روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي في الصحافة البريطانية


أياد الکيلاني – لندن

وقفتنا اليوم مع الصحافة البريطانية عند تقرير لمراسلة صحيفة الGuardian من جنوب فرنسا، تشير فيه إلى أن صدام حسين، حين كان مختبئا تحت سطح الأرض في أعقاب انهيار نظام حكمه، كان لديه الكثير من الوقت ليتأمل ما كان سيحل به لو كان اختار السبيل المألوف لدى غيره من الطغاة، الذين كثيرا ما كان ينتهي بهم الأمر وهم يعيشون حياة الرخاء في جنوب فرنسا قرب المنطقة الساحلية المعروفة باسم (شاطئ الجنة على الأرض). فكان لدى صدام مأوى هناك متمثلا بفيلتين فخمتين، كما كان لديه في وقت من الأوقات مبلغ 22 مليار دولار مودعة باسمه في أحد المصارف السويسرية.
غير أن الواقع – بحسب الصحيفة – شهد صدام وهو يتم إعدامه، وتحول منتجعه القريب من مدينة (كان) إلى رمز لما آل إليه نظامه، فلقد تم نهب وتخريب ذلك المنتجع الذي كان يضم ثمان غرف للنوم وخمسة حمامات.
ويمضي التقرير إلى أن معالم الثراء قد حلت محلها نفايات المتسولين، من مفارش قذرة وسخانات مياه مهترية وزجاجات الجعة الفارغة، ولم تبقى سوى بعض زجاجات الشمبانية الفاخرة والويسكي الثمين (الخالية أيضا)، مع كومة متربة من المجلات العربية (يحمل غلاف إحداها صورة صدام)، تذكر بتلك الأيام من الغنى الفاحش.
وتنبه المراسلة إلى أن فيلا ثانية يملكها برزان التكريتي مشيدة على شارع المليارديرات المطل على خليج (كان)، مهجورة أيضا وقد تم نهب محتوياتها، إلا أنها لم تتعرض إلى التخريب، باتت الآن موضع مباحثات بين باريس وبغداد حول إعادة الأموال العراقية المجمدة بموجب عقوبات الأمم المتحدة.

** ** **

ويمضي التقرير إلى أن فيلا صدام تم شراؤها في الثمانينيات، في أعقاب زيارة قام بها صدام إلى تلك المنطقة صحبة رئيس الوزراء الفرنسي آن ذاك (جاك شيراك)، الذي وصف صدام بأنه صديق له. يذكر أن صدام لم يزر الفيلا، بل تم شراؤها – بحسب أحد المسئولين العراقيين – لتكون منتجعا لعائلته.
وتتابع المراسلة في تقريرها بأن سكان منطقة الساحل الأزرق يمكنهم التنهد ارتياحا، نتيجة تخلصهم من أفراد المخابرات والحماية العراقية الذين كانوا تحت سيطرة برزان، وعدم تعرضهم ثانية إلى زيارات نجله (عدي) المعروف بحمله الأسلحة واستخدامها.
وتخلص المراسلة إلى أن حتى المتسولين والمحرومين من المأوى قد هجروا المكان، شأنهم في ذلك شأن حتى الضفادع والجرذان والصراصير والطيور، وأي دليل آخر على وجود حياة هناك، بشرية إن كانت أم حيوانية.

على صلة

XS
SM
MD
LG