روابط للدخول

خبر عاجل

جيران العراق يحذرون من تقسيمه


فارس عمر

اعلن الرئيس جلال طالباني تأجيل زيارته لايران التي كان من المقرر ان تبدأ يوم السبت ، بسبب الاوضاع الأمنية.
وكان حظر التجوال فُرض في بغداد وأُغلق مطارُها في اعقاب التفجيرات التي استهدفت اهالي مدينة الصدر شمال شرقي بغداد يوم الخميس الماضي وأوقعت عشرات القتلى والجرحى.
وأوضح طالباني ان هذه الاوضاع فرضت إرجاء زيارته لايران مشيرا الى غلق المطار في اليوم الذي كان من المقرر ان يغادر فيه الى طهران. ولكنه اضاف ان زيارته لطهران ما زالت قائمة وسيتوجه الى العاصمة الايرانية فور اعادة فتح المطار.
طالباني كان يتحدث في اعقاب اجتماع عقده المجلس السياسي للامن القومي بمشاركته لبحث سبل تفادي انزلاق الوضع الى فتنة طائفية سافرة بعد تفجيرات مدينة الصدر. ونقلت وكالة فرانس برس عن طالباني قوله عقب الاجتماع ان المحادثات بين ممثلي القوى السياسية في المجلس اتسمت بالصراحة لأول مرة. وقال ان الاجتماع شدد على ضرورة ان تكون جميع الاطراف الممثلة في الحكومة قادرة على المشاركة.
في غضون ذلك استمرت الادانات العالمية للاعتداءات التي استهدفت الابرياء في مدينة الصدر. واستنكر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان هذه الاعمال بوصفها ارهابا يستهدف وحدة الشعب العراقي. واصدرت المنظمة الدولية بيانا قالت فيه ان الامين العام يشجب بقوة الموجة الاخيرة من الاعتداءات الارهابية. وأكد البيان ان هذه الاعمال لا يمكن ان تبررها أي قضية وانها تهدف بوضوح الى اشعال فتنة طائفية والاستمرار في تقويض استقرار العراق والنيل من وحدته الوطنية.
وناشد الامين العام للامم المتحدة العراقيين ان يستجيبوا لنداءات قياداتهم السياسية ومراجعهم الدينية العمل على التهدئة وضبط النفس للحيلولة دون تفاقم الوضع واجراء حوار وطني حقيقي ، بحسب بيان الامم المتحدة.
وفي واشنطن أدانت الادارة الاميركية عمليات التفجير التي استهدفت مدينة الصدر. وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ستانزل ان الولايات المتحدة تُدين اعمال العنف العبثية هذه التي من الواضح انها تستهدف آمال الشعب العراقي في بناء عراق يَنعَم بالسلام والاستقرار ، بحسب تعبيره. واشار المسؤول الاميركي الى ان منفذي هذه الاعمار الارهابية يستهدفون الابرياء في محاولة يائسة لاسقاط حكومة منتخبة ديمقراطيا ، على حد وصفه. وأكد انهم لن ينجحوا في محاولتهم هذه.
في غضون ذلك كشف مسؤول أمني عراقي ان التحقيقات الاولية تشير الى ان مرتكبي الهجوم الذي حصد ارواح العشرات من المدنيين الابرياء ينتمون الى تنظيم "القاعدة". هذا ما أعلنه المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد عبد الكريم خلف في اتصال هاتفي مع اذاعة العراق الحر.
تفجيرات مدينة الصدر تزامنت مع قصف بقذائف الهاون على منطقة الاعظمية المعروفة بأنها منطقة ذات أغلبية سنية.

** ** **

حذرت تركيا والاردن يوم السبت من ان تقسيم العراق سيؤدي الى تصعيد اعمال العنف. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اجرى محادثات في عمان مع نظيره الاردني معروف بخيت. وقال اردوغان في اعقاب المحادثات ان تقسيم العراق الى ثلاثة كيانات سيكون ايذانا بحرب اهلية شاملة.
رئيس الوزراء الاردني من جهته قال ان تقسيم العراق يعني انزلاقا الى الهاوية وان نيرانها ستصل الى الجميع وليس العراقيين وحدهم وستكون لها تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة وخاصة جيران العراق. وكان اردوغان وصل الى الاردن في زيارة رسمية تستمر ثلاثة ايام. وتأتي زيارتُه عشية المحادثات التي من المقرر ان يجريها رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس الاميركي جورج بوش في العاصمة الاردنية. ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن اردوغان انه يعلق اهمية بالغة على لقاء المالكي وبوش.
وفي سياق متصل أكد مسؤولون في الادارة الاميركية ان الرئيس جورج بوش لم يغير خططه للقاء المالكي خلال الايام المقبلة في الاردن.
وكان التيار الصدري هدد بالانسحاب من الحكومة ومقاطعة مجلس النواب إذا التقى المالكي الرئيس الاميركي في نهاية الشهر ، كم هو مقرر.
وانتقد مستشار المالكي للشؤون السياسية فاضل الشرع تهديد التيار الصدري معتبرا انه صادر عما سمَّاه "قراءة سياسية ناقصة". ونقلت صحيفة "الحياة" الصادرة في لندن يوم السبت عن الشرع قوله ان لقاء المالكي وبوش "سيركز على نقل الملف الأمني الى العراقيين".
ونسبت وكالة رويترز الى المتحدث باسم البيت الابيض ان تأمين بغداد والسيطرة على اعمال العنف سيكونان من المواضيع ذات الاولوية على جدول العمل حين يلتقي بوش والمالكي ، بحسب المسؤول الاميركي.
وكان مستشار الأمن القومي الاميركي ستيفن هادلي اعلن في وقت سابق ان المالكي وبوش سيلتقيان في عمان يومي الاربعاء والخميس المقبلين.

** ** **

قالت صحيفة "واشنطن بوست" في تعليق يوم السبت ان الولايات المتحدة لن تحقق النصر أو تحصد الهزيمة في العراق لأن هذه الكلمات لا تعكس واقع ما سيحدث فيه. وأضافت الصحيفة ان مستقبل العراق سيقرره العراقيون وليس الاميركيين.
وتابعت الصحيفة في تعليقها ان العراق ليس جائزة للفوز بها أو خسارتها بل هو جزء من النضال العالمي المستمر ضد انعدام الاستقرار والوحشية واللاتسامح والتطرف والارهاب ، بحسب تعبيرها.
واستبعدت الصحيفة ان يُسهم ارسالُ مزيد من القوات الاميركية الى العراق في ايجاد حل لقضيته مشيرة الى ان الجيوش وُجِدت للقتال وكسب الحروب لا للحفاظ على لحمة دول فاشلة ، على حد وصفها.
وقالت الصحيفة ان النيات الطيبة ليست سياسات ومشاريع. فالعراق مُلكُ الخمسة وعشرين مليون عراقي الذين يعيشون فيه وهم الذين سيقررون مصيرهم وشكلَ حكمهم.
وتوقعت الصحيفة ان تمر سنوات عديدة قبل نشوء مركز سياسي متماسك في العراق، وان يظهر مركز ثقل جديد في الشرق الأوسط العراق أحد اركانه.

على صلة

XS
SM
MD
LG