روابط للدخول

خبر عاجل

قادة عراقيون يؤكدون التضامن مع المسيحيين وجميع الأقليات في مواجهة التهديدات المتزايدة


ناظم ياسين ونبيل الحيدري

- رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يبحث على هامش زيارة خاصة إلى الأردن أوضاع العراقيين هناك

** *** **

نستهل ملف العراق الإخباري بمحور الشؤون الأمنية الذي شهد في الأيام القليلة الماضية تصعيداً ملحوظاً في إطار ما وصفه سياسيون ومراقبون بمسلسل استهداف المسيحيين العراقيين في الموصل الذين يواصلون النزوح بالمئات من هذه المدينة.
ففي تصريحاتٍ أدلى بها السبت، ذكر محافظ نينوى دريد محمد كشمولة أن خمسمائة عائلة مسيحية فرّت من مدينة الموصل خلال الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة أسوشييتد برس للأنباء عنه القول إن هؤلاء المواطنين لجأوا إلى الكنائس والأديرة بالإضافة إلى منازل الأقرباء في القرى والمدن القريبة من الموصل.
من جهته، قال النائب يونادم كنا في تصريحاتٍ بثتها وكالة رويترز للأنباء إن أكثر من 800 أسرة مسيحية نزحت خلال يومين في أعقاب الهجمات والتهديدات وعمليات القتل التي استهدفتهم.
واليوم، أكد رئيس الوزراء نوري كامل المالكي أن للمسيحيين العراقيين الحق في العيش بأمان وكرامة. وتعهد خلال استقباله عضويْ مجلس النواب يونادم كنا وعبد الأحد أفرام ومسؤولين من الحركة الديمقراطية الآشورية في مكتبه الأحد بأن تتخذ الحكومة ما وصفها بإجراءات فورية "لحل المشاكل والمصاعب التي يواجهها المسيحيون في الموصل"، على حد تعبيره.
وفي متابعةٍ لهذا الموضوع الذي يتفاعل بعد بضعة أيام فقط من إقرار مجلس النواب العراقي المادة المتعلقة بتمثيل الأقليات في انتخابات مجالس المحافظات، أجرت إذاعة العراق الحر اتصالا هاتفيا الأحد مع أستاذ اللاهوت الأب يوسف توما الذي أكد مشاعر القلق العميق التي تسيطر على المسيحيين العراقيين جراء الأحداث التي شهدتها الموصل منوّهاً في الوقت نفسه بدورهم التاريخي والحضاري المعروف عبر العصور في وطنهم الأم:
(صوت أستاذ اللاهوت الأب يوسف توما)
"أي ذرة من حقوق الإنسان لا تقبل هذا الامر، غير ممكن ان تقبل ان أقلية مسالمة بريئة تتعرض لمثل هذا الاضطهاد، وهي أقلية مثقفة: أطباء مهندسون ..."
من جهته، أكد العضو القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم الوقوف إلى جانب العوائل المسيحية وجميع المكوّنات العراقية الأخرى في مواجهة العنف، مضيفاً في تصريحاتٍ خاصة أدلى بها لإذاعة العراق الحر الأحد:
(صوت السيد عمار الحكيم)
"شعرنا ونشعر دوما بأسف وبحزن عميق لمثل هذا الاستهداف فكل قطرة دم تراق في العراق مهما كان انتماؤها هي عزيزة على قلوبنا ..."
وكان وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمد جاسم الذي وصل إلى الموصل السبت للاطلاع على سير عمليات أم الربيعين الأمنية أكد من جهته حرصَ الحكومة على حماية الرعايا المسيحيين متعهداً بتقديم العون في مواجهة الحملة التي تستهدفهم. وأضاف قائلا في مؤتمر صحافي عقده في الموصل:
(صوت وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمد جاسم)
"يجب ان يشعر أهلنا المسيحيون في نينوى عموما وفي الموصل خصوصا بأننا معهم دائما ونحن على علم كامل بقدرات أهلنا ..."
يذكر أن تقارير منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان التي ترصد أوضاع الأقليات في العراق أشارت إلى ابتعاد المسيحيين العراقيين عن الأضواء خلال أحداث العنف الطائفي التي شهدتها بعض مدن البلاد خلال السنوات المنصرمة. لكن ذلك لم يجعلهم في منأى من استهداف جماعاتٍ متشددة حُمّلت المسؤولية عن عمليات تخريب دور العبادة أو خطف وقتل بعض رجال الدين المسيحي.
أستاذ اللاهوت الأب يوسف توما أوضح أن عدد المسيحيين العراقيين قبل أحداث نيسان عام 2003 كان أكثر من 800 ألف نسمة ولكن نسبة كبيرة منهم نزحت إلى شمال البلاد أو غادرت الوطن أثر مضايقاتٍ وعملياتِ خطفٍ وقتلٍ وتهجير:
(صوت الأب يوسف توما)
"هذه أشياء لا فيها منطق ولا معقولية، ومَن الشخص أو الجهة التي تدفع بهذا التصرف ... لا نعرف ..."

القوات متعددة الجنسيات في العراق كانت أشارت إلى الموصل في العديد من بياناتها كونها المكان الذي أعاد متشددون إسلاميون ينتمون إلى تنظيم القاعدة تجميعَ أنفسهم فيها بعد طردهم من مدن ومناطق عراقية أخرى.
ويربط العضو القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم بين استهداف المسيحيين والأعمال الإرهابية التكفيرية التي شهدتها مناطق مختلفة من البلاد مؤكداً وجود أجندة تهدف إلى إذكاء الفتن والصراعات وتمزيق اللحمة الوطنية العراقية، على حد تعبيره:
(صوت السيد عمار الحكيم)
"لا يمكن أن ننظر الى هذا الحجم الكبير الذي لاحظناه خلال السنوات الماضية من عدد الإرهابيين وحجم التمويل للعمليات الإرهابية ..."

** *** **

في محور المواقف الإقليمية، نفّذت القوات التركية عملية عسكرية متوقَعة داخل الأراضي العراقية مستهدفةً عشرات المواقع التابعة لمسلحين كرد. وقال الرئيس التركي عبد الله غُل للمرة الأولى علانيةً السبت إن أنقرة تتحدث مع أربيل للمساعدة في جهود احتواء التهديدات الناجمة عن حزب العمال الكردستاني.
مراقبون اعتبروا هذا التصريح مؤشراً إلى تغيرٍ في الموقف التركي الرسمي الذي عُرف سابقاً برفضه التفاوض مع حكومة إقليم كردستان العراق.
لكن الرئيس التركي قال في مؤتمره الصحافي السبت إن المحادثات مع الزعماء العراقيين الكرد ليس بالأمر الجديد مضيفاً أن أنشطة حزب العمال الكردستاني موضع قلق بالنسبة إلى هؤلاء الزعماء أيضاً.
من جهته، رحّب رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان العراق فلاح مصطفى بالحوار المباشر مع أنقرة معرباً عن اعتقاده بأن ذلك سوف يسهم إلى حد كبير "في حل النزاعات والمشاكل القائمة"، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء. وكان البرلمان التركي أقرّ الأربعاء الماضي تمديدَ تفويض الجيش بتنفيذ عمليات عسكرية عبر الحدود مع العراق عاما آخر.
هذا فيما تصدُر عن بعض النواب الأتراك من ذوي الأصول الكردية وجماعات أخرى بين الحين والآخر مناشدات تؤكد أهمية اللجوء إلى الدبلوماسية لإنهاء الحملة المسلّحة التي يواصلها حزب العمال الكردستاني منذ عام 1984من أجل إقامة وطن في جنوب شرقي تركيا ما أدى إلى مقتل أكثر من أربعين ألف شخص.
ولتحليل مستجدات الوضع على خلفية القصف التركي لمواقع مسلحين كرد في شمال العراق، أجرت إذاعة العراق الحر مقابلة عبر الهاتف الأحد مع الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور عماد رزق الذي أجاب أولا عن سؤال يتعلق بإمكانية قيام أنقرة بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق دون ضوء أخضر من واشنطن:
(مقطع صوتي من المقابلة مع الباحث في الشؤون الاستراتيجية د. عماد رزق متحدثاً لإذاعة العراق الحر من بيروت)
"في ظل الظروف التي يعيشها اليوم العراق ومع عودة الهدوء إلى معظم المحافظات ..."

** *** **

في محور اللاجئين العراقيين، أوضحَت الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في منطقة الشرق الأوسط عبير عطيفة أوضحَت لإذاعة العراق الحر الأحد أن اللقاءات التي عقدها رئيس المفوضية أنتونيو غوتيريس مع مسؤولين أردنيين السبت جرت على هامش زيارة خاصة يقوم بها إلى الأردن للمشاركة مع شخصيات عالمية أخرى في الحفل الذي يقام في البتراء تكريماً لمطرب الأوبرا الإيطالي الراحل لوتشيانو بافاروتي.
وكانت الحكومة الأردنية أعلنت في بيانٍ السبت أن غوتيريس اجتمع مع رئيس الوزراء نادر الذهبي ومسؤولين أردنيين آخرين للبحث في أوضاع اللاجئين العراقيين.
وقالت عطيفة إن بين المحاور التي تناولتها المحادثات موضوع عودة العراقيين إلى وطنهم بتشجيعٍ من حكومة بلادهم:
(صوت عبير عطيفة الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في منطقة الشرق الأوسط متحدثةً لإذاعة العراق الحر من القاهرة)
"كما ذكرتم قام المفوض السامي انتونيو غوتيريس بزيارة إلى الأردن، وهي زيارة خاصة ..."

يذكر أن الإحصائيات الرسمية الأردنية تقدّر أعداد العراقيين المقيمين في الأردن بنحو 400 ألف في حين تشير أرقام أخرى غير رسمية إلى وجود أكثر من نصف مليون عراقي هناك إلى جانب ما بين مليونين وثلاثة ملايين آخرين في دول الجوار وأبرزها سوريا ولبنان ومصر.

على صلة

XS
SM
MD
LG