روابط للدخول

خبر عاجل

المالكي يتسلّم دعوة رسمية لزيارة أنقرة والجيش التركي يرسل تعزيزات جديدة إلى حدود العراق


ناظم ياسين

تسلّم رئيس الوزراء العراقي نوري كامل المالكي رسمياً الأحد دعوةً من نظيره التركي رجب طيب أردوغان لزيارة أنقرة وإجراء محادثات من أجل التنسيق المشترك لمكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الثنائي.
هذا فيما أفادت التقارير الواردة من تركيا الاثنين بأن الجيش التركي أرسل اليوم مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة الحدودية مع العراق. ومن جهته، حذر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي يقوم بزيارةٍ رسمية إلى الولايات المتحدة حذر تركيا من مغبة إجراءٍ عسكري داخل الأراضي العراقية لأن هذا العمل قد يزعزع الاستقرار في المنطقة الوحيدة الآمنة حاليا في العراق.
المالكي أكد خلال استقباله السفير التركي في بغداد درياي قنباي الأحد "أن الدول الإسلامية بحاجة إلى العلاقات الأخوية والتعاون لمواجهة الإرهاب والتطرف"، بحسب تعبيره.
وأفاد بيان حكومي بأن السفير التركي سلّم المالكي رسالة من رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تتضمن دعوته لزيارة أنقرة وترحيب الحكومة التركية باقتراح بغداد تشكيل لجنة ثنائية لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية ودعم تركيا الكامل لجهود إحلال الأمن والاستقرار في العراق.
ونقل البيان عن المالكي قوله إن الإرهاب واحد سواء كان في العراق أو تركيا أو في السعودية ولبنان. وأضاف انه يشعر بقلق كبير من العمليات التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني ويذهب ضحيتها مدنيون أبرياء مؤكداً حرص حكومته على منع نشاط الحزب المذكور في العراق.
من جهته، نقل السفير التركي استنكار أردوغان الشديد للعمل الإرهابي الذي استهدف مئذنتيْ مرقد الإمامين العسكريين في سامراء لافتاً إلى أن هذا الهجوم يستهدف تأجيج العنف الطائفي وعرقلة مسيرة المصالحة الوطنية في العراق.

** *** **

في غضون ذلك، وفي الولايات المتحدة، أكد وزير الخارجية العراقي الزائر هوشيار زيباري أن بغداد عازمة على وضع حد لنشاطات حزب العمال الكردستاني التي تنطلق من شمال العراق ضد القوات التركية.
لكنه حذر في الوقت نفسه أنقرة من مغبة التوغل داخل الأراضي العراقية لملاحقة مسلحي هذا الحزب المحظور إذ أن ذلك قد يزعزع الاستقرار في كردستان العراق التي تعد المنطقة الوحيدة الآمنة حاليا في البلاد.
وأضاف في تصريحاتٍ أدلى بها في نيويورك وبثتها شبكة (سي. أن. أن.) الإخبارية الأميركية الأحد "أن حشد القوات التركية على الحدود العراقية هو بالتأكيد مبعث قلق لدينا"، على حد تعبيره.
وأضاف "نحن على اتصال بالحكومة التركية لتهدئة هذا التوتر لأن أي مواجهة لن تكون لمصلحة العراق ولا لمصلحة تركيا أو أي طرف آخر"، على حد تعبير زيباري.
كما دعا وزير الخارجية العراقي إلى تفعيل اللجنة الثلاثية التي تضم الولايات المتحدة والعراق وتركيا والعمل على حل المسائل التي تثير ما وصفه بقلق أنقرة المشروع إزاء نشاطات حزب العمال الكردستاني من خلالها.

** *** **

نبقى في محور العلاقات العراقية - التركية في ضوء التصريحات والتحركات الدبلوماسية والعسكرية الأخيرة التي رُصدت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ولمزيدٍ من المعلومات وتحليل آخر المستجدات التي تشير من جديد إلى احتمال لجوء الجيش التركي إلى الخيار العسكري للتعامل مع مسلحي حزب العمال الكردستاني، اتصلتُ بخبير الشؤون التركية الدكتور محمد نور الدين الذي اعتبر أن المسألة الكردية وتطوراتها في شمال العراق تشكّل هاجساً بالنسبة لأنقرة سواء للمؤسسة العسكرية التركية أو للحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية.
_ صوت خبير الشؤون التركية _
"لا شك أن المسألة الكردية وتطوراتها في شمال العراق تشكّل هاجساً بالنسبة لأنقرة سواء بالنسبة للمؤسسة العسكرية أو للسلطة السياسية الممثّلة بحكومة حزب العدالة والتنمية. والجميع يذكر أن رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان كان قد أعلن بنفسه في مطلع العام الحالي فشل اللجنة الثلاثية للتنسيق بين العراق وتركيا والولايات المتحدة الأميركية. بل هو نفسه ووزير الخارجية ومسؤولون آخرون في الحكومة التركية كانوا قد حذروا مرارا وتكرارا، أيضاً في مطلع هذا العام، فيما اعتُبر عودة للخطوط الحمر التركية، من أي تغيير ديمغرافي في كركوك أو ضم كركوك إلى إقليم كردستان وما إلى ذلك. أنا أعتقد أنه سواء المؤسسة العسكرية في تركيا أو السلطة السياسية كائنة من تكون.... ليسوا على خلاف جوهري بالنسبة لتطورات الوضع في شمال العراق. الخلاف الأساسي الآن أنا أعتقد هو ليس بين أنقرة وبغداد بل بين أنقرة وأربيل يعني الحكومة الكردية في شمال العراق....................."
_كان هذا خبير الشؤون التركية الدكتور محمد نور الدين متحدثاً لإذاعة العراق الحر من بيروت _

** *** **

أخيراً، وفي محور المواقف الدولية والإقليمية، أعلنت إيران الاثنين أنها تدرس طلباً عراقياً لإجراء جولة أخرى من المحادثات مع الولايات المتحدة بهدف إحلال الأمن في العراق.
وفي إعلانه ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي "إننا ندرس طلبا من مسؤولين عراقيين وسوف نبعث ردّنا حال الانتهاء من دراسة الطلب"، بحسب تعبيره.
وأفادت وكالة فرانس برس للأنباء التي أوردت التصريح نقلا عن وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (ISNA) بأن منوشهر أوضح أن طهران ستبعث ردّها على الطلب العراقي في غضون أسبوعين أو ثلاثة.
وكانت بغداد استضافت في الثامن والعشرين من أيار الماضي جولة المحادثات الأميركية الإيرانية وهي الأولي بين واشنطن وطهران منذ سبعة وعشرين عاما. لكن تلك المحادثات التي شارك فيها السفيران الأميركي والإيراني في العراق رايان كروكر وحسن كاظمي قمي واقتصرت فقط على البحث في تطورات الملف الأمني العراقي لم تحقق إنجازا ملموسا كما يبدو.
يشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني أعرب الأسبوع الماضي عن استعداد بلاده لمواصلة تلك المحادثات وذلك خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها نائب رئيس الوزراء العراقي برهم أحمد صالح إلى طهران.

على صلة

XS
SM
MD
LG