روابط للدخول

خبر عاجل

إلی أين توصلت الحرب على الإرهاب لحد الآن؟


أياد الکيلاني – لندن

في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001، أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش حربا على الإرهاب ضد من اعتبرتهم إدارته مسئولين عن تلك الاعتداءات، وضد أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة بشكل خاص. أما الآن، وبعد مضي خمس سنوات، فلقد اتسعت عبارة (الحرب على الإرهاب) لتشمل الجهود العالمية لقتل أو منع أو القبض على الأفراد أو الجماعات التي تعتبر متورطة في نشاطات إرهابية، في معارك تشنها الحكومات في العديد من الدول وعبر قارات متعددة، أي من أميركا الشمالية إلى آسيا وإلى أوروبا وإلى أفريقيا. ولقد تحدثت مراسلة إذاعة العراق الحر Heather Maher مع Bruce Hoffman – الخبير في شئون الإرهاب بجامعة Georgetown في واشنطن – وطلبت منه أن يقيّم مدى النجاح والفشل في الحرب على الإرهاب لحد الآن، من خلال رده على عدد من أسئلتها:



منذ أن استخدم بوش عبارة (الحرب على الإرهاب) لأول مرة، طرأت تغييرات مثيرة في الوضع الإرهابي حول العالم، إذ تمثل هذه الحرب الآن جهودا دولية تبذلها حكومات عديدة ومتنوعة ضد جماعات محلية وأجنبية، فهل ما زالت هذه التسمية واردة؟

"الحرب على الإرهاب – كما عرفها الرئيس جورج بوش – كانت في الحقيقة حربا ضد جميع الجماعات الإرهابية العاملة على نطاق عالمي، وليس فقط تنظيم القاعدة. أما اليوم فلقد أصبح هذا التعبير باليا إلى حد ما، إلا أنه من الصعب على هذه الإدارة أن تبعد نفسها عنه، لكون الرئيس قد أظهر نفسه رئيسا محاربا.
أعتقد أن التسمية خاطئة لكون الإرهاب يعتبر نمطا من العنف الهادف إلى إحداث تغيير سياسي، في الوقت الذي نجد هذه الحرب موجهة ضد الرعب، أي ضد ما يثير مشاعر معينة، مثل ما يخيفنا أو ما يهددنا، وهو أمر مختلف تماما.
وهذا ما أدى بحسب اعتقادي إلى الخلط بين أسلحة الدمار الشامل وبين الإرهاب. كما أعتقد أن عبارة (الحرب على الإرهاب) باتت بالية، فالذي نتفهمه الآن هو أن رغم حاجتنا إلى القوة العسكرية خلال السنوات الأولى، فإن تغلبنا على هذا التهديد يتطلب قدرا مماثلا من المبادرات السياسية والإصلاح الاقتصادي وبرامج إعلامية، أي الدمج بين القوتين الناعمة والقاسية."

** ** **

كثيرا ما يطرح التساؤل حول إن كان الغرب يكسب أم يخسر الحرب على الإرهاب. المسئولون الأميركيون وحلفاؤهم يؤكدون الكسب، في الوقت الذي تؤكد حكومات أخرى بأن العكس هو الصحيح، فما هو قولك؟

"أعتقد أننا نحقق مكاسب بالمعنى التكتيكي، فلقد باتت القاعدة اليوم أضعف بالتأكيد مما كانت عليه في 2001، ولقد تراجعت قدرتها على شن تلك الهجمات الكبيرة والمثيرة، كتلك التي لم تذهل نيو يورك وواشنطن فحسب، بل العالم كله.
ولكننا تعرضنا أيضا إلى عدد من النكسات الإستراتيجية، إذ يشير التقييم الاستخباري القومي الصادر عن الوكالات الاستخبارية في أيلول إلى تزايد التطرف والعداء للولايات المتحدة حول العالم، ما يشير إلى أن جهودنا لم تحقق النتائج الإيجابية المتعلقة بتغيير البيئة التي تشجع وتولّد الإرهاب."

** ** **

هل ساعد غزو العراق في الحرب على الإرهاب، أم ألحق الضرر بها؟

"حين ينظر المرء إلى استطلاعات الرأي وإلى المواقف العالمية، سيبدو جليا أنه قد تفوق في ضرره على فوائده، فلقد أشعل مشاعر العالم الإسلامي، الذي لا غنى عنه في مجابهة التهديد الموجه ضده قبل غيره، أي التهديد للقيم التي أعتقد أنها تتجاوز الفوارق الدينية والجغرافية، وهي قيم الحرية والديمقراطية والتسامح المتبادل والتعددية، مع تنمية المناخ الذي يوفر لنا جميعا التمتع بحياتنا كما نريد، دون الحاجة إلى انصياعنا إلى أي نموذج آخر أو إلى أوامر أحد."

** ** **

حين تسحب الولايات المتحدة قواتها من العراق، هل هناك خطر بأننا سنتذكر تلك الحرب لسنوات طويلة بأنها وفرت الدوافع للإرهابيين الإسلاميين لمواصلة القتال ضد الولايات المتحدة؟

"أعتقد أن الحرب سوف تبقى في ذاكرتنا كمطب آني مررنا به، بشرط تمكن الولايات المتحدة من معالجة تأثيراتها السلبية مع بلوغها بعض أهدافها الأساسية التي دفعتها أساسا إلى توسيع دورها في الشرق الأوسط في 2003، أي لو تمكننا أولا وقبل كل شيء من بسط السلام والاستقرار، ثم الأمن، ثم العدالة في هذه المنطقة."

على صلة

XS
SM
MD
LG