روابط للدخول

خبر عاجل

جروانه: قرية وقنطرة وواد ٍ وتأريخ بلا رعاية أو صيانة


تعد قنطرة جروانة مشروعا أروائيا كبيرا بناه الملك الأشوري سنحاريب عام 690 قبل الميلاد، وتقوم بقاياه اليوم عند قرية جروانة 50 ميلا شمال الموصل، وعمل من خلاله على إيصال الماء سيحا إلى عاصمته نينوى من جبال بافيان شمال العراق عبر قنوات أجراها من نهر الكومل احد روافد نهر الزاب الأعلى وغذى بها نهر الخوصر الذي يخترق نينوى، وما هذه القنطرة الا لربط الاودية التي تعترض هذه القنوات وتؤمن تدفق المياه باتجاه العاصمة الأشورية وقصورها وبساتينها طوال السنة رغم وقوع المدينة على نهر دجلة المنخفض المناسيب. مايكروفون إذاعة العراق الحر زار منطقة جروانة والتقى هناك بالباحث في مجال السدود ومشاريع الإرواء الدكتور فواز حميد الذي حدثنا عن قنطرة جروانة:
- أول اكتشاف للمنطقة الأثرية من قبل القنصل الفرنسي في الموصل سنة 1850، ونجح الملك سنحاريب من خلال هذا المشروع بإيصال المياه إلى نينوى في كل المواسم عن طريق نهر الخوصر الذي يجري في موسم الصيهود فقط، وهذا الموقع يحتاج حاليا إلى صيانة و تسييج ويمكن أيضا الاستفادة منه بإقامة نشاطات سياحية وفنية فيه كحال المسارح التاريخية العالمية .
يبلغ طول عبارة جروانة المائية عند بنائها 280 م وارتفاعها 9 م تتخلها 13 فتحة لتصريف المياه، أما أعداد حجارتها الكلسية فقد بلغ المليونين تزن الواحدة منها ربع طن، وتقول المصادر التاريخية ان سنحاريب أقام بحيرة كبيرة للاستفادة من المياه الفائضة عن هذه القناة في السقي والزراعة ما حول تلك الأراضي ومنذ القدم إلى منبع خير وجمال. الموطن طلال اصطحب عائلته في نزهة إلى هذه الآثار القائمة وسط الحقول الخضراء:
- نحن اليوم قدمنا في نزهة وسفرة سياحية الى هذه المنطقة الأثرية الجملية الا إننا ناسف كثيرا كونها مهملة، وبالإمكان تطويرها والاستفادة منها في نواحي عديدة .
كتابات مسمارية نقشت على حجارة هذا الأثر تؤرخ لبانيه وأيضا أهمية هذا المشروع في تلك الحقبة الزمنية من تاريخ العراق، إلا انه اليوم يشكو الإهمال والتجاوز حتى أن أحجاره لم تسلم من السرقة والعبث.
وعن دور مديرية أثار وتراث نينوى بصيانة منطقة جروانة الأثرية تحدث مدير الدائرة مزاحم محمود حسين:
- حاليا لا يوجد لدى دائرتنا أي نشاط تنقيبي او إجراء صيانة لمنطقة جروانة الأثرية، وهذا الأمر مرتبط بمراجعنا في بغداد .
بقايا قنطرة المياه القديمة هذه تبين بوضوح عبقرية المهندس الأشوري وقدرته على إيصال المياه إلى نينوى بطرق علمية مبتكرة اكتشفها قبل ألاف السنين وقبل أن تدرس نظرياتها حديثا، وما احرانا اليوم استلهام هذا التاريخ والحفاظ عليه بل وتوظيفه على الأقل كمورد جذب سياحي كباقي دول العالم الأخرى.

على صلة

XS
SM
MD
LG