روابط للدخول

خبر عاجل

الاسواق بيتهم الثاني.. عمالة الأطفال في كربلاء


صورة صبي عراقي يتسول
صورة صبي عراقي يتسول

في كربلاء تبدو عمالة الأطفال ظاهرة جلية في الاسواق، حيث يبيعون أشياء خفيفة أو يدفعون عربات خشبية، أو يعتلون سلعا وبضائع لمحلات تجارية، بينما يعمل بعضهم في صبغ الأحذية.

ويقول أحد المواطنين إن "الظروف الاقتصادية الصعبة هي ما أجبر الأطفال على العمل"، مضيفا أن "بعض هؤلاء ترك دراسته ليعمل من أجل إعالة أسرته".
يحتاج الصغار إلى ظروف طبيعية للنمو الجسدي والسلوكي، ولا توفر الأسواق هذه الظروف فمن لا يعمل في مكان ثابت منهم يجوب الشوارع ترويجا لبضاعته أو بهدف الحصول على زبون، إذا كان هذا الصغير ممن يدفعون العربات الخشبية، كما ويقتر هؤلاء الصغار على أنفسهم فلا يتناولون وجبات تتعدى الساندويجات الخفيفة، وإذا كان بالإمكان معالجة الآثار الناجمة عن الإجهاد وسوء التغذية، فمن الصعب معالجة النشأة الخاطئة التي تميز معظم الصغار العاملين في السوق.
ويقول المواطن مصطفى هادي إن "عمل الأطفال في ظل الظروف الحالية جريمة لان تواجدهم في السوق لمعظم ساعات النهار وبعض من ساعات الليل تكون له آثار سيئة"، مضيفا أن هذه الآثار يمكن ملاحظتها من خلال ما وصفه بـ"سلوكيات الشارع التي تتصف بالتلون والتقلب".
تحذر الباحثة النفسية في دائرة صحة كربلاء، آمنة مهدي من الآثار السلوكية الخطيرة الناجمة عن عمل الأطفال في السوق، كما تحذر من مخاطر تعرض الصغار للتحرش الجنسي الذي تقول إنه "سيترك أثارا نفسية وسلوكية مدمرة عليهم طوال حياتهم"، ولاسيما أن "في السوق ألوانا من الأمزجة والسلوكيات، وليس كل من في السوق يقدرون الصغار ويتعاطفون معهم، وبالتأكيد سيتعرض هؤلاء الصغار وخصوصا الفتيات إلى التحرش الجنسي".
أشارت تقارير إحصائية صدرت مؤخرا إلى أن نسبة 23 بالمائة من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر، بسبب شح المياه واضطرار الكثير من سكنة الريف إلى الهجرة نحو المدن، ويقول المواطن وسام جلال الدين إن "أغلب الصغار الذين يعملون في كربلاء هم من سكنة الأحياء الفقيرة وهم من أبناء الريف وكانوا يسكنون محافظات عراقية أخرى، قبل مجيئهم إلى كربلاء".
بينما يعتقد المواطن خلف عيدان أن أعمال العنف التي حصدت الكثير من الرجال تركت أسرهم بلا معيل ما دفع بصغارهم للعمل.
ولكن المواطن عامر عبد الرضا له رأي يخالف الآراء المتقدمة ويقول "هناك اسر تزج أطفالها في السوق للتخلص من مشاكلهم"، بيد انه لا ينفي أن تكون "هناك اسر قد فقدت معيليها بسبب أعمال العنف ما جعلها تجبر على تشغيل أبنائها".
المزيد من التفاصيل في الملف الصوتي للتقرير.
XS
SM
MD
LG