روابط للدخول

خبر عاجل

الملف العراقي أمام الزعماء العرب في قمة الرياض


ناظم ياسين

فيما تتوجه الأنظار إلى القمة العربية التي تُعقد في الرياض يوميْ الأربعاء والخميس للبحث في أبرز القضايا الإقليمية الساخنة وأبرزها الملف العراقي، أُعلن في بغداد الاثنين أن الحكومة العراقية ناشدَت طهران التعاملَ مع قضيةٍ ساخنةٍ أخرى بـ"طريقة حكيمة"، على حد وصفها.
ففي اتصالٍ هاتفي أجراه وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بنظيره الإيراني منوشهر متكي قبل أن يتوجه إلى العاصمة السعودية، جرى البحث في قضية البحارة البريطانيين الذين احتجزتهم إيران يوم الجمعة الماضي.
وأوضحت وزارة الخارجية العراقية في موقعها على شبكة الإنترنت الاثنين أن زيباري أكد لمتكي مساء الأحد أن البحارة البريطانيين احتُجزوا في مياه العراق الإقليمية بحسب معلومات السلطات العراقية. كما نُقل عنه القول إن أفراد البحرية البريطانية متواجدون مع القوات متعددة الجنسيات بموافقة الحكومة العراقية وفق قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة.
وقال بيان الخارجية إن زيباري طالبَ بإطلاق سراح البحارة البريطانيين "ومعالجة القضية بطريقة حكيمة"، على حد تعبيره.
وكانت لندن أعلنت الجمعة أن قواتٍ إيرانية احتجزت خمسة عشر من أفراد البحرية البريطانية أثناء قيامهم بعملية تفتيش روتينية للسفن في مياه عراقية في ممر شط العرب فيما قالت طهران إنهم دخلوا المياه الإقليمية الإيرانية بطريقة غير قانونية.

** *** **

في محور المواقف الإقليمية، تتواصلُ في الرياض الاجتماعات التحضيرية للدورة الاعتيادية التاسعة عشرة لمؤتمر القمة العربية الذي تضيّفه العاصمة السعودية في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من آذار.
وقد شارك وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في اجتماع وزراء الخارجية العرب صباح الاثنين لمناقشة جدول أعمال القمة الذي أعدّه المندوبون الدائمون في جامعة الدول العربية على مدى اليومين الماضيين. وأفادت التقارير الواردة من الرياض بأن من أبرز القضايا التي تتصدر جدول الأعمال المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل والقضية العراقية إضافةً إلى أمور إقليمية أخرى كتطورات الشأن اللبناني والملف النووي الإيراني.
إلى ذلك، عُقدت في الرياض الأحد جلسات اجتماع المجلس الاقتصادي - الاجتماعي على مستوى وزراء الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. وقد رأسَ الوفد العراقي في هذا الاجتماع وزير التجارة عبد الفلاح السوداني.
وفي مقابلةٍ خاصة مع إذاعة العراق الحر، توقع المحلل السعودي الدكتور وحيد حمزة هاشم أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة أن تعالجَ قمةُ الرياض الملفَ العراقي بشكل مباشر ذلك أن جميع الدول العربية يهمها أن يستعيد العراق مكانته ويحظى بأمنه واستقراره ويتمتع بسيادته في إطار موحّد.
"باعتقادي أن قمة الرياض ستعالج الملف العراقي بشكل مباشر وعلى نطاق واسع بمعنى أن جميع الدول العربية يهمها أن يستعيد العراق عافيته وقوته ومكانته ويحظى باستقراره وأمنه وأيضاً في إطار موحّد وسيادة كاملة غير منتقصة..فما يحدث في العراق له تأثير سلبي على جميع دول المنطقة، دون استثناء....."

** *** **

أكد السفير الأميركي في العراق المنتهية ولايته زالـمَيْ خليلزاد الاثنين ما أوردته صحيفة أميركية بارزة في شأن اجتماعات عقدَها مع مندوبين عن جماعات عراقية مسلحة لإقناعها بالانضمام إلى العملية السياسية.
وفي هذا الصدد، نُقل عنه القول في تصريحاتٍ أدلى بها في مؤتمره الصحافي الأخير في بغداد اليوم "نسمع أن الحكومة العراقية وأفرادا من السفارة الأميركية ومسؤولين عسكريين التقوا بهم عدة مرات.. أجرينا محادثات مع مجموعات عديدة فهي جزء من المصالحة الوطنية والمحادثات مستمرة حول كيفية فصل مزيد من المجموعات عن القاعدة"، بحسب تعبيره.
وفي عرضها لهذه التصريحات، نقلت وكالة فرانس برس للأنباء عنه القول "لقد تحدثنا إلى مجموعات لم تشارك في العملية السياسية ولديها علاقات مع الجماعات المسلحة التي يمكن التصالح معها" مضيفاً "لا يمكن التصالح مع الإرهابيين ومن واجباتنا إجراء مصالحة"، على حد تعبير خليلزاد.
وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) أفادت في وقت سابق بأن خليلزاد الذي يغادر بغداد خلال الأيام القليلة المقبلة التقى ممثلين عن مجموعات مسلحة لإقناعها بالانضمام إلى العملية السياسية.
ونسبت الصحيفة الأميركية البارزة إلى خليلزاد قوله إن محادثات جرت "مع ممثلين عن مجموعات مختلفة إثر الانتخابات وخلال تشكيل الحكومة وقبل أحداث سامراء كما حصلت محادثات أخرى في وقت لاحق"، بحسب تعبيره.
وقالت (نيويورك تايمز) إنها المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول أميركي إجراءَ محادثات من هذا النوع مشيرةً إلى أن اللقاءات مع الجماعات العراقية المسلحة بدأت مطلع العام 2006.
وكان خليلزاد عُيّن سفيراً في العراق في حزيران 2005، وقد رشحته الإدارة الأميركية لمنصب مندوب الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية في نيويورك. ومن المقرر أن يخلفه في بغداد السفير الأميركي الجديد رايان كروكر.

على صلة

XS
SM
MD
LG