روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي في الصحافة البريطانية


أياد الکيلاني

ضمن جولتنا اليوم على الصحافة البريطانية نتوقف أولا عند تقرير لصحيفة الـIndependent تذكر فيه بأن أحد المحافظين الجدد الأميركيين البارزين Kenneth Adelman كان قد صرح قبل الحرب ببضعة أسابيع مؤكدا على السهولة التي سيتم بها القضاء على قوة صدام العسكرية، الأمر الذي تحقق فعلا بعد نحو شهر واحد حين سقط تمثال صدام في ساحة الفردوس. إلا أن الصحيفة تنبه في الوقت ذاته إلى أن هذا التوقع كان الوحيد الذي تحقق، وتذكر بعدم العثور على أسلحة للدمار الشامل في العراق – التي كانت أهم مبرر استندت إليه بريطانيا لخوض الحرب – ولم تظهر أية أدلة تشير إلى وجود أية روابط عملياتية بين نظام صدام وتنظيم القاعدة.
وتمضي الصحيفة إلى أن المدنيين العراقيين هم الخاسرون في الحرب، إذ تشير أكثر التقديرات تحفظا إلى مقتل نحو 90 ألفا منهم منذ عام 2003، كما تشير دراسات أخرى إلى أن العدد الحقيقي للضحايا المدنيين يبلغ خمسة أو ستة أضعاف ذلك التقدير.
وتتابع الصحيفة بأن الرئيس جورج بوش يعتبر – بسبب العراق - الأقل شعبية منذ البدء في إجراء استطلاعات الرأي. أما شريكه في المغامرة – رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير – فلقد رحل، رغم قناعة المطلعين بأنه كان سيبقى في منصبه إلى يومنا هذا لولا تورطه في العراق.
أما الذين خرجوا من الحرب فائزين فهم – بحسب الصحيفة – نائب الرئيس Dick Cheney الذي في وسعه الآن أن يتأمل فترة تقاعد مريحة للغاية، وإيران التي لم يخطر ببالهم أنهم سيتمكنون يوما من السيطرة على العراق من خلال نفوذ مؤيديها في البلاد وهي مرتاحة الآن لحالة الارتباك في واشنطن وإزاء القلق في إسرائيل، وتنظيم القاعدة الذي تمكن من خلال الغزو الأميركي تحقيق موطئ قدم له في العراق وتخفيف الضغوط عليه في أفغانستان وباكستان – بحسب ما أوردت الـIndependent.

** *** **

صحيفة Sunday Times أوردت تقريرا لمراسلتها في شمال العراق تشير فيه إلى أن معاناة الأطفال هي القصة التي لم تروى عن العراق، أي أولائك الذين اضطرت عائلاتهم إلى الفرار من القتال الطائفي بين السنة والشيعة. وتمضي المراسلة إلى أن هؤلاء المهجرين لا يشار إلى معاناتهم إلا فيما ندر في وسائل الإعلام التي تسلط انتباهها على مدى هجم المكاسب أو الخسائر في الحملة الأمنية الأميركية، وعلى سجل البرلمان المتعثر في ظل حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، ولكن مصيرهم يعتبر بالغ الأهمية لمستقبل البلاد لكونهم لا بد لهم من العودة إلى ديارهم ومن إعادة بناء حياتهم، فبعكس ذلك سيظلون قنبلة معدة للانفجار تهدد أي احتمال لتحقيق مستقبل سلمي في العراق.
وتنقل المراسلة عن أرملة من أهالي حي السيدية في بغداد - وهي تعيش الآن مع أبنائها الأربعة وبناتها الثلاث في مخيم (قوالا) في ضواحي مدينة السليمانية – قولها: هذه الحرب جاءت بمثابة كارثة حلت بنا، فأنا وحيدة، متروكة لرعاية أطفالي، وهناك العديد من أمثالي، أي بلا أزواج، في كافة مناطق بغداد. أما الحكومة فهي حكومتنا بالتسمية فقط – بحسب ما نقلت الSunday Times.

على صلة

XS
SM
MD
LG