روابط للدخول

خبر عاجل

البيت الأبيض يصدر تقريرا مرحليا حول مدى تقدم الحكومة العراقية


أياد الکيلاني – لندن

حين أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش في وقت سابق من العام الحالي إستراتيجيته الجديدة الداعية إلى زيادة حجم القوات الأميركية في العراق، أعلن أيضا أن كبير جنرالاته في العراق، الجنرال David Petraeus سيصدر تقريرا في أواسط أيلول المقبل يقيم في مدى نجاح الخطة. إلا أن البيت الأبيض سيصدر اليوم الخميس تقريرا مرحليا حول مدى تقدم الحكومة العراقية في تحقيق 18 معيارا كان وضعها الكونغرس لقياس ذلك التقدم. ويعتبر البيت الأبيض أن تقدما قد تم تحقيقه في بعض المجالات، ويقر في الوقت ذاته ببعض الصعوبات. ولكن العديد من الديمقراطيين المعارضين في مجلس الشيوخ يقولون إنهم على استعداد للحكم على مدى نجاح إستراتيجية بوش بالاستناد إلى التقرير المرحلي. أما البيت الأبيض فيعمل حاليا على إقناع هؤلاء، بل وعددا من أمثاله الجمهوريين، بتأجيل حكمهم حتى يقوم Petraeus بإصدار تقريره بعد شهرين من الآن. فهل بات معارضو الحرب يسارعون إلى إصدار حكمهم؟ أما الجواب فبحث عنه مراسل إذاعة العراق الحر Andrew Tully لدى اثنين من المراقبين السياسيين المخضرمين ووافانا بالتقرير التالي:


لقد انشق عدد من الجمهوريين فعلا وعلنا عن الرئيس بوش حول قضية الحرب في العراق، ما دفع البيت الأبيض إلى بذل الكثير من الجهود للحيلولة دون انتشار هذه الظاهرة، وهي الجهود التي ساهم فيها الرئيس بوش بنفسه حين قام الثلاثاء بزيارة مدينة Cleveland الصناعية، أملا منه في كسب التأييد الشعبي لحجته القائلة إن الوقت لم يحن بعد للحكم على مدى التقدم في العراق، حيث قال:
"أنا أرحب بالنقاش الجيد والسليم حول تداعيات الفشل وعن تداعيات النجاح في هذه الحرب. ولكنني أعتقد أن مصلحة هذه الأمة تتطلب منح القائد فرصة لتنفيذ عملياته بشكل كامل. كما أعتقد أنه يترتب على الكونغرس أن يؤجل اتخاذ أي قرار قبل عودة الجنرال Petraeus إلينا وهو يحمل معه تقييمه للإستراتيجية التي يقوم بتنفيذها، فهذا هو ما يتوقعه الشعب الأميركي."

** *** **

ويتساءل المراسل: فما الذي يجعل بعض أعضاء الكونغرس تواقين إلى إصدار حكمهم الآن؟ فينقل عن Alan Lichtman – بروفسور التاريخ السياسي الأميركي بجامعة American University في واشنطن اعتباره أن الجانبين يلجآن إلى التمويه في موقفيهما، وأن السياسة مليئة بالمعاير المزدوجة وحتى الثلاثية والرباعية، ما يجعل الجدل حول التقدم في العراق بين البيت الأبيض والكونغرس لا يتجاوز كونه هزليا، ويضيف:
"كل ما يجري هو عبارة عن تمثيلية يشترك فيها الجانبان، فمحتوى التقرير لا يهم أيا من الطرفين بشيء، والتقرير لا معنى له، بل إنه بمثابة قيام الإدارة بتقييم نفسها، وكل ما نشاهده لا يتجاوز كونه مسألة شد وإرخاء سياسيتين، ويستند إلى خلافات سياسية جوهرية."

ويتابع Lichtman بأن الجدل لا يدور في حقيقته حول مدى صواب الحكم على التقدم الآن أو بعد شهرين من الآن، بل إنه يدور بين أناس قد توصلوا فعلا إلى آراء ثابتة، بمن فيهم الشعب الأميركي الذي بات يعارض الحرب بشكل متزايد، ويمضي إلى القول:
"فيما يتعلق بالديمقراطيين، وبنسبة لا يستهان بها من الشعب الأميركي، فإن الضجة لا تعني لهم شيئا، فلقد توصلوا إلى أن هذه الحرب كانت بمثابة خطأ منذ البداية وأن الأهداف لا يمكن تحقيقها، فعلى الولايات المتحدة أن تنسحب. أما بوش فما زال يبدو ملتزما بالموضوع، وهذه هي حقيقة ما يجري هنا."

** *** **

ويمضي المراسل في تقريره إلى أن Norman Ornstein المحلل السياسي المخضرم لدى معهد American Enterprise ينظر إلى الموضوع بشكل مختلف، معتبرا أن بوش لديه حججا قوية في هذا النقاش، ويقول:
"لقد أشار بوش منذ البدء إلى أن أمر تعزيز القوات سيستغرق بعض الوقت، إذ لا بد أولا من إيصال الجنود الإضافيين إلى مواقعهم، وعليهم أثناء وجودهم على الأرض هناك أن يبتكروا أساليب من أجل التوصل إلى ما هو صائب ومعرفة ما هو خطأ، الأمر الذي أوضحه Petraeus بنفسه. لذا فإن اتخاذ قرار سريع متهور من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على السياسة المتبعة قبل أن تتاح لها فرصة بلوغ الهدف، وهذا وضع غير منصف بحق Petraeus."

ويعتبر Ornstein أن Petraeus مؤمن تماما بأنه قادر على جعل حكومة نوري المالكي قادرة على تولي مسئوليات الأمن في البلاد، لو كان لديه ما يكفي من القوات ومن الوقت.

إلا أن Ornstein يؤكد أيضا بأن القناعة السائدة في الولايات المتحدة الآن هي أن الوضع السياسي في العراق لم يتحسن، بل آل إلى الأسوأ، مهما كان التحسن في الوضع العسكري، ويضيف أن المأزق العراقي لا يمكن تطهيره ما لم تجد إدارة بوش سبيلا إلى التنسيق بين جهودها السياسية والعسكرية.

على صلة

XS
SM
MD
LG