روابط للدخول

خبر عاجل

العراق وعلاقاته الإقليمية مع تركيا في مجال مكافحة الإرهاب


رواء حيدر ونبيل الحيدري

ملف العراق ومحاوره الرئيسية اليوم:
العراق وعلاقاته الإقليمية مع تركيا في مجال مكافحة الإرهاب
هل أزالت زيارة طارق الهاشمي لدمشق الخلافات السياسية مع سوريا ؟
**********************

خلال الأيام الأخيرة توجه اثنان من المسؤولين العراقيين هما رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، توجها إلى تركيا لإجراء مباحثات فيها. الهاشمي توجه بعد أنقرة إلى لبنان ثم إلى سوريا.
خلال زيارته أنقرة التقى المالكي رئيس تركيا عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اوردغان. رئاسة الوزارة العراقية أصدرت بيانات أكدت فيها على تعزيز العلاقات بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة والنقل والنفط والكهرباء والاعمار، إضافة إلى التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب والتصدي لحزب العمال الكردستاني والعمل على كل ما يخدم مصلحة الشعبين الجارين وأمن واستقرار المنطقة. تمت أيضا مناقشة تفعيل اللجنة الثلاثية وتوسيع التبادل التجاري ووضع آليات لمشتريات لوجستية للجيش العراق إضافة إلى تسريع افتتاح القنصلية التركية في البصرة.
تركيا دولة جارة لها تاريخ طويل مع العراق حتى لو كان هذا التاريخ يحمل بصمات مؤلمة بعض الشئ فالدولتان اليوم ذاتا سيادة وتقوم بينهما علاقات متكافئة تماما. المحلل السياسي دانييل عبد الفتاح لاحظ أن زيارة المالكي تمهد لدور إقليمي جديد للعراق غير انه أكد أيضا أن حاجة أنقرة إلى تحسين العلاقات مع بغداد اكبر من حاجة بغداد إليها مبررا ذلك برغبة تركيا في أداء دور إقليمي مهم أيضا:
( صوت المحلل السياسي دانييل عبد الفتاح )

رئيس تركيا رحب بتوقيع اتفاق سحب القوات الأجنبية من العراق وعبر عن دعمه الحكومة العراقية في جهودها لتحقيق الوحدة الوطنية وإحلال الأمن وأكد على ضرورة منع حزب العمال الكردستاني التركي المعروف باسم بي كي كي من إلحاق الضرر بالعلاقات بين البلدين. المالكي شدد من جانبه على أن نشاطات حزب بي كي كي الإرهابية لا يمكنها التأثير على العلاقات القوية بين البلدين كما أكد حرص العراق على أمن تركيا وعدم سماحه باستخدام أراضيه لشن هجمات على الجارة الشمالية.
المحلل السياسي دانييل عبد الفتاح لاحظ أن هناك إدراكا لدى كل من تركيا وبغداد بأن العقبة الرئيسية أمام تطوير العلاقات بين البلدين هي حزب العمال الكردستاني إذ قال:
( صوت المحلل السياسي دانييل عبد الفتاح )


في أنقرة أكد المالكي أيضا على ضرورة تفعيل اللجان المشتركة المنبثقة عن المجلس الأعلى للتعاون الستراتيجي الموقع بين البلدين وكذلك تفعيل عمل اللجنة الثلاثية المشتركة مع الولايات المتحدة وهدفها مواجهة نشاطات حزب العمال الكردستاني.

في هذه الأثناء أعلنت تركيا اليوم مقتل ثلاثة من جنودها في هجوم وقع جنوب شرق تركيا بعد ساعات من تأكيد المالكي ومسؤولين أتراك على العمل بشكل مشترك لوقف نشاطات الحزب الدموية. أصيب في الهجوم تسعة جنود آخرين.
يذكر أن القوات التركية شنت العديد من الهجمات على مواقع حزب بي كي كي في شمال العراق ووجهت بشكل متكرر اتهامات إلى أكراد العراق بالتساهل مع المتمردين غير أن أنقرة عبرت في وقت سابق من هذا العام عن رغبتها في حل المسائل عن طريق الجهود الدبلوماسية وكثفت من لقاءاتها بأكراد العراق الذين يشاركون حاليا في المحادثات الثلاثية. وكالة فرانس بريس للأنباء نقلت عن مسؤول تركي بارز قوله يوم الأربعاء إن بلاده تلاحظ مؤشرات تدل على رغبة أكراد العراق في التعاون ضد حزب العمال الكردستاني.
المحلل السياسي دانييل عبد الفتاح لاحظ أن هناك تعاونا شاملا بين أربعة أطراف هي الولايات المتحدة والعراق وتركيا وإقليم كردستان لإزالة العقبة أمام تطوير العلاقات والتي يمثلها حزب العمال الكردستاني التركي إذ قال:

( صوت المحلل السياسي دانييل عبد الفتاح )

هذا وكان رئيس الجمهورية جلال طلباني قد أكد قبل توجه المالكي إلى أنقرة، أكد عزم حكومتي بغداد وأربيل على تطهير المنطقة من حزب بي كي كي قائلا إن أكراد العراق لن يسمحوا بعد الآن لمسلحين من أي جماعة كردية باستخدام أراضي الإقليم لمهاجمة تركيا أو إيران. كما قال إن الأحزاب الكردية في شمال العراق ستعقد اجتماعا في وقت قريب وستصدر بيانا تدعو فيه الجماعات المسلحة إلى إلقاء السلاح.
التأكيد على عدم السماح باستخدام الأراضي العراقية لشن هجمات على تركيا جاء أيضا على لسان نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي خلال زيارته إلى تركيا والتي سبقت زيارة المالكي.

الهاشمي توجه بعد أنقرة إلى لبنان ثم إلى سوريا حيث أجرى لقاءات مع مسؤولين في البلدين وأكد في سوريا على وجود لبس وسوء فهم بين البلدين وقد تم تجاوزهما خلال الزيارة وإلقاء الضوء على الحقائق كما هي، حسب قوله. الهاشمي أكد على أن العراقيين حرصوا من خلال الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة على تحقيق المصالح والثوابت الوطنية وتبديد مخاوف دول الجوار من احتمال استخدام الأراضي العراقية ضد الدول المجاورة. الهاشمي أكد حرص العراق على الأمن القومي العربي قدر حرصه على سيادته.
قصة هذه المخاوف الإقليمية لا سيما السورية من الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن في التقرير التالي من دمشق:

( تقرير من دمشق )

في ختام زيارته إلى العاصمة السورية ولقائه مع كل من الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع، أعلن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي أن اجتماعاته مع المسؤولين السوريين كانت موفقة بكل المقاييس، وتم فيها تجاوز الكثير من اللبس في العلاقات بين البلدين.
وفي المقابل تحدث طارق الهاشمي عن مشكلة سياسية حالت دون تطور العلاقات الاقتصادية بين سورية والعراق، ولم يكشف الهاشمي عن طبيعة هذه المشكلة والجهة المسؤولة عنه، لكنه طالب بالنظر الى المستقبل انطلاقا من التعامل مع العراق كعراق ما بعد التوقيع على الاتفاقية الأمنية الناظمة لانسحاب القوات الأميركية، فهل توقيع هذه الاتفاقية سيضع حدا للمشكلة السياسية بين سورية والعراق، يقول الكاتب والصحفي السوري عدنان علي:

" لم تُزل هذه الاتفاقية كثيرا من أسباب الخلاف، بل على العكس وفي تلك الفترة التي تم التوقيع فيها على الاتفاقية نُظر لها أنها كانت تكرس الاحتلال وتنقله من الاحتلال إلى الاستعمار وخصوصا عند الحديث عن إمكانية وجود قواعد قيل أن عددها سيصل إلى 50 قاعدة، إضافة إلى الحديث عن إجراء تغيير جوهري في بنية الدولة العراق وفي مناهج التعليم واتفاقات العراق وعلاقاته الخارجية بحيث تبعده عن محيطه العربي.
أن تكرس مثل هذه التوجهات سيكون مثار قلق لدول الجوار ومنها سورية، لان هذا يعني أن العراق الذي كان تنظر إليه سورية على أن عمق استراتيجي لها سيكون مرهونا وتابعا للسياسة الأميركية في المنطقة وهذا مثار قلق كبير لسورية ".

القلق السوري من مستقل ما سيؤول إليه العراق بعد انسحاب القوات الأميركية لا ينحصر في التوجهات السياسية المستقبلية لهذا البلد، وانما أيضا من واقع وطبيعة نظام ناشئ، تؤشر ملامحه إلى احتمال قيام دولة كردية في شماله، وربما تطالب هذه مستقبلا بحقوق تاريخية في أراضي دول الجوار، ويقول الكاتب والصحفي السوري عدنان علي:

"إن هذا القلق دائم وقديم ومشترك لدول الجوار وكان حتى للفئات غير الكردية الأخرى في العراق، وهو اليوم بات حقيقة واقعة في شمال العراق وهناك منازعات لم تحسم بعد في كركوك والموصل.
إن تكريس هذا الواقع في شمال العراق واستنساخه في مناطق أخرى في العراق إنما يشكل مصدر قلق لسورية وغيرها من دول الجوار وخصوصا بالنسبة للموضوع الكردي الذي له امتدادات في سورية وتركيا وإيران.
إن هذا الوضع سيبقى مصدر قلق وعدم ارتياح حتى تتبين الصيغة النهائية لتكوين العراق بعد الاحتلال وهل سيكون موحدا في إطار فيدرالي أم مقسم ويحمل بذور التقسيم لدول جوار العراق ".

مستقبل العلاقات السورية العراقية سيبقى مرهونا اذا بالصورة التي سيؤول إليها الوضع السياسي عموما في العراق، ورغم ذلك فإن طارق الهاشمي أبدى تفاؤله وعبر عن سعادته من الحوار الشفاف والمبدئي والواضح والصريح الذي اجراه وعن اطمئنانه لمستقبل العلاقات الثنائية بين العراق و سورية.
وقال نائب الرئيس العراقي أيضا: إن كل ما قيل سابقا عن وجود شكوك وملابسات تجاه امكانية استخدام الاراضي العراقية ضد الدول المجاورة، قد ازيلت.

( صوت جانبلات شكاي، اذاعة العراق الحر، دمشق)

على صلة

XS
SM
MD
LG