روابط للدخول

خبر عاجل

مصادر المياه في آسيا الوسطى


أياد الکيلاني

ظلت المياه تعتبر مشكلة في مناطق آسيا الوسطى طوال قرون من الزمن ، ولقد عادت مسألة توفر المياه لتحتل أبرز العناوين هذه السنة فلقد أثارت مسألة استخدام موارد المياه جدلا بين الحكومات بل وكادت في إحدى الحالات ان تشعل نزاعا حدوديا ، مراسل إذاعة العراق الحر خصص تقريره التالي لالقاء نظرة على أهم الموارد الطبيعية في آسيا الوسطى.

باتت منطقة آسيا الوسطى معروفة لدى المجتمع الدولي باعتبارها مصدر للنفط والغاز، ولكن سكان المنطقة يعتبرون الماء أهم الموارد الطبيعية هناك، فهو لم يتوفر بشكل كافٍ أبدا – لا قبل مائة سنة حين كان عدد سكان المنطقة لا يتجاوز ستة ملايين، ولا الآن حين اقترب عدد سكانها من 60 مليون.
ولقد دأب المحللون والخبراء منذ سنين عديدة على التحذير من أن حقوق المياه تشكل أهم مصدر محتمل للنزاع في المنطقة، فهناك بعض الحالات الحديثة التي تبين قدرة المياه على إشعال النزاعات وعلى التأثير في العلاقات بين الشعوب والمناطق والدول في آسيا الوسطى. أما السبيل الأسهل لتتبع المشكلات الأخيرة فيتمثل في تتبع مجرى المياه، أي مياه أحد النهرين الكبيرين في آسيا الوسطى، المعروف باسم (سير داريا)، والذي تغذيه الجداول الجبلية في قرغيستان وطاجيكستان، اللتان توفران نحو 80% من مياه آسيا الوسطى.

** *** **

التقرير يمضي إلى أن إحدى المواجهات شهدت مسئولين في قرغيستان وهم يغلقون القناة التي تحمل الماء إلى طاجيكستان بهدف تنظيفها وترميمها، إلا أن الطاجيك قالوا إنهم لم يبلغوا بهذه الأعمال، فقام مسئولون محليون ومعهم نحو 150 من مقاطعة (إسفارا) باقتحام أراضي قرغيستان لإزالة العوائق التي استخدمت لوقف تدفق الماء. وينقل التقرير عن أحد المشاركين في الاقتحام في ذلك اليوم (عبده خليل شريفوف) قوله:

((....))

كان حراس حدودنا موجودين في المكان، مثلما كان الحراس القرغيز، فقالوا إننا سنواصل حديثنا لاحقا حول المشكلة واتفق الطرفان على يقوم كل منهما بعرض وجهة نظره خلال ثلاثة أيام لتقوم إدارة منطقة (إسفارا) مناقشتها.

وينقل التقرير عن Omirzak Shukeev الحاكم السابق لمحافظة جنوب كازاخستان توضيحه لمشكلة منطقته مع مياه النهر، إذ قال:

((....))

يقومون كل سنة بتركيعنا، ففي الصيف يطالبوننا بالمزيد من المياه، وفي الشتاء يطلون منا الحد من تدفق المياه.

ويتابع المراسل بأن منطقة جنوب قرغيزستان تخطط الآن لبناء سد لتنظيم تدفق المياه، ولكن السد سيضع حدا للزراعة في المنطقة، كما يوضح كبير مسئولي البيئة هناك Sailaubai Zhubatyr Uliy :

((....))

في الوقت الحاضر يعاني الجميع من تحقيق كسب العيش ولكن تنفيذ هذه الخطة سيحول دون قدرة المزارعين في إطعام سكان المحافظة. فهل سيترتب على سكان محافظتنا البحث كان مساكن جديدة، أم سيتلقون مساكن جديدة قرب مركز Shymkent؟ هذه هي المعضلة الاجتماعية/الديموغرافية التي سنواجهها.

** *** **

المحرر ينقل أيضا عن أحد خبراء البيئة في كازاخستان – Mels Eleusizov – قوله إن السد سيولد مشاكل تفوق ما يحققه من منفعة:

((....))

حجم المياه في (كوك سراي) صغير وإذا تدفقت المياه الكثيرة إلى المنطقة فلن يتمكن السد من احتوائها، ولكن السد كبير جدا إذ يبلغ طوله 44 كيلومترا وهو مشيد من الرمال التي تفتقر إلى الاستقرار، ففي حال هطول الأمطار والثلوج سيتآكل هيكل السد وسيترتب إنفاق المزيد من الأموال لترميمه، وذلك رغم فائدته الإجمالية القليلة.

** *** **

ويوضح التقرير بأن المشاكل المتعلقة بالمياه لن تتطور إلا نحو الأسوأ، إذ تسعى الآن كل من قرغيستان وطاجيكستان إلى التخلص من اعتمادها على الغاز الطبيعي في كزاخستان، وذلك من خلال تشيد محطات كهرو-مائية لتوليد الطاقة، ما سيزيد من مشكلة الحد من تدفق المياه إلى البلدان المجاورة.

على صلة

XS
SM
MD
LG