روابط للدخول

خبر عاجل

تفشي ظاهرة الكذب في المجتمع العراقي والأسباب عديدة


مصطفی عبد الواحد – کربلاء

يبدو أن الناس يعانون هذه الأيام من تفشي ظاهرة الكذب، الذي لم يعد يقتصر على معاملات السوق من بيع وشراء، فمعلوم أن الكثير من الباعة يكذبون على زبائنهم من خلال وضع مواصفات مثالية لبضائعهم أو إيهام الزبائن بقيمة هذه السلعة أو تلك وان اقتضى الأمر ترديد القسم لعدة مرات، هذه الظاهرة باتت معروفة لدى الناس. ولكن مساحة الكذب باتت تتسع لتشمل علاقات الناس اليومية، فاضل كريم يعتقد أن الكذب هذه الأيام صار واسعا ولديه أسباب لهذه الظاهر" في الوقت الحاضر يكذب الناس بشكل أكبر بسبب التعلق أكثر بالدنيا وبعضهم يريد الصعود على أكتاف بعض".
ويرى فاضل أن الناس قبل عشرات السنين كانوا يثمنون الكلمة والموقف بعكس الكثير من الناس اليوم:
"في زماننا كان الناس قد اعتادوا على مصداقية القول واعتقد ان الإيمان سابقا كان أكبر بعكس هذه الأيام".
المواطن عزيز جميل يرى من جهته أن الكذب هذه الأيام صار فنًا عند كثيرين:
" قبل عشرات السنين كان الكذب قليل بعكس اليوم حيث أصبح الكذب فنا لدى كثيرين"
ويفسر عزيز ظاهرة الكذب بالقول:
" قبل عشرات السنين كان الدين أقوى وكان الناس يذمون الكذب أما اليوم فأصبح الكذب هواية ويعتبر الكذاب نفسه غالبا حين يكذب ".
البعض يعتقد أن لجوء الناس إلى الكذب كان نتيجة للضغوط التي مورست ضدهم، سواء على الصعد السياسية والاقتصادية وغيرها ويشير المواطن حسين العميدي إلى ذلك بالقول:
" كلما تقدم الزمن كلما زادت المشاكل لذا يضطر الإنسان إلى الكذب".
في سياق هذا الاستطلاع التقينا بالعديد من الأشخاص وكنا نامل أن يخفف أحدهم من وطأة واتساع ظاهرة الكذب ليكون رأيا في مقابل آراء ذهبت إلى تأكيد هذه الظاهرة، ولكن للأسف لم نحصل على هذا الرأي وها هو المواطن محمد رضا جواد يؤكد هو الآخر أن الكذب سيد الموقف حاليا:
"في السوق والمجتمع الكذب أكبر من السابق وحتى المسؤلين يكذبون"
ان شيوع الكذب بين الناس يؤدي إلى تفشي أجواء قاتمة تسود علاقات الناس وتثقل على صدورهم ويصبح بعضهم متربصا ببعض وهي حالة لا تجعل المرء آمنا مطمئنا في مجتمعه كما يشير حسن علي" حين يسود الكذب تنعدم الثقة ويسود الغموض فحين اريد الذهاب الى مكان ما واسأل شخصا عن ذلك فهناك شك سيكون بيننا عن دوافع سؤالي وأنا سأشك فيما اذا كان هذا الشخص سيدلني على ذلك المكان ام لا".
ظاهرة الكذب آفة اجتماعية خطيرة ولهذه الظاهرة أسباب عديدة ولكن ببساطة يمكن القول إن الصدق الذي كان منجيا من بطش الحكام في مواقف تاريخية عديدة حين كان الحكام وإن اتسموا بالعنف والقسوة يثمنون الصدق، صار سببا في هلاك كثيرين لذا لجأ الناس إلى الكذب هربا من مخاطر جمة مرت بهم طوال العقود الأخيرة.

على صلة

XS
SM
MD
LG