روابط للدخول

خبر عاجل

العالم يستذكر مرورَ خمسة أعوام على حرب العراق


ناظم ياسين و نبيل الحيدري

- مؤتمر المصالحة الوطنية العراقية يختم أعماله في غياب عدد من القوى السياسية

يستذكر العراقيون والعالم ليل الأربعاء مرورَ خمسة أعوام على الحرب التي أطاحت النظام العراقي السابق والتي يشير الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش في كلمةٍ يلقيها لهذه المناسبة إلى النجاح الذي حققته في صدّ الإرهاب على الرغم من تكاليفها الباهظة من حيث الخسائر البشرية والمادية.
ومن جهته، أكد الرئيس العراقي جلال طالباني في بيانٍ خاص لهذه المناسبة أن العمليات العسكرية التي بدأتها قوات التحالف قبل خمس سنوات "تكللت بإسقاط أبشع نظام دكتاتوري حكم العراق عقوداً سوداء تعرض خلالها شعبنا بجميع قومياته وأديانه وطوائفه وشرائحه الاجتماعية .....إلى جور ومظالم لم يسبق لها مثيل في تاريخه"، بحسب تعبيره. وأشار البيان إلى العدد الكبير من هذه المظالم التي عانى منها العراقيون وبينها ملء السجون بالأبرياء وتبديد ثروات البلاد وسوء إدارة الاقتصاد إلى جانب الحروب العبثية التي خاضها ضد الشعب أولا "ثم ضد إيران وأخيراً في غزوه الشقيقة الكويت."
وجاء في البيان الذي تلقت إذاعة العراق الحر نسخة منه الأربعاء أن الدكتاتور "حكَم على شعبنا بالتخلف الحضاري، ففي القرن الحادي والعشرين لم يكن مسموحاً للعراقيين بالاستخدام الحر لشبكة الانترنيت، أو الهاتف الجوال أو نصب أجهزة الاستقبال التلفزيوني، ناهيك عن منع النظام للمطبوعات العربية والأجنبية بما فيها العلمية."
كما أكد طالباني أن تحرير العراق على أيدي قوات التحالف كان "إيذانا ببداية عهد جديد، عهد الحريات والأمل، والحقوق الديمقراطية للشعب"، بحسب تعبيره.
لكن البيان الرئاسي العراقي أشار أيضاً إلى ما تخللته مسيرة الأعوام الخمسة الماضية من عقبات في مقدمتها "الإرهاب والعنف، ومظاهر الانتشار غير الرسمي للسلاح، كما إن الفساد غدا بدوره آفة خطرة تعيق إرساء أسس دولة القانون والنهوض بالاقتصاد"، على حد تعبيره.
وفي المقتطفات التي نشرها البيت الأبيض من كلمة الرئيس الأميركي التي يلقيها في مقر وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) في ذكرى الحرب، نُقل عن بوش تأكيده أن زيادة القوات الأميركية في العراق
فتحت الباب أمام "نصر استراتيجي كبير" على المتشددين.
وفي عرضها لهذه المقتطفات، أفادت وكالة رويترز للأنباء بأن الرئيس الأميركي سيناشد شعبه التحلي بالصبر في الحرب التي دخلت عامها السادس.
وفي هذا الصدد، نقلت عنه القول إن زيادة القوات الأميركية في العراق لعبت "دورا أكبر من مجرد تحويل الموقف في العراق.. لقد فتحت الباب أمام نصر استراتيجي كبير في الحرب الأوسع على الإرهاب"، بحسب تعبيره.
كما تضمنت مقتطفات كلمة الرئيس الأميركي قوله "ما من أحد يمكنه أن يجادل بأن تكلفة هذه الحرب لم تكن عالية من حيث الخسائر البشرية والمادية.. لكن هذه التكلفة ضرورية"، بحسب تعبير بوش.
وأُفيد بأن من المتوقع أن يجدد الرئيس الأميركي القول إن أي قرار يتعلق بإعادة مزيد من القوات المنتشرة في العراق إلى أرض الوطن سيتوقف على توصيات القادة الميدانيين.
من جهته، أكد مرشح الحزب الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة السيناتور جون ماكين أكد أن الانسحاب العسكري من العراق سوف ينطوي على العديد من المخاطر. وأضاف ماكين في تصريحاتٍ أدلى بها العاصمة الأردنية الثلاثاء:
(صوت مرشح الحزب الجمهوري المحتمل للرئاسة الأميركية)
"من الواضح أنه في حال انسحابنا من العراق سيزداد النفوذ الإيراني في العراق بشكلٍ هائل، وسيكون للقاعدة نفوذ أوسع من شأنه أن يعرّض المنطقة إلى الخطر بشكلٍ هائل. كما أن التحديات المتعلقة بصورة الولايات المتحدة وأمنها سوف تزداد هي أيضاً على نحوٍ هائل."
يشار إلى أن ماكين هو أحد الأعضاء البارزين في لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي. وقد رافقَة في زيارته الأخيرة التي قام بها إلى العراق قبل بضعة أيام من الذكرى الخامسة لبدء الحرب عضوان آخران بارزان في هذه اللجنة هما السيناتور جوزيف ليبرمان والسيناتور ليندسي غرام.
ماكين وصفَ الحرب في العراق بأنها شاقة مشيراً في الوقت نفسه إلى تدخلاتٍ إقليمية تزيد الصراع تعقيداً:
(صوت مرشح الحزب الجمهوري المحتمل للرئاسة الأميركية)
"ما يزال الصراع شاقاً، وهو يزداد تعقيداً بسبب التورط الإيراني في العراق إضافةً إلى استمرار السوريين في تسريع تدفق المقاتلين الأجانب إلى داخل العراق."
يشار إلى أن الذكرى الخامسة لغزو العراق تشهد أيضاً احتجاجات شعبية دعت إليها جماعات مناوئة للحرب في غير مدينة في أنحاء العالم. وأعلنت هذه الجماعات أنها ستنظّم خلال الأسبوع الحالي مئات من المسيرات والمظاهرات إضافةً إلى التجمعات الشعبية التي ستعقدها في العديد من المدن الكبرى في الولايات المتحدة وبينها العاصمة واشنطن ونيويورك وميامي وشيكاغو ولوس أنجيليس وسان فرانسيسكو.

** *** **

في غضون ذلك، وفي بغداد، أنهى مؤتمر المصالحة الوطنية الثاني أعماله في بغداد الأربعاء بالتأكيد على ان المصالحة المجتمعية قد تحققت
وأبعدت شبح الحرب الأهلية عن العراق. وقال تحسين الشيخلي مسؤول المتابعة أن المؤتمر استند الى ثوابت وطنية ، وردا على سؤال إذاعة العراق الحر عن تأثير عدم مشاركة بعض الكتل والشخصيات السياسية في أعمال المؤتمر أوضح الشيخلي ان ذلك لم يخل بأهميته وتوقيته على المستوى السياسي وقال:
(صوت الشيخلي)
عدد من الكتل والشخصيات السياسية لم يشارك في مؤتمر المصالحة الوطنية والذي دعت اليه وزارة الدولة للحوار الوطني ، ومنها جبهة التوافق والقائمة العراقية. عزت الشابندر الناطق باسم القائمة العراقية قال في حديث خاص لإذاعة العراق الحر أن القائمة لم تطلع على برنامج المصالحة، وأضاف:
(صوت الشابندر)
من جانبه، أشار المحلل باسم الشيخ الى ان المشكلة الاساسية في الواقع السياسي العراقي تكمن في أن اغلب المشاركين في العملية السياسية مختلفون في تفسير مفهوم المصالحة ، وذكر في حديثه لاذاعة العراق الحر أن رئيس الوزراء نوري المالكي كان أشار الى ذلك في كلمته عند افتتاح المؤتمر يوم الثلاثاء وحذر بعض الجهات من الاستقواء على الحكومة بقوى خارجية:

(صوت الشيخ )
وفيما شهدت بغداد انتهاء أعمال المؤتمر الثاني للمصالحة الوطنية تستعد العاصمة اليابانية طوكيو لاستقبال عدد من النواب العراقيين في مؤتمر وصفته بعض وسائل الإعلام بأنه مؤتمر للمصالحة الوطنية، لكن رئيس الكتلة العربية في مجلس النواب عبد مطلك الجبوري قال أن وزارة الخارجية اليابانية كانت قد وجهت دعوة لعدد من النواب للاطلاع على التجربة اليابانية في أعمار البنية التحتية بعد الحرب العالمية الثانية، وللاستماع الى وجهات نظر جميع الأطراف العراقية بشأن رؤيتها لمشروع المصالحة. الجبوري قال لإذاعة العراق الحر وهو في طريقه الى طوكيو أن هذا اللقاء ليس وجها ثانيا لمؤتمر بغداد :
(صوت الجبوري)
مؤتمرات ولقاءات داخل العراق أو خارجه، برعاية منظمات
أو دول، تشترك كلها في عنوان " المصالحة الوطنية " ولكل رأيه واجتهاده في جدوى هذه المؤتمرات ونتائجها ، لكن للقائمين على مؤتمر المصالحة الوطنية الذي أختتم أعماله للتو في بغداد رؤية متفائلة بحسب تحسين الشيخلي مسؤول المتابعة للمؤتمر:

(صوت الشيخلي)

** *** **

أخيراً، وفي محور الشؤون الإنسانية، أكدت الدول المضيّفة للعراقيين
في ختام مؤتمرها الثاني المنعقد في العاصمة الأردنية أن أي حل لمشكلة اللاجئين والنازحين خارج العراق يبقى مؤقتا وجزئيا ما لم يرتبط بوفاق وطني في البلاد يشمل مكوّنات الشعب العراقي كافة.
مراسلة إذاعة العراق الحر في عمان فائقة رسول سرحان حضرت جانبا من أعمال المؤتمر ووافتنا بالمتابعة التالية.
(متابعة من عمان)
وفي تعليقه على نتائج المؤتمر الثاني للدول المضيّفة للعراقيين، قال باسم الحسني نائب رئيس لجنة المرحّلين والمهجّرين في مجلس النواب العراقي لإذاعة العراق الحر:
(صوت النائب باسم الحسني)
وأكد الحسني أيضاً أهمية تهيئة مستلزمات العودة للمهجّرين مشيراً في الوقت نفسه إلى صعوبة هذه المشكلة التي توقع عدم التوصل إلى حل نهائي لها في الفترة القريبة المقبلة.

على صلة

XS
SM
MD
LG