روابط للدخول

خبر عاجل

مقتل زعيم المعتصمين في المسجد الأحمر في إسلام آباد


أياد الکيلاني – لندن

شنت اليوم الثلاثاء قوات الأمن الباكستانية هجوما على المسجد الأحمر في العاصمة إسلام آباد في أعقاب انهيار مفاوضات كانت ترمي إلى إنهاء المواجهة المستمرة منذ أسبوع مع متشددين معتصمين داخل المسجد. التفاصيل في التقرير التالي من إعداد إذاعة العراق الحر:


باشرت القوات الباكستانية في مهاجمة مجمع المسجد الأمر قبل بزوغ فجر اليوم الثلاثاء، ما أسفر عن اندلاع معركة شرسة مع متشددين متهمين باحتجاز نحو 150 من النساء والأطفال كرهائن داخل المسجد، وأعلن المتحدث العسكري الـMajor-General وحيد أرشد قوله إن نحو 40 من المتشددين قتلوا في عملية الهجوم الأولى على المجمع، وأن عشرة آخرين كانوا قد قتلوا بحلول الساعات الأولى من بعد ظهر اليوم. أما قوات الأمن الباكستانية فلقد فقدت ثمانية من أفرادها كما جرح 29 آخرون – بحسب المتحدث الذي أضاف أن العديد من المتشددين تم القبض عليهم وهم يحاولون الفرار من الهجوم الأول، ولكن الجنود ما زالوا يواجهون حالة التحام مكثفة مع من وصفهم بإرهابيين مدربين تدريبا جيدا، يستخدمون المدافع الرشاشة وقاذفات الصواريخ والقنابل اليدوية.

ومع استمرار الأحداث في التطور على الأرض، بادر المحللون السياسيون إلى التعليق على تداعيات عملية الهجوم، فلقد أكدت (فارزانا شيخ) – الزميلة في برنامج أسيا لدى مؤسسة Chatham House في لندن، في حديث مع إذاعة العراق الحر بأن معالجة إسلام آباد لأزمة المسجد الأحمر كانت حتى صباح اليوم تفتقر إلى التجانس والحسم، حين قالت:
"ربما يتوقع الرئيس مشرف على المدى القصير أن يسفر قراره باجتياح المسجد واتخاذ تدابير حاسمة ضد المتشددين عن تحسين صورته في العواصم الغربية وعن تعزيز موقعه كالدعامة الرئيسية أمام التطرف الإسلامي في باكستان، وكحليف يمكن الاعتماد عليه في الحرب ضد الإرهاب."

غير أن السيدة (شيخ) تشير أيضا إلى احتمال تأثير العملية الهجومية على المسجد الأحمر تأثيرا سياسيا مدمرا ، سواء على مشرف أو على باكستان ذاتها، وأضافت:
"لقد تسبب الأمر في إطلاق العديد من المخاطر، ليس أقلها أن تنفلت أحداث إسلام آباد وتؤثر في باقي أرجاء البلاد، بنا في ذلك اندلاع العنف واشتراك المفجرين الانتحاريين. ومن المرجح أن يظل الرئيس مشرف واقعا تحت ضغوط الأحزاب السياسية المعارضة التي تبدو الآن وقد اكتسبت شيئا من قوة الدفع، وبالطبع تحت ضغوط الحركة المؤيدة للديمقراطية."


أما (عبد الرشيد وزيري) الخبير في الشأن الباكستاني لدى مركز الدراسات الإقليمية في كابول، فلقد أكد لإذاعة أفغانستان الحرة بأنه يعتبر أزمة المسجد الأحمر ردة فعل ضد مشرف، بعد سنين عديدة من السياسات الخارجية والداخلية التي شجعت النهضة الإسلامية، وتابع قائلا:
"مشرف يلعب دورا مختلفا أمام العالم، ولكن توجهاته مع الأحزاب الدينية تتسم ليس فقط بالمرونة بل بالود أيضا، فمشرف يحتاج هذه الأحزاب لمقاتلة القوات الأجنبية في أفغانستان. كما إن باكستان بحاجة إلى النفوذ الإستراتيجي داخل أفغانستان، ونشر الإسلام يعتبر جزءا من سياسات باكستان الخارجية، كما إنها سياسة تستخدم في مواجهة المشكلات الداخلية. وهكذا ستبقى المدارس الدينية على ما هي عليه، وسوف تضع الحكومة برامج دراسية لا تلحق ضررا بأي من الطرفين."

على صلة

XS
SM
MD
LG