روابط للدخول

خبر عاجل

مؤتمر العهد الدولي يختتم اعماله بالدعوة الى شطب ديون العراق


فارس عمر

ـ مؤتمر العهد الدولي يدعو الى شطب ديون العراق
ـ والمالكي يبحث قضية اللاجئين العراقيين مع رئيس الوزراء السويدي

أنهى المؤتمر الثاني لدول العهد الدولي أعماله في العاصمة السويدية ستوكهولم ببيان ختامي أكد فيه دعم العراق وضرورة شطب ديونه المتبقية. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي دعا في كلمته في المؤتمر الى إعفاء العراق من ديونه وإلغاء تعويضات الحرب
((....))
مراقبون اشاروا الى ان هذه الدعوة كانت موجهة بالدرجة الأولى إلى دول عربية مجاورة تجمعت ديونها على العراق في فترة النظام السابق لا سيما وان سائر الدول غير العربية الاخرى تقريبا قررت اعفاء العراق من ديونه لها.
غير أن دعوة المالكي لم تلق استجابة من دول دائنة مثل المملكة العربية السعودية والكويت اللتين اتسمت مشاركتهما في مؤتمر ستوكهولم بانخفاض مستواها. ونقلت وكالة اسوشيتيد بريس عن المالكي قوله في ختام أعمال المؤتمر إن العراق لم يتلق ردا من الدول التي لم تخفض ديونها على العراق حتى الآن .
تبلغ ديون العراق المتبقية نحو سبعة وستين مليار دولار أغلبها مستحقة للسعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر.
يضاف الى ذلك ان العراق دفع ثمانية وعشرين مليار دولار تعويضات عن غزو الكويت في عام 1990. وتذهب خمسة في المئة من عائدات العراق النفطية لدفع هذه التعويضات.
الحكومة العراقية ترى إنها ليست ملزمة بدفع هذه الديون الناجمة عن سياسات النظام السابق وهو ما عبر عنه نائب رئيس الوزراء برهم صالح بقوله في السويد ، إن الوقت قد حان لرفع هذا العبء عن كاهل الشعب العراقي. وكانت الولايات المتحدة دعت منذ خمس سنوات الى اسقاط ديون العراق للدول العربية المجاورة. وقال نائب وزير الخارجية الاميركي وقتذاك ريتشارد ارمتيج ان هذه الديون هي مُنح قدمتها دول الخليج لمساعدة العراق في حربه مع ايران إبان الثمانينات.
اكتفت المملكة العربية السعودية باعلان نيتها في إلغاء الديون المستحقة على العراق غير أنها لم تشفع نيتها بخطوات تنفيذية منذ اعلانها العام الماضي. أما الكويت فما زالت تصر على أن يدفع العراق التعويضات الناجمة عن الغزو الذي أدى إلى حرب الخليج الأولى في عام 1991.
في ما يتعلق بديون السعودية، نقلت وكالة اسوشيتيد بريس عن وزير المالية بيان جبر أن هناك خلافا حول الحجم الحقيقي لهذه الديون. فالعراق يقول إنها لا تتجاوز خمسة عشر مليار دولار بينما تقول السعودية إنها لا تقل عن أربعين مليار دولار بسبب الفوائد. وقال وزير المالية أن العراق سيطالب السعودية بوثائق تثبت دعواها هذه.
وكان العراق قدَّم تقريرا الى المؤتمر توقع فيه ان تبلغ احتياطاته النقدية أكثر من ثلاثين مليار دولار. وأوضح الخبير الاقتصادي احمد الوزان في حديث خاص لاذاعة العراق الحر ان هذه الاحتياطات تحققت نتيجة قرار دول عديدة بينها دول كبرى اطفاء ديون العراق اضافة الى سياسات العراق الاقتصادية بالتعاون مع مؤسسات مالية دولية
((....))
حضر مؤتمر ستوكهولم أكثر من 500 مندوب وشارك رئيس الوزراء نوري المالكي في رئاسة المؤتمر ، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. كما شاركت في اعمال المؤتمر وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي حثت جميع الدول على إلغاء ديون العراق والدول العربية المجاورة على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع بغداد:
" نحث بالأخص دول جوار العراق والدول الصديقة على تعزيز علاقاتها مع العراق من خلال إجراء زيارات رسمية وفتح السفارات والقنصليات وتعيين سفراء. ويمكن للعراق أن يعزز العلاقات الدبلوماسية من خلال تعيين سفراء في الدول العربية ".

في هذا السياق يأتي اعلان الكويت مؤخرا انها تعتزم شراء مبنى داخل المنطقة الخضراء ليكون مقر سفارتها في بغداد. وفي حال وُضع هذا الاعلان في حيز التنفيذ ستكون هذه السفارة الأولى منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية في عام 1990.
ملتقى ستوكهولم هو اجتماع المتابعة الأول لوثيقة العهد الدولي مع العراق التي أُقرت العام الماضي في منتجع شرم الشيخ المصري. وتتضمن خطة العهد الدولي حزمة إصلاحات اقتصادية وسياسية ينفذها العراق على امتداد خمس سنوات مقابل دعم المجتمع الدولي للعراق ومساعدته على النهوض في مجالات عديدة. ويُفترض بالأطراف المشاركة في وثيقة العهد الدولي عقدُ اجتماعات سنوية لمتابعة وتقييم ما تحقق وما لم يتحقق.
الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال في نهاية المؤتمر:
"توصلنا الى اتفاق جيد على الأمن وبالتالي فاني متفائل تماما بأنه بعد إقرار هذا الاعلان ستكون الحكومة العراقية قادرة على التقدم".

تحدد وثيقة العهد الدولي للجانب العراقي التزامات معينة لا سيما على صعيد العملية السياسية وإشراك الأطراف المختلفة فيها وتحقيق المصالحة الوطنية.

** *** **

اجرى رئيس الوزراء نوري المالكي خلال زيارته السويد لترؤس مؤتمر العهد الدولي محادثات مع نظيره السويدي فريدريك راينفيلدت تناولت قضية اللاجئين العراقيين في السويد. واكد المالكي في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع ان العراق يعمل من اجل التوصل الى سبل تشجيع مواطنيه على العودة
((....))
رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلدت من جهته أوضح في المؤتمر الصحفي انه بحث مع المالكي برنامج مساعدة العائدين. كما نوه بالتعاون بين العراق والسويد في المجالات المختلفة
((....))
"لدينا علاقات ثنائية متعددة لأسباب ليس اقلها العدد الكبير من الأشخاص ذوي الاصول العراقية في السويد. وكما اشار رئيس الوزراء المالكي فقد بحثنا برامج مساعدة العائدين الذين ننفذه هنا في السويد والبرنامج الذي يجري اعداده في العراق. كما نسعى الى زيادة وجودنا السياسي والاقتصادي في العراق وفتح سفارتنا ، ونأمل بأن تحسن الوضع الأمني سيتيح امكانية تدفق الاستثمارات ذات الأهمية البالغة لاعادة اعمار العراق".
وكانت السويد استقبلت أكثر من اربعين الف عراقي منذ عام 2003. ودخل السويد في العام الماضي وحده نحو ثمانية عشر الف عراقي طلبوا اللجوء في هذا البلد الذي لا يزيد عدد سكانه على تسعة ملايين نسمة. وتوصلت الحكومة السويدية مؤخرا الى اتفاق مع العراق يقضي باعادة بعض العراقيين. وافادت وكالة رويترز ان عراقيين في السويد اعربوا عن القلق من انطلاق موجة تعيد العراقيين بالاكراه.

على صلة

XS
SM
MD
LG