روابط للدخول

خبر عاجل

مقال من صحيفة بريطانية تناول عمليات القتل والأختطاف والترحيل على الساحة العراقية.


اياد الكيلاني

مقال نشرته صحيفة The Sunday Times البريطانية تناول موضوع العنف الطائفي الذي بات يحدث أزمة إنسانية ذات أبعاد ساحقة في العراق. فالخطف والقتل والابتزاز المالي قد أعاد تجزئة بغداد وغيرها من المدن العراقية إلى مناطق أحادية المذهب، الأمر الذي يصفه المسئولون عن شئون اللاجئين بأنه يذكرهم بالتطهير العرقي الذي تعرضت إليه كل من رواندا والسودان ويوغوسلافيا السابقة.(اياد الكيلاني) اعد ترجمة لهذا المقال...

نطالع اليوم في صحيفة The Sunday Times البريطانية مقالا لمراسلها في بغداد يروي فيه أن مأساة العراق منقوشة على وجوه أطفال (أبو خالد) الستة، فهي شاحبة تلطخها الدموع وتعكس الخوف والفزع، وهم يتسترون في أحد صفوف مدرسة في بغداد مع والدهم، بعد فرارهم من منزلهم تحت تهديد السلاح. ويوضح المراسل بأن عائلة أبو خالد هي من بين أحدث الضحايا للعنف الطائفي الذي بات يحدث أزمة إنسانية ذات أبعاد ساحقة.
ويتابع المراسل بأن هذه العائلة – لو كان في وسعها – لكانت هجرت بلدها الممزق وانضمت إلى مئات الآلاف من العراقيين اللاجئين في بلدان مجاورة. ولكن هذه الدول – التي غمرتها موجات اللاجئين العراقيين – تبنت الآن فرض قيود مشددة على القادمين الجدد. وهكذا – بحسب المقال – ومع مرور كل يوم، يجد العراقيون أنفسهم وهم غير مرغوب فيهم لدى دول الشرق الأوسط، كما تراجعت فرصهم في إيجاد حياة جديدة في أي من أوروبا أو أميركا.
ويتابع الكاتب بأن الأسبوع الماضي شهد ستة مسلحين بمسدسات وبنادق (كلاشنكوف) يقتحمون دار عائلة أبو خالد، فضربوه بكعوب بنادقهم وسحلوه إلى سيارة كانت تنتظرهم، وينقل عن أبو خالد قوله: سألوني إن كانت لدي أسلحة في البيت فقلت لهم إنني لا أملك سلاحا. فبدئوا في تفتيش الدار وقالوا لي إنهم من مكتب مقتدى الصدر. لم يوضحوا لي دوافعهم ولكني – حين أخذوني إلى السيارة ووضعوني في صندوق أمتعتها، كنت على يقين من أنهم سيقتلونني – بحسب تعبيره.

- ويمضي المراسل إلى أن أبو خالد تعرض إلى هذا الموقف لكونه من السنة الذين يسكنون منطقة (حي الجهاد) ذات الأغلبية الشيعية، فالخطف والقتل والابتزاز المالي قد أعاد تجزئة بغداد وغيرها من المدن العراقية إلى مناطق أحادية المذهب، الأمر الذي يصفه المسئولون عن شئون اللاجئين بأنه يذكرهم بالتطهير العرقي الذي تعرضت إليه كل من رواندا والسودان ويوغوسلافيا السابقة.
إلا أن في حالة أبو خالد، فلقد تمكن جيرانه الشيعة من التدخل لدى المسلحين، مؤكدين لهم أنه على الرغم من كونيه سنيا، إلى أنه جار طيب، ما دفع المسلحين إلى إعادته إلى أسرته قبل أن يغادروا المكان.
وينقل المراسل عن أبو خالد قوله: لا يمكنني فهم هذا العنف الديني، فبلدي لم يكن على هذا النحو أبدا، وكانت الزيجات المختلطة أمرا مألوفا، فابنتي سنية ولكنها تزوجت شيعيا وكان كل شيء على ما يرام. ولكن في أعقاب تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، طلقها زوجها، وتخلى عنها وعن ابنتهما.
وينتقل الكاتب إلى أن الإحصائيات الرسمية لشهر تشرين الثاني المنصرم تشير إلى أن عدد العراقيين في مصر قد بلغ ما لا يقل عن 100 ألف شخص، مع وجود 40 ألفا في لبنان، و700 ألفا في الأردن، و600 ألفا في سوريا، و54 ألفا في إيران.
غير أن الأرقام غير الرسمية أعلى من ذلك بكثير – بحسب المقال، الذي ينسب إلى (كسارام مفارح) – المنسق التنفيذي لنحو 300 وكالة غير حكومية معنية بتخفيف وطأة الوضع الإنساني في العراق – قوله: إن الوضع محرج جدا، فلقد بتنا نتحدث عن مليون ونصف إلى مليونين من المرحلين داخل العراق، وما لا يقل عن أربعة ملايين في الخارج. وأضاف أن بعض التقديرات تشير إلى فرار مليون عراقيا إلى كل من الأردن وسورية ومصر - بحسب مقال مراسل الSunday Times.

على صلة

XS
SM
MD
LG