روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي في الصحافة الأميرکية


أياد الکيلاني – لندن

ضمن جولتنا اليوم على الصحافة الأميركية نتوقف ألا عند تقرير أوردته صحيفة New York Times تنقل فيه عن تقرير حكومي أميركي حصلت على نسخة منه، أن التمرد في العراق بات الآن ذاتي التمويل، نتيجة الإيرادات التي يحققها من تهريب النفط، وعمليات الاختطاف، وتزوير النقود، وتواطؤ بعض الجمعيات الخيرية الإسلامية المنحرفة، وغيرها من الجرائم التي لم تتمكن لا الحكومة العراقية ولا الجهات الأميركية التي ترعاها من منع وقوعها.
ويشير التقرير – بحسب الصحيفة - إلى أن الجماعات المسئولة عن العديد من هجمات المتمردين والإرهابيين تبلغ إيراداتها بين 70 و200 مليون دولار سنويا، متحققة من نشاطات غير مشروعة، موضحا بأن بين 25 و100 مليون دولار تأتي من تهريب النفط وغيره من الأعمال الإجرامية المتورطة فيها صناعة النفط المملوكة للدولة، بمساعدة مسئولين عراقيين فاسدين ومتواطئين.
وتتابع الصحيفة بأن التقرير لا يبشر بتحقيق تقدم يذكر – في المدى القريب – لحرمان المتمردين من تمويلهم، فهو يقر بمدى افتقار السلطات الأميركية – بعد ثلاث سنوات ونصف من الغزو الذي أطاح صدام حسين – إلى جوانب جوهرية من عمليات المتمردين. كما يرسم التقرير صورة تكاد تكون يائسة عن قدرة الحكومة العراقية – أو حتى رغبتها – في اتخاذ الخطوات الكفيلة بالحد من تمويل التمرد.
وتوضح الصحيفة بأن بعض الخبراء في شأن الإرهاب – الذين تسلموا ملخصا للتقرير الذي حصلت عليه الصحيفة – انتقدوا محتواه باعتباره غير دقيق ويستند إلى التكهنات. وكان التقرير – الذي تم إعداده في حزيران – قد رفعته مجموعة عمل من مختلف الوكالات الحكومية المكلفة التحقيق في تمويل الجماعات المتطرفة في العراق.

** ** **

كما نطالع في الصحيفة ذاتها افتتاحية تشير فيها إلى أن الجيش الأميركي تخطى مسألة التكهن فيما كان يمكن أن يحدث في العراق، وبات يركز على التوصل إلى ما جعل خطط إدارة بوش العسكرية تفشل إلى هذا الحد، مع الاستفادة من دروس تفيد في نزاعات لاحقة.
وتنسب الصحيفة إلى تعليمات الجيش الميدانية الجديدة تخليها عن الاستحداث الفاشل الذي تم تطبيقه في عهد Rumsfeld الذي يفترض أن حجم وتكوين قوات التدخل الأميركية يجب أن تستند فقط إلى ما يكفي لدحر القوات المسلحة النظامية للعدو، بدلا من الأخذ في الاعتبار احتياجات توفير الأمن والاستقرار للسكان المدنين الذين ستصبح الولايات المتحدة مسئولة عنهم.
ورغم ما تحتوي عليه التعليمات الجديدة من تعديلات مفيدة، إلا أنها لا تكفي حين تفتقر الحكومة المستضيفة إلى الإرادة اللازمة لتطهير قواتها الأمنية من مقاتلي الميليشيات الطائفية العازمين على خوض حرب أهلية بدلا من تحقيق الاستقرار الوطني.

على صلة

XS
SM
MD
LG