روابط للدخول

خبر عاجل

احتمالات الحسم في ضوء التحركات التركية قرب حدود العراق


أردوغان مع جنود أتراك قرب الحدود العراقية الاثنين
أردوغان مع جنود أتراك قرب الحدود العراقية الاثنين
تسارَعت وتيرةُ التصعيد على حدود العراق الشمالية مع قيام تركيا بنشرِ قوات (كوماندوس) على امتدادِ المنطقة الحدودية الاثنين ووقوع أحدث هجوم دامٍ داخلَ العمق التركي الثلاثاء.
التقارير الواردة من تركيا أفادت خلال الساعات الماضية بأن الانفجار الذي وقع قرب مجمع إسكان للعسكريين في مدينة اسطنبول أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل، بينهم ثلاثة جنود، وإصابة اثني عشر بجروح. ووصف الهجوم الذي أعلنت جماعة كردية تركية متطرفة تعرف بإسم (صقور تحرير كردستان) مسؤوليتها عنه بأنه الأسوأ في العاصمة المالية التركية منذ عامين حينما سقط 17 قتيلاً في تفجير مزدوج.
وكانت الأسابيع الأخيرة شهدت تصعيداً متواصلاً لهجمات مسلّحي حزب العمال الكردستاني على منشآتٍ عسكرية في جنوب شرقي تركيا ما أدى إلى قصفٍ تركي لمواقع في المنطقة الجبلية داخل العراق إضافةً إلى عملياتِ ملاحقةٍ لمسلّحين داخل أراضٍ عراقية.
ومع إعلان أنقرة إجراءاتها العسكرية المشددة إثر اجتماع أمني رفيع المستوى برئاسة الرئيس التركي عبد الله غُل الاثنين، جددت الولايات المتحدة تضامنها مع تركيا في الصراع ضد حزب العمال الكردستاني الذي وصفته بأنه "عدو مشترك" للدولتين. وأضاف بيان للسفير الأميركي في تركيا جيمس جيفري أن واشنطن مستعدة "للنظر بشكل عاجل في أي طلب جديد للمساعدة من الحكومة أو الجيش التركييْن" من أجل إلحاق الهزيمة "بهذا التهديد الإرهابي"، على حد وصفه.
سكان في قرى عراقية قريبة من الشريط الحدودي مع تركيا ذكروا لإذاعة العراق الحر أن أجواء الخوف والترقب سادت المنطقة بعد تعرّضها أخيراً لعمليات قصفٍ دفعت الأهالي إلى الانتقال إلى قرى أخرى أكثر أماناً.
وفي متابعة ميدانية، أفاد مراسل إذاعة العراق الحر في دهوك عبد الخالق سلطان نقلا عن العقيد حسين تمر آمر اللواء الأول لحرس الحدود في محافظة دهوك بأن القصف التركي "بدأ منذ أسبوع وكان مكثّفا خلال الأيام الماضية وتركّز في مناطق نزدوري وقرية بيدهي ووادي بسآغا موضحاً أن الطائرات تحلّق باستمرار في أجواء المنطقة."
هذا فيما ذكر شهود عيان من منطقة نيروة ريكان التابعة لقضاء العمادية (شمال شرق محافظة دهوك) أن القصف "شمل مناطقهم أيضاً وخاصة كلي بالندا بالقرب من قرية شاجا وبراغا الأمر الذي زاد من مخاوف المواطنين وجعلهم يتوجهون إلى مجمعات شيلادزي وديرلوك القريبة."
من جهته، قال قائممقام قضاء العمادية إسماعيل محمد إن وفداً من مكتب بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) توجّه الاثنين إلى محافظة دهوك إثر التصعيد العسكري الذي شهدته المنطقة. وأضاف أن "سبب الزيارة هو للإطلاع عن كثب على ما يجري في المنطقة ونقل الصورة إلى الجهات المعنية."
وفي حديث عبر الهاتف مع مراسل إذاعة العراق الحر، ناشد إسماعيل الجهات المعنية بوقف عمليات القصف على القرى الكردية مشيراً إلى أنها "تؤثر على المواطنين وتعيق من عمليات الأعمار في هذه القرى وتخلّف أضرارا اقتصادية كبيرة وخاصة من الناحية الزراعية حيث يضطر المواطنون إلى ترك قراهم وهجر مزروعاتهم".
الإجراءات الـمُعلنة التي اتخذتها تركيا الاثنين تمثّلت بنشرِ قواتٍ خاصة تدعمها طائرات هليكوبتر على امتداد الحدود العراقية. كما أشار رئيس هيئة الأركان التركية الجنرال ايلكر باشبوغ إلى بدء الجيش باستخدام طائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع من طراز (حيرون) لجمع معلومات عن تحركات عناصر حزب العمال الكردستاني في المنطقة الجبلية الحدودية المتاخمة للعراق. ونُقل عنه القول إن هذه الطائرات تحلّق في المجال الجوي العراقي لجمع معلومات عن المسلحين ومعسكراتهم وذلك بالتنسيق مع القوات الأميركية.
في سياقٍ متصل، ذكر البيان الذي صدر إثر الاجتماع الأمني الطارئ برئاسة غُل أنه "تم التأكيد على أن تنسيق أنشطة مكافحة الإرهاب مع الدول المجاورة والدول المعنية يجب أن يكون أكثر فاعلية." أما بيان السفير الأميركي في أنقرة فقد أشار إلى عدمِ وجودِ تغييرٍ "في مستوى تبادل معلومات المخابرات بين الولايات المتحدة وتركيا فيما يتعلق بأنشطة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق".
خبير الشؤون التركية الدكتور محمد نور الدين أجاب عن سؤال لإذاعة العراق الحر في شأن الطائرات الإسرائيلية التي بوشر باستخدامها في عمليات الاستطلاع التركية قبل أكثر من أسبوع قائلا إنها "غير مزوّدة بالتكنولوجيا الرفيعة كما يبدو إذ لم تتمكن من كشف تسلل المسلحين إلى الأراضي التركية ما أدى إلى غضب تركي على إسرائيل والولايات المتحدة." واعتبرَ أن بيان السفير الأميركي في أنقرة كان "محاولة لامتصاص هذا الغضب".
وأجاب نور الدين في مقابلة عبر الهاتف الثلاثاء، عن أسئلة أخرى تتعلق بالتطورات العسكرية والسياسية المتسارعة خلال الساعات الماضية. وأعرب عن اعتقاده أيضاً بأنه على الرغم من الضربات الأخيرة التي وجّهها حزب العمال الكردستاني والإجراءات العسكرية المشددة التي اتخذتها أنقرة الاثنين خلال الاجتماع الأمني الطارئ فإن عملية الهجوم البري داخل العراق "ليست محسومة وإنْ تقررت فلَن تكون حاسمة" إذ أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان "يرى واضحاً أن اللجوء إلى الخيار العسكري وحده هو وقوع في فخ خصوم حزب العدالة والتنمية في الداخل".
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع خبير الشؤون التركية د. محمد نور الدين.
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG