودعا وهو رئيس الجمعية النفسية العراقية الحكومة إلى احتضان هذه الشريحة، ومحاربة عنف وإرهاب القاعدة بالفكر وليس بالعنف.

ويبدو أن مثل هذه الدعوات وجدت لها صدى لدى السلطات المحلية في محافظة ديالى، إذ كشف الرائد غالب عطية الناطق باسم شرطة ديالى في حديثه لإذاعة العراق الحر عن إطلاق برنامج وصفه بالإنساني والضخم، لتأهيل عوائل وأطفال مسلحي تنظيم القاعدة، سيبدأ بجرد هذه العوائل ورصد أوضاعها المعيشية.

وترى نسرين العميدي الناشطة في منظمة أمل العراقية أن الحكومة إذا أرادت للأمن أن يستتب فعليها أن تعمل على تأهيل هؤلاء النسوة نفسيا، والاهتمام بأطفالهن، والعمل على تغيير مستقبلهن، حتى لا يصبحوا فريسة اليائس وكراهية المجتمع لهم وقبل أن تستغلهم الجماعات المسلحة لتحقيق أهدافها.

التفاصيل في الملف الصوتي الذي ساهم في إعداده الزملاء ليث أحمد في بغداد وسامي عياش في بعقوبة، وأحمد الهيتي في الانبار.
XS
SM
MD
LG