روابط للدخول

خبر عاجل

"القتل غسلا للعار" في ارتفاع مستمر ومرتكبي الجرائم ينجون من العقاب في إقليم كردستان


ديار بامرني

تؤكد منظمات وناشطات مدافعات عن حقوق المرأة في إقليم كردستان العراق تزايد حالات جرائم الشرف ضد النساء تحت تسمية غسل العار خاصة في السنوات الأخيرة. وتشير العديد من هذه الجهات إلى أن التقاليد العشائرية ونظرة المجتمع للمرأة إضافة إلى تلكؤ الجهات المعنية في الحد من هذه الظاهرة وعدم وجود قوانين صارمة تعاقب المجرمين. كل هذه الأمور ساعدت على استمرار الرجل والعائلة أو العشيرة انتهاك حقوق المرأة وحتى قتلها.

حكومة إقليم كردستان ومنذ سنوات تحاول الحد من هذه الظاهرة بتشكيلها لجانا خاصة في البرلمان والوزارات المعنية وكذلك إصدار قوانين خاصة لحماية المرأة ومعاقبة مرتكبي أي انتهاكات بحقها. المجلس الوطني للإقليم عقد اكثر من جلسة ناقش فيها التقارير التي أصدرتها منظمات إنسانية حول ارتفاع معدل قتل النساء وعدم فاعلية الخطط التي وضعتها حكومة الإقليم لحماية المرأة وصيانة حقوقها. وتصدر الكثير من المنظمات والجهات الرسمية تقاريرها الدورية بخصوص جرائم الشرف تتضمن أرقاما وإحصائيات لعدد الضحايا ولكن دائما هناك تضاربا في هذه الأرقام. (بخشان زنكنة) رئيسة لجنة الدفاع عن حقوق المرأة في البرلمان أكدت صعوبة الحصول على إحصائيات دقيقة وان ما تذكره المنظمات في تقاريرها من أرقام هو غير صحيح ولا يمكن الاعتماد على أية جهة رسمية أو غير رسمية لمعرفة إن كانت حالات قتل النساء بدافع الشرف في ارتفاع أم لا :


بخشان زنكنة

ولتسليط المزيد من الضوء على تفشي هذه الظاهرة, مراسل الإذاعة في محافظة دهوك (عبد الخالق سلطان) التقى بعدد من المسؤولين وناشطات في مجال حقوق المرأة. (كاملة بادي) عضو مجلس النواب العراقي أكدت أن قتل المرأة بدافع غسل العار جريمة كبرى يجب عدم التهاون أو تخفيف الأحكام التي تصدر لمعاقبة مرتكبيها. بادي ذكرت أن جرائم قتل المرأة ارتفعت في إقليم كردستان لتصل إلى جريمة قتل واحدة في اليوم بحسب تعبيرها :


كاملة بادي

الباحثة الاجتماعية (سمية سعيد) مديرة مركز تطوير وتأهيل المرأة في دهوك ذكرت ان قتل المرأة بدافع الشرف قد تخطى حده واصبح ظاهرة اجتماعية خاصة بعد لجوء العديد من العوائل الى قتل المرأة كطريقة لحل المشاكل الاجتماعية :


سمية سعيد

وفي الوقت الذي تؤكد المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة في الإقليم تفشي الظاهرة في المحافظات الشمالية, إلا أن هناك جهات أخرى تشير إلى وجود هذه الظاهرة في باقي المحافظات لكن الظروف التي يتمتع بها الإقليم وخاصة الاستقرار الأمني أتاح للعديد من الجهات تسليط الضوء على هذه الانتهاكات. (كاملة بادي) عضو مجلس النواب العراقي أكدت تفشي هذه الظاهرة في عموم العراق وليس فقط في إقليم كردستان ولكن الظروف الأمنية غير المستقرة والعمليات الإرهابية التي تحدث في أجزاء مختلفة من العراق شكلت غطاءا مناسبا للعديد من العوائل او الرجال ارتكاب هذه الجرائم وقتل النساء واعتبارهن ضحايا للعنف والإرهاب بسبب صعوبة متابعة الجهات المختصة تلك الانتهاكات والتحقيق في الجرائم التي تحدث :


كاملة بادي

المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة وجهت اللوم إلى جهات عدة للتقصير في الحد من هذه الانتهاكات, السيدة (سمية سعيد) مديرة مركز تطوير وتأهيل المرأة بدهوك أشارت إلى تلكؤ الأجهزة الأمنية و تهاونها في متابعة هذه القضايا والتحقيق فيها بشكل جدي بعيدا عن التدخلات العشائرية والسياسية وأكدت أن اللجوء إلى رؤساء العشائر والمسؤولين لحل مثل هذه القضايا يضعف دور القانون ويفسح المجال أمام أشخاص آخرين لارتكاب مثل هذه الجرائم :


سمية سعيد

القاضي (عبد الرحمن سليمان) المدعي لعام في محكمة دهوك أوضح أن القانون واضح في مثل هذه القضايا ودوره قوي إذا ما وصلت القضية إلى المحكمة لكنه أشار إلى أن العلاقات الاجتماعية كثيرا ما تتحكم بمصير هذه القضايا وتسيطر عليها وتحول دون وصولها إلى المحاكم. وأكد سليمان أن هروب مرتكبي هذه الجرائم أو لجوءهم إلى رؤساء عشائر أو مسؤولين كبار من الأسباب التي أدت إلى تفشي هذه الظاهرة :


عبد الرحمن سليمان

القاضي عبد الرحمن أكد إحالة العديد من القضايا إلى القضاء تحت تسمية القتل غسلا للعار لكنه أشار إلى وجود بعض الممارسات التي تعيق عمل الجهات القانونية التحقيق في جرائم أخرى مشابه منها ان معظم القضايا التي تردهم تأتي تحت مسميات أخرى كالانتحار او الوفاة نتيجة حريق او قضاء وقدرا ولا تأتي تحت أسم جريمة قتل غسلا للعار :


عبد الرحمن سليمان

ناشطون في مجال حقوق الإنسان سلطوا الضوء أيضا على قانون العقوبات العراقي المعمول به الآن وجريمة الشرف خاصة بعد تأكيد العديد منهم أن القوانين الحالية تتساهل مع مرتكبي هذه الجرائم من خلال العقوبات غير القاسية بحقهم. (عصمت احمد) الناشط في مجال المجتمع المدني أشار إلى أن القتل بدافع غسل العار موجود في القوانين العراقية وبحسب قوله فان القانون العراقي يعاقب مرتكبي هذه الجريمة بالسجن لمدة لاتزيد على ثلاث سنوات:


عصمت احمد

لكن القاضي عبد الرحمن سليمان أوضح أن إقليم كردستان اجرى بعض التعديلات على قانون العقوبات العراقي وبالتالي تكون محاسبة ومعاقبة كل من يقوم بقتل المرأة بدافع غسل العار مثل اية جريمة قتل أخرى :


عبد الرحمن سليمان

وتؤكد جهات عدة ان جرائم الشرف التي ترتكب لا تقتصر على ديانة أو طائفة حيث ان ضحايا تلك الجرائم هم مسلمون او مسيحيون او من طوائف و اقليلات دينية او عرقية مختلفة ما يؤكد ان العشيرة والقبيلة والتقاليد الاجتماعية هي التي تسمح بارتكاب مثل هذه الجرائم في حين تمنع كل الديانات السماوية وتحرم قتل الإنسان مهما كان السبب وبالتالي عدم وجود أي أحكام شرعية تجيز القتل ان كان لدى المسلمين أو المسيحيين أو لدى الاقليات الدينية الأخرى كالايزيديين, وان من يرتكب هذه الجرائم هو قاتل ومذنب أمام الله والدولة وهذا ما أكده عدد من رجال الدين خلال لقاءات أجراها البرنامج معهم.


تحسين الدوسكي الباحث في الشريعة الأسلامية

نسيم صادق خادم شبيبة كنيسة مريم العذارء

الشيخ علو عضو الهيئة الأدارية العليا لمركز لالش الثقافي

هذا وتستمر منظمات دولية عدة في حملاتها تسليط الضوء على جرائم الشرف والعمل على إيقافها. منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) ذكرت في تقارير عدة أصدرتها في حملتها الى تعرض المرأة في شتى أنحاء المنطقة لانتقاص حقوقها لا لشيء سوى كونها امرأة، وعانت من صور بالغة من التمييز المؤسسي والمجتمعي في كل مناحي حياتها تقريباً. وأشارت المنظمة الى انه بالرغم من حدوث بعض التطورات الإيجابية فلم تزل عشرات الملايين من النساء محرومات من المساواة الكاملة، باسم الدين والثقافة والتقاليد التي تساق كحجة لمواصلة إخضاع المرأة. المنظمة الدولية أشارت إلى أن المرأة ظلت تقع ضحية ما يسمى "جرائم الشرف" التي يقوم فيها ذكور من أفراد الأسرة بقتل قريبات لهم عمداً لرد "شرف" الأسرة، وعادة ينجو مرتكبو هذه الأعمال من العقاب.

منظمة العفو الدولية ذكرت ان معظم ضحايا "جرائم الشرف" من النساء والفتيات اللائى يرى أقاربهن الذكور وغيرهم أنهن جلبن العار لعائلاتهن بسبب سلوكهن غير الأخلاقي. وكثيراً ما تكون هذه الاتهامات لأسباب واهية ولا تعدو أن تكون مجرد شائعات. وفي كثير من الأحيان يُقدم على ارتكاب "جرائم الشرف" ذكور من أفراد العائلات التي تنتمي إليها الضحايا من النساء والفتيات، اعتقاداً منهم بأن مثل هذه الجرائم تسترد شرفهم وشرف عائلاتهم.

في الختام شكرا للمتابعة وشكرا لمراسل الأذاعة (عبد الخالق سلطان) وهذه تحية من معد ومقدم البرنامج ديار بامرني.

في الختام شكرا للمتابعة وهذه تحية من معد ومقدم البرنامج ديار بامرني

********

البرنامج يرحب بكل مشاركاتكم وملاحظاتكم, يمكنكم الكتابه على البريد الإلكتروني : bamrnid@rferl.org

أو الاتصال بالرقم (07704425770) وترك رسالة صوتية على جهاز الرد الآلي, أو إرسال رسالة مكتوبة عن طريق الهاتف النقال (الموبايل) وعلى الرقم نفسه راجين ترك الاسم ورقم الهاتف للاتصال بكم لاحقا.

(حقوق الإنسان في العراق) يأتيكم في المواعيد التالية :

كل يوم أثنين في نهاية الفترة الثانية من البث المسائي (الربع الأخير من الساعة السابعة مساءا حسب توقيت بغداد) ويعاد مرتين في البث الصباحي لليوم التالي (الربع الأخير من الساعة السادسة صباحا والحادية عشرة صباحا حسب توقيت بغداد). البرنامج يعاد أيضا كل يوم خميس في نهاية الفترة الثانية من البث المسائي ويعاد مرتين في البث الصباحي لليوم التالي.

يمكنكم الإستماع إلى البرنامج (بالأضافة الى البرامج القديمة – الأرشيف) على موقع أذاعة ألعراق ألحر :www.iraqhurr.org

أذاعة العراق الحر تبث برامجها على موجات الـFM :

102.4
في بغداد
105 في البصرة
88.4 في السليمانية
108 في اربيل
104.6 في الموصل
96.8 في كركوك
93.6 في السماوة
101.6 في الناصرية
بالأضافة الى موجة متوسطة بذبذبة مقدارها 1593 كيلوهيرتز

على صلة

XS
SM
MD
LG