روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي في الصحافة البريطانية


أياد الکيلاني – لندن

ضمن جولتنا على الصحافة البريطانية اليوم، نتوقف أولا عند صحيفة The Financial Times وافتتاحية تتناول فيها تصريحات رئيس أركان الجيش البريطاني حول الانسحاب من العراق، تعتبر فيها أن جنرالا ما زال في الخدمة عليه ألا ينتقد سياسة الحكومة التي يخدمها. فهذا ما اقترب منه Sir Richard Dannatt رئيس هيئة الأركان في الجيش البريطاني، حين دعا إلى سحب قوات بلاده من العراق في أقرب فرصة ممكنة. أما المشكلة فتكمن في كون حججه صحيحة، ولكن الطريقة التي اختارها في التعبير عن رأي كانت خاطئة.
وتمضي الصحيفة إلى أن بغض النظر عن صواب أو خطأ التصريحات، فإن مجرد قناعة رئيس أركلن الجيش بضرورة السعي إلى التأثير على السياسة عبر وسائل الإعلام، تشير بحد ذاتها إلى وجود خلل في أروقة الحكومة، فالسياسيون الذين يتجاهلون شكوك المؤسسة العسكرية يخاطرون بوقوع كارثة. لقد أجريت نقاشات حول طبيعة الجيش الذي تحتاجه بريطانيا في عالم ما بعد الحادي عشر من أيلول، ولكن لم يجرِ نقاش يذكر حول حجم ذلك الجيش. ففي الوقت الذي تضخ فيه الحكومة أموالا إلى قطاعي الصحة والتعليم، بات الإنفاق الدفاعي – كنسبة من إجمالي الناتج القومي – يقترب من أدنى مستوياته منذ الحرب العالمية الثانية.
وتشدد الصحيفة بأن المطلوب الآن هو حوار عام حقيقي حول الوسائل والغايات، فلو أرادت بريطانيا أن تستمر في دورها كقوة عظمى من الدرجة الثانية – من خلال إرسالها قوات إلى مختلف أرجاء العالم – فلا بد لها من الاستثمار في قواتها المسلحة. وهذا يمكن أن يعني إما زيادة في أعداد الأفراد، أو زيادة في الإنفاق على المروحيات والعجلات وغيرهما من المعدات كي يتمكن الجمود من تحقيق المزيد.
أما إذا أرادت بريطانيا أن تحدد من أهدافها فالأفضل لها هو التركيز على أفغانستان، حيث تتمتع على الأقل بشيء من التأييد الشعبي.

** ** **

أما الكاتب Charles Moore فنشرت له صحيفة The Daily Telegraph مقالا يتساءل فيه: هل هي فعلا الحقيقة – كما يقول Sir Richard Dannatt – أن فرص نجاحنا في أفغانستان أفضل من الفرص في العراق؟ هل من الممكن – كما يؤكد Sir Richard – أن وجودنا في العراق المكون من 7500 فرد من شأنه أن يقصم ظهر الجيش؟ هل الحكومة العراقية مخطئة حين تقول إن الجيش البريطاني يحافظ على السلام في الجنوب وأن الأمور ستزداد سوءا بدرجة كبيرة لو غادرت هذه القوات بالفعل؟
ويمضي الكاتب إلى التساؤل: ما الذي يحدث بحق السماء حين يقيم رئيس أركان الجيش فائدة قواته بدرجة تقل عن تقييم حكومتها المنتخبة لها؟ ما الذي يريده Sir Richard بالتحديد؟ أن نغادر الآن؟ أن نغادر خلال ستة أشهر؟ وكيف سيساهم خروجنا السريع من العراق في إخافة العدو في أفغانستان، كما يقول؟ وما سيكون تأثير مثل ذلك الانسحاب على مكانتنا لدى حلفائنا حول العالم؟

على صلة

XS
SM
MD
LG